صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 4 من 6

الموضوع: ألف ليلة وليلة/الجزء الرابع

العرض المتطور


  1. #1
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    ألف ليلة وليلة/الجزء الرابع

    حكاية معروف ألإسكافي

    ومما يحكى أيها الملك السعيد أنه كان في مدينة مصر المحروسة رجل إسكافي يرقع الزرابين القديمة وكان اسمه معزة وكان له زوجةً اسمها فاطمة ولقبها العرة وما لقبوها بذلك إلا لأنها كانت فاجرةً شرانيةً قليلة الحياء كثيرة الفتن وكانت حاكمةً على زوجها وفي كل يومٍ تسبه وتلعنه ألف مرة وكان يخشى شرها ويخاف من أذاها لأنه كان رجلاً عاقلاً يستحي على عرضه ولكنه كان فقير الحال فإذا اشتغل بكثيرٍ صرفه عليها وإذا اشتغل بقليلٍ انتقمت من بدنه من تلك الليلة وأعدمته العافية وتجعل ليلته مثل صحيفتها. ومن جملة ما اتفق لهذا الرجل مع زوجته أنها قالت له ذات يومٍ: يا معروف أريد منك من هذه الليلة أن تجيء لي معك بكنافةٍ عليها عسل نحلٍ فقال لها: الله تعالى يسهل لي حقها وأنا أجيء بها لك في هذه الليلة والله ليس معي دراهمٌ في هذا اليوم ولكن ربنا يسهل فقالت له: أنا ما أعرف هذا الكلام. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
    نص مائل== وفي الليلة الثالثة والثمانين بعد التسعمائة ==
    قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن معروفاً الإسكافي قال لزوجته: الله يسهله بكلفها وأنا أجيء بها في هذه الليلة والله ليس معي دراهمٌ في هذا اليوم لكن ربنا يسهل فقالت له: ما أعرف هذا الكلام إن سهل أو لم يسهل لا تجئني إلا بالكنافة التي بعسل نحلٍ وأن جئت من غير كنافةٍ جعلت ليلتك مثل بختك حين تزوجتني ووقعت في يدي فقال لها: الله كريمٌ ثم خرج ذلك الرجل والغم يتناثر من بدنه فصلى الصبح وفتح الدكان وقال: أسألك يا رب أن ترزقني بحق هذه الكنافة وتكفيني شر هذه الفاجرة في هذه الليلة وقعد في الدكان إلى نصف النهار فلم يأته شغلٌ فاشتد خوفه من زوجته فقام وقفل الدكان وصار متحيراً في أمره من شأن الكنافة مع أنه لم يكن معه من حق الخبز شيءٌ ثم أنه مر على دكان الكنفاني ووقف باهتاً وغرغرت عيناه بالدموع فلحظ عليه الكنفاني وقال: يا معلم معروف ما لك تبكي فأخبرني بما أصابك فأخبره بقصته وقال له: أن زوجتي جبارةٌ وطلبت مني كنافةً وقد قعدت في الدكان حتى مضى نصف النهار فلم يجئني ولا ثمن الخبز وأنا خائفٌ منها فضحك الكنفاني وقال: لا بأس عليك كم رطلاً تريد فقال له: خمسة أرطالٍ وقال له: السمن عندي ولكن ما عندي عسل نحلٍ وإنما عندي عسل قصبٍ أحسن من عسل النحل وماذا يضر إذا كانت بعسل قصب فاستحى منه لكونه يصبر عليه بثمنها فقال له: هاتها بعسل قصبٍ فقلى له الكنافة بالسمن وغرقها بعسل قصب فصارت ثم أنه قال له: أتحتاج عيشاً وجبناً قال: نعم فأخذ له بأربعة أنصافٍ عيشاً وبنصفٍ جبناً والكنافة بعشرة أنصاف وقال له: اعلم يا معروف أنه قد صار عندك خمسة عشر نصفاً رح إلى زوجتك واعمل حظاً وخذ هذا النصف حق الحمام وعليك مهل يومٍ أو يومان أو ثلاثة حتى يرزقك الله ولا تضيق على زوجتك فأنا أصبر عليك متى يأتي عندك دراهم فاضلةٌ عن مصروفك فأخذ الكنافة والعيش والجبن وانصرف داعياً له وراح إلى البيت مجبور الخاطر وهو يقول: سبحانك يا ربي ما أكرمك ثم أنه دخل على زوجته فقالت له: هل جئت بالكنافة قال: نعم ثم وضعها قدامها فنظرت إليها فرأتها بعسل قصبٍ فقالت له: أما قلت لك هاتها بعسل نحل تعمل على خلاف مرادي وتعملها بعسل قصبٍ فاعتذر إليها وقال لها: أنا ما اشتريتها إلا مؤجلاً ثمنها فقالت له: هذا كلامٌ باطلٌ أنا ما آكل الكنافة إلا بعسل نحلٍ وغضبت عليه وضربته بها في وجهه وقالت له: قم يا معرص هات لي غيرها ولكمته في صدغه فقلعت سنةً من أسنانه ونزل الدم على صدره ومن شدة الغيظ ضربها ضربةً واحدةً لطيفةً على رأسها فقبضت على لحيته وصارت تصيح وتقول: يا مسلمين فدخل الجيران وخلصوا لحيته من يدها فأموا عليها اللوم وعيبوها وقالوا: نحن كلنا نأكل الكنافة التي بعسل القصب ما هذا التجبر على هذا الرجل الفقير أن هذا عيبٌ عليك وما زالوا يلاطفونها حتى أصلحوا بينها وبينه ولكنها بعد ذهاب الناس حلفت ما تأكل من الكنافة شيئاً فأحرقه الجوع فقال في نفسه هي حلفت ما تأكل فأنا آكل ثم أكل. فلما رأته يأكل صارت تقول له: أن شاء الله يكون أكلها سماً يهري بدن البعيد فقال لها: ما هو بكلامك وصار يأكل ويضحك ويقول: أنت حلفت ما تأكلين من هذه فالله كريم فأن شاء الله في ليلة الغد أجيء لك بكنافةٍ تكون بعسل نحلٍ وتأكلينها وحدك وصار يأخذ بخاطرها وهي تدعوا عليه ولم تزل تسبه وتشتمه إلى الصبح فلما أصبح الصباح شمرت عن ساعدها لضربه فقال لها: أمهليني وأنا أجيء إليك بغيرها. ثم خرج إلى المسجد وصلى وتوجه إلى الدكان وفتحها وجلس فلم يستقر به الجلوس حتى جاءه اثنان من طرف القاضي وقالا له: قم كلم القاضي فأن امرأتك شكتك إليه وصفتها كذا وكذا فعرفها وقال: الله تعالى ينكد عليها ثم قام ومشى معهما إلى أن دخل على القاضي فرأى زوجته رابطةً ذراعها وبرقعها ملوثٌ بالدم وهي واقفةٌ تبكي وتمسح دموعها فقال له القاضي: يا رجل ألم تخف من الله كيف تضرب هذه الحرمة وتكسر ذراعها وتقلع سنها وتفعل بها هذه الفعال فقال له: أن كنت ضربتها أو قلعت سنها فأحكم في بما تختار وإنما القصة كذا وكذا والجيران أصلحوا بيني وبينها وأخبره بالقصة من الأول إلى الأخر وكان ذلك القاضي من أهل الخير فأخرج له ربع دينارٍ وقال له: يا رجل خذ هذا وأعمل لها به كنافة بعسل نحل واصطلح أنت وإياها فقال له: أعطه لها فأخذته وأصلح بينهما وقال: يا حرمة أطيعي زوجك وأنت يا رجل ترفق بها وخرجا مصطلحين على يد القاضي وذهبت المرأة من طريق وزوجها من طريقٍ آخرٍ إلى دكانه وجلس وإذا بالرسل أتوا له وقالوا: هات خدمتنا فقال لهم: أن القاضي لم يأخذ مني شيئاً بل أعطاني ربع دينار فقالوا: لا علاقة لنا بكون القاضي أعطاك أو أخذ منك فأن لم تعطنا خدمتنا أخذناها قهرا عنك وصاروا يجرونه في السوق فباع عدته وأعطاهم نصف دينارٍ ورجعوا عنه ووضع يده على خده وقعد حزينا حيث لم يكن عنده عدة يشتغل بها. فبينما هو قاعدٌ وإذا برجلين قبيحي المنظر أقبلا عليه وقالا له: قم يا رجل كلم القاضي فأن زوجتك شكتك إليه فقال لهما: قد أصلح بيني وبينهما فقالا له: نحن من عند قاض آخر فأن زوجتك اشتكتك إلى قاضينا فقام معهما وهو يحسب عليها فلما رآها قال لها: ما اصطلحنا يا بنت الحلال فقالت: ما بقي بيني وبينك صلح فتقدم وحكى للقاضي حكايته وقال: أن القاضي فلانا أصلح بيننا في هذه الساعة فقال لها القاضي: يا عاهرة حيث اصطلحتما لماذا جئت تشتكين إلي قالت: أنه ضربني بعد ذلك فقال لهما القاضي: اصطلحا ولا تعد إلى ضربها وهي لا تعود إلى مخالفتك وتوجه إلى الدكان وفتحها وقعد فيها وهو مثل السكران من الهم الذي أصابه فبينما هو قاعدٌ وإذا برجلٍ أقبل عليه وقال له: يا معروف قم واستخف فأن زوجتك اشتكتك إلى الباب العالي ونازلٌ عليك أبو طبق فقام وقفل الدكان وهرب في وجهة باب النصر وكن قد بقي معه خمسة أنصاف فضة من حق القوالب والعدة فاشتري بأربعة أنصافٍ عيشاً وبنصفٍ جبناً وهرب منها وكان ذلك في فصل الشتاء وقت العصر فلما خرج بين الكيمان نزل عليه المطر مثل أفواه القرب فابتلت ثيابه فدخل العادلية فرأى موضعاً خرباً فيه حاصلٌ مهجورٌ من غير بابٍ فدخل يستكن فيه من المطر وحوائجه مبتلةٌ بالماء فنزلت الدموع من أجفانه وصار يتضجر مما به ويقول: أين أهرب من هذه العاهرة أسألك يا رب أن تقيض لي من يوصلني إلى بلادٍ بعيدةٍ لا تعرف طريقي فيها. فبينما هو جالس يبكي وإذا بالحائط قد انشقت وخرج منها شخصٌ طويل القامة رؤيته تقشعر منها الأأبدان وقال له: يا رجل ما لك أقلقتني في هذا الليل أنا ساكنٌ في هذا المكان منذ مائتي عامٍ فما رأيت أحداً دخل هذا المكان وعمل مثل ما عملت أنت أخبرني بمقصودك وأنا أقضي حاجتك فأن قلبي أخذته الشفقة عليك فقال له: من أنت وما تكون فقال له: أنا عامر هذا المكان فأخبره بجميع ما جرى له مع زوجته فقال له: أتريد أن أوصلك إلى بلادٍ لا تعرف لك زوجتك فيها طريقاً قال: نعم قال له: أركب فوق ظهري فركب وحمله وطار به من بعد وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح. وفي الليلة الرابعة والثمانين بعد التسعمائة قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن معروفاً الإسكافي لما حمله المارد وطار به وأنزله على جبلٍ عالٍ وقال: يا انسي انحدر من فوق هذا الجبل ترى عتبة مدينة فأدخلها فأن زوجتك لا تعرف لك طريقاً ولا يمكنها أن تصل إليك ثم تركه وذهب فصار معروف باهتاً متحيراً في نفسه إلى أن طلعت الشمس فقال في نفسه: أقوم وأنزل من أعلى هذا الجبل إلى المدينة فأن قعودي هنا ليس فيه فائدةٌ فنزل إلى أسفل الجبل فرأى مدينةً بأسوارٍ عاليةٍ وقصورٍ مشيدةٍ وأبنيةٍ مزخرفةٍ وهي نزهةٌ للناظرين فدخل من باب المدينة فرآها تشرح القلب الحزين فلما مشى في السوق صار أهل المدينة ينظرون إليه ويتفرجون عليه واجتمعوا عليه وصاروا يتعجبون من ملبسه لأن ملبسه لا يشبه ملابسهم فقال له رجلٌ من أهل المدينة: أنت غريبٌ قال: نعم قال له: من أي مدينةٍ قال: من مدينة مصر السعيدة قال: ألك زمان مفارقها قال له: البارحة العصر فضحك عليه وقال: يا ناس تعالوا انظروا هذا الرجل واسمعوا ما يقول: فقالوا: ما يقول قال: أنه يزعم أنه من مصر وخرج منها البارحة العصر فضحكوا كلهم واجتمع عليه الناس وقالوا: يا رجل أأنت مجنون حتى تقول هذا الكلام كيف تزعم أنك فارقت مصر بالأمس في وقت العصر وأصبحت هنا والحال أن بين مدينتنا وبين مصر مسافة سنةٍ كاملةٍ فقال لهم: ما مجنونٌ إلا أنتم وأما أنا فأني صادقٌ في قولي وهذا عيش مصر لم يزل معي طرياً وأراهم العيش فصاروا يتفرجون عليه ويتعجبون منه لأنه لا يشبه عيش بلادهم وكثرت الخلائق عليه وصاروا يقولون لبعضهم: هذا عيش مصر تفرجوا عليه وصارت له شهرةٌ في تلك المدينة ومنهم ناسٌ يصدقون وناس يكذبون ويهزأون به. فبينما هم في تلك الحالة وإذا بتاجرٍ أقبل عليهم وهو راكبٌ بغلةُ وخلفه عبدان ففرق الناس وقال: يا ناس أما تستحون وأنتم ملتمون على هذا الرجل الغريب وتسخرون منه وتضحكون عليه ما علاقتكم به ولم يزل يسبهم حتى طردهم منه ولم يقدر أحدٌ أن يرد عليه جواباً وقال له: تعال يا أخي ما عليك بأسٌ من هؤلاء الناس أنهم لا حياء عندهم ثم أخذه وسار به إلى أن أدخله داراً واسعةً مزخرفةً وأجلسه في مقعد ملوكي وأمر العبيد ففتحوا له صندوقاً وأخرجوا له بدلة تاجرٍ ألفي وألبسه إياها وكان معروف وجيهاً فصار كأنه شاه بندر التجار ثم أن ذلك التاجر طلب السفرة فوضعوا قدامهما سفرة فيها جميع الأطعمة الفاخرة من سائر الألوان فأكلا وشربا وبعد ذلك قال له: يا أخي ما اسمك قال: اسمي معروف وصنعتي إسكافي أرقع الزرابين القديمة قال له: من أي البلاد أنت قال: من مصر قال: من أي الحارات قال له: هل أنت تعرف مصر قال له: أنا من أولادها فقال له: أنا من الدرب الأحمر قال: من تعرف من الدرب الأحمر وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
    http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg

    مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني

رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #2
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    وفي الليلة الخامسة والثمانين بعد التسعمائة

    قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الرجل سأل معروف الإسكافي وقال له: من الدرب الأحمر قال له: فلاناً وفلاناً وعد له ناساً كثيرين قال له: هل تعرف الشيخ أحمد العطار قال: هو جاري الحيط في الحيط قال له: هل هو طيبٌ قال: نعم. قال: كم له من الأولاد قال: ثلاثةٌ: مصطفى ومحمد وعلي قال له: ما فعل الله بأولاده قال: أما مصطفى فأنه طيبٌ وهو عالمٌ مدرسٌ وأما محمد فأنه عطارٌ وقد فتح له دكانا بجنب دكان أبيه بعد أن تزوج وولدت زوجته ولداً اسمه حسن قال: بشرك الله بالخير. قال: وأما علي فأنه كان رفيقي ونحن صغار وكنت دائماً ألعب أنا وإياه وبقينا نروح بصفة أولاد النصارى وندخل الكنيسة ونسرق كتب النصارى ونبيعها ونشتري بثمنها نفقة فاتفق في بعض المرات أن النصارى رأونا وأمسكونا بكتاب فاشتكونا إلى أهلنا وقالوا لأبيه: إذا لم تمنع ولدك من آذانا شكوناك إلى الملك فأخذ بخاطرهم وضربه علقة فلهذا السبب هرب من ذلك الوقت ولم يعرف له طريقاً وهو غائبٌ له عشرون سنةً ولم يخبر عنه أحدٌ بخبر فقال له: هو أنا علي ابن الشيخ أحمد العطار وأنت رفيقي يا معروف وسلما على بعضهما وبعد السلام قال: يا معروف أخبرني بسبب مجيئك من مصر إلى هذه المدينة فأخبره بخبر زوجته فاطمة العرة وما فعلت معه وقال له: أنه لما اشتد علي أذاها هربت منها في جهة باب النصر ونزل علي المطر فدخلت في حاصل خراب في العادلية وقعدت أبكي فخرج لي عامر المكان وهو عفريتٌ من الجن وسألني فأخبرته بحالي فأركبني على ظهره وطار بي طول الليل بين السماء والأرض ثم حطني على الجبل وأخبرني بالمدينة فنزلت من الجبل ودخلت المدينة والتم علي الناس وسألوني فقلت لهم أني طلعت البارحة من مصر فلم يصدقوني فجئت أنت ومنعت عني الناس وجئت بي إلى هذا الدار وهذا سبب خروجي من مصر وأنت ما سبب مجيئك هنا قال له: غلب علي الطيش وعمري سبع سنين فمن ذلك الوقت وأنا دائر من بلدٍ إلى بلدٍ ومن مدينةٍ إلى مدينةٍ حتى دخلت هذه المدينة واسمها اختيان الختن فرأيت أهلها ناساً كراماً وعندهم الشفقة ورأيتهم يأتمنون الفقير ويداينونه وكل ما قاله يصدقونه فقلت لهم: أنا تاجر وقد سبقت الحملة ومرادي ثم أني قلت لهم: هل فيكم من يداينني ألف دينارٍ حتى تجيء حملتي أرد له ما آخذه منه فأني محتاجٌ إلى بعض مصالح قبل دخول الحملة فأعطوني ما أردت وتوجهت إلى سوق التجار فرأيت شيئاً من البضاعة فاشتريته وفي ثاني يوم بعته فربحت فيه خمسين ديناراً واشتريت غيره وصرت أعاشر الناس وأكرمهم فأحبوني وصرت أبيع واشتري فكثر مالي وأعلم يا أخي أن صاحب المثل يقول: الدنيا فشر وحيلة والبلاد التي لا يعرفك فيها أحدٌ مهما شئت فافعل فيها وأنت إذا قلت لكل من سألك أنا صنعتي إسكافي وفقير وهربت من زوجتي والبارحة طلعت من مصر فلا يصدقونك وتصير عندهم مسخرةً مدة أقامتك في هذه المدينة وأن قلت: حملني عفريت نفروا منك ولا يقرب منك أحدٌ ويقولون: هذا رجلٌ معفرتٌ وكل من يقرب منه يحصل له ضربٌ وتبقى هذه الإشاعة قبيحةٌ في حقي وحقك لكونهم يعرفون أني من مصر. قال: وكيف أصنع قال: أنا أعلمك كيف تصنع أن شاء الله تعالى أعطيك في الغد ألف دينارٍ وبغلةً تركبها وعبداً يمشي قدامك حتى يوصلك إلى باب سوق التجار فأدخل عليهم وأكون أنا قاعداً بين التجار فمتى رأيتك أقوم لك وأسلم عليك وأقبل يدك وأعظم قدرك وكلما سألتك عن صنع من القماش وقلت لك: هل جئت معك بشيء من الصنف الفلاني فقل: كثيرٌ وأن سألوني عنك أشكرك وأعظمك في أعينهم ثم أني أقول لهم: خذوا له حاصلاً ودكاناً وأصفك بكثرة المال والكرم وإذا أتاك سائلٌ فأعطه ما تيسر فيثقون بكلامي ويعتقدون عظمتك وكرمك ويحبونك وبعد ذلك أعزمك وأعزم جميع التجار من شأنك وأجمع بينك وبينهم حتى يعرفك جميعهم وتعرفهم. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
    وفي الليلة السادسة والثمانين بعد التسعمائة

    قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن التاجر علياً قال لمعروفٍ: أعزمك وأعزم جميع التجار من شأنك وأجمع بينك وبينهم حتى يعرفك جميعهم وتعرفهم لأجل أن تبيع وتشتري وتأخذ وتعطي معهم فما تمضي عليك مدةً حتى تصير صاحب مالٍ فلما أصبح الصباح أعطاه ألف دينارٍ وألبسه بدلةً وأركبه بغلةً وأعطاه عبداً وقال: أجأبرأ الله ذمتك من الجميع لأنك رفيقي فواجبٌ علي إكرامك ولا تحمل هماً ودع عنك سيرة زوجتك ولا تذكرها لأحدٍ فقال له: جزاك الله خيرا. ثم أنه ركب البغلة ومشى قدامه العبد إلى أن أوصله إلى باب سوق التجار وكانوا جميعاً قاعدين والتاجر كان قاعداً بينهم فلما رآه قام ورمى روحه عليه وقال له: نهارك مبارك يا تاجر معروف فسلموا عليه وصار يشير لهم بتعظيمه فعظم في أعينهم ثم أنزله من فوق ظهر البغلة وسلموا عليه وصار يختلي بواحدٍ بعد واحدٍ منهم ويشكره عنده فقالوا له: هل هذا تاجرٌ فقال لهم: نعم بل هو أكبر التجار ولا يوجد واحدٌ أكثر مالاً منه لأن أمواله وأموال أبيه وأجداده مشهورةٌ عند تجار مصر وله شركاءٌ في الهند والسند واليمن وهو في الكرم على قدرٍ عظيمٍ فأعرفوا قدره وارفعوا مقامه واخدموه واعلموا أن مجيئة إلى هذه المدينة ليس من أجل التجارة وما مقصده إلا الفرجة على بلاد الناس لأنه محتاجٌ إلى التغريب من أجل الربح والمكاسب لأن عنده أموالاً لا تأكلها النيران وأنا من بعض خدمه ولم يزل يشكره حتى جعلوه فوق رؤوسهم وصاروا يخبرون بعضهم بصفاته ثم اجتمعوا عنده وصاروا يهادونه بالفطورات والشربات حتى شاه بندر التجار أتى له وسلم عليه وصار يقول له التاجر علي بحضرة التجار: يا سيدي لعلك جئت معك بشيء من القماش الفلاني فيقول له: كثير وكان في ذلك اليوم فرجة على أصناف القماش المثمنة وعرفه أسامي الأقمشة الغالي والرخيص فقال له تاجرٌ من التجار: يا سيدي هل جئت معك بجوخٍ أصفرٍ قال: كثيرٌ قال: وأحمر دم غزال قال: كثيرٌ وصار كلما سأله عن شيءٍ يقول له: كثيرٌ. فعند ذلك قال: يا تاجر علي أن ابن بلدك لو أراد أن يحمل ألف حمل من القماشات المثمنة يحملها فقال له يحملها من حاصلٍ من جملة حواصله ولا ينقص منه شيءٌ فبينما هما قاعدون وإذا برجلٍ سائلٍ دارٍ على التجار فمنهم من أعطاه نصف فضة ومنهم من أعطاه جديد وغالبهم لم يعطه شيئاً حتى وصل إلى معروف فكبش له كبشة ذهبٍ وأعطاه إياها فدعا له وذهب فتعجب التجار منه وقالوا: أن هذه عطايا ملوكٍ فأنه أعطى السائل ذهباً من غير عددٍ ولولا أنه من أصحاب النعم الجزيلة وعنده شيءٌ كثيرٌ ما كان أعطى السائل كبشة ذهبٍ وبعد حصةٍ أتته امرأة فقيرةٌ فكبش وأعطاها وذهبت تدعو له وحكت للفقراء فأقبلوا عليه وصار كل من أتى له يكبش له ويعطيه حتى أنفق الألف دينارٍ وبعد ذلك ضرب كفاً على كف وقال: حسبنا الله ونعم الوكيل فقال له شاه بندر التجار: ما لك يا تاجر معروف قال: كأن أهل هذه المدينة فقراءٌ ومساكينٌ ولو كنت أعرف أنهم كذلك كنت جئت معي في الخراج بجانب من المال وأحسن به إلى الفقراء وأنا خائفٌ أن تطول غربتي ومن طبعي أني لا أرد السائل وما بقي معي ذهباً فإذا أتاني فقيرٌ ماذا أقول له قال له: الله يرزقك قال: ما هي عادتي وقد ركبني الهم بهذا السبب وكان مرادي ألف دينارٍ أتصدق بها حتى تجيء حملتي. فقال: لا بأس وأرسل بعض أتباعه فجاء له بألف دينارٍ فأعطاه إياها فصار يعطي كل من مر به من الفقراء حتى أذن الظهر فدخلوا الجامع وصلوا الظهر والذي بقي معه من الألف دينارٍ نثره على رؤوس المصلين فانتبه له الناس ثم أنه مال على تاجر آخر وأخذ منه ألف دينار وفرقها فما قفلوا باب السوق حتى أخذ خمسة آلاف دينارٍ وفرقها وكل من أخذ منه شيئاً يقول له: حتى تجيء الحملة وعند المساء عزموه التجار وعزم معه التجار جميعاً وأجلسوه في الصدر وصار لا يتكلم إلا بالقماشات والجواهر وكلما ذكروا له شيئاً يقول: عندي منه كثيرٌ وثاني يومٍ توجه إلى السوق وصار يميل على التجار ويأخذ منهم النقود ويفرقها على الفقراء ولم يزل على هذه الحالة مدة عشرين يوماً حتى أخذ من الناس ستين ألف ولم تأته حملةً ولا كبةً حاميةً فضجت الناس على أموالهم وقالوا: ما أتت حملة التاجر معروف وإلى متى وهو يأخذ أموال الناس ويعطيها للفقراء. فقال واحدٌ منهم: الرأي أن نتكلم مع ابن بلديته التاجر علي فأتوه وقالوا له: يا تاجر علي أن حملة التاجر معروف لم تأت فقال لهم: اصبروا فأنها لا بد أن تأتي عن قريبٍ ثم أنه اختلى به وقال له: يا معروف ما هذي الفعال هل أنا قلت لك قمر الخبز أو أحرقه أن التجار ضجوا على أموالهم وأخبروني أنه صار عليك ستون ألف دينار أخذتها وفرقتها على الفقراء ومن أين تسدد دين الناس وأنت لا تبيع ولا تشتري فقال له: أي شيء يجري وما مقدار الستين ألف دينارٍ لما تجيء الحملة أعطيهم أن شاؤوا قماشاً وأن شاؤوا ذهباً وفضةً فقال له التاجر علي: وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.


    وفي الليلة السابعة والثمانين بعد التسعمائة

    قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن التاجر علي قال: الله أكبر وهل أنت لك حملةٌ قال: كثير قال له: الله عليك وعلى سماجتك أهل أنا علمتك هذا الكلام حتى تقوله لي فأنا أخبر الناس بك قال: رح بلا كثرة كلامٍ هل أنا فقيرٌ أن حملتي فيها شيءٌ فإذا جاءت يأخذون متاعهم المثل مثلين أنا غير محتاجٍ إليهم فعند ذلك اغتاظ التاجر علي وقال له: يا قليل الأدب لا بد أن أريك كيف تكذب علي ولا تستحي فقال له: الذي يخرج من يدك أفعله ويصبرون حتى تجيء حملتي ويأخذون متاعهم بزيادة فتركه ومضى وقال في نفسه: أنا شكرته سابقاً وأن دعمته الآن صرت كاذباً وأخل في قول من قال: من شكر وذم كذب مرتين وصار متحيراً في أمره ثم أن التجار أتوه وقالوا: يا تاجر علي هل كلمته قال لهم: يا ناس أنا استحي منه ولي عنده ألف دينارٍ ولم أقدر أن أكلمه عليها وأنتم لما أعطيتموه ما شاورتموني وليس لكم علي كلامٌ فطالبوه منكم له وأن لم يعطكم فاشكوه إلى ملك المدينة وقولوا له: أنه نصاب نصب علينا فأن الملك يخلصكم منه فتوجهوا للملك وأخبروه بما وقع وقالوا: يا ملك الزمان أننا تحيرنا في أمرنا مع هذا التاجر الذي كرمه زائدٌ فأنه يفعل كذا وكذا وكل شيءٍ أخذه يفرقه على الفقراء بالكمشة فلو كان مقلا ما كانت تسمح نفسه أن يكبش الذهب ويعطيه للفقراء ولو كان من أصحاب النعم كان صدقه ظهر لنا بمجيء حملته ونحن لا نرى له حملةً مع أنه يدعي أن له حملةً وقد سبقها وكلما ذكرنا له صنفا من أصناف القماش يقول: عندي منه كثير وقد مضت مدةً ولم يبن عن حملته خبرٌ وقد صار لنا عنده ستون ألف دينارٍ وكل ذلك فرقه على الفقراء وصاروا يشكرونه ويمدحون كرمه. وكان ذلك الملك طماعاً أطمع من الشعب فلما سمع بكرمه وسخائه غلب عليه الطمع وقال لوزيره: لو لم يكن هذا التاجر عنده أموالٌ كثيرةٌ ما كان يقع منه هذا الكلام كله ولا بد أن تأتي حملته ويجتمع هؤلاء التجار عنده ويفرق عليهم أموالاً كثيرةً فأنا أحق منهم بهذا المال فمرادي أن أعاشره وأتودد إليه حتى تأتي حملته والذي يأخذه منه هؤلاء التجار آخذه أنا وأزوجه ابنتي وأضم ماله إلى مالي فقال له الوزير: يا ملك الزمان ما أظنه إلا نصاباً والنصاب قد أخرب بيت الطماع. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.


  • #3
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    وفي الليلة الثامنة والثمانين بعد التسعمائة

    قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الوزير لما قال للملك: ما أظنه إلا نصاباً والنصاب قد أخرب بيت الطماع قال له الملك: يا وزير أنا أمتحنه وأعرف هل هو نصابٌ أو صادقٌ فأنا أبعث إليه وأحضره عندي وإذا جلس أكرمه وأعطيه الجوهرة فأن عرفها أو عرف ثمنها يكون صاحب خيرٍ ونعمٍ وأن لم يعرفها فهو نصاب محدث فاقتله أقبح قتلةٍ. ثم أن الملك أرسل إليه وأحضره فلما دخل عليه سلم عليه فرد عليه السلام وأجلسه إلى جانبه وقال له: هل أنت التاجر معروف قال: نعم قال له: أن التجار يزعمون أن لهم عندك ستين ألف دينارٍ فهل ما يقولونه حق قال: نعم قال له: لم تعطهم أموالهم قال: يصبرون حتى تجيء حملتي وأعطيهم المثل مثلين وأن أرادوا ذهباً أعطيهم وأن أرادوا فضةً أعطيهم وأن أرادوا بضاعةً أعطيهم والذي له ألفٌ أعطيه ألفين في نظير ما استر به وجهي مع الفقراء عندي شيئاً كثيراً ثم أن الملك قال: يا تاجر خذ هذه وانظر ما جنسها وما قيمتها وأعطاه جوهرةً قدر البندقية كان الملك اشتراها بألف دينارٍ ولم يكن عنده غيرها وكان مستعزاً بها فأخذها معروف بيده وفرك عليها بالإبهام والشاهد فكسرها لأن الجوهرة رقيقةٌ لا تتحمل فقال له الملك: لأي شيء كسرت الجوهرة فضحك وقال: يا ملك الزمان ما هذه جوهرةٌ هذه قطعة معدن تساوي ألف دينار كيف تقول عليها أنها جوهرة إن الجوهرة يكون ثمنها سبعين ألف دينارٍ وإنما يقال على هذه قطعة معدن والجوهرة ما لم تكن قدر الجوزة لا قيمة لها عندي ولا أعتني بها كيف تكون ملكاً وتقول على هذه جوهرةٌ وهي قطعة معدنٍ قيمتها ألف دينارٍ ولكن أنتم معذورون لكونكم فقراء وليس عندكم ذخائر لها قيمتها فقال له الملك: يا تاجر هل عندك جواهرٌ من الذي تخبرني به قال: كثيرٌ فغلب الطمع على الملك فقال له: هل تعطيني جواهر صحاحاً قال له: حتى تجيء الحملة أعطيك كثيراً ومهما طلبته فعندي منه كثيرٌ وأعطيك من غير ثمن فخرج الملك وقال للتجار: اذهبوا إلى حال سبيلكم واصبروا عليه حتى تجيء الحملة ثم تعالوا خذوا مالكم مني وراحوا. هذا ما كان من أمر معروف والتجار. وأما ما كان من أمر الملك فأنه أقبل على الوزير وقال له: لاطف التاجر معروفاً وخذ وأعط معه في الكلام وأذكر له ابنتي حتى يتزوج بها ونغتنم هذه الخيرات التي عنده فقال الوزير: يا ملك الزمان أن حال هذا الرجل لم يعجبني وأظن أنه نصابٌ وكذابٌ فأترك هذا الكلام لئلا تضيع ابنتك بلا شيء وكان الوزير سابقاً سبق على الملك أن يزوجه البنت وأراد زواجها له فلما بلغها ذلك لم ترض ثم أن الملك قال له: يا خائن أنت لا تريد لي خير لكونك خطبت بنتي سابقاً ولم ترض أن تتزوج بك فصرت الآن تقطع طريق زواجها ومرادك أن بنتي تبور حتى تأخذها أنت فأسمع مني هذه الكلمة ليس لك علاقة بهذا الكلام كيف يكون نصاباً أو كذاباً مع أنه عرف ثمن الجوهرة مثل ما اشتريتها به وكسرها لكونها لم تعجبه وعنده جواهر كثيرةً فمتى دخل على ابنتي يراها جميلة فتأخذ عقله ويحبها ويعطيها جواهر وذخائر وأنت مرادك أن تحرم ابنتي وتحرمني من هذه الخيرات فسكت الوزير وخاف من غضب الملك عليه وقال في نفسه: أغر الكلام على البقر ثم ميل على التاجر معروف وقال له: أن حضرة الملك أحبك وله بنت ذات حسن وجمال يريد أن يزوجها لك فما تقول فقال: لا بأس ولكن يصبر حتى تجيء حملتي فأن مهر بنات الملوك واسعٌ ومقامهن أن لا يمهرن إلا بمهر يناسب حالهن وفي هذه الساعة ما عندي مال فليصبر علي حتى تجيء حملتي فالخير عندي كثير ولا بد أن ادفع صداقها خمسة آلاف كيسٍ وأحتاج إلى ألف كيسٍ أفرقها على الفقراء والمساكين ليلة الدخلة وألف كيسٍ أعطيها للذين يمشون في الزفة وألف كيسٍ أعمل بها الأطعمة للعساكر وغيرهم وأحتاج إلى مائة جوهرة فأعطيها للملكة صبيحة العرس ومائة جوهرة أفرقها على الجواري والخدم فأعطي كل واحدةٍ جوهرةً تعظيماً لمقام العروسة وأحتاج إلى أن أكسوا ألف عريانٍ من الفقراء ولا بد من صدقاتٍ وهذا شيء لا يمكن إلا إذا جاءت الحملة فأن عندي شيئاً كثيراً وإذا جاءت الحملة لا أبالي بهذا المصروف كله. فراح الوزير وأخبر الملك بما قاله فقال الملك: حيث كان مراده ذلك كيف تقول عنه أنه نصابٌ كذابٌ قال الوزير: ولم أزل أقول ذلك ففزع فيه الملك ووبخه وقال له: وحياة رأسي أن لم تترك هذا الكلام لقتلتك فأرجع إليه وهاته عندي وأنا مني له أصطفي فذهب إليه الوزير وقال له: تعال كلم الملك فقال سمعاً وطاعةً ثم جاء إليه فقال له الملك: لا تعتذر بهذه الأعذار فأن خزنتي ملآنةً فخذ المفاتيح عندك وانفق جميع ما تحتاج إليه وأعط ما تشاء واكس الفقراء وافعل ما تريد وما عليك من البنت والجواري وإذا جاءت حملتك فأعمل مع زوجتك ما تشاء من الإكرام ونحن نصبر عليك بصداقها حتى تجيء الحملة وليس بيني وبينك فرقٌ أبداً ثم أمر شيخ الإسلام أن يكتب الكتاب فكتب كتاب البنت على التاجر معروف وشرع في عمل الفرح وأمر بزينة البلد ودقت الطبول ومدت الأطعمة من سائر الألوان وأقبلت أرباب الملاعب وصار التاجر معروف يجلس على كرسي في مقعدٍ وتأتي قدامه أرباب الملاعب والشطار والجنك وأرباب الحركات الغريبة والملاهي العجيبة وصار يأمر الخازندار ويقول له: هات الذهب والفضة فيأتيه بالذهب والفضة وصار يدور على المتفرجين ويعطي كل من لعب بالكبشة ويحسن للفقراء والمساكين ويكسوا العريانين وصار فرحاً عجاجاً وما بقي الخازندار يلحق أن يجيء بالأموال من الخزنة وكاد قلب الوزير أن ينفقع من الغيظ ولم يقدر أن يتكلم وصار التاجر علي يتعجب من بذل هذه الأموال ويقول للتاجر معروف: الله والرجال على صدغك أما كفاك أن أضعت مال التجار حتى تضيع مال الملك فقال التاجر معروف: لا علاقة لك وإذا جاءت الحملة أعوض ذلك على الملك بأضعافه وصار يبذر الأموال ويقول في نفسه: كبةٌ حاميةٌ الذي يجري علي يجري والمقدر ما منه مفر. ولم يزل الفرح مدة أربعين يوماً وفي ليلة الحادي والأربعين عملوا الزفة للعروسة ومشى قدامها جميع الأمراء والعساكر ولما دخلوا بها صار ينثر الذهب على رؤوس الخلائق وعملوا لها زفةً عظيمةً وصرف أموالاً لها مقدر عظيم وأدخلوه على الملكة فقعد على المرتبة العالية وأرخوا الستائر وقفلوا الأبواب وخرجوا وتركوه عند العروسة فخبط يداً على يدٍ وقعد حزيناً مدةً وهو يضرب كفاً على كفٍ ويقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فقالت له الملكة: يا سيدي سلامتك ما لك مغموماً فقال: كيف لا أكون مغموماً وأبوك قد شوش علي وعمل معي عملةً مثل حرق الزرع الأخضر قالت: وما عمل معك أبي قل لي قال: أدخلني عليك قبل أن تأتي حملتي وكان مرادي أقل ما يكون مائة جوهرةٍ أفرقها على جواريك لكل واحدةٍ منهن جوهرةٌ تفرح بها وتقول: أن سيدي أعطاني جوهرة في ليلة دخلته على سيدتي وهذه الخصلة كانت تعظيماً لمقامٍ وزيادةٍ في شرفك فأني لا أقصر في بذل الجواهر لأن عندي منها كثيراً فقالت: لا تهتم بذلك ولا تغم نفسك بهذا السبب أما أنا فما عليك مني إلا أني أصبر عليك حتى تجيء الحملة وأما الجواري فما عليك منهن قم أقلع ثيابك وأعمل انبساطا ومتى جاءت الحملة فأننا فقام وقلع ما كان عليه من الثياب وجلس على الفراش وطلب النغاش ووقع الهراش وحط يده على ركبتها فجلست هي في حجرةٍ وألقمته شفتها في فمه وصارت هذه الساعة تنسي الإنسان أبوه وأمه فحضنها وضمها إليه وعصرها في حضنه وضمها إلى صدره ومص شفتيها حتى سأل العسل من فمها ووضع يده تحت إبطها الشمال فحنت أعضاؤه وأعضاءها للوصال ولكزها بين النهدين فراحت يده بين الفخدين وتحزم بالساقين ومارس العملين ونادى يا أبا اللثامين وحط الدخير وأشعل الفتيل وحرر على بيت الإبرة وأشعل النار فخسف البرج من الأربعة أركان وحصلت النكتة التي لا يسأل عنها إنسان وزعقت الزعقة التي لا بد منها. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.


    وفي الليلة التسعين بعد التسعمائة

    قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن بنت الملك لما زعقت الزعقة التي لا بد منها أزال التاجر معروف بكارتها وصارت تلك الليلة لا تعد من الأعمار لاشتمالها على وصل الملاح من عناقٍ وهراشٍ ومصٍ ورضعٍ إلى الصباح ثم دخل الحمام ولبس بدلةً من ملابس الملوك وطلع من الحمام ودخل ديوان الملك فقام له من فيه على الأقدام وقابلوه بإعزازٍ وإكرامٍ وهنأوه وباركوا له وجلس بجانب الملك وقال: أين الخازندار فقالوا: ها هو حاضر بين يديك فقال: هات الخلع وألبس جميع الوزراء والأمراء وأرباب المناصب فجاء له بجميع ما طلب وجلس يعطي كل من أتى له ويهب لكل إنسانٍ على قدر مقامه واستمر على هذه الحالة مدة عشرين يوماً ولم يظهر له حملةً ولا غيرها. ثم أن الخازندار تضايق منه غاية الضيق ودخل على الملك في غياب معروفٍ وكان الملك جالساً هو والوزير لا غير وقبل الأرض بين يديه وقال: يا ملك الزمان أنا أعلمك شيءٌ ربما تلومني على عدم الأخبار به: أعلم أن الخزنة فرغت ولم يبق فيها شيء من المال إلا القليل وبعد عشرة أيامٍ نقفلها على الفارغ. فقال الملك: يا وزير أن حملة نسيبي تأخرت ولم يبن عنها علمٌ فضحك الوزير وقال له: الله يلطف بك يا ملك الزمان ما أنت إلا مغفلٌ عن فعل هذا النصاب الكذاب وحياة رأسك أنه لا حملةً له ولا كبةً تريحنا منه وإنما هو ما زال ينصب عليك حتى أتلف أموالك وتزوج بنتك بلا شيء وإلى متى وأنت غافل عن هذا الكذاب فقال له الملك: يا وزير كيف العمل حتى نعرف حقيقة حاله فقال له: يا ملك الزمان لا يطلع على سر الرجل إلا زوجته فأرسل إلي بنتك لتأتي خلف الستارة حتى أسألها عن حقيقة ثم أنه أخذ الوزير ودخل إلى قاعة الجلوس وأرسل إلى ابنته فأتت وراء الستارة وكان ذلك في غياب زوجها فلما أتت قالت: يا أبي ماذا تريد قال: كلمي الوزير قالت: أيها الوزير ما بالك قال: يا سيدي أعلمي أن زوجك أتلف مال أبيك وقد تزوج بك بلا مهرٍ وهو لم يزل يعدنا ويخلف الميعاد ولم يبن لحملته علم بالجملة نريد أن تخبرينا عنه فقالت: أن كلامه كثير وهو في كل وقتٍ يجيء ويعدني بالجواهر والحلي والذخائر والقماشات المثمنة ولم أر شيئاً فقال: يا سيدتي هل تقدرين في هذه الليلة أن تأخذي وتعطي معه في الكلام وتقولي له: أفيدني بالصحيح ولا تخف من شيءٍ فأنك صرت زوجي ولا أفرط فيك بحقيقة الأمر وأنا أدبر لك تدبيراً ترتاح به ثم قربي وبعدي له في الكلام وأريه المحبة وقرريه ثم بعد ذلك أفيدينا بحقيقة أمره فقالت: يا أبت أنا أعرف كيف أختبره. ثم أنها دخلت وبعد العشاء حضر عليها زوجها معروف على جري عادته فقامت له وتناولته من تحت إبطه وخادعته خداعاً زائداً وناهيك بمخادعة النساء إذا كان لهن عند الرجال حاجةٌ يردن قضاءها وما زالت تخادعه وتلاطفه بكلامٍ أحلى من العسل حتى سرقت عقله. فلما رأته مال إليها بكليته قالت له: يا حبيبي يا قرة عيني ويا ثمرة فؤادي لا أوحشني الله منك ولا فرق الزمان بيني وبينك فأن محبتك سكنت فؤادي ونار غرامك أحرقت كبدي وليس فيك تفريطٌ أبداً ولكن مرادي أن تخبرني بالصحيح لأن حبل الكذب غير نافعةٍ ولا تنطلي في كل الأوقات وإلى متى وأنت تنصب وتكذب على أبي وأنا خائفةٌ أن يفتضح أمرك عنده قبل أن تدبر له حيلةً فيبطش بك فأفدني بالصحيح وما بك إلا ما يسرك ومتى أعلمتني بحقيقة الأمر لا تخشى من شيء يضرك فكم تدعي أنك تاجرٌ وصاحب أموالٍ ولك حملةٌ وقد مضت لك مدةً طويلةً وأنت تقول حملتي حملتي ولم يبن عن حملتك علمٌ ويلوح على وجهك الهم بهذا السبب فأن كان كلامك ليس له صحةٌ فقل لي وأنا أدبر لك تدبيراً تخلص به أن شاء الله. فقال لها: يا سيدتي سأخبرك بالصحيح ومهما أردت فافعلي فقالت له: قل وعليك بالصدق فأن الصدق سفينة النجاة وإياك والكذب فأنه يفضح صاحبه ولله در من قال: عليك بالصدق ولو أنهأحرقك الصدق بنار الوعيد وأبغ رضا الله فأغبى الورىمن أسخط المولى وأرضى العبيد فقال: يا سيدتي أعلمي أني لست تاجراً ولا لي حملةً ولا حاميةً وإنما كنت في بلادي رجلاً إسكافياً ولي زوجة اسمها فاطمة العره وجرى لي معها كذا وكذا وأخبرها بالحكاية من أولها إلى نهايتها فضحكت وقالت: أنك ماهرٌ في صناعة الكذب والنصب فقال لها: يا سيدتي الله تعالى يبقيك لستر العيوب وفك الكروب فقالت: أعلم أنك نصبت على أبي وغررته بكثرة فشرك حتى زوجني بك من طمعه ثم أتلفت ماله والوزير منكر ذلك عليك وكم مرة يتكلم فيك عند أبي ويقول له: أنه نصابٌ كذابٌ ولكن أبي لم يطعه فيما يقول. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
    وفي الليلة الواحدة والتسعين بعد التسعمائة

    قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن زوجة معروف قالت له: أن الوزير تكلم فيك عند أبي ويقول له أنه نصاب كذاب وأبي لم يطعه بسبب أنه كان خطبني لأن يكون لي بعلاً وأكون له أهلاً ثم أن المدة طالت وقد تضايق أبي وقال لي: قرريه قد قررتك وانكشف المغطى وأبي مصرٌ لك على الضرر بهذا السبب ولكنك صرت زوجي وأنا لا أفرط فيك فأن أعلمت أبي بهذا الخبر ثبت عنده أنك نصابٌ وكذابٌ وقد نصبت على بنات الملوك وذهبت بأموالهم فذنبك عنده لا يغفر ويقتلك بلا محالةٍ ويشيع بين الناس أني تزوجت برجلٍ نصابٍ كذابٍ وتكون فضيحةٌ في حقي وإذا قتلك أبي ربما يحتاج أن يزوجني إلى آخر وهذا شيءٍ لا أقبله ولو مت. ولكن قم الآن وألبس بدلةً مملوكٍ وأحمل معك خمسين ألف دينارٍ من مالي وأركب على جوادٍ وسافر إلى بلاد يكون حكم أبي لا ينفذ فيها وأعمل تاجراً هناك وأكتب لي كتاباً وأرسله مع ساعٍ يأتيني به لأعلم في أي البلاد أنت حتى أرسل لك كل ما طالته يدي فأن مات أبي أرسلت إليك فتجيء بإعزازٍ وإكرامٍ وإذا مت أنت أو أنا إلى رحمة الله تعالى فالقيامة تجمعنا وهذا هو الصواب وما دمت طيبةً وأنت طيبٌ لا أقطع عنك المراسلة ولا أموال قم قبل أن يطلع النهار عليك وينزل بك الدمار. فقال لها: يا سيدتي أنا في عرضك أن تودعيني بوصالك فقالت: ولبس بدلة مملوكٍ وأمر السياس أن يشدوا له جواد من الخيل فشدوا له جواداً ثم ودعها وخرج من المدينة في آخر الليل فصار كل من رآه يظن أنه مملوكٌ من مماليك السلطان مسافرٌ في قضاء حاجةٍ. فلما أصبح الصباح جاء أبوها هو والوزير إلى قاعة الجلوس وأرسل إليها فأتت وراء الستارة فقال لها: يا بنيتي ما تقولين قالت: أقول: سود الله وجه وزيرك فأنه كان مراده أن يسود وجهي من زوجي قال: وكيف ذلك قالت: أنه دخل علي أمس قبل أن أذكر له هذا الكلام وإذا بفرج الطواشي جاء إلي وبيده كتابٌ وقال: أن عشرة مماليك واقفون تحت شباك القصر وأعطوني هذا الكتاب وقالوا لي: قبل لنا أيادي سيدي معروف وأعطه هذا الكتاب فأننا من مماليكه الذين مع الحملة وقد بلغنا أنه تزوج بنت الملك فأتينا إليه لنخبره بما حل بنا في الطريق. فأخذت الكتاب وقرأته فرأيت فيه: من المماليك الخمسمائة إلى حضرة سيدنا التاجر معروف وبعد فالذي نعلمك به أنك بعدما تركتنا خرج العرب علينا وحاربونا وهم قدر ألفين من الفرسان ونحن خمسمائة مملوك ووقع بيننا وبين العرب حربٌ عظيمٌ ومنعونا عن الطريق ومضى لنا ثلاثون يوماً ونحن نحاربهم وهذا سبب تأخيرنا عنك. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.


  • #4
    مغترب ذهبي
    الحالة : عاشق الوطنية غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Apr 2010
    رقم العضوية: 464
    الدولة: سوريا
    الإهتمامات: الرياضة , الصداقة والغناء
    السيرة الذاتية: أحب سوريا و لا تسألني كيف أو لماذا
    العمل: على باب الله
    العمر: 36
    المشاركات: 11,254
    الحالة الإجتماعية: اعزب و الله يبعت بنت الحلال
    معدل تقييم المستوى : 484
    Array

    وفي الليلة الثانية والتسعين بعد التسعمائة

    قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن بنت الملك قالت لأبيها أن زوجي جاءه مكتوبٌ من أتباعه مضمونه: أن العرب منعونا عن الطريق وهذا سبب تأخيرنا عنك وقد أخذوا منا مائتي حمل وقتلوا منا خمسين مملوكاً فما بلغه الخبر قال: خيبهم الله كيف يتحاربون لأجل مائتي حمل بضاعة وما مقدار مائتي حمل فما كان ينبغي لهم أن يتأخروا من أجل ذلك فأن قيمة المائتي حمل سبعة آلاف دينارٍ ولكن ينبغي أن أروح إليهم وأستعجلهم والذي أخذه العرب لا تنقص به الحملة ولا يؤثر عندي شيئاً وأقدر أني تصدقت به عليهم ثم نزل من عندي ضاحكاً ولم يغتم على ما ضاع من ماله ولا على قتل مماليكه ولم نزل نظرت من شباك القصر فرأيت العشرة مماليك الذين أتوا له بالكتاب كأنهم الأقمار كل واحدٍ منهم لابس بدلة تساوي ألف دينارٍ وليس عند أبي مملوك يشبه واحداً منهم. ثم توجه مع المماليك الذين جاؤوا له بالمكتوب ليجيء بحملته والحمد لله الذي منعني أن أذكر له شيئاً من هذا الكلام الذي أمرتني به فأنه كان يستهزئ بي وبك وربما كان يراني بعين النقص ويبغضني ولكن العيب كله من وزيرك الذي يتكلم في حق زوجي كلاماً لا يليق به فقال الملك: يا بنتي أن مال زوجك كثير ولا يفكر في ذلك ومن يوم دخل بلادنا وهو يتصدق على الفقراء وأن شاء الله عن قريبٍ يأتي بالحملة ويحصل لنا منه خيرٌ كثيرٌ وصار يأخذ بخاطرها ويوبخ الوزير وانطلت عليه الخيانة هذا ما كان من أمر الملك. وأما ما كان من أمر التاجر معروف فأنه ركب الجواد وسار في البر الأقفر وهو متحير لا يدري إلى أي البلاد يروح وصار من ألم الفراق ينوح وقاسى الوجد واللوعات. فلما فرغ من كلامه بكى بكاءً شديداً وقد انسدت الطرقات في وجهه وأختار الممات على الحياة ثم أنه مشى كالسكران من شدة حيرته ولم يزل سائراً إلى وقت الظهر حتى أقبل على بلدةٍ صغيرةٍ فرأى رجلاً حراثاً قريباً منه يحرث على ثورين وكان قد اشتد به الجوع فقصد الحراث وقال له: السلام عليكم فرد عليه السلام وقال: مرحباً بك يا سيدي هل أنت من مماليك السلطان قال: نعم قال: انزل عندي للضيافة فعرف أنه من الأجاويد فقال له: يا أخي ما أنا ناظرٌ عندك شيئاً حتى تطعمني إياه فكيف تعزم علي فقال الحراث: يا سيدي الخير موجودٌ أنزل أنت وها هي البلدة قريبةٌ وأنا ذاهب وآتي لك بغداءٍ وعليق لحصانك قال: حيث كانت البلدة قريبةٌ فأنا أصل إليها في مقدار ما تصل أنت إليها واشتري مرادي من السوق وآكل فقال له: يا سيدي أن البلدة صغيرةً وليس فيها سوق ولا بيع ولا شراء سألتك بالله أن تنزل عندي وتجبر بخاطري وأنا ذاهب إليها وأرجع إليك بسرعةٍ فنزل ثم أن الفلاح تركه وراح البلد ليجيء له بالغداء فقعد معروف ينتظره ثم قال في نفسه: أنا شغلنا هذا الرجل المسكين عن شغله ولكن أنا أقوم وأحرث عوضاً عنه حتى يأتي في نظير عوقته عن شغله ثم أخذ المحراث وساق الثيران فحرث قليلاً وعثر المحراث في شيءٍ فوقعت البهائم فساقها فلم تقدر على المشي فنظر إلى المحراث فرآه مشبوكاً في حلقةٍ من الذهب فكشف عنها التراب فوجد تلك الحلقة في وسط حجرٍ من المرمر قدر قاعدة الطاحون فعالج فيه حتى قلعه من مكانه فبان من تحته طبق بسلالم أفنزل في تلك السلالم فرأى مكاناً مثل الحمام بأربعة لواوين الليوان الأول ملآن من الأرض إلى السقف بالذهب والليوان الثاني ملآن زمرداً ولؤلؤاً ومرجاناً من الأرض إلى السقف والليوان الثالث ملآن ياقوتاً وبلخشاً وفيروزاً والليوان الرابع ملآن بالماس ونفيس المعادن من سائر أصناف الجواهر وفي صدر ذلك المكان صندوقاً من البلور الصافي ملآن بالجواهر اليتيمة التي كل جوهرةٍ منها قدر الجوزة وفوق ذلك الصندوق علبةً صغيرةً قدر الليمونة وهي من الذهب. فلما رأى ذلك تعجب وفرح فرحاً شديداً وقال: يا هل ترى أي شيءٍ في هذه العلبة ثم أنه فتحها فرأى فيها خاتماً من الذهب مكتوباً عليه أسماء وطلاسم مثل دبيب النمل فدعك الخاتم وإذا بقائلٍ يقول: لبيك لبيك يا سيدي فأطلب تعط هل تريد أن تعمر بلداً وتخرب مدينةً أو تقتل ملكاً أو تحفر نهراً أو نحو ذلك فمهما طلبته فأنه قد صار بأذن الملك الجبار خالق الليل والنهار فقال له: يا مخلوق ربي من أنت ومن تكون قال: أنا خادم هذا الخاتم القائم بخدمة مالكه فمهما طلبه من الأغراض قضيته له ولا عذرٌ لي فيه يأمرني به فأني سلطانٌ على أعوانٍ من الجان وعدة عسكري اثنتان وسبعون قبيلةً كل قبيلةٍ عدتها اثنتان وسبعون ألفاً وكل واحدٍ من الألف يحكم ألف ماردٍ وكل ماردٍ يحكم على ألف عونٍ ولك عون يحكم على ألف شيطان وكل شيطان يحكم على ألف جني وكلهم من تحت طاعتي ولا يقدرون على مخالفتي وأنا مرصوداً لهذا الخاتم لا أقدر على مخالفة من ملكه وه أنت من ملكته وصرت أنا خادمك فأطلب ما شئت فأني سميعٌ لقولك مطيعٌ لأمرك وإذا احتجت إلي في أي وقتٍ في البر والبحر فادعك الخاتم تجدني عندك وإياك أن تدعكه ماريتن متواليتين فتحرقني بنار الأسماء وتعدمني وتندم علي بعد وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
    وفي الليلة الثالثة والتسعين بعد التسعمائة

    قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن خادم هذا الخاتم لما أخبر معروفاً بأحواله قال معروف: ما اسمك قال: اسمي أبو السعادات فقال له: يا أبا السعادات ما هذا المكان ومن أرصد في هذه العلبة قال له: يا سيدي هذا المكان كنزٌ يقال له كنز شداد بن عاد الذي عمر أرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد وأنا كنت خادمه في حياته وهذا خاتمه وقد وضعه في كنزه ولكنه نصيبك فقال له معروف: هل تقدر أن تخرج ما في هذا الكنز على وجه الأرض قال: نعم أسهل ما يكون قال: أخرج جميع ما فيه ولا تبق منه شيئاً فأشار بيده إلى الأرض فانشقت ثم نزل وغاب مدةً لطيفةً وإذا بغلمانٍ صغارٍ زرافٍ بوجوهٍ حسانٍ قد خرجوا وهم حاملون مشناتٍ من الذهب وتلك المشنات ممتلئةً ذهباً وفرغوها ثم راحوا وجاؤوا بغيرها وما زالوا ينقلون من الذهب والجواهر فلم تمض ساعةً حتى قالوا: ما بقي في الكنز شيءٌ ثم طلع له أبو السعادات وقال له: يا سيدي قد رأيت أن جميع ما في الكنز قد نقلناه فقال له: ما هذه الأولاد الحسان قال: هؤلاء أولادي لأن هذه الشغلة لا تستحق أن أجمع لها الأعوان وأولادي قضوا حاجتك وتشرفوا بخدمتك فاطلب ما تريد غير هذا قال له: هل تقدر أن تجيء لي ببغالٍ وصناديقٍ وتحط هذه الأموال في الصناديق وتحمل الصناديق على البغال قال: هذا أسهل ما يكون. ثم أنه زعق زعقةً عظيمةً فحضر أولاده بين يديه وكانوا ثمانمائة فقال لهم: لينقلب بعضكم في صورة البغال وبعضكم في صورة المماليك الحسان الذين أقل من فيهم لا يوجد مثله عند ملك الملوك وبعضكم في صورة المكارية وبعضكم في صورة الخدامين ففعلوا كما أمرهم ثم صاح على الأعوان فحضروا بين يديه فأمرهم أن ينقلب بعضهم في صورة الخيل المسرجة بسروج الذهب المرصع بالجواهر. فلما رأى معروف ذلك قال: أين الصناديق فأحضروها بين يديه قال: عبوا الذهب والمعادن كل صنفٍ وحده فعبوها وحملوها على ثلثمائة بغلٍ فقال معروف: يا أبا السعادات هل تقدر أن تجيء لي بأحمالٍ من نفيس القماش قال: أتريد قماشاً مصرياً أو شامياً أو عجمياً أو هندياً قال: هات لي من قماش كل بلدةٍ مائة حملٍ على مائة بغلٍ قال: يا سيدي أعطني مهلةً حتى أرتب أعواني بذلك أو آمر كل طائفةٍ أن تروح إلى بلدٍ لتجيء بمائة حملٍ من قماشها وينقلب الأعوان في صورة البغال ويأتون حاملين البضائع قال: ما قدر زمن المهلة قال: مدة سواد الليل فلا يطلع النهار إلا وعندك جميع ما تريد قال: أمهلك هذه المدة ثم أمرهم أن ينصبوا له خيمةً فنصبوها وجلس وجاؤوا له بسماطٍ وقال له أبو السعادات: يا سيدي اجلس في الخيمة وهؤلاء أولادي بين يديك يحرسونك ولا تخشى من شيء وأنا ذاهب أجمع أعواني وأرسلهم ليقضوا حاجتك. ثم ذهب أبو السعادت إلى حال سبيله وجلس معروف في الخيمة والسماط قدامه وأولاد أبي السعادات بين يديه في صورة المماليك والخدم والحشم فبينما هو جالسٌ على تلك الحالة وإذا بالرجل الفلاح قد أقبل وهو حاملٌ قصعة عدسٍ كبيرةٍ ومخلاةٍ ممتلئةٍ شعيراً فرأى الخيمة منصوبة والمماليك واقفةٌ وأيديهم على صدورهم فظن أنه السلطان أتى ونزل في ذلك المكان فوقف باهتا وقال في نفسه: يا ليتني كنت ذبحت فرختين وحمرتهما بالسمن البقري من شأن السلطان. وأراد أن يرجع ليذبح فرختين يضيف بهما السلطان فرآه معروف فزعق عليه وقال للمماليك: أحضروه فحملوه هو وقصعة العدس وأثوابهما قدامه فقال له: ما هذا قال: هذا غذاؤك وعليق حصانك فلا تؤاخذني فأني ما كنت أظن أن السلطان يأتي إلى هذا المكان ولو علمت بذلك كنت ذبحت له فرختين وضيفته ضيافةً مليحةً فقال له معروف: أن السلطان لم يجيء وإنما أنا نسيبه وكنت مغبوناً منه وقد أرسل إلى مماليكه فصالحوني وأنا الآن أريد أن أرجع إلى المدينة وأنت قد عملت لي هذه الضيافة على غير معرفةٍ وضيافتك مقبولة ولو كانت عدساً فأنا ما آكل إلا من ضيافتك. ثم أمره بوضع القصعة في وسط السماط وأكل منها حتى أكتفي وأما الفلاح فأنه ملآ بطنه من تلك الألوان الطيبة ثم أن معروفاً غسل يديه وأذن للمماليك في أكل فنزلوا على بقية السماط وأكلوا ولما فرغت القصعة ملآها ذهبا وقال له: أوصلها إلى منزلك وتعال عندي في المدينة وأنا أكرمك فتناول القصعة ملآنةً ذهباً وساق الثيران وذهب إلى بلده وهو يظن أنه نسيب الملك. وبات معروفاً تلك الليلة في أنسٍ وصفاءٍ وجاؤوا له ببناتٍ من عرائس الكنوز فدقوا آلات الطرب ورقصوا قدامه وقضى ليلته وكانت تعد من الأعمار. فلما أصبح الصباح لم يشعرا إلا والغبار قد علا وطار وانكشف عن بغالٍ حاملةٍ أحمالاً وهي سبعمائة بغلٍ حاملةً أقمشةً وحولها غلمانٌ مكاريةٌ وعكامةٌ وضويةٌ وأبو السعادات راكبٌ على بغلةٍ وهو في صورة مقدم الحملة وقدامه تختروان له أربع عساكر من الذهب الوهاج مرصعةً بالجواهر. فلما وصل إلى الخيمة نزل من فوق ظهر البغلة وقبل الأرض وقال: يا سيدي أن الحاجة قضيت بالتمام والكمال وهذا التختروان فيه بدلةً كنوزيةً لا مثيل لها من ملابس الملوك فألبسها وأركب في التختروان وأأمرنا بما تريد. فقال له أبو السعادات: مرادي أن أكتب لك كتاباً تروح به إلى مدينة خيتان أختن وتدخل على عمي الملك ولا تدخل عليه إلا في صورة ساعٍ أنيسٍ فقال له سمعاً وطاعةً. فكتب كتاباً وختمه فتناوله أبو السعادات وذهب به حتى وصل إلى الملك فرآه يقول: يا وزيري أن قلبي على نسيبي وأخاف أن يقتله العرب يا ليتني كنت أعرف أين ذهب حتى كنت أتبعه بالعسكر ويا ليته كان قد أعلمني بذلك قبل الذهاب. فقال له الوزير: الله تعالى يلطف بك على هذه الغفلة التي أنت فيها وحياة رأسك أن الرجل عرف أننا انتبهنا له فخاف من الفضيحة وهرب وما هو إلا كذابٌ نصابٌ وإذا بالساعي داخلٌ فقبل الأرض بين يدي الملك ودعا له بدوام العز والنعم والبقاء فقال له الملك: من أنت وما حاجتك فقال له: أنا ساعٍ أرسلني إليك نسيبك وهو مقبل بالحملة وقد أرسل معي كتاباً وها هو فأخذه وقرأه فرأى فيه: وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
    وفي الليلة الرابعة والتسعين بعد التسعمائة

    قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن الملك أخذ الكتاب وقرأه وفهم رموزه ومعناه فرأى فيه: من بعد مزيد السلام على عمنا الملك العزيز فأني جئت بالحملة فأطلع وقابلني بالعسكر فقال الملك: سود الله وجهك يا وزير كم تقدح في عرض نسيبي وتجعله كذاباً نصاباً وقد أتى بالحملة فما أنت إلا خائنٌ. فأطرق الوزير رأسه على الأرض حياءً وخجلاً وقال: يا ملك الزمان أنا ما قلت هذا الكلام إلا لطول غياب الحملة وكنت خائفاً على ضياع المال الذي صرفه فقال له الملك: يا خائن أي شيءٍ أموالي حيثما أتت الحملة فأنه يعطيني عوضا عنها شيئاً كثيراً. ثم أمر الملك بزينة المدينة وذهب إلى ابنته وقال لها: لك البشارة أن زوجك عن قريبٍ يجيء بحملته وقد أرسل مكتوباً بذلك وها أنا طالعٌ لملاقاته. فتعجبت البنت من هذه الحالة وقالت في نفسها: إن هذا شيءٌ عجيبٌ هل كان يهزأ بي ويتمسخر علي أو كان يختبرني حين أفادني بأنه فقيرٌ ولكن الحمد لله حيث لم يقع في حقة تقصيراً. وأما ما كان من أمر التاجر المصري فأنه لما رأى الزينة سأل عن سبب ذلك فقالوا له: أن التاجر معروف نسيب الملك قد أتت حملته فقال: الله أكبر ما هذه الداهية أنه قد أتاني هارباً من زوجته وكان فقيراً فمن أين جاءت له حملة ولكن لعل بنت الملك دبرت له حيلةً خوفاً من الفضيحة والملوك لا يعجزون عن شيء فالله وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.
    وفي الليلة الخامسة والتسعين بعد التسعمائة

    قالت: بلغني أيها الملك السعيد أن التاجر علياً لما سأل عن الزينة أخبروه بحقيقة الحال فدعا له وقال: الله يستره ولا يفضحه وسائر التجار فرحوا وانسروا لأجل أخذ أموالهم ثم أن الملك أمر بجمع العسكر وطلع وكان أبو السعادات قد رجع إلى معروفٍ وأعلمه بأنه بلغ الرسالة فقال له معروف: حملوا فحملوا ولبس البدلة الكنوزية وركب التختروان وصار أعظم وأهيب من الملك بألف مرةٍ ومشى إلى نصف الطريق وإذا بالملك قابله بالعسكر فلما وصل إليه رآه لابساً تلك البدلة وراكباً في التختروان حياه بالسلام وجميع أكابر الدولة سلموا عليه وبأن معروفاً صادق ولا ثم أن التاجر علياً قال له: قد عملت هذه العملة وطلعت يا شيخ النصابين ولكن يستاهل فالله تعالى يزيدك من فضله فضحك معروف ولما دخل السرايا قعد على الكرسي وقال: ادخلوا حمال الذهب في خزانة عمي الملك وهاتوا أحمال الأقمشة فقدموها وصار يفتحونها حملاً بعد حملٍ ويخرجون ما فيها حتى فتحوا السبعمائة حمل فنقى أطيبها وقال: أدخلوه للملكة لتعرفه على جواريها وخذوا هذا الصندوق والجواهر وأدخلوه لها لتفرقه على الجواري والخدم وصار يعطي التجار الذين لهم عليه دينٌ من الأقمشة في نظير ديونهم والذي له ألف يعطيه قماشاً يساوي ألفين أو أكثر وبعد ذلك صار يفرق على الفقراء والمساكين والملك ينظر بعينيه ولا يقدر أن يعترض عليه ولم يزل يعطي ويهب حتى فرق السبعمائة حمل ثم التفت إلى العسكر وجعل يفرق عليهم معادن وزمردا ويواقيت ولؤلؤاً ومرجاناً وصار لا يعطي الجواهر إلا بالكبشة من غير عددٍ. فقال له الملك: يا ولدي يكفي هذا العطاء لأنه لم يبق من الحملة إلا القليل فقال له: عندي كثيرٌ وأشتهر صدقه وما بقي يقدر أن يكذبه وصار لا يبالي بالعطاء لأن الخادم يحضر له مهما طلب ثم أن الخازندار أتى للملك وقال له: يا ملك أن الخزينة امتلأت وصارت لا تسع بقية الأحمال وما بقي من الذهب والمعادن أين نضعه فأشار له إلى مكانٍ آخر: ولما رأت زوجته هذه الحالة ازداد فرحها وصارت متعجبةً وتقول في نفسها: يا هل ترى من أين جاء له كل هذا الخير وكذلك التجار فرحوا بما أعطاهم ودعوا له: وأما التاجر علي فأنه صار متعجباً ويقول في نفسه: يا ترى كيف نصب وكذب حتى ملك هذه الخزائن كلها فأنها لو كانت من عند بنت الملك ما كان يفرقها على الفقراء. هذا ما كان من أمره. وأما ما كان من أمر الملك فأنه تعجب غاية العجب مما رأى من معروف ومن كرمه وسخائه ببذل المال ثم بعد ذلك دخل على زوجته فقابلته وهي مبتسمةٌ ضاحكةٌ فرحانةٌ وقبلت يده وقالت: هل كنت تتمسخر علي أو كنت تجربني بقولك أنا فقيرٌ وهاربٌ من زوجتي والحمد لله حيث لم يقع مني في حقك تقصيرٌ وأنت يا حبيبي وما عندي أعز منك سواءٌ كنت غنياً أو فقيراً وأريد أن تخبرني ما قصدت بهذا الكلام قال: أردت تجريبك حتى أنظر هل محبتك خالصةٌ أو على شأن المال وطمع الدنيا فظهر لي أن محبتك خالصةٌ وحيث أنك صادقةٌ في المحبة فمرحباً بك وقد عرفت قيمتك ثم أنه اختلى في مكان وحده ودعك الخاتم فحضر له أبو السعادات وقال له: لبيك فأطلب ما تريد قال: أريد منك بدلةً كنوزية لزوجتي وحلياً كنوزياً مشتملاً على عقد فيه أربعون جوهرةً يتيمةً قال: سمعاً وطاعةً ثم أحضر له ما أمره به فحمل البدلة والحلي بعد أن صرف الخادم ثم دخل على زوجته ووضعهما بين يديها وقال لها: خذي وألبسي فمرحباً بك. وأدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح.

  • صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. ألف ليلة وليلة/الجزء الثالث
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 65
      آخر مشاركة: 08-01-2010, 09:03 PM
    2. ألف ليلة وليلة/الجزء الثاني
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 24
      آخر مشاركة: 08-01-2010, 06:49 PM
    3. ألف ليلة وليلة/الجزء الأول
      بواسطة عاشق الوطنية في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 17
      آخر مشاركة: 08-01-2010, 06:34 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1