««صديقة الدرب»»
اخوانى الاعزاء يشرفنى ان اعيد رفع كتاب لينكس الشامل للاستاذ مؤيد صالح السعدي هذا الكتاب يعتبر مرجع لا غنى عنه لكل من يبحث عن تعليم لينكس والتعرف عليه والتعامل معه سواء كان مبتدأ او محترف ولما لهذا الكتاب من اهمية فقد قمت برفعه على اجزاء مرة اخرى نظرا لوجود بعض المشاكل الفنية بالموضوع الاصلى وليكون دليل لكل محبى لينكس
. مدخلك إلى عالم لينكس
صناعة الإبداع والموارد البشرية
تعتبر الموارد الطبيعية ثروة العصر الماضي أما الآن فإن وجود هذه الموارد لا يقدم ولا يؤخر فقد لا توجد موارد طبيعية أو تكون بيد شركات أجنبية أو لا تمتلك الدولة جرأة القرار السياسي باستعمالها (مثل اليورانيوم) وأما جلب استثمار في الصناعة التي تستهدف التسويق في نفس البلد ليست خيار مثالي بسبب صغر أسواق العالم الثالث وخيار الصناعة التي تسوق إلى أسواق خارجية فهو خيار غير مجدٍ لأن المنتج المصنع يعتمد على مواد خام غير تقليدية (مثل صناعة الدواء) غير موجودة فتستورد والعمالة الرخيصة (تدني الدخل) والضرائب الملغاة (لجلب المستثمر) والصناعة غير الاستراتيجية أو ما يسمى بالصناعة التغليفية متدنية القيمة المضافة (إحضار مادة مستوردة ومعالجتها بطريقة تقليدية بأيدي عاملة رخيصة غير مؤهلة ) كل هذه العوامل تجعل الفائدة الوحيدة هي تقليل البطالة ولكنها كما ذكرنا تظل صناعة غير استراتيجية انظر إن شئت في أسباب العلاقات الهندية-الإسرائيلية الجيدة على الرغم من أن ثلث سكانها مسلمين وأن جارتها النووية لم تعترف بعد بإسرائيل، فهي تغامر بهذا بحرب أهلية من جهة وحرب نووية من جهة أخرى، من الواضح أن السبب هو أن الدول الإسلامية لا تمتلك صناعة استراتيجية. فلا يبقى خيار أمام دول العالم الثالث سوى صناعة السياحة (صناعة التهريج والترويح والإستجمام وهي بالمناسبة لاتتناسب وطبيعة منطقة الشرق الأوسط) قارن إن شئت عائدات السياحة لكل من برج إيفل والأهرام التي يزيد عمرها عن 5000 سنة ، أو صناعة الإبداع (الموارد البشرية) لهذا تقول الأمم المتحدة أن المصادر المفتوحة هي باب الأمل الوحيد أمام دول العالم الثالث للتطور. حيث تفرع عن برنامج التنمية التابع للأمم المتحدة United Nations Development Programme (انظر www.undp.org) شبكة تهتم بالبرامج الحرة مفتوحة المصدر تسمى الشبكة العالمية المفتوحة المصدر International Open Source Network (انظر www.iosn.net)
صناعة المبدع ليست صناعة استراتيجية ولكنها المادة الخام لتلك الصناعات وحتى يكون لدينا صناعة إبداعية يجب أن يكون لدينا مبدع (لا أتحدث عن إبداع أدبي بل أقصد تكنولوجي أي مخترع) هذا المبدع لايأتي من فراغ وإنما يُصنع ( يجب أن نستثمر في صناعتهم) ويكون ذلك باصلاح النظام التعليمي من الأساس بأن يكون نظام يعتمد على معايير نوعية وليس كمية (مثلاً في مجال التعليم يتم اعتماد نسبة النجاح كمقياس للخطة التربوية فيقال نجحت الخطة بسبب نجاح 51% من الطلاب وأحياناً يتم تحديد نسبة الرسوب للمعلم مسبقاً بغض النظر عن نوع الطلاب وقدراتهم) وأن يحفز على استخدام العقل والإبتكار وليس نظام الذاكرة التصويرية والقواعد القوالبية مثلا : (أعلم ذلك لأني الآن معلم)
- س: لماذا نطبق نظرية كذا.
- ج: لأنه درس اليوم
- إذا كان طول السؤال يزيد عن ثلاث أسطر نستخدم نظرية كذا
- لحل مسألة تحتوي على كلمة كذا نقوم ب كذا وكذا
- يسمى هذا بكذا فإذا نظرنا له من هناك أصبح كذا
- س: ما هو أول شيء تفعله لتصليح الخلل الفلاني
- ج: أستدعي خبير (أجنبي)
- منتجات "الشركة الفلانية" أفضل من منتجات "الشركة العلانية"
ومن أكثر ما يميت حس الإبتكار هو عدم التمييز بين تيسير العلم وتلقيم العلم، الذي قادنا إلى تدريس الأحاجي بدلاً من الرياضيات لأن الأخيرة أعقد، يقول ألبرت آينشتاين "كل شيء يجب أن يقدم بأسهل ما يمكن، ولكن ليس أسهل من ذلك."، وأيضا لدينا نظرية الغرفة الزجاجية أي أن ما نتعلمه هنا يظل هنا وليس للتطبيق انظر كم يبدوا جهاز الحاسوب أنيقاً ويتناسب مع لون السجاد وكم يبدو جميلاً في غرفته الزجاجية (هناك لافتة تقول ممنوع الإقتراب واللمس)، في جامعتي عدد كبير من الأجهزة والمختبرات (لدرجة أنك تحتاج أكثر من ربع ساعة لتسير في أحدها ) ومع ذلك فإن كلية تكنولوجيا المعلومات تدرس مساقاتها نظري والتطبيق في البيت نعم C/C++ و OOP و data structure و java و وغيرها وتستخدم هذه الأجهزة في دورات السكرتاريا المسماة ICDL (لغير الطلاب للمزيد من النقود) و مهارات حاسوب 1 (للطلاب) لهذا من الممكن أن يتخرج طالب متخصص في الحاسب لم يرى الحاسوب في حياته بتفوق لأنه بصم المنهاج ، تخيل إنتاجيته قبل أن تتخيل إبداعه.
نحتاج أيضا إلى كسر حاجز الخوف من التجربة، وأن نتوقف عن إخبار الأطفال نظريات مثل "إذا كنت لا تعرفه فلا تجربه" و "إن كل شيء مكتشف" (كما قال مدير مكتب براءات الاختراع) أو أمثال "إن جُن ربعك فإن عقلك لن ينفعك" و "الموت مع الجماعة رحمة!" (تذكر أنك تحاسب عن نفسك) لأن نيوتن لو فكر هكذا لكان أول ما فعله بعد أن سقطت التفاحة عليه هو أن يأكلها. لأن الإبتكار هو أن تأتي بشيء جديد لم يسبقك عليه أحد.
وبعد ذلك يكون المبدع بحاجة إلى حافز (ليس مادياً بالضرورة) يلمسه، فعلى الأقل احترام جهده والاستفاده منه (إذا لم يُستعمل فإن هذا سيصيبه بالإحباط) في مثل هذا الحال سينصرف المبدع إلى أي شيء آخر لملئ فراغه.تحذير أحب أن أؤكد أن الحافز المطلوب ليس مادياً بالضرورة، هناك دراسة قامت بها MIT تؤكد ذلك تأتي مع وثائق emacs.من أهم الأشياء التي صممت لحماية المبدعين هي حقوق الملكية الفكرية وحقوق النسخ.
يتبع
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
««صديقة الدرب»»
1.1.2 الملكية الفكرية وحقوق النسخ.
كيف نحفز الإبداع ؟ إصلاح النظام التعليمي عامل مهم لإيجاد أشخاص قادرين عليه، ولكن القدرة ليست كافية، "لماذا يمضي أحدهم سنةً يكتب رواية إذا كان بإمكانه شراء واحدة بقليلٍ من الدولارات ؟" لنغيّر سؤالنا "كيف نحفز الإبداع في حال وجود المبدعين ؟". من مقالة ريتشارد ستالمان "لماذا يجب أن تكون البرمجيات حرة؟" أقتبس "هناك مجالات لا يدخلها أحد إلا من أجل النقود مثل شقّ الطرق. هناك مجالات أخرى من دراسةٍ وأدب (أو فن) فرصة أن تجعلك غنياً قليلة، يدخلها الناس لإعجابهم بها أو للقيمة التي تعود بها على المجتمع". تتطلب صناعة "المنتج الفكري" الكثير من الأبحاث الطويلة والمكلفة، لقد قيل لنا (من قِبل اتحاد ناشري البرامج SPA - Software Publishers Association مثلاً) أنه لنحصل على "منتجات فكرية" يجب أن نعترف "بالملكية الفكرية" وأنه علينا أن ننقدم طرق جديدة لحماية "حقوق" المؤلف، لقد قيل لنا أنه لا أحد يقدم على الإبداع دون أن يدفع له نقود بالمقابل. سنناقش هذه الإدعاءات.تحذير المنتجات الفكرية التي نتحدث عنها في هذا الفصل هي (حصراً) البرمجيات والخوارزميات والوثائق (بما في ذلك الكتب غير الخيالية).
قديماً لم يكن هناك ملكية فكرية؛ ما أن يكتبه أحدهم حتى ينسخه آخرون بأيديهم (تلاميذه والورّاقون)، بعضهم يبيعونها بالمال! ما يريده المؤلفون هو توصيل أفكارهم وأن يساهموا في تقدم البشرية. الفنانون العظماء وصناع التحف من العصور الوسطى لم يوقعوا أعمالهم لتعرف من اسلوبهم (الأعمال الموقعة على الأرجح مزورة!)، بالنسبة لهم الاسم غير مهم. العلماء كانوا ينشرون أعمالهم للعامة. الأوراق العلمية تسمح للناس في جميع أنحاء العالم أن يكرروا ويعيدوا ويطوروا ويحسنوا التجارب العلمية. تكرار التائج Reproducibility هو أهم فرق بين العلوم (بمفهومها الخاص: science فيزياء وكيمياء ...إلخ) والعلم الوهمي pseudoscience مثل التنجيم (افتح أي كتاب علمي عام مثل General physics أو General Chemistry أو General Biology في موضوع المنهج العلمي Scientific method). كان العلماء يقومون بأي شيء في سبيل أفكارهم، لا أتحدث عن التضحيات المادية فقط، تذكرون قصة غاليليو والكنيسة الكاثوليكية. قيّد العلماء أنفسهم بأخلاقيات تتعلق بنسبة الفضل لأهله فيما يسمى الأمانة في النقل (الاعتراف بأن هذا العمل يعود لفلان وعدم تعديله دون ذكر ذلك بوضوح)، إنهم يشعرون بأنهم ملزمون بذكر مساهمات من قبلهم (مثلاً بتخصوص فصل لشكرهم).
البحث العلمي أصبح أعقد ويستهلك نقوداً أكثر، الحياة أصبحت معقدة أيضاً، فماذا يعمل العلماء لكسب رزقهم ؟ من هنا كانت الحاجة لشخص يتبى الفكرة في منتج يعود عليه بالنقود يحصل منها المؤلف على حصة أو راتب؛ هذا هو الناشر. في هذا السياق كلمة ناشر غير محصورة في نشر الكتب بل تشمل ناشري البرمجيات (يسميهم الإعلام صانعي البرامج وهذا غير دقيق)، وبنفس الطريقة كلمة مؤلف تشمل المبرمجين. الناشرون ليسوا أغبياء ليضعوا نقودهم في أي مجال دون مقابل، إنها ليست أفكارهم، ليس بالضرورة أن يكون لهم خلفية في المجال الذي ينشرون فيه ولا رسالة يريدون توصيلها. الناشرون يريدون أن يحموا استثمارهم، بشكل أساسي من الناشرين الآخرين، ويصبح من الممكن أمامهم ليس فقط أن يكسبوا رزقهم بل أن يصبحوا أثرياء. إنهم يستخدمون المصطلح "المنتج الفكري" لا ليشير إلى الوسيط أو الأداة التي تحمل أو تطبق الفكرة بل إلى الفكرة نفسها، إنهم يريدون له أن يكون جاهزاً للسوق mass market، لهذا ضغطوا على الحكومات لتكسبهم قيوداً على النسخ وإعادة الإنتاج المنتج الفكري من قبل آخرين، وهذا ما حصلوا عليه.
الآن وفي كل مكان هناك أنظمة حقوق النسخ copyright (أو حقوق النشر، وتترجم أحياناً حقوق المؤلف وهذا غير دقيق) وهي نظام يعلن فيه الحاصل على هذه الحقوق (الذي نسميه المالك) أن المنتج الفكري(كتاب أو برنامج ...) الفلاني ملكٌ له (ليس المادة التي تحمل المنتج الفكري بل المنتج المعنوي غير الملموس نفسه)، ويكون هذا الإعلان بتسجيله لدى الهيئة الحكومية المسؤولة عن ذلك (في الأردن هي المكتبة الوطنية) وتسمى عملية التسجيل إيداع. هذه الملكية لا تنتقل بالبيع العادي (تنتقل بتوقيع تنازل)، بل إن ما تظن أنه شراء لهذا المنتج (شراء الكتب أو البرامج) هو شراء رخصة باستعماله (يسمى مستخدم user أو مرخص له licensee)، في مثال الكتب أنت اشتريت الورق دون ما عليه والإذن بالاستعمال المقيّد للمعلومات الفكرية فيه (تسمى مجازاً المادة الفكرية)، في مثال البرامج تكون قد ملكت الأقراص دون ما عليها والإذن بالاستعمال المقيّد لما عليها، ونقول استعمال مقيّد إذ لا يجوز نسخ مادة المنتج على أنها استعمال، كما لا يجوز تأجير الأقراص (لأنها تحمل ما لا تملك) كما لا يجوز إعادة بيعها، كما لا يجوز التعديل فيه، إلا بإذن خطي من المالك ، وليس بالضرورة أن يكون المالك هو المبدع أو المؤلف إذ قد يكون ناشر الكتاب أو الشركة المطورة أو الموزعة للبرنامج.تحذير يجب الإنتباه للمصطلحات المستخدمة في هذا السياق، فعند القول مالك فإن هذا لا يشمل من يدفع مالاً ثمن للحصول على المنتج الفكري، إن المالك هو صاحب حقوق النسخ المسجل لدى الهيئة الحكومية المسؤولة، فإذا حصلت على منتج فكري ونسخته باستعمال أقراص فارغة أنت تملكها وآلة نسخ أنت تملكها فإن المادة الفكرية الموجودة على النسخة الناتجة ليست ملكاً لك. يسمى من يدفع مالاً (أو أي مقابل آخر) ليحصل على المنتج الفكري مستخدِماً أو مرخص له.تحتفظ الهيئة المسؤولة عن ذلك بنسخة من المنتج وذلك لتتبع الخروقات(السرقة أو القرصنة الأدبية) في حال طلب المالك ذلك. من الأمور ذات الصلة هي العلامات التجارية trademarks وهي كلمات وغالباً رسمة(أيقونة) يملكها شخص ليروج لمنتج أو شركة بحيث يميزه حتى الأمي عن المنتجات المنافسة. تبدأ الكثير من الكتب بالإعلام عن العلامات التجارية ومالكيها "كذا علامة تجارية لفلان" ولكن لا يوجد أي لزام قانوني لعمل ذلك، "ما هو مطلوب قانوناً - فيما يخص العلامات التجارية للآخرين - هو تجنب استعمالها بحيث قد يظن القارئ (ظناً مبرراً) أنه اسم أو عنوان يخص برامجنا أو نشاطاتنا (وليس أصحابها)" (مقتبس عن معايير غنو GNU Coding Standards). هذا مثال للتوضيح، لفرض أن PHP علامة تجارية، فإذا قمت بإنتاج بيئة أو واجهة لها فإنه يجوز أن تسميها "interface for PHP" أي "واجهة للغة PHP" ولكن لا يجوز أن تسميها "PHP interface" أي "واجهة PHP" دون إذن صاحبها.
لقد ظهرت عدة مشاكل ممن يسجلون حقوق نسخ على أشياء قام بها غيرهم لأنهم كسالى أو زهّاد أو مشغولين، أو على أشياء من التراث (قصة شعبية مثلاً) تسجل باسم معاصرين. مشكلة مشابهة مع العلامات التجارية هي بتسجيل كلمات عامة مثل رياضة أو حتى حرف وحيد مثل X، تخيل "ماذا لو" هي علامة مسجلة! وقد حصلت مشكلة مشابهة مع كلمة لينكس إذ ادعت شركة ملكية العلامة التجارية "لينكس" وحصلت عليه (لأنه لم يكن محجوز) ثم طلبت من كل من يستعمل هذا الاسم الرجوع إليها طبعا قام محامون متطوعون برفع قضية وكسبوها ونقلوا الملكية إلى مخترع لينكس لينوس تورفلدز وهو غير سعيد بذلك.
بعد أن يحصل المالك على حقوق النسخ فإن أي استعمال للمنتج الفكري محظور دون إذن من المالك هذا الإذن يسمى رخصة الاستعمال، أي أن المالك يصمم رخصة ويبيعها. أي أنه يبيع الإذن باستعمال المادة الفكرية وفق شروط الرخصة، والمال الذي يدفعه الزبون هو ثمن الإذن وليس المنتج مما يعني أنه لم يملك المنتج بل ملك الإذن! وتختلف شروط الرخص المختلفة بين ناشر وآخر أو بين منتَج وآخر لنفس الناشر أو حتى عرض وآخر لنفس المنتج. ولكن بشكل عام هناك شروط عامة في حال لم يحدد المالك شروط الرخصة خصوصاً في حالة الكتب التي تكون كما يلي "no part of this product may be reproduced, stored in a retrieval system, or transmitted in any form or by any means, electronic, mechanical, photocopying, recording, or otherwise, without the prior written permission of the publisher" أي "لا يسمح بإعادة إصدار أي جزء من هذا المنتج أو تخزينه في في نظام استرجاع أو نقله بأي هيئة أو وسيلة أو استنساخه أو تسجيله بأي شكل من الأشكال دون إذن خطي مسبق من الناشر" رخصة الكتب هذه تسمح لأكثر من شخص قراءة نفس الكتاب (دون الحاجة لشراء رخصة أخرى) طالما أنه لا يعاد إنتاجه (بالنسخ أو ...إلخ)، كما تسمح بوضعه في المكتبات العامة...إلخ. رخصة أخرى أقل شيوعاً للكتب (ومصادر البرمجيات) تسمى إتفاقية عدم المكاشفة non-disclosure agreement تذهب أبعد من ذلك بكثير بحيث يصبح من المخالف للقانون أن تفتح الكتاب في وجود شخص آخر (ربما ما لم يكن ضريراً) أو أن تخبر أي شخص عمّا تعلمته منه.
هناك ما هو أكثر تقيداً من رخص الكتب التقليدية إنه ما يسمى باتفاقية المستخدم الأخير EULA - End User License Agreement وهنا يقوم المالك ببيع رخصة استخدام البرمجية ولكن هذا الإذن يعطى حصرياً للمستفيد الأخير، وكأنه يعني "أقسم بأن أحرم جاري من هذا البرنامج من أجل أن تسمحوا لي بالحصول على نسختي" (مقتبس عن مقالة ريتشارد ستالمان "لماذا يجب أن تكون البرمجيات حرة؟") فلا يحق له بيع أو تأجير أو نسخ ...إلخ ، هكذا برمجيات لا يجوز أن توضع في مكتبة عامة! (البرمجيات التي تأتي مع الكتب تكون غالباً برمجيات ترويجية demonistration ذات وظائف أقل ورخصة مختلفة) كما تحدد EULA كيفيّة الاستعمال (الإذن مقيّد) فقد تمنع محاولة تفكيك البرمجية (الانتقال من لغة الآلة إلى لغة التجميع) أو محاولة فهم طريقة عملها (تسمى الهندسة العكسية أو الهندرة)، بل وتمنع إصلاحه أو حتى محاولة معرفة إن كان معيباً أم لا! فهذا المنتج صندوق أسود "كوم حديد" يباع كما هو، (تخيل تلفاز مرخص على EULA) أنا لا أمزح مثلاً تنص EULA الخاصة بويدوز على You may not reverse engineer, decompile, or disassemble the SOFTWARE PRODUCT وقد لا يسمح لك بأخذك صورة (screenshot) له وهو يعمل. طبعاً بعض الدول (مثل دول الإتحاد الأوروبي) تقيّد إلى أي مدىً يمكنهم أن يذهبوا بشروطهم، فيلغوا بند منع الهندسة العكسية.
وضح الحكومات حداً للشروط الواردة في هذه الرخص مثلاً قد تلغي الدول بعض بنودها ولكن في هذه الحالة قد يرد المالك بحظر استعمال المنتج في الدول التي تلغي أي بند من بنود الرخصة والبعض الآخر من المالكين يقوم بتعليق تلك البنود مثلاً قد تذكر الرخصة بأن المالك غير مسؤول عمّا يحدثه المنتج أو عن مدى صدق ما به من معلومات بينما قد تنص القوانين في بعض الدول بأن المالك يعتبر مسؤولاً عن المنتج الفكري وتلزمه يتحمل التبعات القانونية خلافاً لما قد تحتويه الرخصة.
كما أن EULA تلصق عبء مكافحة النسخ غير المشروع "القرصنة" على عاتق المستفيد الأخير وليس "القرصان" أي أن ضحية النصب المستفيد الأخير الذي اشترى أقراص مقلدة من "قرصان" محترف جعلها تبدو مثل الأصلية هذا الضحية دفع الثمن مرتين مرة "للقرصان" ومرة أخرى للشركة وتم اعتباره "قرصان" و"مجرم معلومات"، أما "القرصان" الحقيقي فقد فر من العقاب لأنه ليس مشمولا باتفاقية المستفيد الأخير (لأن EULA تقول في العادة باستعمالك للبرنامج ... والقرصان لم يستعمله ولأنه ليس المستفيد الأخير )، صحيح أن قوانين المكلية الفكرية وحق المؤلف تلاحق "القراصنة" إلا أن الشركات وخلافاً لما تظهره من غضبها عليهم فإنها لا تهتم بهم لأنهم يقدموا لها خدمة وكأنهم مندوبو مبيعات لديها حيث أن ثمن رخصة EULA يُحصّل بأثر رجعي من المستفيد الأخير حتى لو علم "القرصان" وقبض عليه، لهذا تجد استثمارات كبيرة في مجال البرمجيات حيث معدلات "القرصنة" عالية مثل اسرائيل وبعض دول آسيا.
هناك أمر أكثر تشدد من هذا اسمه براءة الاختراع patents على الخوازرميات والمعادلات التي تمنع تطويرها (دون إذن مسبق من المالك أو أو من يفوضه) أو استخدامها في ذلك المنتج أو أي منتج مبني على نفس الخوارزمية، الفرق هنا أن القيود ليست على التطبيق لوحده بل على الخوارزمية، مما يعني أنهم يملكون التطبيقات التي قام بها غيرهم! مثلاً، مثلا إذا امتلك أحدهم براءة اختراع طريقة لتخزين الصوت وسماها خوارزمية A وكتب برنامج يقوم بتخزين الملفات من نوع A فإذا قام أي شخص آخر بعمل برنامج يتعامل مع ملفات A حتى ولو بطريقة أخرى منفصلة ودون أن يرى خوارزمية A فإن عليه أن يحصل على إذن خطي من المالك ليشغل برنامجه الذي كتبه بنفسه! بل وحتى الإذن في أن يكتبه أصلاَ!! إذا كتبت بنفسك برنامج يستخدم خوارزمية مملوكة ببراءة اختراع فإن برنامجك ليس لك! وأنك تحتاج الإذن (المدفوع) لكي تستعمل ما كتبت! أو إذا اخترع أحدهم طريقة بث تلفزيوني وحصل على براءة اختارع فيها (وهي خوارزمية لتضمين الإشارة في موجات الراديو)، فإن شركات تصنيع التلفاز ممنوعة من تصنيع أجهزة تستقبل هذه الموجات حتى لو عرفت الطريقة بصورة مستقلة (أو عبر الهندسة العكسية)، تخيل أن تشتري تلفاز كتب عليه "متوافق مع CNN" أو "لا يدعم BBC"، وأكثر من ذلك إذا أراد شخص تطور شيء يعتمد على تلك الطريقة فإن عليه الحصول على إذن مسبق مما يعني إذا كان هناك مبدع لديه شيء جديد ولم ورفض المالك إعطاء الإذن؛ فإن الاختراع الجديد يموت قبل أن يولد. عدد قليل من الدول تمنح هكذا براءات اختراع منها الولايات المتحدة لهذا تقيّد معظم دول العالم براءات الاختراع لتستثني المعادلات والخوارزميات، مثلاً (وحتى وقت كتابة هذا الفصل) كانت دول الاتحاد الأوروبي والدول العربية لا تعترف بها أو تمنحها على الخوارزميات أو المعادلات، مما يعني أنك تستطيع استخدام أو تطوير برمجيات توظف خوارزميات الآخرين دون إذن صاحب البراءة في أوروبا مثلاً (ولكن استعمال البرنامج المملوك أمر مختلف، فالحديث هنا عن الخوارزمية أو عن برنامج كتبه شخص آخر غير صاحب الخوارزمية). والحمد لله نحن في الأردن (وقت كتابة هذه السطور) لا نعترف بهذه البراءات، وقد استغرب الموظف في المكتبة الوطنية عندما فرحت بذلك بصفتي مؤلف. على الرغم من أن فكرة البرمجية software idea هي مجرد خوارزمية، إلا أن هناك بعض البلدان لا تعترف ببراءات الاختراع على الخوارزميات، تعترف بها في نفس الوقت على أفكار البرمجيات Software idea patents (يشار إليها غالباً براءات اختراع البرمجيات software patents).
وحتى لا تخلط بين الثلاث قوانين حقوق النسخ Copyrights وبراءات الاختراع patents والعلامات التجارية trademarks؛ تأمل الاقتباس التالي من ريتشارد ستالمان (انظر www.gnu.org/philosophy/not-ipr.xhtml) "قانون حقوق النسخ Copyright صمم لتشجيع التأليف والأدب (أو الفن) ، وليغطي تفاصيل الأعمال المؤلفة. قانون براءات الاختراع يهدف لحفز نشر الأفكار، ولكن ذلك مقابل أن يحتكرها عدد محدود -- وهو ثمن يستحق أن يدفع في مجالات دون غيرها. قانون العلامات التجارية لا يهدف لتشجيع أي نشاط تجاري بل ببساطة أن تمكن المشتري من أن يعرف ماذا يشتري."
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
««صديقة الدرب»»
1.1.3 هل تحفز الملكية الفكرية الإبداع.لقد ناقشنا التبعات القانونية لتشريعات حقوق النسخ، سنتحدث الآن عن أثرها على الابتكار. يدعي المالكون أن كل سيئات رخصهم المقيِّدة يمكن إهمالها (أو تقليل أهميتها) عندما نقارنها بالحل الآخر الوحيد؛ ألا وهو إذا لم نمنحهم هذه الحقوق لن يقوم أحد بتزويدنا "بالمنتجات الفكرية" (مثل البرمجيات). يتفق الجميع على أن اهمال مصلحة العموم لحساب مصلحة القلة هو فكرة سيئة، ولكن قيل لنا أن هذا هو الخيار الوحيد، وسنناقش فيما إذا كان هذا الإدعاء صحيح.
دعونا لا نتحدث عن المعيقات البيروقراطية (إجراءات المكاتب) المرتبطة بتسجيل حقوق النسخ وبراءات الاختراع، حيث يتجاهلون المبتكرين الأفراد ويتخذون موضع سخرية بمقولة "كل ما يمكن أن يُخترع قد تم اختراعه منذ زمن وانتهى الأمر" (مدير مكتب براءات الاختراع الأمريكي Charles Duell عام 1899) وفي المقابل تعطى الشركات ذات رؤوس الأموال الهائلة والمحامين الكبار الحق في تسجيل ليس فقط ما ابتكره غيرهم بل وما هو مسجل باسم غيره! "وهذا يعكس خلل في قسم مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي، المشهور بأحكامه الهزيلة وتراخيه." مقتبسة عن "لماذا لا يوجد ملفات GIF على صفحات غنو" في حديثهم عن خوارزمية ضغط LZW المودعة باسم طرفين مختلفين في فترتين زمنيتين مختلفتين ومتقاطعتين.
كمثال على سيّئات EULA أن الكلفة تحدد بعدد المستفيدين النهائيين (وليس بعدد الأقراص أو الأجهزة). مما يزيد من كلفة التحديث على دول العالم الثالث لأن الدولة التي تخطط لزيادة عدد الأجهزة من 1000 إلى 2000 عليها أن تضيف إلى ثمن الألف جهاز الجديد ثمن ألف رخصة EULA. مثل هذه الرخص له مردود سلبي على دول العالم الثالث، حيث هناك عدد قليل من الشركات التي تنتج البرمجيات، إنها جنة المحتكرين الذي يحددون ما يسمح للناس بالقيام به وما لا يسمح مثلاً قد يكون الاختبار أو التطوير أو التعريب ممنوعاً وفق هذه الرخصة وهو أمر يشبه قانون منع التفكير. في الاقتصاد المعرفي يقسم العالم إلى ثلاث طبقات: الطبقة الأولى: مالكين لحقوق النسخ وبراءات الاختراع ممن لديهم الحق الحصري في التفكير والتطوير والنسخ ... إلخ. الطبقة الثانية: مستهلكي المعرفة ممن رخص لهم (مقابل المال) بحق استعمالها المقيّد (لا يشمل النسخ والتطوير والترجمة والموائمة والإعارة والتّصدّق...) بشرط أن يحرموا بقية العامة منها. الطبقة الأخيرة: هم من لا يقدرون على دفع كلفة الرخصة ولا يملكون الحق أو القدرة على عملها بأنفسهم. هذا يذكرني بحال الحضارات التي لم يصلها الإسلام مثل الحضراة الهندية منذ 2000 سنة قبل الميلاد كانت الكتابات باللغة السنسكريتية التي لا يجوز أن يتعلمها العامة. أو بأوروبا في القرون الوسطى عندما كانت العلوم باللغة اللاتينية التي لا يتقنها إلا النبلاء.
المثال التالي (على الرغم من أنه خارج عن موضوع اهتمامنا) على ضرر الاعتراف "بالملكية الفكرية" أدوية مرض الإيدز في جنوب افريقيا إذ تملك المصانع هناك التكنلوجيا الكافية لصناعة تلك الأدوية ولكنها لا تملك الإذن من الشركات الإحتكارية بذلك، والأمر المضحك هو عندما نسمع أن أحد أصحاب تلك الشركات الإحتكارية تبرع بملغ من المال لبعض المرضى هناك وهو أحد أسباب معاناتهم. قيل لنا أنه يجب أن نهمل هذه السيّئات لأنه لولا المالكين لما كان هناك منتجات فكرية، لا دواء ولا برمجيات لتترجم ولا حتى صناعة برمجيات أصلاً، هذا ما سناقشه.
يقول الكابتن كيرك (الشخصية في مسلسل الخيال العلمي ستارتريك) :"دون حرية لا إبداع"، وإذا فضلنا البرمجيات (أو أي منتج فكري آخر) على حريتنا؛ فإننا سنفقد حريتنا ثم سنفقد البرمجيات، ليس لأن الروائي الإنجليزي William Somerset Maugham (مابين 1874-1965) قال ذلك فحسب بل وبسبب الطبيعة التراكمية للعلم. إن بنود رخص البرمجيات المملوكة تسمح لعدد أقل من الناس حصرياً التطوير، والآخرون عليهم طلب إذن مسبق بكلمات أخرى ستحد من الطوير بدلاً من تشجيعه. وحيثما هناك براءات اختراع على الخوارزميات والمعادلات والبرمجيات لا يوجد تراكم علمي، لأن تطوير أي منتج سيعتمد على ما سبقه بالتأكيد، يتحدث اسحاق نيوتن (عالم الرياضيات والفيزياء المعروف) عن منجزات قائلاً: "إذا كنت أرى أبعد من غيري فذلك لأني أقف على أكتاف العمالقة الذين سبقوني" إذا كان أي جزء من السلسلة مملوكاً فإن السلسلة سوف تنقطع.
أقتبس من معايير غنو GNU Coding Standards (ريتشارد ستالمان وآخرون): "جزء كبير من أي كتاب غير خيالي يتكون من حقائق (...) وهذه الحقائق هي نفسها بالضرورة لكل من يكتب عن نفس الموضوع."، ولأن غنو ذات حقوق نسخ مرفوعة copylefted أستطيع أن أقتبس منهم دون طلب إذن مسبق (طالما ألتزم برخصة FDL لرفع حقوق النسخ) ولو أنها وثيقة ذات حقوق نسخ عادية، الطريقة الوحيدة بأن أذكر تلك الحقائق هي أن أعيد كتابتها، مثلاً "يأتَلِف الجزء الأكبر من أي كتاب غير خيالي من حقائق، لن تختلف باختلاف المؤلف." هكذا تجد الشركات طرق إلتفافية حول حقوق النسخ وبراءات الاختراع، الأمر ذاته مع البرمجيات فهي خوارزميات مصاغة بلغة الحاسوب بدلاً من الرموز الرياضية واللغات البشرية، وهذا لا يختلف كثيراً عن الكتب غير الخيالية. فإذا احتاجت شركة لاستعمال خوازمية خاضعة لبراءة اختراع تملكها شركة أخرى، فإنها تعيد اختراع الخوارزمية من الصفر بطريقة تقوم على نفس المبدأ، مثلاً طريقة حفظ الصوت mp3 المملوكة تقوم على مبدأ سلسلة جيوب فورير fourier sine series التي تستطيع تحويل أي إقتران إلى حاصل جمع جيوب sine حيث يخزن في ملف mp3 الثوابت في أول كذا حد في السلسلة في المقابل ogg (البديل الحر) ربما(أقول ربما) تعتمد على أي مكافئ رياضي لهذا الإقتران مثل fourier cosine series أو حتى فقط تبديل أماكن الثوابت وهنا نلاحظ أن الشركات لا تتنافس في تقديم الجديد فهي مشغولة في إعادة اختراع العجلة!! إذا كنت تطوير هيئة لتخزين الفيديو، فأنت بحاجة لحفظ الصوت إلى جانب الصورة ولكن MP3 مملوكة -- لهذا عليك أخذ الإذن (مما يعني دفع رسوم لهم) أو تعيد اختراعها، مثلاً فكرة الفيديو mpeg تستخدم mp3 لحفظ الصوت ولكن هنا لأنهما لنفس المالك لا توجد مشكلة لكن لو كانت شركة أخرى فإن عليها الحصول على إذن لهذا ظهر ogm الذي يستند على ogg. في زماننا هذا، تقوم الشركات بإعادة اختراع مخترعات بعضها البعض ولو أنها غير مملوكة لكان يكفي أن يقوم به واحدة منها فنوفر وقت وجهد ومال لاختراعات جديدة، أو بكلمات أخرى فقط من يملك الصكوك الحصرية هو من يسمح له بالتفكير والتطوير فيما يخص الاختراع، الآخرون إما أن يدفعوا أو يعيدوا اختراع كل شيء.
نستنتج أن مالكي البرمجيات المملوكة لا يربحون من بيع بضاعة ولا من تقديم خدمة، ولا من تزويد المجتمع بالبرمجيات التي يحتاجها، بل من حجب المعلومات عن الأغلبية. قال ريتشارد ستالمان في إعلانه عن إطلاق مشروع الموسوعة ومصادر التعليم الكونية(العالمية) الحرة: "تمتلك الشبكة العنكبوتية (تجاوزاً الإنترنت) القدرة على أن تتطور لتصبح موسوعةً كونية تغطي جميع حقول المعرفة (أو العلم) وأن تكون مكتبة كاملة للمساقات الإرشادية instructional courses. هذه النتيجة كان يمكن أن تحصل دون أي جهد، لو لم يعرقل ذلك أحد. ولكن الشركات تتحرك لحرف المستقبل إلى مسار آخر؛ ذلك الذي يمكّنهم من التحكم وحصر الوصول إلى المواد التعليمية من أجل استلال المال ممن يريد أن يتعلم"
يدفعنا المالكون للإيمان ب"الحق الطبيعي للمؤلف" وأن البرنامج جاء كنتيجة لعمل دؤوب وبحث وأن ذلك الشخص دون غيره من كل من في العالم يمكنه ابتكار البرنامج بنفس الروح، وأن هذا البرنامج بمثابة ولد له وأنه لن يتخلى عن الكود المصدري مهما دفعنا له لأنه جزء من روحه، إنهم يقدمون جدالاً عاطفياً مثل: "لقد وضعت به عرق جبيني وقلبي وروحي فيه إنه مني إنه لي!"، يجب أن تدرك أن من يملك البرنامج هو الشركة (الناشر) وليس المبرمج أي أن المبرمج قد تخلى فعلياً عن ذلك الجزء من روحه مقابل الراتب! أي أنها مجرد عبارة عاطفية تنشرها الشركات متى كان لها مصلحة في ذلك وتناقضها متى كان لها مصلحة. كما أن هذه العبارة تقوم على أن حقوق المؤلف أهم من حقوق الناس. ولكن ما يدفع الناس للتعاطف مع المؤلف هو الفكرة المادية من أن أخذ الشيء يستلزم فقده من طرف آخر وهذا غير صحيح عند الحديث عن البرامج. أي أنه ليس حق طبيعي بل هو حق مكتسب يقييد الحق الطبيعي حرية النسخ والمشاركة والتعاون، الحق الطبيعي بأن نكون أحراراً، أذكر قول عمر بن الخطاب قبل 14 قرناً "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً."
1.1.4 الخيار الآخر.
هل يمكن أن يكون هناك إبداع دون التخلي عن الحرية ؟ الجواب نعم! الكثير من الناس يظن أن الأشياء الجيدة يجب أن لا تدر مالاً، الأفكار الجيدة لا يمكن تطبيقها، بكلمات أخرى فقط الأفكار السيئة تستحق أن تعيش! مثلا فيكون دفاع الإعلام العربي عن عدم تأثيره في الرأي العالمي هو نقص الإمكانيات وكأن المطلوب منه أن يلقي أمواله في البحر وكأن القنواة التي تدافع عن قضيتها يجب أن تكون خاسرة وهذه النظرة العدمية شائعة جداً خصوصاً في المثل القائل "اللي استحوا ماتوا" (عذراً للعامية)، في دول العالم الثالث يروي الإعلام الموجه قصصاً عن أشخاص طيبين يريدون أن يصبحوا أطباء ليعالجوا الفقراء بالمجان، وآخرين يستثمرون ليشغلوا الفقراء غير المؤهلين لا ليقوموا بعمل بل ليقلّلوا البطالة. وهذه الفكرة ليست من ثقافتنا حيث نعلم أن المسلم القوي خير وأحب إلى الله من المسلم الضعيف. لن أتحدث عن شركات خيرية لنشر البرمجيات، الشركات الخيرية كذبة كبيرة! لأن الشركات وجدت لتربح. وهذه ظاهرة خطيرة جدا فأصبح الآن يوجد لدينا الشركة الوطنية لدعم ذوي الإحتياجات الخاصة والشركة الوطنية لدعم كرة القدم المحلية وأصبحت بعض الشركات تجمع تبرعات لمصابي السرطان وهناك شركة قامت بتنظيم مؤتمر للمرأة (دون مشاركة من الإتحاد النسائي والمنظمات ذات الصلة!) وغيرها الكثير من الشركات التي تتاجر بقضية معينة ويفترض بالحكومات وضع تشريعات للحد لمثل هذه التجاوزات فالشركة وضعت لتربح ولا يهمها سوى السوق وهذا أمر طبيعي وإلا كانت شركة خاسرة حكمت على نفسها بالزوال أو أنها تنصب على الناس لتوزع الهبات على مالكي أسهمها وفي الحالتين هذا أمر سيء. من الطبيعي أن تربح الشركات وأن تدعم الشركات المؤسسات الخيرية.
فكرة المصادر المفتوحة موجودة منذ اختراع الحاسوب (أو ربما قبل ذلك )، هناك الكثير من الشركات تنشر مصادر أعمالها ومع ذلك تربح المال. حتى أعداء البرمجيات مفتوحة المصدر يستخدمون البرمجيات المفتوحة مثلاً جزء من كود المتصفح المفتوح موزاييك Mosaic موجود في كود اكسبلورر من شركة مايكروسوفت MS Explorer (انظر about فيه).
المؤلف الذي لا يريد حجز فكرته في أقفاص حقوق النسخ فإنه ينشرها في المجال العام Public domain (أو المجال المفتوح Open domain) مثل معادلات الرياضيات ونظريات الفيزياء والكثير من الخوارزميات (مثل برامج التحليل العددي) فهي فهي تنشر (على الإنترنت مثلاً) للجميع دون أي قيد ولا يحصر استخدامها بأحد حتى الشركات التجارية، هؤلاء هم متطوعين أفراد أو يعملوا لدى هيئات حكومية أو مراكز بحث، في جميع الأحوال هم لا يهتموا بتحقيق مكسب مادي مباشر، هذه المنتجات الفكرية عالية الجودة يمكن أن تستعملها شركة تجارية في تطوير منتج مشتق مغلق ينهي السلسلة. برمجيات المجال العام لا تحمل حقوق نسخ، ويوجد توجه مشابه إلى حد ما، شائع في الكثير من الجامعات هو رخص حقوق النسخ بأسلوب BSD (إنها ذات حقوق نسخ مسجلة) تسمح لك بالنسخ وإعادة الإنتاج والتطوير (سواء جاهزاً أو على شكل مصدر) مع الإلتزام بشرطين، هما: أولاً، المحافظة على اسم المؤلف وملاحظة حقوق النسخ. وثانياً، عدم استغلال اسمه أو اسم المنتج للتروج للأعمال المشتقة. لاحظ أنها لم تضع أي قيود على المطورين (أي يسمح لشخص بتطوير منتج مشتق وكتمه). كانت الجامعات الغربية تقوم بالكثير من الأبحاث العلمية الممولة من شركات مستفيدة من المجال المتعلق بذلك البحث ثم تضع ما تتوصل إليه مفتوحاً للعموم(للشركة التي مولت البحث وغيرها) أي عبر رخص حرة مثل BSD وغيرها (حرف B من Berkeley أي بجامعة كاليفورنيا). ولكن العلماء أصبحوا لا ينشرون إلا القليل الذي يبهرنا بقدراتهم دون أن يمكننا من القيام بما قاموا به، الكثير من الجامعات الغربية أصبحت تساهم في كتم العلم فعندما تقترب من الحصول على منتج يمكن الاستفادة منه في أحد المشاريع فإنها تعلن انتهاء المشروع واكتماله ونجاحه وتبيعه حصرياً لشركة تكمل الخطوة الأخيرة منه وتحتكره.
ظلت قصص النجاح المفتوح فردية خصوصاً أن المجال العام والرخص بأسلوب BSD التي عرضناها تقدم حرية غير مقيدة! إذ يمكن أن توضع هذه المنتجات الحرة في منتج آخر لا يحتوي أي جهد جوهري ويتم إغلاقه. ظلت هكذا إلى أن ظهرت مؤسسة البرمجيات الحرة Free Software Foundation (انظر www.fsf.org) في ثمانينات القرن الشرين، وإطلاق مشروع غنو GNU (اختصار ل GNU is Not Unix) انظر www.gnu.org. التي أسسها البروفيسور ريتشارد ستالمان Richard M. Stallman والتي أدت إلى تطور مفهوم البرمجيات الحرة Free Software.تلميح في كل لغة يكون هناك الكثير من المفردات المترادفة التي لها صلة ببيئة الإنسان وطريقة تفكيره مثلاً هناك الكثير من الكلمات في العربية تعني السيف (تحتاج كتاب لسردها) التمر والجمل والحب والشجاع ولكن من أغرب المفارقات أن اللغة الإنجليزية لا تحتوي كلمة تعني حر (الصفة) فكلمة free تعني حر أو مجاني مثلاً free to speek و free lunch لهذا تستخدم الشركات كلمة مفتوحة المصدر open source على الرغم من أنها حرة (لأن كلمة free توحي بأنها برمجيات مجانية ترويجية ذات وظائف محدودة أو جودة منخفضة). كما أن كلمة lebarated متحررة لها معنى مختلف. يبدو أن الحرية ليست جزء من طريقة تفكيرهم (الناطقين بالإنجليزية).قدمت مؤسسة البرمجيات الحرة تعريفاً لمفهوم البرمجيات الحرة في مقالة تعريف البرمجيات الحرة (ارجع إلى www.gnu.org/philosophy/free-sw.html) بأنها البرمجيات التي تكفل للجميع الحريات التالية:
- حرية تشغيل البرنامج لأي هدف. (الحرية صفر)
- حرية دراسة كيف يعمل البرنامج وموأمته وفق حاجاتكم. (حرية 1)
- حرية إعادة توزيع البرنامج بحيث يسمح لك مساعدة جارك. (حرية 2)
- حرية تطوير البرنامج، ونشر التعديلات للعموم بحيث يستفيد منها كل المجتمع. (حرية 3)
حيث يلزم من حرية 1 و 3 توفر الكود المصدر كشرط مسبق. هذه المقالة تناقش التفاصيل المتعلقة بها، مثلاً فهي تنص على "من أجل أن تكون هذه الحريات حقيقة، يجب أن تكون غير قابلة للإبطال طالما أنك لم تفعل شيئاً خطأً؛ فإذا كان للمطور السلطة الكافية لإبطال الرخصة دون قيامك بسبب يبرر ذلك، فإن هذه البرمجية ليست حرة".
تنشر مؤسسة البرمجيات الحرة رخص حقوق نسخ مثل رخضة غنو للتأميم عامة الأغراض GNU General Public License (انظر ملحق GPL). وتقوم فلسفتها على أنه لا يجوز أن يكون للبرامج مالكين ولا أصحاب حقوق نسخ، ولكن وحتى تكون واقعية بدلاً من الضغط على الحكومات لمنع تملك البرامج ومنع حقوق النسخ، يقوم مؤلف (كاتب أو مبرمج) بعد تسجيل ملكيته للمنتج الفكري إذا كان يؤمن بهذه الفكرة أن يرخصه للجميع وفق بنود رخصة معكوسة المضمون (من بين رخص غنو) تعطي المستخدم (الذي اشترى نسخة مثلاً) حقه في أن يكون حر التصرف فيه، استعمالاً ومشاركةً وتأجيراً وبيعاً وتوزيعاً وإهداءً وتعديلاً ...إلخ. دون الحاجة لإذن المؤلف، حرية لا يقيدها سوى عدم كتمان مصدره أو مصدر الأعمال المشتقة منه (وليس بالضرورة الناتجة عن استعماله) وذلك بتوفيره (أي المصدر) على الإنترنت دون كلفة أو على شكل نسخة مادية بكلفة لا تزيد عن الكلفة وأجرة النسخ والنقل وأن تعترف بفضل كل من سبقك (فلا تحذف أسماءهم)، لتصبح حر التصرف في ما اشتريت على مبدأ "أنت تملك/تحصل ما تدفع ثمنه" ، وليس تحصل على الإذن باستعمال ما تدفع ثمنه (يمكن أن تترجم "البيع نقل ملكية" يجعلك حر التصرف في ممتلكاتك)تحذير يجب أن لا يفهم عدم السماح للتلميذ بالرواية (في العصور الإسلامية) حتى يرخّص له شيخه، بأنها كالإذن في رخص حقوق النسخ في عصرنا، لأن الإذن حينها (مع حرمة أخذ المال من المتعلم) يتعلق بالإتقان (كما رخصة مزاولة مهنة مثل الطب في زماننا) في حين الإذن (الرخصة) في حقوق النسخ تعني دفع المال فقط. تتضمن بنود رخص GPL ما يتعلق بحماية الإتقان والحفاظ على سلامة العلم وذلك بالتمييز بين النسخ الحرفي وإنتاج (تأليف) عمل مشتق حيث في الحالة الثانية على المؤلف الثاني إعلان الأماكن التي قام بتعديلها ويعلن أن ذلك يجب أن لا يعكس "سمعة" المؤلف الأصلي.ويقصد بالمصدر الوثيقة الشفافة التي يمكن للإنسان فهمها بحيث تعكس مبدأ العمل (الخوارزمية) أو التصميم الداخلي وهي خامة التطوير وهو ما يشبه الصورة السلبية، مثلاً إذا كنا نتحدث عن برنامج فإن الملف المصدري هو الكود الذي يمكن للإنسان والآلة (بعد أن يعالج بمصنف لغة البرمجة compiler) أن تقرأه مثل ملفات c. وإذا كنا نتحدث عن كتاب فهي الملف الشفاف/الخام في هيئة نصوص صرفة txt أو مرقومة XML/DocBook أو html التي تلزم للحصول على معلومات الكتاب وعرضها وتمكنك من طباعة نسختك الخاصة بكلفة مرتفعة (تكلفة طباعة 100 صفحة غير ملونة على الحاسوب حوالي 10 دولار أمريكي)، ولكن الهيئات الثنائية(الجاهزة) مثل EXE و OBJ والهيئات المعتمة مثل ملفات DOC (أي MS Word ********) لا تعتبر مصدراً شفافاً. تستطيع بيع المنتج الجاهز (في هيئته الثنائية أو مطبوعاً على ورق) بالسعر الذي تريد، هذه الرخصة لا تمنع المالك من الربح وبيع برنامجه لكنها تمنعه من كتم المصدر أي الخامة. (طبعاً إذا وافق مالك حقوق النسخ على نشرها وفق هذه الرخصة)
تلميح الوثيقة الشفافة هي عبارة عن ملف مكون من سلسلة من المحارف (حروف وأرقام وعلامات ترقيم ورموز) قابلة للعرض والطباعة (ليس محرف صوت الجرس)، مقسمة إلى أسطر بمحرف سطر جديد (LF)، يراها الإنسان فيفهمها ويراها الحاسوب فيفهمها. بعض أنواع الملفات تستعمل محارف تحكم (في رموز آسكي هي المحارف دون 32) مثل محرف آسكي 7 الذي يمثل صوت جرس أو لا تستعمل محرف السطر الجديد لفصل البانات كما أنها قد تمثل الأرقام بالنظام الثنائي binary (صفر وواحد) بحيث يصبح عرض هذا الملف دون وسيط غير مفهوم.يوماً بعد ينمو نظام برمجيات غنو ليقدم المزيد من البرامج فائقة الجودة تتخطى أي نظام مملوك، عندما يحدث هذا فإن البرمجيات المرخصة وفق رخص غنو ستدخل (هي أو أجزاء منها) في تركيب العديد من البرمجيات الخاصة بالشركات كما هي أو مع بعض التعديل والموائمة بدلاً من إعادة اختراع العجلة، إذا لم يفعلوا ذلك فلن يجدوا زبائن يشترون منهم إذناً يسلبهم حريتهم ولا يعطيهم برمجيات بجودة غنو، طالما أن غنو توفر الجودة والحرية.
تقوم فكرة رخص غنو على الحرية المسؤولة (الحرية المقيّدة) والمساواة، إنها برمجيات ذات حقوق نسخ مسجلة ولكنها مرخصة لتضمن لك حريتك مع بعض القيود وضعت فقط للتأكد من حصول الجميع على حقوق متساوية فلا يمنع شخص هذه الحقوق عن غيره ولا يطلب منه التخلي عنها، تقول بعض وثائق غنو: "نريد أن نضمن لك الحرية فأعطيناك الحق في نسخ برمجياتنا الحرة، وأن تُعطى كود المصدر أو تحصل عليه إذا طلبته، وأن تتمكن من تعديلها أو استخدام جزء منها في برامج حرة جديدة، وأن تعرف هذه الحقوق. ولنتأكد من أن الجميع يملكون هذه الحقوق، منعناك من حرمان الآخرين من هذه الحقوق. مثلاً، إذا وزعت نسخاً من برمجياتنا، فإن عليك إعطاء المتلقي كل الحقوق التي معك. يجب أن تتأكد من تلقيهم للكود المصدر أو أن يمكنهم ذلك. وأن تخبرهم بحقوقهم. ولحماية أنفسنا (نحن المطورون - أصحاب البرنامج الأصليون) ، يجب أن يعلم الجميع أن لا ضمانة في ما نوزع من برمجيات. إذا عدل أحدهم البرامج ومررها يجب أن يعلم المتلقي أن ما حصل عليه ليس ما وزعناه، فالمشاكل الناتجة بسبب الآخرين لا تنعكس على سمعتنا"
وظهرت غيرها من الرخص الأقل حرية (لحساب النزعات التجارية) مثل رخصة QT من شركة www.trolltech.com تنص على أن استخدام المنتج لأغراض عمل برامج مفتوحة/حرة يكون مجاني أما لعمل برامج تجارية فهو بحاجة إلى رخصة والمنتج في الحالتين نفسه. يجب أن لا تخلط بين البرمجيات الحرة free software و البرمجيات التجريبية shareware أو مجانية freeware فالأخيران يكونان بجودة أقل ووظائف أقل من أجل الترويج أو التقييم أو الاستخدام المؤقت بينما تكون البرمجيات الحرة ذات جودة عالية.
ويوجد الكثير من المواقع التي تدعم وتعول (تقدم استضافة hosting) مشاريع البرمجيات الحرة مثل موقع www.sourceforge.net واختصاراً www.sf.net (يستخدموا مصطلح برمجيات مفتوحة المصدر للإشارة إلى البرمجيات الحرة معتمدين على تعريف OSI). أطلقت مؤسسة البرمجيات الحرة موقعاً مشابهاً https://savannah.gnu.org. وهناك وثائق حرة، وهناك الآن موسوعة كاملة حرة، انظر ويكيبيديا www.wikipedia.org (العربية: http://ar.wikipedia.org) وهي خاضعة لرخصة الوثائق الحرة FDL من GNU أي تسمح لك بطباعتها والإضافة فيها والإقتباس منها وهي تحوي أكثر من مليون مقالة تغطي حقول العلم والأدب! أي أن لدينا برمجيات حرة ووثائق حرة وكتب حرة وتصاميم حرة للعتاد (انظر مواقع free intellectul property مثل www.opencores.org و www.f-cpu.org و www.fpgacpu.org) وربما دواء!
دفاعاً عن وجود المالكين فهم (مثل SPA) يقارنون وجود المالكين وعدم وجود برمجيات! إنهم يقولون أن علينا الاختيار بين إعطائهم الحق في سلبا حريتنا أو عدم وجود برمجيات، بكلمات أخرى الحصول على المزيد من البرمجيات الجيّدة واستفادة المجتمع منها مرتبط بحماية هذا الحق. إن مفتاح تفنيد ذلك هو في إزالة هذا الرابط بين إنتاج على المزيد من البرمجيات (بغض النظر عن شروط توزيعها) من جهة وكيف يجب أن توزّع ليستفيد منها المجتمع بشكل أفضل (على فرض أنها موجودة) من جهة أخرى، عندها من الواضح أننا نطور المزيد من البرامج الأفضل دون مالكين، هذه حقيقية (مثل أنظمة غنو) فتطوير برامج حرة أسهل حيث الجميع يسمح لهم بالتعديل والتطوير دون الحاجة للبدء من الصفر وإعادة اختراع العجلة كما في حالة البرمجيات المملوكة. ومن جهة أخرى فإن استفادة المجتمع من البرمجيات المطورة تكون أكبر دون مالكين حيث نسمح للجميع باستعمالها ونسخها.
يتبع
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
««صديقة الدرب»»
ما هو نظام غنو GNU ؟
تلفظ غنو (بالجيم المصرية) ولكن بها مواربة فإذا لفظت نو تعني حيوان النو (التيس الإفريقي البري) الذي هو شعارها. هي اختصار ل GNU is Not Unix أي غنو ليس يونكس وهذان اسلوبان شائعان في الاختصار أي أن يكون أو حرف من الكلمة نفسها (يسمى الاختصار المتداخل recursive acronym)، و أن نقول "كذا ليس كذا" عندما يكون الأول بديل عن الثاني بهذا نعرف أن GNU هي بديل عن يونكس، إنه مشروع يهدف لتوفير نظام تشغيل فائق الجودة وكامل المزايا يكون حراً، لقد اختاروا يونكس ليحلوا مكانه لأنه قمة تكنولوجيا ذلك العصر، لقد نجح غنو في توفير طقم من أدوات النظام فائقة الجودة متوافقة مع تلك الموجودة في يونكس ولكنه حتى الآن لم يوفر نواة kernel للنظام بنفس تلك الجودة. إن برمجيات غنو أظهرت تفوق لا ينافس بالسرعة مع توفير مزايا إضافية لم تك موجودة سابقاً مثل: (مأخودة من معايير كود غنو GNU coding standards)
- متوافق مع عدة معايير دفعة واحدة مثل POSIX و Berkeley Unix (BSD) و ISO/ANSI C (إذا كانت هذه المعايير تحدد السلوك)
- وعندما تتضارب المعايير، يوفر أطوار للعمل بكل منها
- يوفر إضافات على المعايير حتى عندما تمنع المعايير ذلك (ويظل متوافقاً بسبب خاصية الأطوار)، ولا غرابة أن تعلم أن هذه الإضافات غالباً ما تصبح جزءاً من المعايير في الإصدار القادم منها! غنو تقدم مزايا لم توجد في أي نظام يونكس سابق، وتذكر أن فلسفة غنو ليست إستنساخ أو تقليد يونكس بل استبداله، غنو تقدم الأفضل سواءً أكان يونكس أم لا.
- تستخدم خوارزميات حديثة اكتشفت بعد يونكس.
- تحد من استخدام الملفات المؤقتة.
- أعم، فهي لا تحتوي أي حدود مثبتة في الكود على الكثير من الأشياء منها طول اسم الملف والأسطر والرموز وحجم الملف (المدخلات).
- يمكه التعامل مع المحارف الغريبة في المدخلات.
- صمم ليقبل إضافات من المستخدم (إذا كا هناك فائدة من ذلك).
- الإستقلالية عن الأجهزة، بحيث لا يعتمد سلوك البرنامج على نوع جهاز الإخراج.
- تعمل أغلب حزم غنو على طيف واسع من المنصات (الأنظمة والأجهزة) لدرجة أن بعضها يعمل على نظام ويندوز الذي لا يدعم POSIX، ولكنهم لا يعاملوها بالتساوي (أهم المنصات بالنسبة لحزمة من غنو هي غنو GNU و غنو/لينكسGNU/Linux).
بسبب هذا التفوق قام الكثير من مننتجي أنظمة يونكس المملوكة ("التجارية") بإحلال جزء من طقم أدوات غنو مكان أدواتهم الأصلية (أو على الأقل وضعها إلى جانبها)
مشروع غنو هو طريقة البروفيسور ريتشارد ستالمان لإثبات أن البرمجيات يجب أن لا يكون لها مالكون، ويجب أن نكو أحراراً في نسخها واستعمالها وتطويرها، لهذا استقال من عمله في مختبر الذكاء الصناعي في معهد مساشوسيتس للتكنولوجيا MIT في ثمانيات القرن العشرين ليبدأ غنو دون أن يدّعوا ملكيتهم له فيعيقوا كونه حراً (انظر صفحته www.gnu.org/people/rms.html) فهدف المشروع توفير نظام حر، على عكس يونكس المحصور بالأجهزة الخارقة ومن يستطيع صناعتها أو شراءها من عمالقة، ويوافق على شروط اتفاقية الكتمان nondisclosure. مؤسسة البرامج الحرة Free Software Foundation (منظمة غير ربحية) أسست لتقدم الدعم اللوجستي (الفني) والقانوني والمالي لمشروع غنو وحركة البرمجيات الحرة. لقد بدأ بمحرر النصوص (ومفسر لغة lisp) المسمى EMACS لحق به آلاف المبرمجين لإكمال النظام ليتحقق ما وصل إلينا الآن من طقم متفوق من أدوات النظام (أفضل مفسر أوامر ****l وأفضل مصنف compiler وأفضل محرر نصوص editor ...إلخ) وكما ذكرنا قبلاً أن نواة نظام غنو (اسمها Hurd) كانت في سباتت عظيم لفترة طويلة، ولكن في عام 2005 عاد العمل بها لتصبح قابلة للاستعمال، ولكنها لا تزال دون جودة باقي أدوات غنو.
ما هو نظام لينكس Linux ؟
هو نواة نظام kernel (الجزء الذي يتعامل مع العتاد Hardware ويقوم بكل الأعمال الصعبة)، هذه النواة كتبت من الصفر (ولم تشتق من كود النظام الخامس System V ولا من BSD) وهي متوافقة مع المعايير الخاصة بأنظمة يونكس POSIX وهي برمجية حرة وبالتالي مفتوحة المصدر (يمكنك أن ترى ما يزيد عن 4 ملايين من الكود) ويمكن لأي انسان أن يطوره دون إذن من أحد ، بدأه لينوس تورفلدز Linus Benedict Torvalds وهو فنلدي Finland في عام 1991 عندما كان طالبا في جامعة Helinki (انظر صفحته www.cs.helsinki.fi/~torvalds) يأمل أن يكون لديه يونكس (الذي يكلف ميزانية دولة كما ذكرنا) على جهازه في البيت بدأ مشروعه بعد أن درس نظام MINIX (كتاب ونظام تعليمي) حيث كتب نظام تشغيل كامل المزايا من الصفر ليتفوق ليس فقط على الأنظمة العادية بل وعلى أنظمة يونكس الأخرى ثم وضع الملفات على الإنترنت وكوّن مشروع نواة لينكس www.kernel.org أصدر أول نواة في 1994 ومنح درجة الماجستير في عام 1996 على رسالته التي عنوانها "Linux: A Portable Operating System" ويشاركه الآن أكثر من ألف مبرمج من مختلف أنحاء العالم في تطوير النواة لوحدها لدرجة أن الجزء الذي كتبه لينوس لا يزيد عن 2% من النواة الحالية، وهو حتى الآن يدير تطوير النواة. لينوس يعمل الآن لدى مختبرات تطوير المصادر المفتوحة Open Source Development Labs (OSDL). نواة لينكس تعمل على معظم المنصات (أكثر من 20 عائلة من المعالجات) ومنها
- عائلة IA32 إنتل ذات 32-بت Intel Arch وتسمى أيضاً x86 وتشمل البنتيوم وشبيهاته من AMD وهي الأجهزة الشخصية العادية
- عائلة IA64 إنتل ذات 32-بت مثل Intel Itanium و AMD Opterons
- عائلة PowerPC تختصر PPC صممتها IBM وتتجها إلى جانب Motorola Apple وتستعمل في أجهزة Apple Macintosh.
- عائلة Alpha
- عائلة Sparc
- عائلة MainFrame
- عائلة MIPS المستعمل في PlayStation و Nintendo 64 game consoles والعديد الحواسيب العملاقة من SGI
- عائلة m68k من motorola
- عائلة ARM المستعمل في العديد من الأجهزة الخلوية والمحمولة في الكف و PDA و Game Boy Advance و وأنظمة Nintendo DS handheld game
- وغيرها مثل XBox
اسم هذا النظام لينُكس (بضم النون لأنه من الأقلية الناطقة بالسويدية في فنلندا ولو أنها كلمة إنجليزية للفظت بالفتح) مكون من مقطعين LIN وهو يشيرإلى الاسم الأول لمخترعه لينوس و UX اختصاراً ل"يونكس" UNIX. وأحياناً يسمى TUX أي Torvalds UNIX حيث Torvalds هو المقطع الأخير من اسم مخترعه لينوس ويستخدم عادةً كاسم للبطريق (الشعار غير الرسمي لنظام لينكس). وهذا النظام هو مفخرة البرامج الحرة والمفتوحة. ربما يجب أن أشير أن لينكس متوافق مع معايير POSIX وتم فحص التوفقية من عدة جهات مستقلة وقد تجاوز الفحوصات والاختبارات ولكنه لم ولن يدفع ثمن الرخصة (شأنه في ذلك شأن MacOS X و FreeBSD) لهذا فالتوافقية غير رسمية
ما هو لينكس Linux مرة أخرى ؟
هي كلمة تعني واحد من ثلاثة: نواة النظام kernel أو نظام التشغيل وأدواته أو الأقراص التي عليها النظام وأدواته وبرامج التركيب والبرامج التطبيقية وحتى الألعاب. للتمييز الأولى تسمى نواة لينكس Linux kernel والثانية غنو/لينكس GNU/Linux والثالثة توزيعة لينكس Linux Distribution والمعنى تستطيع تميزه من السياق. تُعرّف بعض وثائق غنو نظام "غنو/لينكس" كما يلي: " تغيير في نظام غنو باستعمال نواة لينكس مكان نواة Hurd من مؤسسة البرمجيات الحرة. لينكس نظام مستقر وفعّال ومجدي وكامل المزايا يقلد يونكس. إنتشر بكثرة على الحواسب الشخصية ولكنه يعمل على أنواع مختلفة من الأجهزة، يتوفر الكود المصدري له وفق رخصة التأميم العامة من غنو GNU GPL وهي أهم ملامح هذا النظام".
ما هي البرامج الحرة ؟
إنها برمجيات تعطيك الحق في حرية استخدامها ونسخها وبيعها وتعديلها ...إلخ هناك نوع منها يسمى البرمجيات مرفوعة حقوق النسخ copylefted وهي هي طريقة متبعة لحماية حقوق النسخ copyrights ولكن ليس من النسخ والتعديل...إلخ بل من احتكارها ومن سلبك حريتك، خرج بالفكرة البروفيسور ريتشارد ستالمان مؤسس مؤسسة البرامج الحرة www.fsf.org Free Software Foundation فيمكن لأي كان أن يحصل على الملف المصدري للينكس أو أن يعمل نسخ من البرنامج ويوزعها مجاناً أو يبيعها
هل لينكس هو النظام الوحيد الحر ؟
لا ، لدينا الكثير مثلا GNU/Hurd و FreeBSD و NetBSD و OpenBSD وغيرها ولكن لينكس الأكثر شهرة ودعماً للعتاد Hardware والأكبر مجتمعاً والأكثر نضوجاً.
ما هي المتطلبات الدنيا لتنزيل لينكس ؟
أنت بحاجة إلى معالج 386 كحد أدنى (قبل البينتيوم بجيلين) و4 ميغا رام لتعمل النواة وبعض الأدوات الأساسية لأغراض الإنقاذ أو خادم أباتشي بدون واجهة رسومية ولكن ليعمل برنامج الإعداد الخاص بالتوزيعات المعروفة فأنت بحاجة إلى 16 ميغا على الأقل في الطور النصي والضعف في الطور الرسومي وبحاجة إلى 200-400 ميغا على الأقل من القرص الصلب لعمل توزعية رسومية بسيطة-متخلفة- وبحاجة إلى 1 غيغا إذا أردت تنزيل gnome أو kde و 2 غيغا لكليهما هذا الحد الأدنى أما الحد الأدنى للأداء الجيد فهو ضعف هذه الأرقام
لم أفهم ، باختصار لو سمحت .
PentiumI ,32M ram,2GB HDD للحد الأدنى و PII ,64M ram,4GB HDD ليعمل بشكل مقبول
من أين أحصل على تعريفات كرت الصوت والشاشة ... ؟
لن تحتاج إليها لينكس نظام يتكفل لوحده بكل ذلك وإلا ما فائدة نظام التشغيل ولكن هناك عدد قليل من المودمات القديمة الزائفة الداخلية (في الحقيقة هو مودم واحد موتورولا SM56 ويمكن تعريفة لكن الطريقة صعبة ،سمعت أنه أيضا لا يتعرف في ويندوز XP عليه أيضا، وأيضا بعض المودمات الخارجية من نوع USB ) وعدد قليل من الطابعات ستواجه صعوبة في تعريفها
هل يجب أن أهيء (format) القرص الصلب من جديد؟
لا، ليس بالضرورة إذ يمكن أن تستخدم قسم مثل الدي D في ويندوز ليصبح للينكس.
هل هو نظام سهل مثل ويندوز أم صعب مثل دوس ؟
إنه نظام مرن يمكن أن يكون مثل هذا أو مثل ذاك فهو قد يتفوق على ويندوز في الجمال والسهولة مثلاً إذا استعملت KDE يمكنك أن تجعل القوائم شفافة ويمكنك أن تجعل الأزرار بأشكال رائعة جداً. وإذا كنت تريد نظام ليعمل على جهاز متخلف كنت تريد أن ترميه كخادم صامت أو جدار ناري ليحمي شبكتك ولا تريد تلك الواجهات المترفة فذلك أيضا ممكن
في الحقيقة عندما نتحدث عن نظام تشغيل نعني البرنامج الذي يقع بين البرامج التطبيقية والأجهزة المادية(العتاد) ويسهل لهذه الوصول إلى تلك ويمنع هذه من الوصول إلى تلك أحيانا للحماية أما التعامل مع العنصر البشري فهو ليس من وظيفة نظام التشغيل بل من وظيفة البرامج التطبيقية ولكن سبب الخلط هو أن أنظمة التشغيل المملوكة تأتي مع برامج وواجهات يراها المستخدم فيحسبها هي نظام التشغيل فيصبح السؤال هل يوجد للينكس (التوزيعة) واجهات رسومية وبرامج سهلة الإستعمال؟ الجواب نعم هناك زلايين (ملايين بلايين زلايين) البرامج التطبيقية والواجهات للينكس
هل تقصد أني بحاجة إلى الحصول و تركيب كل برنامج لوحده ؟
لا، فهنا يأتي دور التوزيعة وهي عبارة عن أقراص مدمجة (من قرص إلى سبعة وعادة ثلاثة)عملتها شركة مثل ريدهات وماندريك أو جمعية غير ربحية مثل ديبيان تحتوي على برنامج إعداد و لينكس وآلاف البرامج التطبيقية (من 2000-8000 حزمة برمجية) وملفات مساعدة بحيث أن كل ما عليك هو وضع القرص وتشغيل هذا البرنامج
هل يدعم العربية ؟
نعم ،فالعالمية ودعم كل اللغات موجود ضمن نواة لينكس إن كان مجرد دعم أو حتى أن يترجم بشكل كامل، أي ليس عليك أن تنتظر حتى يتكرمون بعد سنة من إصدار نسخة enabled أو local ولكن يوجد بعض البرامج كما في أي نظام لا يعلم مبرمجها عن طبيعة اللغة العربية وهي برامج قليلة وأكثر التوزيعات الحديثة تدعم اللغة العربية بشكل جيد والجهد الكبير المبذول لتعريب تلك البرامج لمؤسسة عرب-آيز www.arabeyes.org أي عيون عربية ولفظها يعني تعريب باللغة الإنجليزية.
بماذا يمتاز عن غيره ؟
- أسرع ،وأقوى ، وآمن ، وأكثر استقراراً -لايعلق- وعلمي وموثوق
- صمم من الأساس ليكون نظام شبكات ونظام محمي وصمم ليدوم
- انخفاض كلفة الإدامة (التطورات تكون خاضعة GPL ومتوفرة)
- حر/مجاني وغير احتكاري وهو ملك للبشرية GPL
- قادر على بناء نفسه Self-Contained
- Backword compitablity
- well-********ed (على عكس ويندوز الذي يحتوي بعض ال Un********ed API's)
- مطابق للمواصفات والمقاييس مثل POSIX و ANSI و ISO و ... قد يساعد ذلك على أن يكشف الأخطاء المصنعية والتلاعب بالموصفات
- عالمي ويدعم لغات مختلفة منها العربية عن طريق معايير Unicode
- خال من الفيروسات والجواسيس
- نظام 32-بت (فما فوق) حقيقي ،متعدد المستخدمين والمهام و خيوط المعالجة و تعدد المعالجات
- التحكم في أولويات البرامج
- يوفر أدوات تطوير كاملة بأكثر من لغة برمجة باستعمال مجموعة مصنفات غنو GCC - GNU Compiler Collection
- يمكن تركيب أدوات غنو لأتمتة الأعمال والقيام بأعمال غير التي صممت من أجلها، فكل برامج فيه لا يقوم إلا بمهمة واحدة بسيطة لكنه يقوم بها بشكل جيد، ولكن تصميمها يسمح بتركيبها معاً لتتعاون في إنجاز ما هو أعقد
- إنه النظام الذي تعمل به كل مزايا برمجيات غنو، حيث جربت عليه شخصياً ممن يطورون غنو أنفسهم. هذه المزايا قد تكون متوفرة جزئياً أو لم تجرب.
- زلايين (ملايين الملايين) من البرامج بإنتظارك
- سريع التطور، والمزايا الجديدة تنطبق حتى على البرامج القديمة وليس على البرامج التي صممت لها
- يعطيك بيئة التكنولوجيا المتطورة في عالم UNIX على الأجهزة الشخصية
- مدعوم من شركات ضخمة وتاريخية مثل IBM و HP
أليس ويندوز نظام 32-بت ومتعدد المهام؟
كلا إنه يظهر كذلك فقط ، إذا كنت تطبع على طابعة بطيئة أو كنت تقرأ ملف من قرص مدمج قديم أو تنسخ ملف حجمه كبير أو تفك ضغط ملف يزيد حجمه عن 500 ميغا فإن الجهاز كله يصبح بطيئا ويعلق وزر الإلغاء لن يعمل حتى تنتهي تلك العملية سبب ذلك أن ويندوز يعتمد على نظام BIOS الذي صمم قبل عقود ولم يأخذ في الحسبان مسألة تعدد المهام. كم أنه يعمل على مرحلتين الأولى 16-بت (الطور غير المحمي ويستمر إلى إنتهاء تنفيذ autoexec.bat) ثم ينتقل إلى طور 32-بت
لماذا أحتاج أنا لكل هذه المزايا طالما أن ويندوز يعمل ؟
صور لنظام ويندوز يتعطل في أماكن حساسة
صورة لمطار Linate
القادمين: شاشة الموت الزرقاء
الصراف الآلي، بنك Lloyds شارع Baker ، لندن
لعدة أسباب
- عدم الأمان مثل الفيروسات والجواسيس والثغرات، تشير الإحصاءات أن 70% من الأجهزة التي تعمل بواسطة ويندوز تعاني من فيروسات trojan
- حقوق الملكية الفكرية و EULA
- عدم الإستقرار ولها معنيان
- عدم وجود معايير قياسية معتمدة لدى هيئات مستقلة فهو تحكمه السوق فإذا غضبوا على شركة تتوقف برامجها عن العمل في ويندوز (كما حدث مع AOL عند إصدار XP) والبرامج المصممة لموضة ال 98 لا تعمل بالضرورة في الموضة الجديدة
- تعليق الجهاز بسبب وبدون سبب مثل شاشة الموت الزرقاء و send bug-report و Illegal Operation ...
- يدفعونك دائما لشراء المزيد
- عند طلب الدعم والشكوى من التعليق المتكرر يجيبونك اشتري المنتج الجديد أو ربما أنه فيروس أعد التنزيل أو يتهمونك بالغباء وأنه عليك إغلاق الجهاز بطريقة صحيحة أو عليك اضافة المزيد من الذاكرة
- عدم توفر برامج مجانية موثقة -غالبا تجريبية- وقلة المشاريع العلمية
- لا يناسب المشارييع الكبيرة وطويلة الأجل
- لا يناسب المشاريع ذات الطابع الحكومي أو السري لأنك لا تستطيع التأكد من أنه يقوم بالعمل المطلوب فقط لان الملف المصدري غير متوفر وإن توفر مقابل ثمن رخصة أخرى فإنه لا يحق لك نشره أو عرضه على الخبراء
تشير وثيقة "سرية" (يفترض أن تكون) صادرة عن مايكرسوفت تعترف فيها بأن لينكس أفضل وله مستقبل أفضل تسمى وثيقة halloween انظر www.opensource.org/halloween.html
حقوق الملكية و من يهتم ؟ وما هي EULA ؟
مع الزمن تتجه الدول إلى توقيع اتفاقية التجارة الحرة التي تلزم بالحفاظ على الملكية الفكرية . والمطالبة بالقضاء على مروجي ومستعملي النسخ المقرصنة وكل الأعذار التي تعدها لن تنفع في شيء بسبب EULA
- لقد جاء مع الجهاز
- أنا لم أنسخ شيئا
- صديقي لديه نسخة مرخصة وأنا استعملتها ولم أنسخها
- لقد قال لي البائع أنها أصلية
كلها لن تنفعك في شيء وستدفع المعلوم
أما عن EULA
فهي اتفاقية المستخدم/المنتفع الأخير (أي ليس مهما القرصان الكبير الذي نسخها على أقراص مطبوعة تشبه الأصلية أو القرصان الذي باعك إياها) وهي الشيء الذي توافق عليه دون أن تمعن فيه عند تركيب ويندوز وتضغط موافق وفلسفة هكذا اتفاقيات أن الشركة لا تبيعك البرنامج وإنما تعطيك الحق في استخدامه مقابل المال.
وهل هذا سيء ؟ ما هي بنودها؟
- بمجرد استعمالك للبرنامج تفقد الحق في استعادة النقود ، علما أن الإتفاقية لا تعرض عليك إلا بعد تشغيل البرنامج
- يمكن صياغة هذا البند أنه إذا لمست أي جهاز فأنت موافق على الإتفاقية لأن 90% من الأجهزة حاليا عليها ويندوز
- الإستخدام محدود باستعمال البرنامج وليس يتحليله واستخدامه في الهندسة العكسية (على الرغم من معارضة هذا البند لقوانين الإتحاد الأوروبي )
- إذا فقدت الرقم المفتاح أو رمز التفعيل عليك شراءه مرة أخرى
- للإستعمال على جهاز واحد (ستدفع بعدد الأجهزة)
- محدودية الكفالة إلى أبعد الحدود
- في حال ارتكب ويندوز خطأ أو تسبب بمشكلة ضمن حدود الكفالة فإن شركة مايكروسوفت هي من يحدد ماذا تفعل بك هل تعيد لك النقود التي دفعتها وتسحب منك الرخصة أم تستبدل الأقراص بأقراص تحتوي على نفس المشكلة
- تحذير من الجافا وأنها قد تؤدي إلى موتك أو اصابتك بالسرطان
- إذا اعتبرت موافقا على الإتفاقية فإنه عليك تسجيل كونك مستخدم مرخص وإلا تعتبر مستخدم غير شرعي "قرصان"
- يعاقب المستخدم غير الشرعي بدفع رسوم الرخصة إضافة إلى تعويض للشركة إضافة إلى تعويض لتشويه سمعة البلد
- انظر EULA ويندوز 98
لا أظن أنهم يطبقونها بذلك التشدد
هناك فترة سماح في اتفاقية التجارة الحرة ربما هذا هو السبب أو حتى يتسلل ويندوز إلى مناهجنا التربوية وتتشربه الجامعات ويصبح لا مجال للعودة ثم تضرب ضربتها (هذا حقهم فالعقد شريعة المتعاقدين حيث ينص على أن الاستخدام يلزمك بدفع الرخصة ولو بعد حين) لاحظ أصبحت الصيدليات الصغيرة والمطابع وحتى محلات مواد البناء والبقالة تستخدم ويندوز وعلى الكل أن يرخص هل كنت تعتقد أن ظاهرة الأقراص على الرصيف بكل البرامج بسعر ثلث دولار ستستمر.
وماذا عن لينكس كيف رخصته
اسمها رخصة غنو العمومية - GPL (أي General Public License ) وقد تحدثنا عنها من قبل في فصل الملكية الفكرية.
لكنها أسباب غير كافة لأتخلى عن كل الأقراص التي لدي وأضعها الفرن وأبدأ من الصفر
لم يقل أحد ذلك، تستطيع الجمع بين النظامين وعرض قائمة تخيرك بينهما أو -إذا كنت لا تحب أن يعاني أخوك الأصغر أي تغيير- تستطيع أن تجعل الجهاز يقلع إلى ويندوز مباشرة ما لم تضغط على shift أثناء الإقلاع بل تستطيع تشغيل معظم برامج ويندوز في لينكس عن طريق wine أسرع مما تعمل عليه في ويندوز
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)