احتار فارس وزادت حيرته حينما رأى قبرا ثالثا كان قد رأه في السابق في حيفا
اقترب منه ورأى ان نفس الكتابة عليه في كل قبر سر ولكل سر قبر اذا خرج السر من القبر سار وان كشف القبر عن السر انهار ...فتعال في الظلمة لتكون سري او اهرب من خيط نور قادم واغلقني فتبين فارس ان هذا القبر المقصود فالعبارات التي عليه تشير الى نصيحة العجوز وخاصة مقطع "اهرب من خيط نور قادم" وقال فارس في نفسه ولكن هذا القبر رأيته في السابق في بداية عهدي بياسمين فلماذا يكون هو..وبدأ فارس بالبحث بين القبور ورأى ايضا قبر عمته ربيحة الذي اخرج منه الصندوق وقد كتب عليه...هنا دفنت الحقيقة ومن هنا يجب ان تخرج ...ايقن فارس بان كل قبر قد فتحه بالسابق انتقل الى هنا ..احتار كيف انتقلت هذه القبور من مناطق مختلفة ومتباعدة واجتمعت في مكان واحد ام انها نسخة عن القبور السابقة؟..
لم يستطع فارس ان يحسم امره حول أي قبر يجب ان يختار فكل العبارات التي على القبور تشير إلى ان القبر هو المقصود.. عاد فارس وقرأ كل ما كتب على القبور وبدأ بالقبر الاول الذي فتحه الى القبر الاخير الذي ضمه ...واخذ يحلل ما كتب على كل قبر ووجد ان لكل قبر قصة لم يفهمها في حينه وتذكر انه كلما دخل مقبرة كان يقوم بفتح قبر جديد وايقن فورا ان هذه المقبرة يدخلها لاول مرة وان قبرا اخر يجب ان يكون فبحث بين كل القبور التي على يمينه وعلى شماله فلم يجد قبرا مناسبا للقصة التي حدثت فكلها قبور عادية وهنا فكر في انه ربما القبر المقصود سيكون خلفه ولكن كيف سيتلفت الى الخلف وياسمين حذرته ان لا ينظر خلفه كلما طلبت منه ذلك فقرر ان لا يتلفت الى الخلف وبدأ بالسير الى الامام بشكل دائري لعدة دقائق حتى اصبح النصف الثاني للمقبرة امامه وحينما نظر نحو القبور فوجيء بانه يرى عشرات القبور المتشابهة والتي لا يختلف الواحد عنها عن الاخر ...وبدأ يتنقل من قبر الى آخر ويقرأ عليه اسماء كلها لأبناء الدهري وبين القبور فوجىء فارس باحد القبور..
وقد كتب عليه...
هنا سكن فارس الدهري
رفع فارس البلاطة فوجد انها ثقيلة جدا حتى انه بذل مجهودا كبيرا لكي يستطيع
دفعها.. دخل القبر واخذ يغلق البلاطة عليه حتى احكم اغلاقها ولم يعد قادرا على رؤية اصبعه من الظلام ..واخذ فارس يفكر كيف سيعرف متى يرفع البلاطة ويخرج من القبر قبل شروق الشمس من دقيقة الى13 دقيقة واخذ يحسب الوقت من لحظة حضوره الى المقبرة الى لحظة مغادرة العجوز والوقت الذي امضاه في البحث ولكن كان من المستحيل ان يستطيع ان يتوصل الى نتيجة.. فكر فارس لماذا لا ينظر الى الساعة التي على يده فوجد ذلك ايضا مستحيلا للظلمة داخل القبر وتذكر ان في احد جيوبه ولاعة فأخرجها وحاول ان يشعلها وكلما نجح في ذلك عادت لتنطفىء قبل ان يرى عقارب الساعة وخاصة ان القبر ضيق ولا يسمح له بالحركة كثيرا ...فكر فارس في ان عدم اشتعال شعلة الولاعة يدل على ان القبر لا يوجد فيه اكسجين هذه الفكرة دفعت فارس لأن يشعر بأنه لو بقي في هذا القبر عدة دقائق اخرى فانه حتما سيموت ...دب الرعب في قلب فارس وبدأ يتخيل عشرات الصور ويجن جنونه حينما يفكر بأنه ان لم يخرج من القبر في المدة المحددة فهو مضطر لأن يمضي فيه سبعة ايام كاملة ويتساءل فارس بينه وبين نفسه عن الدافع الذي يدفعه للقيام بهذا الجنون ويتذكر ياسمين ويعود ويقول انه من اجلها يجب ان يصمد ويبدأ بالعد لعله يستطيع ان يحسب الوقت ولكن بعد ذلك وجد انها فكرة سخيفة جدا فخروجه مستحيل في الوقت المحدد ويقول لنفسه : هذه العجوز الخبيثة
تعلم انه لن يخرج ...تغزو الاوهام رأس فارس ويقرر الخروج من القبر وليحدث ما يحدث ولكنه يتراجع ويقرر الصمود وتارة يستعيد هدوءه وتارة اخرى يغضب ويعاتب نفسه :ما الذي يستحق ان يدفن نفسه حيا بين الاموات من اجله ؟
ولم يستطع فارس ان يحتمل فكرة انه سيبقى في هذا القبر لمدة سبعة ايام خاصة وانه مقتنع بانه لن يخرج في الوقت المناسب ويقول لنفسه أي مجنون انا ما الذي افعله ويرفع بقدميه بلاطة القبر ويقرر الخروج وبداخله يلعن كل من حوله ويخرج فارس من القبر ويتجه الى خارج المقبرة لا يأبه لشيء وحتى لياسمين فهو فقط يفكر بالخروج من هذا الجنون ...يسير باتجاه السيارة ولكنه لا يراها ويتذكر انه طلب من صديقه ان يأخذها معه حتى لا تثير الشكوك ويسير بمحاذاة الشارع ويرى ان الشمس قد بدأت بالشروق يقف متسائلاً ربما قد خرجت في الوقت المناسب ونجح ...!
ولكنه يتذكر انه خرج بعد ان تخلى عن كل شيء ...ويعود ويقول : "وما دخل ما نويت فالشرط ان اخرج في الوقت المناسب" ...وقد نفذت الشرط وبدأ يحسب في الوقت ويدعو الله ان يكون قد خرج في الوقت المناسب...
يسير فارس بمحاذاة الشارع لاكثر من ساعتين ليجد من يقله الى منطقة قريبة من مدينة الناصرة ومنها يسير عائدا الى بيته وفي الطريق تتوقف بجانبه سيارة اوبل بيضاء بطريقة مفاجئة ..ينظر فارس الى داخل السيارة ويرى ياسمين تقودها ...يستقل فارس السيارة بجانبها وهو خائف من غضبها ويفاجأ ان ياسمين فرحة ويسألها من وين انت جاية....فتجيب ياسمين بلهجة مرحه ...انا طول الليل وانا على اعصابي وما ارتحت الا لما عرفت انك طلعت بالوقت المناسب فلحقتك بسرعة...فرح فارس حينما تأكد انه نجح ولكنه لم يجرؤ على النظر الى ياسمين خوفا من ان تكون قد علمت بانه خرج في الوقت المناسب من القبر لانه لم يحتمل اكثر وليس من اجل أي شيء اخر وقال لها :ياسمين انا انسان وانا في القبر فكرت وتخيلت اشياء كثيرة غصبن عني ...قاطعته ياسمين وقالت: خلص يا فارس انا ما بدي اسمع سيرة القبور ولا اللي صار انت نجحت وخلص تعال نحكي في اشي ثاني ونفذ بقية شروط"خالتوا" علشان نقدر نعيش مثل كل الناس انت مش متصور يا فارس قديش انا فرحانه وسعيدة ابتسم فارس ابتسامة خبيثة وقال في سره انجحت وما حد الو شو فكرت وياسمين شو بدوا يعرفها في اللي انا فكرت فيه وكمان انا انسان ومن حقي افكر في اشياء كثيرة ويمكن الله كتب لي افكر هيك علشان اطلع في الوقت المناسب وسأل ياسمين ...حبيبتي ممكن افهم لمين هاي السيارة؟
ضحكت ياسمين وقالت احسنلك بلاش تعرف ...
فقال فارس:لا يا روحي صرتي مرتي ولازم اعرف كل اشي ..
فقالت ياسمين وهي تضحك:اول اشي يا استاذ فارس انا مش مرتك لأنا هلأ حنعيش فوق القبور وهذا يعني الشرط الثاني من شروط خالتو العجوز ...حعيش معك بس ممنوع تلمسني ولا تشوف وجهي لمدة تسعين يوم وبعدها بنتجوز على طريقتك يا حبيبي وهيك بصير مرتك انا مش وحده لامها من الشارع انا حفيدة جورجيت ولازم تتجوزني قدام كل الناس هيك الشرط.
فقال فارس :شو يعني افهم انو كل اللي سوناه ولسه لازم اتجوز مرة ثانية ؟...
فقالت ياسمين:آه يا حبيبي احنا تجوزنا على طريقة العجوز وهلأ انت بتقدر تعتبرني "خطيبتك" وبعد 90 يوم بتتجوزني مثل كل البنات الا اذا كانوا احسن مني ...فقال فارس :فش في الدنيا كلها حد احسن منك وهلأ شو بدنا نسوي...!!؟
فقالت ياسمين: ما بعرف انا هلأ راح اعيش معك ومش راح اروح ولا على محل انت مسؤول عني هلأ وانا مسؤولة منك لازم تطعمني وتلبسني وتسكني وتشممني الهوا مثل كل البنات هلأ انا فاضية لألك.
فكر فارس قليلا وقال :طيب اول شيء بنعملوا هلأ بنستأجر غرفة في فندق علشان تستقري في مكان واحد ونبدأ نخطط حياتنا..وما ان نطق فارس بهذه الكلمات حتى كاد رأسه يخرج من الزجاج الامامي للسيارة حينما فرملت ياسمين السيارة واوقفتها في منتصف الشارع متسببه بأزمة وابواق السيارات التي خلفها تحثها على السير حتى لا تعطل حركة المرور...وقالت لفارس الذي فوجيء بما حدث ..ايش يا فارس من اولها بدك اسكن في فندق ما في عندكم بيت اسكن فيه ولا عندك اهل اعيش معهم شو انت بتفكرني ..؟!بدل ما تفتخر فيّ قدام اهلك ...؟
صف طويل من السيارات يقف خلف سيارة الاوبل التي تقودها ياسمين وقد اطلق السائقون ابواق سياراتهم واخذوا يصرخون وياسمين لا تكترث وما زالت توقف السيارة في منتصف الطريق وفارس يرجوها ان تبعد السيارة عن الطريق لتعطي للاخرين امكانية المرور.
وياسمين تقول ببرود :هاي مش مشكلتي يزمروا لما ينسطحوا ما حد حكالهم ييجوا من هاي الطريق اللي انا فيها...هلأ احكيلي وين حنسكن يا فارس ...فقال فارس :وين ما بدك رايحين نسكن انا هعمل اللي برضيك بس ابعدي السيارة هلأ عن الطريق اقترب احد السائقين من السيارة الاوبل غاضبا وقال لفارس :يا فتاح يا عليم يا اخي ابعدوا هالسيارة عن الطريق بدنا نروح على شغلنا ..نظرت اليه ياسمين وقالت بأستهزاء: آه ممكن ...بس ممكن حضرتك تدفع السيارة شوي علشان السيارة مش راضية تشتغل وجوزي رجلوا مكسورة ما بقدر يدفع..
وقال الشخص: امرنا لله وبدأ بدفع السيارة وتعاون معه مجموعة من السائقين على دفعها واثناء ذلك داست ياسمين على دواسة البزين بقوة وانطلقت ليسقط احدهم على الشارع واخذت ياسمين تضحك وفارس ينظر خلفه غاضبا على ما فعلت ياسمين وقال لها:من شأن الله يا ياسمين بطلي هالحركات ...
فقالت له بدلع :حاضر بس انت لا تزعلني ...ابتسم فارس وعاد وسألها من جديد ياسمين: انت لسه ما حكتيلي هاي السيارة لمين ؟.فقالت ياسمين: وانا شو عرفني...!!
فقال فارس: شو يعني شو عرفك انت من وين جبتيها...؟!
فقالت:كانت صافة بالشارع اركبتها وشغلتها واجيتك ...
فقال فارس:شو الامور بهذه البساطة...
فقالت:طيب كيف كنت بقدر الحقك.. بدك اياني امشي على رجلي ...
فقال فارس ساخرا:لا اسرقي أي سيارة وتعالي ...
فقالت:ما انا هيك عملت يا حبيبي..
فتنهد فارس وقال بهدوء: طيب يا ياسمين انت بتعرفي انو هلأ ممكن الشرطة تمسكنا وممكن نقع في مشكلة كبيرة ...
فقالت ساخرة...ليش يا حبيبي هو ممنوع سرقة السيارات؟
استفز فارس وقال لها:هاي مش مزحة تعالي نصف السيارة ونوخذ تاكسي.
وبعد جدال بين ياسمين وفارس اقتنعت ياسمين واوقفت السيارة وقام الاثنان بركوب تكسي باتجاه الناصرة...وحينما وصلا طلب فارس من السائق ان يتوقف فسالت ياسمين فارس :ليش بدنا نوقف هون؟ فقال لها بدنا ننزل نفطر باي مطعم .
فقالت ياسمين: انا آسفة حنفطر في بيتكم... لم يكن امام فارس من خيار اخر فيجب ان يتوجه الى البيت مباشرة وهكذا فعل ودخل هو وياسمين البيت ...اخذت ياسمين تتجول في البيت وفارس شارد الذهن في اعداد سيناريو لأمه لتستوعب ما يحدث ولتتفهم انه يجب ان تعيش معها في البيت انسانة لا تستطيع ان ترى وجهها او حتى اصبعها ...فتذكر فارس بأن ياسمين تتجول في البيت فخاف ان تفاجأ امه برؤيتها.
فلحق بياسمين بسرعة ودخل خلفها المطبخ ليجدها جالسة مع امه فقال فارس لامه :صباح الخير ..فردت عليه وهي تصر على اسنانها وفي عينيها الف سؤال ...صباح الخير يا استاذ ...فارس صباح النور ...صباح الياسمين.
ارتبك فارس ولم يدر ماذا يفعل او يقول فقالت امه..شو مالك مش على بعضك؟
فقالت ياسمين بعد ان ضربت كفا بكف :من التعب اللي تعبو يا حماتي امبارح نظرت ام فارس بطرف عينها باتجاه ياسمين
وقالت: ...وشو اللي تعبو يا ستي الشيخة.؟.
فقالت ياسمين مصطنعة المفاجئة :انا مش شيخة يا حماتي هو فارس ما حكالك؟ ...
فقالت لا والله ما حكالي يا ريت تحكوا لي انت وياه فقالت ياسمين طيب انا هلأ بحضر الفطور لفارس علشان يفطر وبنقعد نحكي وبدأت ياسمين تفتح الخزائن وتغلقها وتخرج الاواني وتعد الافطار وام فارس تتابعها بعيونها من زاوية الى اخرى مذهولة مما ترى وتنتقل بعينيها من ياسمين الى فارس وتشير بيديها الى فارس وكأنها تسأله شو قاعد بصير وحركات ياسمين استفزتها اكثر فقالت لها مستهزئة طيب اشلحي هالجلباب والخمار علشان تعرفي تتحركي والكفوف اللي بأيدك علشان ما يتوسخوا منتي في بيتك وزيادة ..فأقتربت ياسمين وهي تحمل بيدها حبه بندوره وسكين من ام فارس واحنت ظهرها وقالت ما بصير يا حماتي مش ممكن يا ريت بقدر وبعدين لا تخافي علّي انا بدبر حالي..
وانا متعودة هيك ..قوللي يا حماتي انت بتحبي البيض عجة ولا عيون وادرك فارس ان امه ستنفجر من الغيض ان لم ينقذ الموقف بسرعة فأمسك بيدها وحاول ان يشدها لتخرج ليتحدث معها بغرفة الضيوف الا ان امه امسكت بالطاولة ورفضت فهي لا تستوعب ما يحدث وبدأت ياسمين تصف الصحون على الطاولة بسرعة مذهلة وتضع كل شيء مكانه وكأنها عاشت في هذا البيت منذ سنين وفي هذه اللحظات دخل "علاء" شقيق فارس ففاجأته ياسمين قائلة :صباح الخير يا علاء هيا الفطور جاهز ..لو ما فقتّ لوحدك كنت جاي افيقك ..وهيني اعملتلك نسكافيه زي ما بتحبها ...
جلس علاء بجانب الطاولة وكاد يضحك ليس على طريقة ياسمين ولبسها بل لدى رؤية امه وهي متشنجة "مبحلقة" بعينيها اتجاه ياسمين وحينما جلس الجميع قالت ياسمين لأم فارس التي ما زالت تنظر اليها بطريقة غريبة : شو يا حماتي في اشي...؟!!
وضعت ام فارس خدها على يدها وقالت لا ما فيّ اشي بس بدي اشوف كيف بدك توكلي وانت بعدك لابسه هالكفوف ولابسه هالخمار ..هو زيادة دين ولا هذا شو...؟!
فقالت ياسمين: انت كلي يا حماتي بالهنا والشفا ولا تخافي عليّ انا بدبر حالي هلأ بتشوفي ..واخذت ياسمين ترفع الخمار بيدها اليمنى وتأكل بيدها اليسرى وام فارس تتابعها حتى انها احيانا كانت تنحني في الوقت الذي ترفع فيه ياسمين الخمار لتر ما يوجد تحته ...
تكرر الموقف اكثر من مرة وعلاء لم يحتمل ما يحدث امامه بين امه وياسمين واخذ يضحك بطريقة هستيرية جعلت فارس يضحك معه وكذلك فعلت ياسمين حتى امهم حاولت ان لا تضحك ولكنها لم تتمالك نفسها وضحكت...
سقط علاء عن الكرسي من الضحك واستمرت نوبة الضحك لدقائق وكلما توقف كان علاء بطريقة لا ارادية يضحك فيضحك معه الجميع
ويبدو ان اجواء الضحك قد ساعدت ان تنسى ام فارس ما يحدث في بيتها لبعض الوقت واستغل فارس الفرصة واخذ يعرفهم على بعضهم من جديد وشرح لأمه واخيه ان ياسمين هي خطيبته وهو يعرفها منذ زمن بعيد وقد طلبها من اهلها وسيتمم زواجه منهابعد فترة من الزمن ..
وهناك ظروف خاصة لا يستطيع ان يشرحها الآن تمنعها من ان تخلع العباءة والخمار او ان يرى احد وجهها ...والأهم من كل هذا انها ستعيش معهم في البيت لحين موعد الزفاف .
ام فارس لم تهضم الامر كثيرا واخذت تسأل ولكنها لم تكن تحصل على اجوبة تشفي غليلها...اما علاء فقد شعر بجو من المرح لم يعهده في بيتهم منذ فترة ..ام فارس طلبت من فارس ان تتحدث معه على انفراد فخرجا الى الغرفة الاخرى تاركين علاء وياسمين في المطبخ وما ان انفردت بفارس حتى امطرته بوابل من الاسئلة واطلقت التهديد والوعيد ...
فرجاها فارس وتوسل اليها ان تتقبل الواقع ..
فقالت له: يا فارس ..مجنون بحكي وعاقل بسمع ..كيف بدي افهم وحده جاي على بيتي بلا احم ولا دستور وبتتصرف وكأنو بيتها وزيادة ..
يا سيدي اهلا وسهلا فيها ،بس مابقدر اشوف وجهها وكل اللي انا شايفتو قماش اسود بأسود لا تقنعني انها لابسه هيك من الله لا الله ...في اشي ،هاي البنت مالها اشي..وبعدين شو بدنا نقول لجيرانا ...
مين هي ومين اهلها ومن وين جاية يا فارس ان كنت متورط معها بأشي قلي بس لا تخليني على نار هاي البنت تصرفاتها غريبة وبكره حتخلقنا قصة بين الجيران.
امسك فارس بيد امه وترجاها من جديد...على ان تحتمل الوضع القائم لمدة يومين ليجد حلا وتحت ضغط فارس ورجائه رضخت امه لطلبه واضعة عشرات الشروط على فارس ...
تنفس فارس الصعداء وعاد الى المطبخ ليجد علاء وياسمين يتبادلان النكات وكأن الواحد يعرف الآخر منذ سنين...خرج علاء وجلس فارس مع ياسمين..وقال لها: لازم نرتب امورنا يا ياسمين امي مش عم تتقبل الوضع بسهولة.
فقالت ياسمين:ولا يهمك بكره بتتعود علّي.
فقال: الله يخليك تبطلي مزح ولا توخذي الامور باستهزاء...!
فقالت:انا ما بستهتر انا بتصرف على طبيعتي شو عملت اشي غلط...
فقال :طيب هلأ انت حتصيري تستخدمي غرفتي وانا حنام في غرفة علاء وخلينا نرتاح شوي وبعدين نطلع نشتري الاغراض اللي لازمتك .
فقالت:انا مش موافقة ..انا وانت بنام بنفس الغرفة .
فقال لها:بس شرط العجوز اني ما اشوف وجهك لمدة 90 يوم.
فقالت:طيب شو المشكلة ما انت مش راح تشوف وجهي ..!
فقال لها: كيف هاي بدها تصير مش مشكلة ...بدك امي تطربق البيت على رأسي؟
فردت مستفزة:اتطربق البيت هي على راسك احسن ما اطربقو انا على راسك الشرط واضح حتعيش معي ومش رايحين انام كل واحد منا في غرفة ..
استغرب فارس الطريقة التي تحدثت بها ياسمين ...ولكن زامور سيارة بالخارج دفعه ليقطع الحديث ويخرج ليرى مصدر الصوت..فوجد صديقه يقف على الباب بعد ان احضر السيارة وأتى ليتأكد ان كان فارس قد عاد بناء على طلب فارس بالليلة السابقة ...فرح صديق فارس لرؤيته ...
وامطره بعشرات الاسئلة وبطريقة لبقة طلب فارس منه ان يؤجل هذه الاسئلة وان يحتفظ بكل ما حدث سرا بينهم على ان يشرح له فارس القصة بعد ايام ...
وتحجج فارس بانه متعب ...ليتحاشى دعوة
صديقه للدخول الى البيت حتى لا يزيد الامور تعقيدا وخاصة ان رأى ياسمين ...
غادر صديق فارس دون ان يدخل المنزل ولم يكن راضيا عن استقبال فارس له .....
...عاد فارس الى المطبخ ولم يجد ياسمين هناك ووجدها في الغرفة تقوم بترتيبها ...دخل الغرفة وطلبت منه ياسمين ان يغلق الباب.
فقال لها فارس: بانه لا داعي لذلك فامه لن تتفهم اغلاق الباب وستبدأ بتفسير الامور بطرق مختلفة.
امالت ياسمين برأسها وقالت: انا قلتلك سكر الباب يعني سكر الباب وشوف لا تجنني بأمك كل شوي امي ..امي ..انا مش متجوزة امك انا متجوزيتك انت...خنقتني افهم...كل شوي امي مش مستوعبة ..امي مش مستحملة ..امي بتخاف وبلاش تفسر غلط..
انا شو خصني بأمك لا تنسى انو انا كمان عندي ام مش مستوعبة ومش راضية وتركتها زعلانة مني علشانك ..امك ححطها بعيوني بس لا تخليني اشعر انها احسن من امي ..افهم امك مش احسن من امي.
لم يستوعب فارس نوبات الغضب التي تمر بها ياسمين بين الحين والاخر بشكل مفاجيء ولم يعرف كيف يستطيع ان يحيا بوسط هذه التناقضات ...امه بمفاهيمها واسلوب حياتها الخاص وياسمين بغموضها ومفاهيمها الخاصة بها.
اقتربت ياسمين من فارس وقالت بلهجة هادئة وكأنها تعتذر عن الاسلوب السابق ..يا فارس انا ما بكره امك بالعكس انا بحبها بس كل ما بتذكر امي واختي وعتمة القبور ما بتمالك اعصابي.
لم يجب فارس بل بقي صامتا ..فقالت ياسمين:طيب يا فارس ارتاح انت ولما برجع بنحكي ..
فسألها: وعلى وين رايحه...
فقالت:رايحة اجيب اغراضي من بيتنا بتحب تيجي معي تعال..!
فقال: لا شكرا كثير بس كيف حتروحي...؟!
فقالت:بسيطة بوخذ سيارتك...يا بوخذ أي سيارة من الحارة وبروح فيها..
فقال:وحتطلعي قدام كل الجيران هيك..؟!رمقت ياسمين فارس بنظرة حادة وسحبت مفاتيح السيارة من يده وخرجت مسرعة وما هي الا ثواني حتى ملأت الحارة بزامور متواصل اخرج الجيران الى الشارع وركضت ام فارس اليه...متمتمة "شايف المجنونة هاي شو بتعمل ..طالعة بسيارتك تشحط وتزمر ويلي مش شايف يشوف..انا قلتلك هاي البنت مش طبيعية.
فقال فارس:اسمعي هذا الي كاتبو الله ..هاي البنت بتجيلها حالات جنون ولازم نتحملها ...انا هلأ بدي انام اذا عرفت انام من اصلو وبعدين بنحكي وترك فارس امه وذهب للنوم وبينه وبين نفسه لم يكن مستغربا لو افاق ووجد ياسمين قد احضرت جرافة وبدأت بهدم البيت على رأسه فتصرفات ياسمين لا يمكن لاحد ان يتنباء بها..
.مرت ساعات وافاق فارس على رائحة باخور غريبة وفتح عينه ووجد ياسمين واقفة في الغرفة تقوم بترتيب مجموعة من الشموع ...
وعباءات وكفوف سوداء منتشرة هنا وهناك ..فرك فارس عينيه ليتأكد مما رآه فقد رآى عدة جماجم صغيرة كتلك التي رآها مع ياسمين في المرة الاولى للقائهما لم يتمالك فارس نفسه واخذ يضحك حينما تخيل لو ان امه تدخل الى الغرفة التي حولتها ياسمين الى مقبرة
وسألها: شو هذا يا ياسمين شو اليّ انت جابيته ...؟!
فقالت:اغراضي.. شو انت شايف اشي غريب ..؟!
فقال:ابدا هو في اشي غريب..ا
قتربت ياسمين من فارس كطفلة صغيرة وقالت له هامسة اطلع شوف شو حطتلك بغرفة الضيوف اشي بجنن وبؤخذ العقل بتعرف غير منظر الصالون كلو.
وما كاد فارس يسمع ما قالته ياسمين حتى تقهقه بأعلى صوته فقد تخايل ان ياسمين احضرت قبرا معها ووضعته في غرفة الضيوف ..
فقالت ياسمين لفارس:شو اليّ بضحكك ..؟!
فقال فارس: ابدا بس انا مبسوط ..
فقالت :طيب اطلع شوف وحكيلي رايك ...
خرج فارس وهو يضحك على المصيبة التي وقع فيها ...توجه فارس الى غرفة الضيوف وحينما دخلها فوجيء بما لم يكن يتوقعه ...
مجموعة من القطع الاثرية النادرة والتي يظهر انها قد صنعت قبل الاف السنين..وهي روعة بالجمال ..اخذ فارس يتفحصها ويلمسها بيديه وشرد بفكره :ان القطع التي يراها لا بد انها تساوي ثروة .
.دخلت ياسمين خلفه الى غرفة الضيوف وقالت له: شو رأيك مش قلتلك بو خذوا العقل...
تعال اورجيلك شو جبت لامك...وسحبته من جديد الى الغرفة وارته صندوق حينما فتحه كان مليئا بقلادات فضية وذهبية متنوعة صنعت بغاية من الدقة ورسوماتها تدل على امد طويل...واشارت ياسمين الى الطاولة بيدها ..
.لينظر فارس الى سيف من ذهب مرصع بالجواهر وقالت ياسمين لفارس: وهذا هدية لاخوك علاء انا شفت بغرفته معلق سيوف ..فظليت أدور حتى اخترتلو احلى سيف من عندنا..
4163alsh3er.gif
حلو كملي لنشوف لوين رح توصل
الحلوة
بتعرفي لحظة لقاء فارس بياسمين بعد خروجة من القبر
وافهمت من حكيها انو نجح بالمهمة وانو خرج ضمن الوقت المحدد
والله دمعت عيني ههههههههههه
سأكِونكالِوُرد
كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 12 (0 من الأعضاء و 12 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)