««صديقة الدرب»»
لم تجر الأمور كما يشتهي الشاب /ح/ ويرغب فقد ظن أن أجمل أيام حياته سوف تكون بزواجه من /ع/ تلك الفتاة التي سحرته ونالت حبه وثقته . وعلى عجل أحضر أهله من محافظة حماة متجهاً إلى محافظة ادلب من أجل التقدم إلى أهل /ع/ وخطبتها وخلال أيام قليلة تم الزفاف وكانت الأمور على أتم ما يرام خلال الشهر الأول من الزواج ولكن بدأت المشاكل والمشاجرات والتدقيق على كل شاردة وواردة تصدر عن العروس حتى وصلت أن قامت والدة الزوج بضرب كنتها ضرباً مبرحاً هذا مما جعل العروس تعيش حياة بائسة وحزينة رغم أنها لا تزال في شهر العسل كما يقال وقد بدأت تبحث عن إيجاد طريقة للتخلص مما هي فيه ورغم حب زوجها ومعاملته الجيدة لها إلا أن ذلك لم يخفف عنها الضغط الشديد والقساوة التي جاءتها من بقية أفراد العائلة وقد استغلت فرصة وجودها بمفردها في المنزل فأمسكت بسماعة الهاتف لتتصل بوالدها وتخبره عن سوء أحوالها وضرورة حضوره إلى محافظة حماة من أجل إعادتها إلى قريتها وأهلها وبعد أن أيقنت صعوبة القيام بذلك بشكل علني طلبت من والدها بأن يظهر عليه السرور والسعادة وكأنه لا يعرف شيئاً عن حال ابنته بل على العكس بأن يشكرهم على طيبهم وحسن معاملتهم لفلذة كبده وبعد ساعة من الزمن من وصوله يقوم بإخبار صهره بأنه سوف يصطحب معه ابنته لزيارتهم لعدة أيام خاصة أن والدتها تعاني من مرض شديد وبالفعل نجحت الخطة وذهبت الزوجة برفقة والدها عائدة إلى مهد ولادتها في القرية التي عاشت ونشأت فيها .
بعد انقضاء ثلاثة أيام توجه الزوج /ح/ قاصداً محافظة ادلب لاصطحاب زوجته إلى منزله في محافظة حماة إلا أنه وجد نفسه أمام مشكلة كبيرة احتار في كيفية مواجهتها وذلك بعد أن عرف حقيقة الأمر ورفض عمه استقباله ودخوله إلى منزله طالباً منه مغادرة المكان إلى غير رجعة . وطلب منه بأن يطلق ابنته على الفور وهي مستعدة للتنازل عن كافة حقوقها .
كانت لحظات قاسية جداً على العريس /ح/ خاصة أنه يحب زوجته ويصعب عليه التخلي عنها وقد باءت جميع محاولاته بالفشل من أجل استرضاء عمه ومصالحته وحينما أغلقت كافة الأبواب في وجهه لم يستطع العودة إلى مدينته وحيداً بدون زوجته وآثر الموت أمام باب المنزل التي تقطنه فلم يجد أمامه من سبيل سوى الذهاب إلى السوق في المدينة المجاورة وشراء /3/ حبات غاز أحضرها معه إلى بيت عمه وكانت الساعة قد اقتربت من منتصف الليل فقام بتناولها ليفارق الحياة متأثراً بالمادة السمية الموجودة في حبوب الغاز . وفي الصباح تفاجأ أهل الزوجة والجيران بوجود رجل مرمي على الأرض وهو جثة هامدة .
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)