صفحة 8 من 9 الأولىالأولى ... 6789 الأخيرةالأخيرة
النتائج 29 إلى 32 من 36

الموضوع: أقوال المنصفين عن أعظم إنسان


  1. #29
    مغترب ذهبي
    الحالة : M-AraBi غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Mar 2010
    رقم العضوية: 136
    الدولة: سورية يا حبيبتي
    الإهتمامات: المطالعة - الأنترنت
    السيرة الذاتية: إلـهـي أنــ مـقـصـودي ـت و رضـ .مـطـلـوبـي. ـاك
    العمر: 34
    المشاركات: 4,148
    الحالة الإجتماعية: أعذب
    معدل تقييم المستوى : 647
    Array

    28:

    قالوا عن الرسول صلى الله عليه وسلم
    المؤلف الدكتور عماد الدين خليل

    رابط التحميل:
    يا خير من دفنت في الترب أعظمه *** فطاب من طيبهـن القـاع والأكـم
    نفسي الـفـداء لـقبـر أنـت ساكـنـه *** فيه العفاف وفيـه الجـود والكـرم
رد مع اقتباس رد مع اقتباس  


  • #30
    مغترب ذهبي
    الحالة : M-AraBi غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Mar 2010
    رقم العضوية: 136
    الدولة: سورية يا حبيبتي
    الإهتمامات: المطالعة - الأنترنت
    السيرة الذاتية: إلـهـي أنــ مـقـصـودي ـت و رضـ .مـطـلـوبـي. ـاك
    العمر: 34
    المشاركات: 4,148
    الحالة الإجتماعية: أعذب
    معدل تقييم المستوى : 647
    Array

    29:
    شيء مما يقوله "الآخر" عن رسول الله (صلّى الله عليه وسلّم)
    أ. د. عماد الدين خليل

    هل نستطيع ونحن نعيش ذكريات الهجرة النبوية الشريفة سنة بعد أخرى، أن نجعل حلقات السيرة حقلاً للاكتشاف؟ أن نجتاز دروبها وساحاتها فتمنحنا الدهشة، والإعجاب، وتفجرّ في عقولنا وأرواحنا جداول الحب.. والعشق.. واليقين.. أن تكهرب أوصالنا، بمفرداتها المتألقة، فتضعنا وجهاً لوجه قبالة الحقائق الإنسانية العارية التي لم يرِن عليها صدأ، ولا اعتراها زيف أو تزوير؟
    في علم الجمال .. معروف أن الإلف والاعتياد يقتلان الدهشة، ويطمسان على ألق الحقائق والتجارب والأشياء، نتفقد بمرور الوقت قدرتها على الإثارة والانبهار..
    إن ( كاستون ياشلار ) ـ مثلاًـ في "جماليات المكان " يؤكد على هذا المعنى المرة تلو المرة .. ويسحبه "كويّو" و "لانجر" و "سانتايانا" و "كاسيرر" و "مارلو" و "ميرلوبونتي" وغيرهم من علماء الجمال وفلاسفته، على ظواهر الطبيعة والخبرات البشرية كافة.
    فماذا لو حاولنا كسر الطوق، وتجاوزنا حصار الإلف والعادة، وتسطحّها باتجاه العودة كرّة أخرى إلى مواقع الدهشة والإعجاب والانبهار؟
    ومن يدري .. فلعل أولئك الذين أخذوا يتعاملون مع مفردات السيرة من الخارج.. من خارج دائرة الإسلام، لم يكونوا بحاجة إلى بذل جهد كهذا.. ووجدوا أنفسهم يقفون بعفوية بالغة، وجهاً لوجه، أمام حقائق هذه السيرة في صفائها العجيب، وقدرتها الفذّة على التأثير.
    فماذا لو وقفنا عبر الصفحات التالية عند اثنين فحسب من هؤلاء وحسبما يتيحه المجال، لمتابعة بعض ما قالاه، وهو كثير غزير .. وها هما يعانيان التجربة فتدهشهما حقائقها المتألقة، وتأسرهما مقولاتها الربانية، وشخصيته نبيّها الإنسان:
    الدكتور نظمي لوقا من أقباط مصر..؟
    ونصري سلهب من مسيحيي لبنان؟
    ولكل من الرجلين أكثر من كتاب عن جوانب من حياة الرجل النبي الذي قدّر له أن يقلب موازين العالم ويغيّر خرائط الدنيا..
    (محمد الرسالة والرسول) و (محمد في حياته الخاصة) لنظمي لوقا (لقاء المسيحية والإسلام) و (في خُطا محمد) لنصري سلهب، ومن هذه الكتب الأربعة سنقتبس بعض المقاطع :

    د. نظمي لوقا
    [ 1 ]
    " ما كان محمد - صلى الله عليه وسلم- كآحاد الناس في خلاله ومزاياه، وهو الذي اجتمعت له آلاء الرسل -عليهم السلام- وهِمّة البطل فكان حقاً على المنصف أن يكرم فيه المثل ويُحيّي فيه الرجل"(1).
    [ 2 ]
    " لقد تخطّف الموت فلذات أكباد الرسول - صلى الله عليه وسلم- ليكون ذلك إيذاناً بأن البشر الرسول ليس له امتياز على سائر بني آدم، فتسقط دعوى الناس في التقصير عن الاهتداء به "(2).
    [ 3 ]
    " إن هذا الرسول، حينما وقعت له تجربة الوحي أول مرة، وهو يتحنّث في غار حراء، صائماً قائماًً، يقلّب طرفه بين الأرض والسماء .. لم يأخذ هذه التجربة مأخذ اليقين، ولم يخرج إلى زوجه خروج الواثق بها، المتلهّف على شرفها. بل ارتعدت فرائصه من الروع، وقد ثقلت على وجدانه تلك التجربة الفذّة الخارقة .. ودخل على زوجه، وكأن به رجفة الحمى.. "(3).
    [ 4 ]
    " إن لُباب المسألة كلّها أنك كنت يا أبا القاسم أكبر من سلطانك الكبير يدهش رجل بين يديك ويرتعش فتقول: هوّن عليك، لست بملك! إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة.. إن مجد هذه الكلمة وحدها يرجح في نظري فتوح الغزاة كافة وأبّهة القياصرة أجمعين. أنت بأجمعك في هذه الكلمة، وما أضخمها أيها الصادق الأمين! "(4).
    [ 5 ]
    أي الناس أولى بنفي الكيد عن سيرته من أبي القاسم، الذي حوّل الملايين من عبادة الأصنام الموبقة إلى عبادة الله رب العالمين، ومن الضياع والانحلال إلى السموّ والإيمان. ولم يفد من جهاده لشخصه شيئاً مما يقتتل عليه طلاب الدنيا من زخارف الحطام"(5).
    [ 6 ]
    " في آخر خطبة له، وقد تحامل على نفسه وبرز إلى المسجد، قال : ( أيها الناس، ألا من كنت جلدت له ظهراً فها ظهري فليستقد منه، ومن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه. إلا وإن أحبّكم إليّ من أخذ مني حقاً إن كان له، أو حلّلني فلقيت ربي وأنا طيّب النفس).. ما أعظم وأروع! فما من مرة تلوت تلك الكلمات، أو تذكرتها، إلاّ سرت في جسمي قشعريرة. كأني أنظر من وهدة في الأرض إلى قمة شاهقة تنخلع الرقاب دون ذراها. أبعد كل ما قدّمت يا أبا القاسم لقومك من الهداية والبّر والرحمة والفضل؛ إذ أخرجتهم من الظلمات إلى النور .. تراك بحاجة إلى هذه المقاصة كي تلقى ربك طيب النفس، وقد غفر
    لك من قبل ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ ولكن العدل عندك بدأ. العدل عندك خلق وليس وسيلة .." (6).

    [ 7 ]
    " بماذا يقاس الإيمان، إن لم يكن مقياسه الثبات عليه في أشد الظروف حلكة، وأدعاها للناس؟ وان لم يكن مقياسه أصبر في سبيله على المكاره؟ وإنها لمكاره من كل نوع. لعلّ المعنوي منها أقسى من المادي .. لم يساوم هذا الرسول ولم يقبل المساومة لحظة واحدة في موضوع رسالته، على كثرة المساومات واشتداد المحن.. فحيثما تعرض الأمر لدعوته وعقيدته فلا محل لمجاملة مهما قويت بواعثها. أهذا شأن من يملك من الأمر شيئاً ؟ أهذا شأن من لا تسيطر عليه قوة قاهرة أقوى من مراده وهوى نفسه؟ لقد ضُرِب وشُبِح وأُهِين في كل مكان فلم يعنه من ذلك شيء سوى خوفه أن يكون بالله عليه غضب فالا يمكن ربه غاضباً عليه فلا يبالي. وقريش تمنّيه بانقلاب الحال إلى ملك مؤهل وثراء مذلل فلا يفكر بشيء من ذلك طرفة عين ، ويعرض عنه بغير مبالاة. فالا يمكن نوراً هو الصدق الصادق فقد ارتكست مقاييس تجعل من صاحب هذه المواقف مساوماً .. طالب مغنم .. "(7).
    نصري سلهب
    [ 1 ]
    " في مكة .. أبصر النور طفل لم يمر ببال أمه، ساعة ولادته، أنه سيكون أحد أعظم الرجال في العالم، بل في التاريخ، ولربما أعظمهم إطلاقاً"(8).
    [ 2 ]
    " غدا اسم محمد - صلى الله عليه وسلم - أشهر الأسماء طُرًّا، وأكثرها ترداداً على الشفاه وفي أعماق القلوب. وحسبه شهرة وترداداً أن ملايين المؤمنين في العالم يؤدون، كل يوم أكثر من مرة، شهادة مقرونة باسم الله وباسمه "(9).
    [ 3 ]
    من ينعم التفكير في سيرة هذا الرجل - صلى الله عليه وسلم- يرَ نفسه منساقاً إلى الإقرار بأن ما حققه وقام به يكاد يكون من دنيا غير التي يعرفها البشر"(10).
    [ 4 ]
    " هنا عظمة محمد - صلى الله عليه وسلم- -. لقد استطاع خلال تلك الحقبة القصيرة من الزمن، أن يحدث ثورة خلقية وروحية واجتماعية، لم يستطعها أحد في التاريخ بمثل تلك السرعة المذهلة"(11).
    [ 5 ]
    " لا ليس بين الرسل واحد كمحمد - صلى الله عليه وسلم -عاش رسالته عمقاً وصعداً، بعد مدى، ذوب كيان، عصف بيان، عنف إيمان"(12).
    [ 6 ]
    " لكأني بمحمد - صلى الله عليه وسلم- آلى على نفسه أن يترك للمؤمنين ثروة روحية وأخلاقية، ينفقون منها فلا تنضب ولا تشح؛ لأنها بحجم روحه، وهل أن روح النبي تنضب أو تشح؟" (13).
    [ 7 ]
    " إن محمداً - صلى الله عليه وسلم- كان أمّياً لا يقرأ ولا يكتب، فإذا بهذا الأميّ يهدي الإنسانية أبلغ أثر مكتوب حلمت به الإنسانية، منذ كانت الإنسانية، ذاك كان الكتاب الذي أنزله الله على رسوله "(14).
    [ 8 ]
    " ليس في القرآن كله ذكر لمعجزة أو لأعجوبة صنعها النبي- صلى الله عليه وسلم- فحسبه أن المعجزة الكبرى كانت بوساطته. حسبه أن الله اختاره من دون لبشر لينزل عليهم تلك الثروة التي لم يروِ التاريخ أن ثروة بحجمها جاءت على لسان رجل واحد. حسبه أن يكون قد نثر تلك الثروة بحرفيتها على الناس، فأفادوا منها جميعهم. وستظل مدى الدهر ينبوعاً يرِدُه العِطاش إلى الحقيقة والجِياع إلى ملكوت الله "(15).
    [ 9 ]
    " إن أولى الآيات البيّنات كانت تلك الدعوة الرائعة إلى المعرفة، إلى العلم عبر القراءة.. اقرأ .. وقول الله هذا لم يكن لمحمد - صلى الله عليه وسلم - فحسب، بل لجميع الناس، ليوضح منذ الخطوة الأولى، بل منذ الكلمة الأولى، أن الإسلام جاء يمحو الجهل، وينشر العلم والمعرفة "(16).
    [ 10 ]
    " ذلك العظيم الذي كان يحاول تغيير التاريخ، ويعدّ شعباً لفتح الدنيا من أجل الله.. ذلك الأمي اليتيم الفقير الذي خاطب الأباطرة والملوك والأمراء من ندّ إلى ندّ، بل كمن له عليهم سلطان.. ذلك الملهم الذي كان همّه أن يعيد الصلة بين الأرض والسماء. ذلك الرجل وجد الوقت الكافي ليلقي على الناس دروساً في آداب المجتمع، وفي أصول المجالسة وكيفية إلقاء السلام! "(17).
    [ 11 ]
    " هذا الرجل الذي ما عرف الهدوء ولا الراحة ولا الاستقرار، استطاع، وسط ذلك الخضّم الهائج، أن يرسي قواعد دولة، وأن يشرّع قوانين، ويسن أنظمة، ويجود بالتفاسير والاجتهادات، ولم ينسّ أنه أب وجدٌّ لأولاد وأحفاد فلم يحرمهم عطفه وحنانه. فكان بشخصيّته الفذّة، الغنيّة بالقيم والمعطيات والمؤهّلات، المتعددة الأبعاد والجوانب الفريدة بما أسبغ الله عليها من نعم وصفات، وبما حباها من إمكانات، كان بذلك كله عالماً قائماً بنفسه " (18).
    [ 12 ]
    " لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم- رسولاً وحسب، يهدي الناس إلى الإيمان، إنما كان زعيماً وقائد شعب، فعزم على أن يجعل من ذلك الشعب خير أمة أخرجت للناس. وكان له ما أراد "(19).

    ----------------------------
    (1) محمد: الرسالة والرسول، الطبعة الثانية، دار الكتب الحديثة، القاهرة ـ 1959 م، ص 28.
    (2) نفسه ، ص 88.
    (3) نفسه ، ص 170 ـ 171.
    (4) نفسه ، ص 188 ـ 189.
    (5) محمد في حياته الخاصة، دار الكتب الحديثة، القاهرة ـ 1969 م، ص 14.
    (6) محمد الرسالة والرسول، ص 182 ـ 183.
    (7) نفسه، مقتطفات من الصفحات 159 ـ 168.
    (8) في خطى محمد: دار الكتاب العربي، بيروت ـ 1970 م، ص 42.
    (9) نفسه ، ص 42.
    (10) نفسه ، ص 195.
    (11) نفسه ، ص 196.
    (12) نفسه ، ص 371.
    (13) نفسه ، ص 369.
    (14) نفسه ، ص 94.
    (15) نفسه ، ص 337.

    المصدر الإسلام اليوم

    يا خير من دفنت في الترب أعظمه *** فطاب من طيبهـن القـاع والأكـم
    نفسي الـفـداء لـقبـر أنـت ساكـنـه *** فيه العفاف وفيـه الجـود والكـرم


  • #31
    مغترب ذهبي
    الحالة : M-AraBi غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Mar 2010
    رقم العضوية: 136
    الدولة: سورية يا حبيبتي
    الإهتمامات: المطالعة - الأنترنت
    السيرة الذاتية: إلـهـي أنــ مـقـصـودي ـت و رضـ .مـطـلـوبـي. ـاك
    العمر: 34
    المشاركات: 4,148
    الحالة الإجتماعية: أعذب
    معدل تقييم المستوى : 647
    Array

    30:
    النبي صلى الله عليه وسلم كما تحدث عنه المنصفون والعقلاء في الغرب
    الاعتراف بعالمية الإسلام وفضل رسوله على البشرية والحضارة الغربية
    بقلم : إدريس الكنبوري (*)

    سجل أعداء الإسلام في الفترات الأخيرة خطوة أبعد في عداوتهم للنبوة حينما هاجم بعض القساوسة الغربيين المهووسين شخص النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، ونعته القس جيري فالويل ب"الإرهاب" ، وقال متبجحا "إنه كان رجل عنف، ورجل حرب"، أما القس الأمريكي بات روبرتسون الذي يقود جناحا قويا في الحزب الجمهوري – حزب الرئيس جورج بوش- إسمه(التحالف النصراني)، فقد وصف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ب"المتعصب"، وقال الشقي "إنه كان لصا وقاطع طريق" قطع الله لسانه، ووصف القس المسيحي فرانكلين جراهام الإسلام بأنه"دين شرير"، أما القس النمسوي كورت كرين فقد قال إن الإسلام "دين متعصب".

    وهذه التصريحات الموتورة كلها تعبر عن صغر النفس وعدم معرفة حقيقة الإسلام وحقيقة النبوة الناصعة التي شهدت لها مئات بل آلاف الشهادات المنصفة شرقا وغربا، بل إنها تعبر في حقيقة الأمر عن مدى التعصب الأعمى والتصامم الذي يصاب به بعض أعداء الإسلام الذين لا يزيدون الإسلام إلا سطوعا، ولا يزيدهم إلا شقاء.

    ونود هنا أن نقف عند بعض الشهادات التي أنصفت الحقيقة واعترفت بصدق النبوة حتى وإن لم يلمس الإسلام شغاف قلوب أصحابها، وما ذلك إلا لأن الحق والموضوعية يفرضان مقاييسهما على من كان ينشد المعرفة الحقة .

    إن المتأمل لما كتب وقيل يدرك أنه لم تحظ شخصية في التاريخ البشري العريض بمثل ما حظيت به شخصية النبي الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام من الإهتمام والإشادة والتمجيد من كافة الأعراق والشعوب والطوائف والملل، وفي شتى اللغات . وبالرغم من وجود من حاولوا الطعن في نبوة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) والتشكيك في رسالته بسبب الحقد على الإسلام وإطباق الجهل بالإسلام على أصحابها والبعد عن الموضوعية العلمية في البحث والتدقيق، فإن التيار العام ظل يسير في ناحية التقدير الحقيقي لشخصية محمد(صلى الله عليه وسلم) في تاريخ البشرية، وفضل رسالته على الإنسانية، بشكل يتوخى الإنصاف والموضوعية بعيدا عن الأحقاد الصليبية وتعاليم الكنيسة في القرون الوسطى.

    وبإطلاعنا على ما قيل في النبي صلى الله عليه وسلم من طرف المفكرين والمستشرقين والفلاسفة الغربيين المنصفين نجد أن هؤلاء يمثلون كبار مفكري الغرب وأعمدة الفكر والفلسفة فيه ، وقد حاولوا الوقوف على عظمة الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم)، منبهرين بشخصيته العظيمة ونبل أخلاقه وطهارة حياته وخلوها من كل ما يثلم أخلاقه القرآنية، والبعض منهم اكتفى بوضع شخصية نبي الإسلام في إطارها الحقيقي الذي يعرفه المسلمون أجمع، دون أن يلمس الإسلام ودعوته شغاف قلوبهم، والبعض الآخر ممن ظلوا بعيدين عن الإسلام تعرضوا للشخصية العامة للنبي كواحد من الأبطال والعباقرة الذين أثروا في مسيرة التاريخ، لكن فئة من هؤلاء كان إطلاعهم على خصائص شخصية الرسول(صلى الله عليه وسلم) وفضائلها مدخلا إلى البحث في الإسلام، ومن تم إلى إعلان إسلامهم علنا على الملإ.

    عظمة النبي في عيون الغربيين
    فهذا المؤرخ الأوروبي "جيمس ميتشنر" يقول في مقال تحت عنوان (الشخصية الخارقة) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) :"....وقد أحدث محمد عليه السلام بشخصيته الخارقة للعادة ثورة في الجزيرة العربية، وفي الشرق كله، فقد حطم الأصنام بيده، وأقام دينا خالدا يدعو إلى الإيمان بالله وحده ".

    ويقول الفيلسوف الفرنسي (كارديفو) :"إن محمدا كان هو النبي الملهم والمؤمن، ولم يستطع أحد أن ينازعه المكانة العالية التي كان عليها ، إن شعور المساواة والإخاء الذي أسسه محمد بين أعضاء الكتلة الإسلامية كان يطبق عمليا حتى على النبي نفسه".

    أما الروائي الروسي والفيلسوف الكبير تولستوي الذي أعجب بالإسلام وتعاليمه في الزهد والأخلاق والتصوف، فقد انبهر بشخصية النبي(صلى الله عليه وسلم) وظهر ذلك واضحا علي أعماله، فيقول في مقالة له بعنوان (من هو محمد؟): "إن محمدا هو مؤسس ورسول، كان من عظماء الرجال الذين خدموا المجتمع الإنساني خدمة جليلة، ويكفيه فخراأنه أهدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح إلى السكينة والسلام، وتؤثر عيشة الزهد ومنعما من سفك الدماء و تقديم الضحايا البشرية ، وفتح لها طريق الرقي و المدنية ,و هو عمل عظيم لا يقدم عليه الا شخص أوتي قوة ، ورجل مثله جدير بالإحترام والإجلال".

    كارلايل يرد علي النصاري و الملحدين
    ومن هؤلاء الفيلسوف الإنجليزي الشهير توماس كاريل (1795م-1881م)، فقد خصص في كتابه ( الأبطال وعبادة البطولة) فصلا لنبي الإسلام بعنوان"البطل في صورة رسول: محمد-الإسلام"، عد فيه النبي (صلى الله عليه وسلم) واحدا من العظماء السبعة الذين أنجبهم التاريخ, وقد رد كارلايل مزاعم المتعصبين حول النبي(صلى الله عليه وسلم) فقال: "يزعم المتعصبون من النصارى والملحدون أن محمدا لم يكن يريد بقيامه إلا الشهرة الشخصية ومفاخر الجاه والسلطان ..كلا وأيم الله !، لقد كانت في فؤاد ذلك الرجل الكبير ابن القفار والفلوات، المتورد المقلتين، العظيم النفس المملوء رحمة وخيرا وحنانا وبرا وحكمة وحجي وإربة ونهي، أفكار غير الطمع الدنيوي، ونوايا خلاف طلب السلطة والجاه، وكيف لا وتلك نفس صامتة ورجل من الذين لا يمكنهم إلا أن يكونوا مخلصين جادين".

    وبعد أن يتعرض بالتحليل والتفسير لعظمة نبي الإسلام ونبوته وتعاليمه السامية، يقول: "وإني لأحب محمدا لبراءة طبعه من الرياء والتصنع".

    النبي المحرر
    ولقد وقف الكثير من المفكرين والمستشرقين والفلاسفة الغربيين عند جوهر رسالة الإسلام الخالدة التي جاءت لتحرير الإنسان من عبودية الإنسان، وتحرير البشرية جمعاء من الشرك والفوضى والعنف والتوحش الذي كان سائدا قبل مجيئ الإسلام،ومن تم نظروا إلى رسالة النبي (صلى الله عليه وسلم) كرسالة للبشرية بأسرها، لأنها رسالة للتحرر والإنعتاق وتكسير قيود الظلم والهوان، من هؤلاء المستشرق الأمريكي إدوارد رمسي الذي قال:(جاء محمد للعالم برسالة الواحد القهار، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، فبزغ فجر جديد كان يرى في الأفق، وفي اليوم الذي أعادت فيه يد المصلح العظيم محمد ما فقد من العدل والحرية أتى الوحي من عند الله إلى رسول كريم، ففتحت حججه العقلية السديدة أعين أمة جاهلة، فانتبه العرب، وتحققوا أنهم كانوا نائمين في أحضان العبودية".

    ويقول الفيلسوف والشاعر الفرنسي لا مارتين:" إن ثبات محمد وبقاءه ثلات عشر عاما يدعو دعوته في وسط أعدائه في قلب مكة ونواحيها، ومجامع أهلها، وإن شهامته وجرأته وصبره فيما لقيه من عبدة الأوثان، وإن حميته في نشر رسالته، وإن حروبه التي كان جيشه فيما أقل من جيش عدوه، وإن تطلعه في إعلاء الكلمة، وتأسيس العقيدة الصحيحة لا إلى فتح الدول وإنشاء الإمبراطورية، كل ذلك أدلة على أن محمدا كان وراءه يقين في قلبه وعقيدة صادقة تحرر الإنسانية من الظلم والهوان، وإن هذا اليقين الذي ملأ روحه هو الذي وهبه القوة على أن يرد إلى الحياة فكرة عظيمة وحجة قائمة حطمت ألهة كاذبة، ونكست معبودات باطلة، وفتحت طريقا جديدا للفكر في أحوال الناس، ومهدت سبيلا للنظر في شؤونهم، فهو فاتح أقطار الفكر، ورائد الإنسان إلى العقل، وناشر العقائد المحررة للإنسان ومؤسس دين لا وثنية فيه".

    النبي صلى الله عليه وسلم والفتوحات
    لقد شاع في الفكر الغربي ولدى المتأثرين بتعاليم الكنيسة النصرانية ورواسب الأفكار الشعبية المنحرفة التي روجتها أوروبا عن الإسلام ونبيه وعن المسلمين إبان وبعد الحروب الصليبية، أن الفتوحات الإسلامية قامت على السيف والقهر والتسلط والقسر، ولم تقم على الكلمة الطيبة والدعوة الرفيقة والعقيدة الواضحة، لكن فئة عادلة من مفكري الغرب لم يقتنعوا بهذه الشائعات ورحلوا يتأملون في تلك القدرة العجيبة للمسلمين على نشر دينهم بتلك السرعة المدهشة، وذلك الزحف للدخول الكبير للناس أفواجا في دين الله، فعادوا إلى رسالة النبي (ص) ليجدوا أنها تقوم على الدعوة اللينة لا على القسر الخشن.

    فالمفكر(لورد هدلي) يقف مندهشا عند معاملة النبي (صلى الله عليه وسلم) للأسرى من المشركين في معركة بدر الكبرى، ملاحظا فيها ذروة الأخلاق السمحة والمعاملة الطيبة الكريمة، ثم يتساءل: "أفلا يدل هذا على أن محمدا لم يكن متصفا بالقسوة ولا متعطشا للدماء؟، كما يقول خصومه، بل كان دائما يعمل على حقن الدماء جهد المستطاع، وقدخضعت له جزيرة العرب من أقصاها، وجاءه وفد نجران اليمنيون بقيادة البطريق، ولم يحاول قط أن يكرههم على اعتناق الإسلام، فلا إكراه في الدين، بل أمنهم على أموالهم وأرواحهم، وأمر بألا يتعرض لهم أحد في معتقداتهم وطقوسهم الدينية".

    ويقول الفيلسوف الفرنسي(وولتر): "إن السنن التي أتي بها النبي محمد كانت كلها قاهرة للنفس ومهذبة لها، وجمالها جلب للدين المحمدي غاية الإعجاب ومنتهى الإجلال، ولهذا أسلمت شعوب عديدة من أمم الأرض، حتى زنوج أواسط إفريقيا، وسكان جزر المحيط الهندي".

    أما العالم الأمريكي مايكل هارت فهو يرد نجاح النبي (صلى الله عليه وسلم) في نشردعوته، وسرعة انتشار الإسلام في الأرض، إلى سماحة هذا الدين وعظمة أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام الذي اختاره على رأس مائة شخصية من الشخصيات التي تركت بصماتها باروة في تاريخ البشرية، ويقول:" إن محمدا هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح مطلقا في المجالين الديني والدنيوي، وأصبح قائدا سياسيا وعسكريا".

    فضل النبي صلى الله عليه وسلم على الإنسانية والعالم
    من الحقائق المسلم بها أن الإسلام جاء دينا للعالمين، لإخراج البشرية من الظلمات إلى النور و من الباطل إلى الحق ومن الجور إلى العدل ومن الفجور إلى التقوى، وكان له الفضل الكبير على الفلسفات والأفكار والقوانين والشرائع الأرضية التي استمدت منه روح العدل والمساواة والتسامح والإعتدال والحرية والأخوة الإنسانية.

    وقد أقر العديد من فلاسفة الغرب بهذه الحقيقة في وقت مارى فيها آخرون وأشاعوا ترهات غيرمنطقية وغير موضوعية عن الإسلام، ونسبوا ما جاء به من تعاليم وتشريعات إلى نواميس سابقة عليه، وإلى القانون الوضعي الروماني، وهي ترهات كفى الغربيون المنصفون المسلمين مهمة الرد عليها بأسس علمية. كما أثبت الباحثون المسلمون عوارها وتساقطها وإغراضها.

    يقول الفيلسوف والكاتب الإنجليزي المعروف برناند شو:" إن أوروبا الآن ابتدأت تحس بحكمة محمد، وبدأت تعيش دينه، كما أنها ستبرئ العقيدة الإسلامية مما أتهمها بها من أراجيف رجال أوروبا في العصور الوسطى"، ويضيف قائلا: "ولذلك يمكنني أن أؤكد نبوءتي فأقول :إن بوادر العصر الإسلامي الأوروبي قريبة لا محالة، وإني أعتقد أن رجلا كمحمد لو تسلم زمام الحكم المطلق في العالم بأجمعه اليوم، لتم له النجاح في حكمه، ولقاد العالم إلى الخير، وحل مشاكله على وجه يحقق للعالم كله السلام والسعادة المنشودة".

    ويفند المؤرخ الأوروبي روبرت بريغال مزاعم الغربيين عن تأثر الإسلام بالتشريعات اليونانية الرومانية، فيقول:"إن النور الذي أشعلت منه الحضارة في عالمنا الغربي لم تشرق جذوته من الثقافة اليونانية الرومانية التي استخفت بين خرائب أوروبا، ولا من البحر الميت على البوسفور (يعني بيزنطة)، وإنما بزغ من المسلمين، ولم تكن إيطاليا مهد الحياة في أوروبا الجديدة، بل الأندلس الإسلامية"، إلى أ ن يقول: "إن هذه الحقيقة التاريخية لا يمكن للغرب إنكارها مهما أوغل في التعصب، واستخف به العناد. إن دين أوروبا لمحمد رسول الإسلام غريب ألا يجد محل الصدارة في نسق التاريخ المسيحي).

    أما وليام موير المؤرخ الإنجليزي فيقول في كتابه( حياة محمد): "لقد امتاز محمد عليه السلام بوضوح كلامه، ويسر دينه، وقد أتم من الأعمال ما يدهش العقول، ولم يعهد التاريخ مصلحا أيقظ النفوس وأحيى الأخلاق ورفع شأن الفضيلة في زمن قصير كما فعل نبي الإسلام محمد".

    هذه مقتطفات من مواقف فلاسفة ومستشرقين أوروبيين وغربيين في حق المصطفى (صلى الله عليه وسلم ) النبي الخاتم، أردنا منها إثبات أن أبناء الحضارة الغربية يقرون بدور الإسلام في بنائها وتشييد صروحها، وبنبوة محمد( صلى الله عليه وسلم) وصفاته الحميدة وفضله المتصل إلى يوم القيامة على البشرية في جميع أقطار المعمور، ذلك أن التعصب الأوروبي المسيحي لم يكن خطا صاعدا باستمرار، وإنما وجد هناك منصفون أكدوا الحقيقة بلا لف أو دوران، ولكن الثقافة الغربية السائدة والمتشبعة بقيم التعصب والعناد والتمركز الحضاري حول الذات سعت إلي حجب هذه الحقائق وإخفاء هذه الأصوات حتى لا يتمكن الشخص الأوروبي العادي من الإطلاع على ما أتبثه أبناء جلده من الكبار في حق الإسلام ونبيه ورسالته العالمية الخالدة، وذلك كله بهدف تحقيق غرضين، الأول إبعاد الأوروبيين المسيحيين عن الإسلام الذي دلل على قدرته على التغلغل في النفوس وملامسة صوت الفطرة في الإنسان، فهو يخيف الغرب المتوجس من تراجع عدد معتنقي المسيحية في العالم ,برغ! م ماينفقه من الأموال والوقت لتنصير الشعوب، والغرض الثاني ضمان استمرار الصراع بين الغرب والإسلام والقطيعة بينهما لمصلحة الصهيونية والماسونية التي تعتبر نفسها المتضرر الأول والرئيسي من أي تقارب أوحوار بين الإسلام والغرب. وصدق الله العظيم إذ يقول: (سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أو لم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد، ألا إنهم في مرية من لقاء ربهم، ألا إنه لكل شئ محيط). (فصلت: 52-53)

    مراجع:
    -مؤثرات عربية و إسلامية في الأدب الروسي: مكارم الغمري. عالم المعرفة(الكويت) العدد 155 نوفمبر 1991.
    - الإسلام والمسيحية: أليسكي جورافسكي. ترجمة خلف الجراد. عالم المعرفة (الكويت)العدد 215. نوفمبر /تشرين الثاني 1996.
    - الأبطال: توماس كارلايل. ترجمة محمد السباعي. كتاب الهلال. القاهرة. العدد 326 صفر 1398 فبراير 1978
    - مجلة دعوة الحق (وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية-الرباط-المملكة المغربية). العدد 351-352، محرم 1421 . أبريل 2000

    (*)- كاتب وصحافي مغربي

    يا خير من دفنت في الترب أعظمه *** فطاب من طيبهـن القـاع والأكـم
    نفسي الـفـداء لـقبـر أنـت ساكـنـه *** فيه العفاف وفيـه الجـود والكـرم


  • #32
    مغترب ذهبي
    الحالة : M-AraBi غير متواجد حالياً
    تاريخ التسجيل: Mar 2010
    رقم العضوية: 136
    الدولة: سورية يا حبيبتي
    الإهتمامات: المطالعة - الأنترنت
    السيرة الذاتية: إلـهـي أنــ مـقـصـودي ـت و رضـ .مـطـلـوبـي. ـاك
    العمر: 34
    المشاركات: 4,148
    الحالة الإجتماعية: أعذب
    معدل تقييم المستوى : 647
    Array

    31:

    يهود يشهدون بنبوة نبينا صلى الله عليه وسلم

    شهِدت اليهود بصدق نبوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
    قال الله عز وجل : ( وَلَمَّا جَاءهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُواْ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُواْ فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ )

    عن أنس رضي الله عنه قال : كان غلام يهودي يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم يعوده فقعد عند رأسه فقال له : أسلم . فنظر إلى أبيه وهو عنده ، فقال له : أطع أبا القاسم صلى الله عليه وسلم ، فأسْلَمَ ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول : الحمد لله الذي أنقذه من النار . رواه البخاري .

    فهذا اليهودي أمـر ابنه أن يُطيع أبا القاسم ، مما يدلّ على أنه يعلم في قرارة نفسه بصدق نبوة النبي صلى الله عليه وسلم .

    وحدّث سلمة بن سلامة بن وقش - وكان من أصحاب بدر - قال : كان لنا جار من يهود في بني عبد الأشهل قال : فخرج علينا يوما من بيته قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بيسير فوقف على مجلس عبد الأشهل . قال سلمة : وأنا يومئذ أحدث من فيه سِناً على بردة مضطجعا فيها بفناء أهلي فذكر البعث والقيامة والحساب والميزان والجنة والنار ، فقال ذلك لقوم أهل شرك أصحاب أوثان لا يرون أن بعثاً كائن بعد الموت ، فقالوا له : ويحك يا فلان ترى هذا كائناً أن الناس يبعثون بعد موتهم إلى دار فيها جنة ونار ، يُجزون فيها بأعمالهم ؟ قال : نعم ، والذي يحلف به لودّ أن له بحظه من تلك النار أعظم تنور في الدنيا يحمونه ثم يدخلونه إياه فيطبق به عليه ، وأن ينجو من تلك النار غدا . قالوا له : ويحك وما آية ذلك ؟ قال : نبي يُبعث من نحو هذه البلاد ن وأشار بيده نحو مكة واليمن . قالوا : ومتى تراه ؟ قال : فنظر إلـيّ وأنا من أحدثهم سناً ، فقال : إن يستنفد هذا الغلام عمره يدركه . قال سلمة : فو الله ما ذهب الليل والنهار حتى بعث الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم وهو حي بين أظهرنا ، فآمنا به وكفر به بغياً وحسداً ، فقلنا : ويلك يا فلان ! ألست بالذي قلت لنا فيه ما قلت ؟ قال : بلى ، وليس به !

    وحدّثت صفية – رضي الله عنها – فقالت : كنت أحبّ ولد أبي إليه وإلى عمي أبي ياسر ، لم ألقهما قط مع ولدٍ لهما إلا أخذاني دونه . قالت : فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ونزل قباء في بني عمرو بن عوف غدا عليه أبي حُيي بن أخطب وعمي أبو ياسر بن أخطب مغلسين ، فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس ، فأتيا كالَّيْن كسلانين ساقطين يمشيان الهوينا . قالت : فهششت إليهما كما كنت أصنع ، فوالله ما التفت إليّ واحد منهما مع ما بهما من الغمّ . قالت : وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي حُيي بن أخطب : أهـو هـو ؟ قال : نعم والله ! قال : أتعرفه وتثبته ؟ قال : نعم . قال : فما في نفسك منه ؟ قال : عداوته والله ! رواه ابن إسحاق في السيرة فيما ذكره ابن هشام .

    ها هم اليهود يشهدون بنبوة سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام ، ومع ذلك جحدوا بها .
    ( فَلَمَّا جَاءهُم مَّا عَرَفُواْ كَفَرُواْ بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّه عَلَى الْكَافِرِينَ ) .

    ولذا قال عليه الصلاة والسلام : لو آمن بي عشرة من اليهود ، لآمن بي اليهود . رواه البخاري ومسلم .

    وفي رواية لمسلم : لو تابعني عشرة من اليهود ، لم يبق على ظهرها يهودي إلا أسلم .

    اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

    كتبه
    عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم

    يا خير من دفنت في الترب أعظمه *** فطاب من طيبهـن القـاع والأكـم
    نفسي الـفـداء لـقبـر أنـت ساكـنـه *** فيه العفاف وفيـه الجـود والكـرم

  • صفحة 8 من 9 الأولىالأولى ... 6789 الأخيرةالأخيرة

    معلومات الموضوع

    الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

    الذين يشاهدون الموضوع الآن: 8 (0 من الأعضاء و 8 زائر)

    المواضيع المتشابهه

    1. أقوال مهمة
      بواسطة SHARIEF FATTOUH في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 0
      آخر مشاركة: 07-15-2010, 12:35 AM
    2. أقوال..يجب أن تقف عندها
      بواسطة سارة في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 4
      آخر مشاركة: 07-02-2010, 10:20 PM
    3. حكم من أقوال الحكماء
      بواسطة حنين مغترب في المنتدى ملتقى الضحك والنكت السورية والطرائف والفرفشة
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 06-07-2010, 09:51 PM
    4. أقوال عنالطعام
      بواسطة M-AraBi في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 2
      آخر مشاركة: 05-05-2010, 01:15 AM
    5. أقوال مهمة
      بواسطة SHARIEF FATTOUH في المنتدى ملتقى إستراحة المغترب Forum rest expatriate
      مشاركات: 5
      آخر مشاركة: 04-28-2010, 02:30 PM

    الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

    مواقع النشر (المفضلة)

    مواقع النشر (المفضلة)

    ضوابط المشاركة

    • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
    • لا تستطيع الرد على المواضيع
    • لا تستطيع إرفاق ملفات
    • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
    •  
    Untitled-1