««صديقة الدرب»»
o-719.jpg
جورج طرابيشي
مفكر وكاتب وناقد ومترجم عربي سوري.
من مواليد مدينة حلب عام 1939
يحمل الإجازة باللغة العربية والماجستر بالتربية من جامعة دمشق.
عمل مديرا لإذاعة دمشق (1963-1964)، ورئيسا لتحرير مجلة " دراسات عربية" (1972-1984), ومحرراً رئيسياً لمجلة "الوحدة" (1984-1989). أقام فترة في لبنان، ولكنه غادره، وقد فجعته حربه الأهلية، إلى فرنسا -التي يقيم فيها إلى الآن متفرغا للكتابة والتأليف.
تميز بكثرة ترجماته ومؤلفاته حيث انه ترجم لفرويد وهيغل وسارتر وبرهييه وغارودي وسيمون دي بوفوار وآخرين ، وبلغت ترجماته ما يزيد عن مئتي كتاب في الفلسفة والايديولوجيا والتحليل النفسي والرواية. وله مؤلفات هامة في الماركسية والنظرية القومية وفي النقد الأدبي للرواية العربية التي كان سباقاً في اللغة العربية الى تطبيق مناهج التحليل النفسي عليها. من أبرز مؤلفاته : "معجم الفلاسفه" و"من النهضة الى الردة" و"هرطقات 1 و2 " ومشروعه الضخم الذي عمل عليه أكثر من 20 عاما وصدر منه حتى الآن أربعة مجلدات في "نقد نقد العقل العربي"، أي في نقد مشروع الكاتب والمفكر المغربي محمد عابد الجابري، ويوصف هذا العمل بأنه موسوعي إذ احتوى على قراءة ومراجعة للتراث اليوناني وللتراث الأوروبي الفلسفي وللتراث العربي الإسلامي ليس الفلسفي فحسب، بل أيضاً الكلامي والفقهي والصوفي واللغوي ، وقد حاول فيه الاجابة عن هذا السؤال الاساسي: هل استقالة العقل في الاسلام جاءت بعامل خارجي، وقابلة للتعليق على مشجب الغير، أم هي مأساة داخلية ومحكومة بآليات ذاتية، يتحمل فيها العقل العربي الاسلامى مسؤولية إقالة نفسه بنفسه؟
أهم نقاط المسار الفكري لطرابيشي هو انتقاله عبر عدة محطات أبرزها الفكر القومي والثوري والوجودية والماركسية.
انتهى طرابيشي الى تبني نزعة نقدية جذرية يرى أنها الموقف الوحيد الذي يمكن أن يصدر عنه المفكر، ولا سيما في الوضعية العربية الراهنةالتي يتجاذبها قطبان :الرؤية المؤمثلة للماضي والرؤية المؤدلجة للحاضر .
أهم أعماله
* المعجزة أو سبات العقل في الاسلام ،دار الساقي ،بالاشتراك مع رابطة العقلانيين العرب ،بيروت 2008
* هرطقات 1: عن الديموقراطية والعلمانية والحداثة والممانعة العربية. دار الساقي، بالاشتراك مع "رابطة العقلانيين العرب". بيروت 2006
* هرطقات 2 :العلمانية كإشكالية إسلامية- إسلامية ، دار الساقي ،بالاشتراك مع رابطة العقلانيين العرب ،بيروت 2008
* نظرية العقل العربي :نقد نقد العقل العربي (ج1)
* إشكاليات العقل العربي : نقد نقد العقل العربي (ج2)، صدر 2002ِ
* وحدة العقل العربي : نقد نقد العقل العربي (ج3)
* العقل المستقيل في الإسلام : نقد نقد العقل العربي(ج4)، صدر 2004
* مذبحة التراث في الثقافة العربية المعاصرة
* مصائر الفلسفة بين المسيحية والإسلام
* من النهضة إلى الردّة:تمزقات الثقافة العربية في عصر العولمة
* المثقفون العرب والتراث :التحليل النفسي لعصاب جماعي ،صدر 1991
* شرق وغرب ،رجولة وأنوثة: دراسة في أزمة الجنس والحضارة في الرواية العربية ،صدر 1977
* عقدة أوديب في الرواية العربية ،صدر 1982
* الرجولة وأيدولوجيا الرجولة في الرواية العربية ،صدر 1983.
* الله في رحلة نجيب محفوظ الرمزية ،صدر 1973.
* لعبة الحلم والواقع :دراسة في أدب توفيق الحكيم، صدر 1972
* الأدب من الداخل ،صدر 1978.
* رمزية المرأة في الرواية العربية ،صدر 1981.
* أنثى ضد الأنوثة:دراسة في أدب نوال السعداوي على ضوء التحليل النفسي ،صدر 1984
* النظرية القومية والدولة القطرية ،صدر 1982
* الماركسية والايدولوجيا ،صدر 1971
* سارتر والماركسية ،صدر 1963
* الماركسية والمسألة القومية ،صدر 1969
* النزاع الصيني السوفياتي ،صدر 1969.
* الاستراتيجية الطبقية للثورة ،صدر 1970
التعديل الأخير تم بواسطة ريماس ; 09-09-2010 الساعة 06:22 PM
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
««صديقة الدرب»»
zenobia-by-herbert-schmalz.jpg
زنوبيا(ملكة سورية) ملكة تدمر (بالميرا) والشام والجزيرة، وقد كانت زنوبيا زوجة لأذينة ملك تدمر المملكة العظيمة التى تنتصب بشموخ في وسط سوريا ، واذينة الملقب ب سيد الشرق السوري وملك الملوك لقوته وهيبته، امتدت سلطته على سورية وسائر آسيا الرومانية، وكثيراً ما حارب الفرس وهزمهم وردهم عن بلاده، وكان إذا خرج إلى الحرب أناب الملكة زنوبيا لتحكم تدمر وكانت تتولى الحكم بمهارة وأقتدار .
كانت تدمر (بالميرا) أهم مدينة وحاضرة في عصرها ومدينة تجارية تلبس ثوب الثراء والفخامة تقع في وسط سوريا في بادية الشام وقد قامت بها حضارة كبيرة تميزت بفخامة مبانيها ومعابدها حيث ان المدينة نافست روما وهي من أجمل مدن الشرق القديم ، وتحيط بها الجبال ، وكانت قبل الميلاد محط قوافل التجارة القادمة من الشرق إلى روما واوروبا وبالعكس ، ومحطه تجارية هامه على طريق الحرير القادم من الصين .
صفات زنوبيا
وكانت الملكة زنوبيا قد إشتهرت بجمالها وولعها بالصيد والقنص، قيل عنها: أنها كانت ذات رأي وحكمة وعقل وسياسة ودقة نظر وفروسية وشدة بأس وجمال فائق. و زنوبيا عربية الأصل (مما يدل على قدم العرب بسوريا قبل الإسلام) و أسمها بالعربية هو: الزباء بنت عمرو بن الظرب بن حسان ابن أذينة بن السميدع. و هذا أمر شديد الأهمية، لما للجهل التأريخي من إنتشار اليوم، بحيث يصور البعض أن العرب عاشوا بشبه الجزيرة العربية، و أن الشام و العراق و مصر لم تعرف العرب قبل إنتشار الإسلام، و هو من المغالطات التأريخية المتعمدة لقتل الإنتماء العربي عند العرب اليوم.
كانت الهيبة والجمال والعظمة تلوح على وجهها ، قوية اللحظ ذكية ،وكانت أسنانها بيضاء كاللؤلؤ وصوتها قوياً وجهوراً، وجسمها صحيحاً سالماً، وكانت الابتسامات لا تفارقها، فعاشت بعظمة ملوكية كملوك الأكاسرة والرومان كأكبر ملوك الشرق ولقبت بملكة ملكات الشرق ، فكانت تضع العمامة على رأسها وتلبس ثوباً أرجوانياً مرصعاً بالجواهر والحلي وكثيراً ماكانت تترك ذراعها مكشوفة ( يتبين في التماثيل والمنحوتات التدمرية ) .
وتثقفت بالثقافة الهيلينية، وكانت تتكلم الآرامية ( اللغة السورية القديمة و أصل اللغة العربية)و القبطية و بعض اللاتينية (الرومانية) والإغريقية و، وكان لها اطلاع على تاريخ الشرق والغرب، وكانت تقرأ لهوميروس وأفلاطون وألِفَت تاريخاً عن الشرق وسوريا وما جاورها وآسيا.
حكمها لتدمر
بعد مقتل أذينة(عام267م) بطريقة غامضة، تولت المُلك بإسم ابنها وهب اللات ، واصبحت زنوبيا ملكة الملكات وتولت عرش المملكة وازدهرت تدمر في عهدها واخضعت الكثير من البلاد لسلطتها ، وحضيت زنوبيا بشهرة كبيرة بين الدول والممالك القديمة حتى أن البعض أصبح يسمي تدمر بإسم ( زنوبة )) نسبة إلى زنوبيا، .
انشأت جيش قوى واستولت على العديد من البلدان واصبحت تدمر جوهرة المدن ومقصد الاثرياء والسادة ومحط رحال التجار والقوافل وزاد ثراءالمدينة ونافست روما في العظمة والفخامة والمكانة وكان لها هيبتها ومكانتها الرفيعة بين البلدان ، ولما سآءت العلاقات بين زنوبيا وبين الإمبراطور الروماني أرسل الإمبراطور لها جيشه للإستيلاء علي تدمر فهزمته شر هزيمة وردته وحمت مملكتها بكل شجاعة وزدادت هيبة المملكة و زنوبيا وعرفت بشدتها وعدم تهاونها ،وفي نفس الوقت فان الملكه قد خافت ان يستغل الفرس الفرصه ،فيوجهوا جيشهم طمعآ في مملكتها الغنية فجهزت لذلك واستعدت ومن ثم قامت بأنشاء حصنا على نهر الفرات دعته زنوبيا نسبة إليها، بعدها سيطرت على معظم البلاد وتوجهت لمصر وكانت تابعة للرومان واحتلتها واخضعتها لحكمها ، ومنعت جيوشها عن روما ، وعززت علاقاتها التجارية مع الحبشة و الجزيرة العربية وبسطت نفوذها على العديد من البلدان .
أهم ممالك الشرق
توسعت مملكتها حتي شملت باقى مناطق سوريا وامتدت من شواطئ البسفور حتى النيل، وأطلقت عليها الإمبراطورية الشرقية مملكة تدمر واصبحت أهم الممالك واقواها في الشرق على الاطلاق ، مما دعى الإمبراطور الروماني أورليانوس للتفاوض مع الملكة زنوبيا لتأمين حدود امبراطوريتة ولوقف زحف جيوش تدمر مقابل الإعتراف بألقاب ابنها وامتيازاته الملكية .
أصدرت الملكة زنوبيا العملة الخاصة ب تدمر وصكت النقود في إنطاكية وطبعت عليها صورة وهب اللات على وجه وعلى الوجه الثاني صورةالإمبراطور أورليانوس، وأزالت من النقود صورة الإمبراطور مميزة النقود السورية التدمرية عن نقود روما ، ووسعت مملكتها وضمت الكثير من البلاد ، لكن الإمبراطور الروماني صمم على التصدي ل المملكة التدمرية القوية التي سيطرت على العديد من المناطق ، في سنة 271م ارسل جيش قوي مجهز إلى اطراف المملكة وجيشاً آخر بقيادة الإمبراطور أورليانوس نفسه توجه به إلى سوريا و آسيا الصغرى ليلتقي الجيشان وتدور معركة كبيرة بين مملكة تدمر والامبراطورية الرومانية ، احتل بروبوس اجزاء من جنوب المملكة في أفريقيا وبلغ أورليانوس أنطاكية في سوريا ، وتواجه مع زنوبيا بتجهيزات كبيرة وهزمها هناك ، مما جعلها تنسحب لتدمر وكان أورليانوس قد بلغ مدينة حمص ، فدارت بينهما معارك شرسة قدمت فيها زنوبيا الكثير ودفع اورليانوس بالمزيد من القوات في مواجهة جيش زنوبيا ، تراجع جيشها إلى تدمر ، فتقدم أورليانوس إلى تدمر وحاصر أسوارها المنيعة حصاراً محكما ، وكانت زنوبيا قد حصنت المدينة ووضعت على كل برج من أبراج السور إثنين أو ثلاثة من المجانيق تقذف بالحجارة المهاجمين لأسوارها وتمطرهم بقذائف النفط الملتهبة، والتي كانت تعرف بالنار الإغريقية ، وقاومت الغزاة بشجاعة معلنة القتال حتي الموت دفاعا عن مملكتها . عرض أورليانوس عليها التسليم وخروجها سالمة من المدينة الني لن تمس ، لكنها رفضت ووضعت خطة وحاولت اعادة الالتفاف على جيش اورليانس فتحصنت بالقرب من نهر الفرات إلا أنها وبعد معارك ضارية وقعت في الأسر ولاقاها أورليانوس وهو في ميدان القتال فأحسن معاملتها وكان ذلك سنة 272م ، ثم اصطحبها معه إلى روما ولم يقتلها بل قتل بعض كبار قادتها ومستشاريها بعد محاكمة أجريت لهم في مدينة حمص .
انتحارها
انتهت حياتها في منزل في تيبور أعده لها أورليانوس، وبكبرياء الملكات والملوك رفضت التنازل فانتحرت بالسم وانهت حياتها بعزة وكرامة ملكة عظيمة حكمت أهم ممالك الشرق ، فقد اخضعت لحكمها من عاصمتها تدمر جميع سوريا و الشام و آسيا الصغرى حتى أنقرة ومصرو العراق ومابين النهرين لتكون مملكة من أهم الممالك في التأريخ العربي القديم.
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
««صديقة الدرب»»
haky.jpg
بديع حقي
أديب وروائي سوري عربي. ولد في دمشق. درس الحقوق وحصل على درجة الدكتوراه. عمل في السلك الديبلوماسي بين عامي 1945 و1986. من مؤلفاه "التراب
ولد في دمشق عام 1922.
إجازة الحقوق.
دكتوراه في الحقوق الدولية- باريس 1950.
دبلوم في الحقوق الجزائية- باريس 1949.
نشر قصصه وترجماته في المجالات والصحف السورية واللبنانية.
عمل في السلك الدبلوماسي السوري من عام 1945 وحتى عام 1986 وتجول في عدة بلدان عربية وعالمية.
عضو جمعية القصة والرواية.
مؤلفاته:
1-سحر- شعر- بيروت 1954.
2-التراب الحزين- قصص- دمشق 1960.
3-جفون تسحق الصور- رواية- بيروت 1968.
4-أحلام الرصيف المجروح- رواية- بيروت 1973.
5-قمم في الأدب العالمي- دراسة- دمشق 1973.
6-حين تتمزق الظلال- قصص- دمشق 1980.
7-الشجرة التي غرستها أمي- دمشق 1986.
8-همسات العكازة المسكينة- رواية- بيروت 1987.
9-لاتزال الشمس تشرق- آرنست همنغواي- ترجمة.
10-المعطف- غوغول- ترجمة.
11-اللوحة- غوغول- ترجمة.
12-البستاني- رابندرانات طاغور- ترجمة.
13-جني الثمار- رابندرانات طاغور- ترجمة.
14-شتيرا- رابندرانات طاغور- ترجمة.
15-دورة الربيع- رابندرانات طاغور- ترجمة.
16-قصائد مناضلة- أحمد سيكوتوري- ترجمة.
17-حين يورق الحجر- مقالات- اتحاد الكتاب العر- دمشق 1990.
18-قوس قزح فوق بيت ساحور (قصص)- دار كنعان- دمشق 1993.
19-فلسطينيات بديع حقي- دمشق 1995
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
««صديقة الدرب»»
"البُحتُرِيّ" شاعر السلاسل الذهبية
syriaroses-340c821e72.jpg
هو أحد الشعراء المشهورين بالعصر العباسي، اسمه كاملاً الوليد بن عبيد بن يحيي الطائي أبو عبادة البحتري، يقال عن شعره " سلاسل الذهب" وذلك نظراً لجودته، كان البحتري واحد من ثلاثة من أشهر شعراء العصر العباسي وهم المتنبي وأبو تمام والبحتري.
سئل أبي العلاء المعري ذات يوم عن أي من الثلاثة السابقين أشعر من غيره في الشعر فكان رده " أن المتنبي وأبو تمام حكيمان وإنما الشاعر هو البحتري".
النشأة
ولد البحتري عام 206هـ - 821م بمنبج بالقرب من حلب وتلقى فيها علومه في الدين واللغة والأدب، والبحتري يمني قحطاني من ناحية أبيه وعدناني من ناحية أمه، عشق الشعر وعمل على تدعيم هذا العشق بحفظ أشعار الأقدمين والتدرب على النظم الجيد للقصائد الشعرية.
وإمعاناً في صقل موهبته الشعرية رحل البحتري إلى حمص حيث كان أبو تمام فقام بعرض شعره عليه وتقرب إليه ليتعلم منه وكانت من نصائح أبو تمام إليه أن قال له: " يا أبا عبادة، تخير الأوقات، وأنت قليل الهموم، صفر من الغموم .. فإذا أردت النسيب فاجعل اللفظ رقيقاً والمعنى رشيقاً وأكثر فيه من بيان الصبابة، وتوجع الكآبة، وخلق الأشواق، ولوعة الفراق، وإذا أخذت في مدح سيد ذي أياد، فأشهر مناقبه وأظهر مناسبه، واجعل شهوتك لقول الشعر الذريعة إلى حسن نظمه، فإن الشهوة نعم المعين، وجملة الحال أن تعتبر شعرك بما سلف من شعر الماضين، فما استحسنه العلماء فاقصده، وما تركوه فاجتنبه".
انتقل البحتري بعد ذلك إلى بغداد واتصل بعدد من الشعراء مثل دعبل الخزاعي، ابن الرومي، علي بن الجهم، ابن المعتز، ابن الزيات، ابن طاهر.
حياته
يقال عن البحتري انه نشأ فقيراً وتوفى غنياً وذلك نظراً لكونه مثل باقي شعراء عصره سعى للتكسب بشعره فقام بمدح الخلفاء والوزراء وغيرهم فأفتتح شعره بالغزل وأدخل به الحكمة والعاطفة والفخر والوصف، كما عمل على تسجيل الأحداث المختلفة من خلال قصائده الشعرية.
كان أول الخلفاء الذي اتصل بهم البحتري بالعراق الخليفة المتوكل فقام بمرافقته ومدحه في كل مناسبة وعمد إلى تسجيل مآثره وذلك على مدى خمسة عشر عاماً قضاها البحتري في رعاية المتوكل، مما قاله في مدحه:
يا اِبنَ عَمِّ النَبِيِّ حَقّاً وَيا أَزكى
قُرَيشٍ نَفساً وَديناً iiوَعِرضا
بِنتَ بِالفَضلِ وَالعُلُوِّ iiفَأَصبَحتَ
سَماءً وَأَصبَحَ الناسُ iiأَرضا
وَأَرى المَجدَ بَينَ عارِفَةٍ iiمِنكَ
تُرَجّى وَعَزمَةٍ مِنكَ iiتُمضى
وحينما قام المتوكل بتولية أولاده الثلاثة ولاية العهد قال:
حاطَ الرَعِيَّةَ حينَ ناطَ iiأُمورُها
بِثَلاثَةٍ بَكَروا وُلاةَ iiعُهودِ
قُدّامَهُم نورُ النَبِيِّ وَخَلفَهُم
هَديُ الإِمامِ القائِمِ iiالمَحمودِ
لَن يَجهَلَ الساري المَحَجَّةَ بَعدَ ما
رُفِعَت لَنا مِنهُم بُدورُ iiسُعودُ
كما اتصل البحتري بمستشار المتوكل ونديمه الفتح بن خاقان فمدحه فقال في وصف واقعة لابن خاقان قام فيها بمبارزة أسد
فَلَم أَرَ ضِرغامَينِ أَصدَقَ iiمِنكُما
عِراكاً إِذا الهَيّابَةُ النِكسُ iiكَذَّبا
هِزَبرٌ مَشى يَبغي هِزَبراً وَأَغلَبٌ
مِنَ القَومِ يَغشى باسِلَ الوَجهِ أَغلَبا
أَدَلَّ بِشَغبٍ ثُمَّ هالَتهُ iiصَولَةٌ
رَآكَ لَها أَمضى جَناناً iiوَأَشغَبا
فَأَحجَمَ لَمّا لَم يَجِد فيكَ مَطمَعاً
وَأَقدَمَ لَمّا لَم يَجِد عَنكَ iiمَهرَبا
تألم البحتري كثيراً بمقتل المتوكل وعزف عن قول الشعر فترة من الزمن، ثم ما لبث أن عاد مرة أخرى إليه فقام بمدح المنتصر ثم المستعين والمعتز من بعدهم، ولكن لم تكن له بهم نفس الصلة القوية التي كانت مع المتوكل، مما قاله في مدح المنتصر:
وَبَحرٌ يَمُدُّ الراغِبونَ iiعُيونَهُم
إِلى ظاهِرِ المَعروفِ فيهِم iiجَزيلِهِ
تَرى الأَرضَ تُسقى غَيثَها بِمُرورِهِ
عَلَيها وَتُكسى نَبتَها iiبِنُخولِهِ
أَتى مِن بِلادِ الغَربِ في عَدَدِ iiالنَقا
نَقا الرَملِ مِن فُرسانِهِ iiوَخُيولِهِ
فَأَسفَرَ وَجهُ الشَرقِ حَتّى كَأَنَّما
تَبَلَّجَ فيهِ البَدرُ بَعدَ iiأُفولِهِ
وقد قام البحتري بهجاء المستعين بعد أن نزل عن عرش الخلافة وصعد المعتز ليتولى الخلافة بدلاً منه، وقد عاش البحتري في عصر المعتز في سعة من المال ورفاهية في العيش.
أسلوبه الشعري
تناول البحتري في شعره المدح والرثاء والغزل والحكمة وإن برع في الوصف، فقد تمكن من أدوات التصوير والوصف واستعان بالألفاظ المعبرة والمصورة لكل ما يراه ويحسه.
هَذي الرِياضُ بَدا لِطَرفِكَ iiنَورُها
فَأَرَتكَ أَحسَنَ مِن رِياطِ السُندُسِ
يَنشُرنَ وَشياً مُذهَباً iiوَمُدَبَّجاً
وَمَطارِفاً نُسِجَت لِغَيرِ المَلبَسِ
وَأَرَتكَ كافوراً وَتِبراً iiمُشرِقاً
في قائِمِ مِثلِ الزُمُرُّدِ iiأَملَسِ
مُتَمايِلَ الأَعناقِ في iiحَرَكاتِهِ
كَسَلَ النَعيمِ وَفَترَةَ iiالمُتَنَفِّسِ
مُتَحَلِّياً مِن كُلِّ حُسنٍ iiمونِقٍ
مُتَنَفِّساً بِالمِسكِ أَيَّ iiتَنَفُّسِ
قال في الربيع
أَتاكَ الرَبيعُ الطَلقُ يَختالُ ضاحِكاً
مِنَ الحُسنِ حَتّى كادَ أَن iiيَتَكَلَّما
وَقَد نَبَّهَ النَوروزُ في غَلَسِ الدُجى
أَوائِلَ وَردٍ كُنَّ بِالأَمسِ نُوَّما
يُفَتِّقُها بَردُ النَدى iiفَكَأَنَّهُ
يَبُثُّ حَديثاً كانَ أَمسِ مُكَتَّما
وَمِن شَجَرٍ رَدَّ الرَبيعُ iiلِباسُهُ
عَلَيهِ كَما نَشَّرتَ وَشياً iiمُنَمنَما
أَحَلَّ فَأَبدى لِلعُيونِ iiبَشاشَةً
وَكانَ قَذىً لِلعَينِ إِذ كانَ iiمُحرَما
تأثر البحتري كثيراً بشعر الكثير من الشعراء الكبار وعلى رأسهم أبو تمام الذي أخذ الكثير من أقواله، ولكنه لم يأخذ الحكمة في أغراض شعره ولا قام بصبغه بصبغة فلسفية، وقد اعتنى البحتري بانتقاء ألفاظه فتجنب المعقد منها والغريب، وقد كان من أفضل شعراء عصره في المدح لذلك حصد الكثير من الجوائز والعطايا من الخلفاء والملوك.
من قصائده الشهيرة القصيدة السينية والتي قالها عندما قام بزيارة إيوان كسرى، فأسترجع فيها حضارة الفرس في وصفه لهذه الدولة التي كانت بها قوة عظيمة ثم اضمحلت فقال فيها:
صُـــنتُ نَفسي عَمّا يُدَنِّسُ نَفسي
وَتَرَفَّعــــــــــتُ عَن جَدا كُلِّ iiجِبسِ
وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني iiالدَهـر
التِماساً مــــــــــِنهُ لِتَعسي وَنَكسي
بُلَغٌ مِن صُبابَةِ العَيشِ عِـــــندي
طَفَّفَتها الأَيّـــــــــــامُ تَطفيفَ iiبَخسِ
وَبَعيدٌ مابَينَ وارِدِ iiرِفَـــــــــــــــهٍ
عَلَلٍ شُـــــــربُهُ وَوارِدِ iiخِـــــــمسِ
وَكَأَنَّ الزَمانَ أَصبَحَ iiمَحــــــمولاً
هَواهُ مَـــــــعَ الأَخَسِّ iiالأَخَــــــــسِّ
لَو تَراهُ عَلِمتَ أَنَّ iiاللـــــــــــَيالي
جَعَلَت فيهِ مَأتَماً بَعدَ iiعُــــــــــرسِ
وَهوَ يُنبيكَ عَن عَجائِبِ iiقَـــــــومٍ
لا يُشابُ الـــــــبَيانُ فيهِم بِلَــــبسِ
وَإِذا ما رَأَيتَ صورَةَ iiأَنطـــــاكِيَّة
اِرتَعـــــــتَ بَينَ رومٍ iiوَفُـــــــــرسِ
وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشَــــــــروان
يُزجي الصُفوفَ تَحتَ iiالدِرَفــــــسِ
في اِخضِرارٍ مِنَ اللِباسِ iiعـــــَلى
أَصفَرَ يَختالُ في صَبيـــــغَةِ iiوَرسِ
وَعِراكُ الرِجالِ بَينَ iiيَــــــــــــدَيهِ
في خُفوتٍ مِنهُم وَإِغمـاضِ iiجَرسِ
مِن مُشيحٍ يَهوى بِعامِلِ iiرُمـــــحٍ
وَمُليحٍ مِــــــــنَ السِنانِ بِتُـــــرسِ
الوفاة
توفى البحتري بمنبج عام 284هـ - 897م، بعد أن ترك ديوان ضخم، وكتاب الحماسة على مثال حماسة أبي تمام قام فيه باختيار الشعر من ستمائة شاعر أكثرهم من الجاهليين والمخضرمين، وجعله في ثلاثة أبواب واحد للحماسة والثاني للأدب والثالث للرثاء، ويشترك أبو تمام والبحتري في الكثير من الشعراء الذين رويا عنهم.
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 4 (0 من الأعضاء و 4 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)