فقط في دمشق: دروس الثانوية العامة في المقاهي .. على طريقة الحكواتي !
بعيداً عن السبورة و قاعة الصف التقليدية و أسلوب التلقين المتعارف عليه، ابتكر كل من محمد خيرعلي (خريج كلية التاريخ) و نورعجيب (ماجستير فلسفة) طريقة جديدة في التعامل مع مواد الشهادة الثانوية فقرروا ارتداء عباءة الحكواتي في إحدى مقاهي دمشق وإعطاء دروس مواد التاريخ و الفلسفة و اللغة العربية على طريقة الحكاية الشعبية و بصيغة تفاعلية جديدة تعتمد على النقاش والحوار لتتحول بذلك "نور" إلى الحكواتية قطر الندى وتكون الحكواتية الأولى في سورية بل و ربما في الوطن
العربي.
الفكرة نشأت نتيجة الأثر الإيجابي الذي خلفته تجربة كل من محمد ونور في التدريس التفاعلي في المدراس فقرروا تطوير الفكرة إلى ما هي عليه الآن .
و لكن الأمر لم يكن بالسهولة المتوقعة و لم تلق الفكرة رواجاً عند الكثيرين ..يحدثنا "محمد " عن هذه التجرة و عن الصعوبات التي تواجههم قائلا : "بداية تعرضت فكرتنا للكثير من الرفض حيث طرقنا أبواب ما يقارب 25 مقهى بلا فائدة إلا أن جاء صاحب مقهى عز الشام و تبنّى الفكرة وقدم لنا إمكانية الاستفادة من المقهى بشكل مجاني".
وأضاف : " بعد ذلك اعتمدنا على حملة من العلاقات العامة للترويج لخدماتنا و في بادئ الأمر كان جمهورنا لا يتعدى الثلاثة أشخاص و لكن بعد مرور 20 يوماً وصل جمهورنا إلى ثلاثين رائد ليسوا جميعهم بالضرورة من الطلاب".
ويتخلل الدروس التي يقدمها الحكواتي والحكواتية أيام الاثنين والخميس من كل أسبوع وعلى مدار ثلاث ساعات بعضاً من المونولوج الشعبي والتعليقات الرياضية وأخرى فنية، بالإضافة إلى الحكاية الشعبية التي تسردها قطر الندى من قصص ألف ليلة وليلة والتي اعتبرتها بمثابة جسر عبور و تواصل بين الماضي والحاضر و خصوصاً أنها ترويها بالمفردات الشامية لتكون قريبة من قلب جميع الحضور على اختلاف شرائحه.
وحول آلية عملها تضيف قطر الندى : " أنا أعمل على إعادة صياغة الدروس من جديد وتدريسها بأسلوب يضمن وصول المعلومة إلى الطالب بعيدا ًعن الأسلوب التقليدي ، و كذلك في سرد الحكايات حيث أقوم بتطويرها بطريقة شيّقة تجذب المتلقي و لاسيما الجيل الجديد ".
و تعتمد قطر الندى "نور " بكثير من الأحيان في تعزيز بعض المعلومات الثقافية على أسلوب "الحزورة" و كذلك على ربط القصص التي ترويها بأحداث من الواقع حتى تضمن انجذاب الجمهور لها، و كونها أول حكواتية فقد استطاعت أن تجذب الجنس اللطيف إلى المقهى بعد أنّ كانت فكرة الحكواتي و رواده مرتبطة دائماً بعالم الرجال.
صاحب المقهى عزيز البعلبكي أبدى حماساً كبيراً للفكرة و اعتبرها استثماراً جيداً لأوقات رواد المقاهي فهي تعود عليهم بالفائدة و المنفعة سواء كانوا طلاباً من خلال الدروس المقدمة أو من شرائح أخرى عبر الحكايات التي تحمل الكثير من العبر و المعاني و تعود بهم إلى ذكريات الزمن القديم و تعرّفهم على تراثنا الماضي بدلاً من إضاعة الوقت في التسلية و لعب الورق .
شكرررررررراً
التعديل الأخير تم بواسطة السكون ; 02-08-2011 الساعة 01:38 AM
والله طريقة بتجنن يسلمو سنوئة
اذا غامرت في شرف مروم فلا تقتع بما دون النجوم
فطعم الموت في امر حقير كطعم الموت في امر عظيم
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)