يرجى القراءة ببطئ وتمهل للفائدة واعادة القراءة خير وبركة
في خبايا النفس والروح تتصارع أحاسيس وأفكار وثوابت ومبادىء تربية وقيم ومعتقدات وقوانين سيطرت على العقل فأصبح أسيرا لهذه الكتلة من المؤثرات جعلت أفعاله ترتبط ارتباطا وثيقا بما يدور في تلافيف وزواريب هذه العقل الذي خلقه الله تعالى مختلفا فلانجد انسانا منذ آدم عليه السلام الى يومنا هذا يملك نفس العقل من طريقة تفكير واساليب معالجة المعلومات الداخلة اليه وطريقة اخراجها الى العلن لتصبح افعالا تؤثر بالانسان نفسه وبمن حوله ..........
مؤثرات منها ماهو خلقي لا يد للانسان فيه ومنها ماهو مكتسب من البيئة والمحيط الخارجي
عندما ينظر الانسان الى صورته الفردية تزداد
قناعته انه مركز الكون وماحوله هم الكواكب
التي تدور في فلكه....
وعندما ينظر الى صورته في صورة جماعية
يتقلص هذا الشعور ويجد نفسه كوكبا من جملة
الكواكب الموجودة في الكون
وهنا وقفة .......هل نجد في نظرة الانسان الى
نفسه نظرة سلبية ام ايجابية ...هنا يوجد حالات
كثيرة يجب التفريق بينها
في البداية هذا الشعور...... اي شعور الانسان
أنه المركز ...شعور لا ارادي عفوي ....
مثال : عندما تسير في أي طريق فان العقل
يستقبل اشارت يتلقفها المخ ....
.تخيل نفسك تسير في طريق مستقيم وكل ماحولك عبارة عن جماد ...
هنا أنت الشيء المركزي في هذه اللقطة
فلا معنى لكل الطريق لولا وجودك فيه .....
الان تخيل التالي نفس الطريق ولكنه مليء
بالبشر في كل الاتجاهات وانت واحد منهم ...
وأحد ما... يصور هذا المنظر المزدحم ثم
شاهدت هذا المقطع فستجد نفسك شيء من جملة
الاشياء الموجودة في الطريق...... لاتقدم ولا تؤخر !!
هذا يقودنا الى منحى مشابه بالاضافة لشعور
الانسان بمركزيته يوجد شعور توأم له وهو
احساس الانسان بأنه الاذكى وأن مايقوم به من
تصرفات وأفعال هو الصواب بعينه وعلى هذا
الاساس يتصرف في حياته أنه المنطلق
والمركز والاذكى ....
ويا لخطأ هذا الشعور ومنعكساته على أرض
الواقع عندما يتحول الى شعور
متطرف مرضي ...!!!
ولنفصل اكثر هنا ...
هذا الاحساس قلنا انه لا ارادي وطبيعي.....
ومن هنا نفهم ردة فعل أي انسان عندما يواجه
خطرا يهدد حياته تزداد ضربات القلب ويأمر
الدماغ الجسم بافراز هرمون الادرنالين
وتتضاعف قوة الانسان للتخلص من الخطر
المحدق ...
وتصدر منه أفعال تفوق حدوده الطبيعة
بأضعاف مضاعفة لينجو من الموت ....
الان مثال عن حالة مرضية متطرفة
هي مرض جنون العظمة عندما يتحول
الاحساس الطبيعي بالمركزية الى شعور
بالفوقية والذكاء المطلق وتجد الانسان يحدث
نفسه بجملة شائعة وهي ""أنا أذكى انسان في
الكون "" .
هنا المرحلة او الدرجة الاولى في سلم جنون
العظمة ........بحيث يتصاغر في عينيه وعقله
رويدا رويدا وعلى مدى سنوات ماحوله من
بشر .....
ليجدهم في النهاية قد أصبحوا فئرانا نسبة
لمركزيته المتضخمة وهنا تكون النهاية الوخيمة
كما معظم جبابرة الارض وهنا شاهدنا جميعا
مثالا صارخا لهذه الفئة على شاشات التلفاز ......
..اذا كيف يتعامل الانسان مع هذا الشعور ؟؟؟؟
هذا ماسيكون محورا في حديث لاحق .........
صحيح أن شعور الإنسان بأنه مركز الكون و شعوره بأنه الأفضل يعتبر شعورا طبيعيا داخليا... ناتج عن موقع هذا الشخص في الحياة بشكل عام ... و الذي تمّ الإشارة إليه آنفاً برمزية ( سيره لوحده في شارع مستقيم )...
و لكن هنا ( و كما تمّ التنويه عنه في بداية موضوعك أيضاً ) تتدخل عوامل كثيرة أخرى ...
اعتقد انه من أهمها تلك المرتبطة بمن يحيط بهذا الشخص ( أهل , أصدقاء , أقارب .... ) ... و كيفية تعاملهم معه و ماهية تعليقاتهم على تصرفاته ....
فطريقة تعاطيهم معه ... من شأنها أن تلعب دوراً مركزياً في رسم ملامح شخصيته و تقييمه لذاته و مقارنتها بالآخرين .... و هذا مرتبط برأيي إلى حد كبير بطريقة تربية و تنشئة هذا الشخص منذ طفولته ...
فمن المسلّم به طبعا أن شخصية أيّ منا تحمل في طيّاتها رواسب من طفولتنا و من طريقة تربيتنا ....
و حتى في المراحل اللاحقة لمرحلة الطفولة ... الطريقة الغير المدروسة لتعامل المحيطين بنا ... تساهم في الإبقاء على تصرفاتنا السلبية ( إن وجدت ) ... بل و من الممكن جدا أن تزيد الطين بلّة ... و أن تقودنا بشكل غير مباشر نحو الهاوية ...
و بالمقابل .. الطريقة الحكيمة و الحازمة لتعامل المحيطين بنا من شأنها أن تساعد في تقويم تصرفاتنا والمحافظة على حالة التوازن النفسي للحيلولة دون الاتجاه نحو كارثة مرضية جنونية ...
لا يقتصر انعكاسها علينا أو على المقرّبين لنا وحسب .... بل تطال كل من حولنا بشكل عام ..... و بالطبع تكون النهاية من أسوأ ما يكون في هذه الحالة ....
صراحة هناك الكثير و الكثير من الكلام في هذا الموضوع .... اعذرني للإطالة و لكن بعض الطروحات ( كالطرح الحالي ) تجذبني و اعتقد أنها تصلح ان تطرح للنقاش العام ....
شكرا جزيلا
بانتظار " الحديث اللاحق" ... الذي وعدت به في نهاية الموضوع
تحيتي
..اذا كيف يتعامل الانسان مع هذا الشعور ؟؟؟؟
في البداية عليه ان يكون راضيا بالقدرات التي وهبه الله اياها
هنا لنتخيل ان كل انسان قد اكتسب منذ ولادته اربع وعشرين
قيراطا...
هذه القراريط تتوزع بين الصحة والرزق والذرية والملكات الفكرية
والقدرة الجسدية ....اذا الله تعالى اعطى كل انسان مايناسبه من
القراريط ليبلغوا في نهاية عمره اربع وعشرين فلايموت الا وقد
استوفاهم جميعا .....
كل ماعليه فقط ان يسعى في هذا الرزق المكنون والمخصص له
وكلما اجتهد كلما حاز من رزق الله المكتوب له بعلم الله الازلي ....
أما من ينظر الى أناس نالت الفتات ويستغرب لما هم في هذه الحالة المزرية فلها دور ...
دور العبرة ولنعرف نعم الله فلا نجحدها وربما من أشفقت عليه من
شدة فقره كان له من الاجر عند الله مالا يخطر على قلبك ولتمنيت ان
تكون مبتلى مثله على ان تأخذ الاجر الكبيرالذي حصل عليه جزاء
صبره على بلواه .....
فما معنى سنوات الحياة الدنيا القصيرة أمام نعيم خالد لا يبلى....
اذا الخطوة الاولى هو الرضا القلبي والراحة النفسية لما وهبنا الله
من الرزق الثابت في الولادة ومن الرزق المتغير في الحياة
ايضا المصائب فعندما نتيقن ان الله قد أذن بحدوثها فهناك حكمة وهناك خير
وللحديث بقية............
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)