النبق: وأما النبق فإنه رجل محمود بإجماع المعبرين لشرف شجرته وقوة جوهره، وهو مال ورزق، ورطبه أقوى من يابسه، وليس تضر صفرته، وليس شيء من الثمار يعدله في التأويل. وهو لأصحاب الدنيا مال، ولأصحاب الدين زيادة في الدين وصلاح، وهو مال غير دنانير أو دراهم.
وحكي أن امرأة أتت ابن سيرين فقالت: رأيت كأن سدرة في داري سقطت، فالتقطت من نبقها دوخلتين. فقال: ألك زوج غائب؟ قالت: نعم. قال: فإنه قد مات وترثين منه ألفين.
وقال بعضهم هو رزق من قبل العراق. وأكل النبق للسلطان قوة في سلطانه. وقد تقدم ذكر شجرته في أول الباب.
الموز: وأما الموز فإنه لطالب الدنيا رزق يناله بحسب منبته، ولطالب الدين يبلغ فيه بحسب إرادته قوة في عبادته. وشجرة الموز تدل على رجل غني مؤمن حسن الخلق، ونباتها في دار دليل على ولادة ابن، قال الله تعالى: " وطَلَح مَنْضُود " ، وهو الموز، وليس يضر معه لونه ولا حموضته ولا غير أوانه، وهو مال مجموع. وشجرته من أكرم الشجر، وورقها أفضل الورق وأوسعها، ويكون تأويل ذلك حسن خلق من تنسب إليه شجرته.
وكل ثمر حلو سوى ما وصفت مما يغلب عليه صفرة اللون أو يكون حامضاً، لم يدرك في وقته المعروف، فإنه رزق ومال وخير. ويكون بقاؤه بقدر بقاء ذلك الثمر مع الثمار، وخفة مؤونته وتعجيل طلوعه ومنفعته لأهله، إلا العنب الأسود والتين، فإنه لا خير فيهما على حال.
ومن رأى أنه أصاب من الثمر شيئاً فإن ذلك لا بأس به في وقته إذا كان فيه ما يستحب مما وصفت من أنواع الخير من الرزق والدين ومن العلم. فإن كان ضميره أن تلك الثمار من ثمار الجنة، فإنه علم ودين لا شك فيه، وإلا فعلى ما وصفت الشجرة الموقرة، رجل مكثر. ومن التقط من شجرة وهو جالس، فإنه مال يصيبه بلا كد ولا تعب. فإن كلمته الشجرة بما وافقه، كان ما يقال من ذلك أمراً عجباً يتعجب الناس منه. وقيل إن الشجرة امرأة، وذلك إذا كان معها ما يشبه المرأة، وينبغي لتلك المرأة أن تكون أم ملك أو امرأة أو بنت ملك، أو خادم ملك.
اللوز: مال، وأكله إصابة مال في خصومة، والتقاطه من الشجر إصابة مال من رجل بخيل. وشجرة اللوز رجل غريب، والحلو منه يدل على حلاوة الإيمان، والمر يدل على كلام الحق. وإن رأى كأنه نثر عليه قشور اللوز، فإنه ينال كسوة. وقيل أن اللوز اليابس القصر يدل على صخب، وذلك لصوت الخشخشة. وقد يدل أيضاً على حزن.
الفستق: مال هين، وشجرته تدل على رجل كريم، فمن أكل فستقاً أكل مالاً هينأ. والجوز الهندي هو النارجيل، قال بعضهم هو مال من جهة رجل أعجمي ومنهم من قال هو يدل على رجل منجم. فمن رأى كأنه يأكل جوزاً هندياً، فإنه يتعلم علم النجوم، أو يتابع منجماً في رأيه ويصدقه. وكذلك من رأى أنه كاهن أو منجم، فإنه يصيب في اليقظة جوزاً هندياً.
والبلوط: رجل صعب موسر جماع للمال، وشجرته رجل غني، وذلك لأن البلوط كثير الغذاء يدل على شح، وذلك لعظمها، أو على زمان ذلك لأنها تتقادم وتكبر. وكذلك تدل على عبودية.
النخل: هو الرجل العالم، وولده وقطعه موته، والنخلة رجل من العرب حسيب نفاع شريف عالم مطواع للناس، وأصله عشيرته، وجذوعه نكال، لقوله تعالى: " ولأصلِبَنّكُمْ فِي جُذُوع النّخْل " . وكربه أصحابه يقوى بهم وعلى أيديهم، لسعف زيادة في العيال وذرية. وإصابة النخل الكثير ولاية للوالي وتجارة للتاجر، وللسوقي مكسب. وربما كانت النخلة الواحدة امرأة شريفة كثيرة الخير والذكر. والنخلة اليابسة رجل منافق.
ومن رأى كأن الرياح قلعت النخل، وقع هناك الوباء، وربما كان ذلك عذاباً في تلك البلدة من الله تعالى أو السلطان، وطلعها مال، لقوله تعالى: " لَها طَلْعٌ نَضِيدٌ رزْقَاً لِلعِبَادِ " .
والبلح: مال ليس باق، ومن رأى أنه صرم نخلة، فإن الأمر الذي هو فيه من خصومة أو ولاية أو سفر مكروه ينصرم. وخوصها بمنزلة الشعر من النساء. ومن رأى نواة صارت نخلة، فإن هناك ولداً يصير عالماً، أو يكون هناك رجل وضيع يصير رفيعاً. وقال بعضهم النخل طول العمر.
رأى السيد الحميري رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه في أرض سبخه ذات نخيل، وإلى جانبها أرض طيبة لا نبات فيها، فقال صلى الله عليه وسلم: أتدري لمن هذه الأرض؟ قال: لا قال: هذه لامرئ القيس بن حجر، خذ هذا النخل الذي فيها فأغرسه في تلك الأرض الطيبة. ففعلت ما أمرني به، فلما أصبحت غ*** على ابن سيرين وأنا غلام، فقصصت عليه رؤياي، فتبسم وقال: يا غلام أتقول الشعر؟ قلت لا. قال: أما إنك ستقول الشعر مثل امرئ القيس إلا أنك تقول في أقوام طاهرين وقد تقدم ذكر النخل في أول الباب.
الرطب: رزق حلال وشفاء وفرج. ومن رأى كأنه يأكل رطباً في غير وقته فإنه ينال شفاء وبركة وفرحاً لقصة مريم عليها السلام، وكان في أوانه. وقيل إن أكل الرطب الجني قرة عين، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت الليلة كأني في دار أبي رافع، فأتينا برطب من ابن طاب، فتأولنا أن الرفعة لنا في الدنيا وأن دنيانا قد طابت.
والتمر: مال حلال على قدر قلته وكثرته، ومن التقط من شجرة ثمراً غير ثمرها، فإنه مشتغل بحرام، أو طالب شيئاً لا يجاب له، أو راسم رسوماً جائرة. واقتطاف الثمر من الشجرة يدل على نيل علم من عالم، والتقاطها من أصل الشجرة مخاصمة رجل. وقيل أن الفواكه للفقراء غنى، وللأغنياء زيادة مال، لقوله تعالى: " وفَاكِهة وأَبّا مَتَاعاً لكم ولأنْعَامَكُمْ " . وللخائفين أمن، قال الله تعالى : " يَدعُونَ فِيها بِكُل فَاكهة آمِنين " . وقيل إن الفواكه الرطبة رزق لا بقاء له، لأنها تفسد سريعاً. واليابسة رزق كثير باق. ومن رأى كأن فاكهة تنثر عليه، فإنه يشتهر بالصلاح والخير. ومن رأى كأنه يقتطف من شجرة موصولة غير ثمرها، فإن رؤياه تدل على صهر سار بار، وشريك صالح. ومن رأى في الشتاء شجراً مثمراً فاستحسن ذلك، فإنه يحتاج إلى رجل يظن أنه موسر، فإن لم يجن من ثمرها شيئاً نجا منه على السواء، وإن جنى منه فإنه ينفق من ماله على ذلك بقدر ما جنى.
الرمان: مال مجموع إذا كان حلواً وربما كانت الرمانة كورة عامرة، وربما كانت عقدة. وشجرة الرمان رجل وربما كانت امرأة، والرمان الحامض هم وغم.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت في يدي رمانة، فقال: هي امرأة. تتزوجها، فإن أكلتها فجيد.
والرمانة أيضاً ربما كانت ولداً، وتدل للوالي على ولاية بلدة عامرة، وعلى ضيعة فاخرة للدهقان، ومال مجموع للتاجر. وقيل من رأى كأنه أصاب رمانة حبها أحمر، أصاب ألف دينار وإن كان حبها أبيض، أصاب ألف درهم. وإن كانت حلوة، كان ذلك في سرور. وإن كانت حامضة كان في هم وحزن. ومن باع رمانة، فإنه رجل قد اختار الدنيا على الآخرة. فإن رأى كأنه أكل قشور الرمان، عوفي من المرض.
وعصر الرمان وشرب مائه، نفقة الرجل على نفسه. وشجرة الرمان تدل على قطع الرحم. وأما الرمان المبهم الذي لا يدرى حلو هو أم حامض، فهو بمنزلة الحلو إلا أن يدل كلام صاحب الرؤيا على غير ذلك.
وأما الأزادرخت، فرجل حسن المعاشرة حسن الاسم لحسن نوره.
الورد: ولد أو مال شريف، وقيل إن الورد يدل على ورود غائب أو ورود كتاب.
وقيل إن الورد امرأة مفارقة، أو ولد يموتِ، أو تجارة لا تدوم، أو فرح يزول، لقلة بقاء الورد. ومن رأى كأن شاباً دفع إليه ورداً، فإن عدواً له يدفع إليه عهداً لا يدوم عليه. ومن رأى كأن على رأسه إكليلاً من الورد، فإنه يتزوج امرأة وتقع الفرقة بينهما عن قريب. وإن رأت ذلك امرأة، فهو لها زوج بهذه الصفة. والورد المبسوط، زهرة الدنيا من غير أن يكون لها قوة أو بقاء. وقطع شجرة الورد غم، وقطف الورد سرور، والتقاط الأبيض من بستانه تقبيل امرأة له عفيفة. فإن كان الورد أحمر، فإن امرأته صاحبة لهو وطرب. وإن كان الورد أصفر، فهي امرأة مسقام. والتقاط أزرار الورد الذي لم تفتح، دليل على إسقاط المرأة ولداً. وقيل إن الورد طيب الذكر. ومن التقط وردة كبيرة الأوراق معروفة، فإنه قبل منه متواترة لامرأة حسناء مليحة يراودها كل إنسان، ترمى بالمقالة القبيحة، وهي بريئة منها:
وقد قال جماعة من المعبرين: إن الرياحين قليلها وكثيرها هم وحزن. والورد بكاء وهم وحزن، إلا ما يرى منها في موضعها الذي تعرف فيه، من غير أن يمسه أو يقلعه. فإن الريحان بكاء إذا نزع من موضعه ومات شجره. فأما ما دام حياً في منبته تجد رائحته، فإن يكون ولداً وما يشبه ذلك. وكذلك الورد والآس والبهار وكل ما ينسب إلى الرياحين، وكذلك البقول وما لا يعرف عدد أصوله في منابته فإنه هم وحزن. وأكل البقول هم وحزن والنعنع ناع ونعي.
وأما الياسمين: فقد حكي أن رجلاً أتى الحسن البصري رحمه الله فقال: رأيت البارحة كأن الملائكة نزلت من السماء تلتقط الياسمين من البصرة. فاسترجع الحسن وقال: ذهب علماء البصرة. وقد قيل إن الياسمين يدل على الهم والحزن لأن أول اسمه يأس.
وأما القصب: فمن رأى بيده قصبة متوكئاً عليها، فإنه قد بقي من عمره أقله ويفتقر ويموت في الفقر. وكل شيء مجوف لا بقاء له. والقصبة قصب الناس ونميمه، والقصب إنسان معتقل لا دين له ولا وفاء، وقيل هو أوباش الناس وكلام سوء.
وأما قصب السكر، فمن رأى أنه يمصه فإنه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام ويردده، إلاّ أن كلامه يستحيل فيه. ومن رأى أنه يعصره، فإنه يملك من ملكه خصباً ما لم تمسه النار، ويؤخذ بالعصير ويترك ما سواه، لأن ذكر العصير ومنافعه تغلب على ما سواه من أمره.
الصفصاف: رجل رفيع صبور مخلف، ومن رأى كأنه نبت في داره عود وقد اخضر وزاد في الحسن على كل نبات، دل ذلك على زيادة ولد مختار شريف في تلك الدار.
الطرفاء: رجل مضر منافق بالأغنياء، وينفع الفقراء.
الصنوبر: رجل بعيد رفيع الصوت مقل، سيء الخلق شحيح، تأوي إليه الظلمة واللصوص، كما يأوي إلى الصنوبر الحدأ والبوم والغربان. والباب المتخذ من خشب الصنوبر للسلطان بواب سيء الخلق ظالم، وللتاجر حافظ ظالم لص.
وأما السرو فيدل على الأولاد، وقيل السرو يدل على طول الحياة وصبر في الأشياء ومنفعة، وذلك بسبب طولها. وقال أيضاً شجر الصنوبر للملاحين ولمن يعمل السفن دليل يعرف منه أمر السفينة، وذلك لما يتهيأ من هذه الشجرة من الزفت.
وقال بعضهم: السرو يدل على ولد كريم، لأن معنى الكرم في اللغة السرو ويقال للكريم سري. وأنشد:
فإن السري هو السري بنفسه ... وابن السري إذا سرى أسرارهما
وأما الشوك: فرجل بدوي جاهل صعب. وقيل هو فتنة أو دين. ومن رأى كأنه يجري على الشوك، فإنه يماطل في قضاء الديون. ومن ناله من الشوك ضرر نال من الدين ما يكرهه بقدر ما ناله من الشوك. وكل شجرة لها شوك، فهو رجل صعب بقدر شوكها.
والخشب: نفاق في الدين ورجال فيهم نفاق. والحطب رطبه ويابسه كلام نميمة وخصومة. والعصا زجل شريف رفيع بقدر جوهر العصا وقوتها، وهو رجل قوي منيع والشجرة الكثيرة الشعب، تدل على كثرة إخوان من تنسب إليه، وولده وأقربائه.
وأما شجرة الحنظل: فرجل جزوع جبان لا دين له مثر، وقد سماها الله تعالى خبيثة، وقد وصفها بأن لا نبات لها فقال: " كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثّتْ مِنْ فَوْقِ الأرْض مَا لهَا مِنْ قَرَار " . وثمره هم وحزن.
الأبنوس: امرأة هندية موسرة، أو رجل صلب موسر.
وأما الآجام: فرجال لا ينتفع بصحبتهم وفيهم دغل، لأن أصل الدغل الشجر الملتف، والصياد يخيفي فيها فيرمي الصيد من حيث لا يعلم الصيد ذلك، فإن رأى أن الأجمة لغيره ملكاً فإنه يقاتل أقواماً هذه صفتهم فيظفر بهم.
شجرة الساج: ملك أو عالم أو شاعر أو منجم.
وأما الشجرة المجهولة الجوهر: فمن رآها في داره، فإنها تدل إما على مشاجرة بين أقوام، وإما على نار في تلك الدار.
وأما الربيع: فيدل على الدراهم، وقيل إنه يدل علىِ ولد لا يطول عمره، وامرأة لا يدوم نكاحها، أو ولاية لا تبقى، أو فرح يزول سريعاً. والحشيش والمرعى دين، فمن رأى أنه نبت على كفه حشيش، رأى امرأته مع رجل. فإن نبت على باطن راحته، فإنه يموت وينبت على قبره الحشيش. وكذلك الحلفاء.
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض مااعنيه؟! وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟! فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري .. وهذه كتاباتي بين يديكم .. أكتب مااشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به .. انقل هموم غيري بطرح مختلف .. وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية .. هي في النهاية .. مجرد رؤيه لإفكاري مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً يجبر قلمي على أن يحترمه ..
الباب الرابع والأربعون
من كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين
في الحبوب والزرع والرياحين والنبات
والبقول والروضة والبطيخ والخيار والقثاء وأشباههما وما شاكلهما
بذر البذور: في الأرض يدل في التأويل على الولد، ومن رأى كأنه بذر بذراً فعلق، فإنه ينال شرفاً، فإن لم يعلق أصابه هم.
الحنطة: مال حلال في عناء ومشقة، وشراء الحنطة يدل على إصابة المال مع زيادة في العيال، وزراعة الحنطة عمل في مرضاة الله تعالى، والسعي في زراعتها يدل على الجهاد. فإن رأى كأنه زرع حنطة فنبت شعيراً، فإنه يدل على أن ظاهره خير من باطنه. وإن زرع شعيراً فنبت حنطة، فالأمر بضد الأول. وإن زرع حنطة فنبت دماء، فإنه يأكل الربا. والسنبلة الخضراء خصب السنة، والسنبلة اليابسة النابتة على ساقها جدب السنة، لقوله تعالى في قصة يوسف والسنابل المجموعة في يد إنسان، أو في بيدر أو في وعاء، مال يصيبها مالكها من كسب غيره، أو علم يتعلمه. وحكي أن أعشى همذان رأى كأنه باع حنطة بشعير، فأخبر الشعبي برؤياه فقال: إنه استبدل الشعر بالقرآن.
ومن التقط مفرَّق السنابل من زرع يعرف صاحبه، أصاب مالاً متفرقاً من صاحبه. فإن رأى كأن الزرع يحصد في غير وقته، فإنه يدل على موت في تلك المحلة أو حرب. فإن كانت السنابل صفراً، فهو يدل على موت الشيوخ. وإن كانت خضراً فهو موت الشباب أو قتلهم. والحنطة في الفراش حبل المرأة، وقيل من رأى أنه زرع زرعاً فهو حبل امرأته، فإن رأى أنه يحرث في أرض لغيره وهو يعرف صاحبها، فإنه يتزوج امرأته.
ومن بذر بذراً في وقته، فإنه قد عمل عملاً خيراً. فإن كان والياً أصاب سلطاناً، وإن كان تاجراً نال ربحاً، وإن كان سوقياً أصاب بغلة، وإن كان زاهداً نال ورعاً. فإن نبت ما زرع كان الخبر مقبولاً، فإن حصده فقد أخذ أجره. ومن رأى أنه يأكل حنطة يابسة أو مطبوخة، ناله مكروه. فمن رأى أن بطنه أو جلده أو فمه قد امتلأ حنطة يابسة أو مطبوخة، فذلك فناء عمره، وإلا فعلى قدر ما بقي فيه يكون ما بقي من عمره. ومن مشى بين زرع مستحصد، مشى بين صفوف المجاهدين. وقيل إن الزرع أعمال بني آدم، إذا كان معروفاً، يشبه موضعه مواضع الزرع في طوله. يقال في المثل: " من يزرع خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع شراً يحصد ندامة " . قال الشاعر:
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصداً ... ندمت على التفريط في زمن البذر
وإن خالف الزرع هذه الصفة، فإنهم رجال يجتمعون في حرب. فإن حصدوا قتلوا. قال الله عزّ وجلّ: " ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التّورَاةِ وَمَثَلَهُمْ في الإِنْجيل كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتوى عَلَى سُوقِهِ " .
وإن رأى أنه أكلِ حنطة خضراء رطبة، فإنه صالح ويكون ناسكاً في الدين. ومن رأى أنه له زرعاً معروفاً فإن ذلك عمله في دينه أو دنياه. ويستدل بأي ذلك ما كان على كلام صاحب الرؤيا ومخرجه، فإن كان في دينه، فإن ثواب عمله في دينه بقدر ذلك الزرع ومبلغه ومنفعته، وإن كان في دنياه، كان مالاً مجموعاً يصير إليه ومجازاة عن عمل. فإن كان عمله في أمور دنياه، فرأى ثوبه على قدر ما يرى من حال الزرع، فلا يزال ذلك المال مجموعاً حتى يخرج الحب من السنبل، وإذا خرج تفرق ذلك المال عن حاله الأول، إلا أنه شريف من المال في كد أو نصب، ولا سيما إن كانت حنطة، وإن كان شعيراً فهو أجود وأهنأ مع صحة جسم وخفة مؤونة. فإن كان دقيقاً فإنه مال مفروغ منه، وهو خير من الحنطة، وخير من الخبز لأن الخبز قد مسته النار.
الشعير: مال مع صحة جسم لمن ملكه أو أكله، وهو خير من الحنطة، وقال بعضهم إنه ولد قصير العمر لأنه طعام عيسى عليه السلام. وحصده في أوانه مال يصير إليه ويجب للّه تعالى فيه حق، لقوله تعالى: " وآتُوا حَقّهُ يَوْمَ حصَادهِ " وزرعه يدل على عمل يوجب رضا الله تعالى. والشعير الرطب خصب، وشراء الشعير من الحناط إصابة خير عظيم. ومن مشى في زرع الشعير أو شيء من الزرع رزق الجهاد. ورؤيا الشعير على كل حال خير ومنفعة ورزق.
الأرز: مال فيه تعب وشغب وهم. والذرة والجاورس مال كثير قليل المنفعة خامل الذكر. وأما الباقلا والعدس والحمص والماش والحبوب التي تشبه ذلك، مطبوخاً ومقلواً على كل حال، فهمَّ وحزن لمن أكلها أو أصابها رطباً ويابساً، والكثير منها مال. وقيل إن الباقلا الخضراء هم، واليابسة مال وسرور، وقيل إن العدس مال دنيء.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأني أحمل حمصاً حاراً، فقال أنت رجل تقبل امرأتك في شهر رمضان.
والسمسم: مال نام لا يزال في زيادة لدسم السمسم ويابسه أقوى من رطبه.
التين: مال كثير وخصب لمن أصابه أو أدخله منزله. وقد حكي عن ابن سيرين أنه نظر إلى تين في اليقظة فقال: لو كان هذا في النوم. وقيل من رأى التين في منامه فليخط الكيس، وهو مال لمن أصابه، ويكون أثره ظاهراً عليه كثيراً.
وأما البطيخ: فهو مرض، وقيل هو رجل ممراض، وقيل إن إصابته إصابة هم من حيث لا يحتسب. وقيل أن الأخضر الفج منه الذي لم ينضج، صحة جسم. ومن رأى كأنه مد يده إلى السماء فتناول بطيخاً، فإنه يطلب ملكاَ ويناله سريعاً.
وحكي أن رجلاً رأى كأنه رمي في داره بالبطيخ، فقص رؤياه على معبر، فقال له: يموت بكل بطيخة واحد من أهلك. فكان كذلك.
والبطيخ الأخضر الهندي، رجل ثقيل الروح بارد في أعين الناس.
وأما القثاء: فقد قيل أنه يدل على حبل امرأة صاحب الرؤيا، وقيل إنه مكروه كالبقل والعدس.
وأما القرع وهو اليقطين، فإن شجرته رجل عالم أو طبيب نفاع قريب إلى الناس مبارك. وقيل إنها رجل فقير. واليقطين للمريض شفاء. ومن رأى كأنه أكله مطبوخاً فإنه يجد ضالاً أو يحفظ علماً بقدر ما أكل منه، أو يجمع شيئاً متفرقاً، والذي يستحب من المطبوخات في المنام: القرع واللحم والبيض. فإن رأى أنه أكل القرع نيئاً فإنه يخاصم إنساناً، ويصيبه فزع من الجن.
الاستظلال بظل القرع أنس بعد وحشة وصلح بعد المنازعة. ومن رأى كأنه اجتنى من البطيخة قرعاً فإنه يبرأ من مرض، بسبب دواء أو دعاء والأصل فيه قصة يوسف عليه السلام.
والقنبيط: رجل قروي يعتريه حدة.
والباذنجان: في غير وقته رزق في تعب.
والبصل: منهم من كرهه لقوله تعالى: " وبصلها " . ومنهم من قال: إنه يدل على ظهور الأشياء الخفية، وكذلك سائر البقول ذوات الرائحة، ومنهم من قال إنه مال، وتقشير البصل يدل على التملق إلى رجل.
والثوم: ثناء قبيح، وقيل إنه مال حرام، وأكله مطبوخاً يدل على التوبة من معصية. وروي أن رجلا أتى أبا هريرة وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في المسجد، والناس يدخلون يسلمون عليه، فجئت لأدخل عليه، فإذا رجال معهم سياط، فمنعوني أن أدخل، قال دعوني حتى أدخل، فقالوا إنك أكلت ثوماً وطردوني. فقال أبو هريرة: هذا مال خبيث أكلته.
والجزر: هم وحزن لمن أصابه أو أكله. ومن رأى بيده جزراً فإنه يكون في أمر صعب يسهل عليه، وقال بعضهم: من رأى كأنه يأكل الجزر فإنه ينال خيراً ومنفعة. والخشخاش: مال هنيء لمن أكله أو أصابه.
والخردل: سم، فمن أكله سقي سماً أو شيئاً مراً، أو يقع في همة رديئة وقيل بل ينال مالاً شريفاً في تعب.
والحرمل: مال يصلح به مال فاسد، والحبة الخضراء منفعة من رجل غريب شديد.
والحناء: عدة الرجل لعمله الذي يعمله.
وأما الحلفاء: فقد حكي أن رجلاً رأى في منامه كأن الحلفاء نبتت على ركبتيه فقص رؤياه على معبر فقال: هو للشركاء في عمل واسع خير وبركة، وللمدبرين يأس رجائهم، وللمرضى موتهم، فعرض لصاحب الرؤيا جميع ذلك.
والخضر: كلها سوى الحنطة والشعير والسمسم والجاورس والباقلا هي الإسلام. ومن رأى كأنه يسعى في مزرعة خضرة، فإنه يسعى في أعمال البر والنسك.
والمزرعة: تدل على المرأة، لأنها تحرث وتبذر وتسقى وتحمل وتلد وترضع إلى حين الحصاد. واستغناء النبات عن الأرض، فسنبله ولدها أو مالها، وربما دل على السوق، وسنبله أرزاقها وأرباحها وفوائدها لكثرة أرباح الزرع وحوائجه وربحه وخساراته، ويدل على ميدان الحرب وحصيد سنبله حصيد السيف. وربما دل على الدنيا وسنبله جماعة الناس صغيرهم وكبيرهم وشيخهم وكهلهم، لأنهم خلقوا من الأرض وسبوا ونبتوا كنبات الزرع، كما قال تعالى: " و الله أنبتكتم من الأرض نباتاً " . وقد تدل السنابل في هذا الوجه على أعوام الدنيا وشهورها وأيامها، وقد تأولها يوسف الصديق عليه السلام بالسنين، وقد تدل على أموال الدنيا ومخازنها ومطامرها، لجمع السنبلة الواحدة حباً كثيراً. وربما دلت المزارع على كل مكان يحرث فيه للآخرة، يعمل فيه للأجر والثواب، كالمساجد والرباطات وحلق الذكر وأماكن الصدقات، لقوله تعالى: " مَنْ كَانَ يُريدُ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ في حَرْثِهِ، وَمَنْ كَانَ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا " .
فمن حرث في الدنيا مزرعة، نكح زوجته. فإن نبت زرعه حملت امرأته. وإن كان عزباً تزوج. وإلا تحرك سوقه وكثرت أرباحه، وربما سلفه وفرقه. وإلا تألف في القتال جمعه إن كان مقصده.
فمن رأى زرعاً يحصد: فإن كان ذلك ببلد فيه حرب أو موقف الجلاد والنزال هلك فيه من الناس بالسيف كنحو ما يحصد في المنام بالمنجل. وإن كان ذلك ببلد لا حرب فيه ولا يعرف ذلك به، وكان الحصاد منه في الجامع الأعظم أو بين المحلات أو بين سقوف الدور، فإنه سيف الله بالوباء أو الطاعون. وإن كان ذلك في سوق من الأسواق كثرت فوائد أهلها، ودارت السعادة بينهم بالأرباح. وإن كان ذلك في مسجد أو جامع من مجامع الخير، وكان الناس هم الذين تولوا الحصاد بأنفسهم دون أن يروا أحداً مجهولاً يحصد لهم، فإنها أجور وحسنات ينالها كل من حصد. وأما رؤية الحصاد في فدادين الحرث، فإن كان ذلك بعد كمال الزرع وطيابه، فهو صالح فيه. وإن كان قبل تمامه فهو جائحة في الزرع أو نفاق في الطعام.
والتبن: مال قليله وكثيره كيفما تصرفت به الحال، لأنه علف الدواب، وهو خارج من الطعام وشريك التراب.
المرج: وأما المرج المعقول النبات المعروف الجواهر بأنواع الكلأ والنواوير، فهو الدنيا وزينتها وأموالها وزخرفها، لأن النواوير تسمى زخرفاً، ومنه سمي الذهب زخرفاً.
والحشيش: معايش للدواب والأنعام، وهو كأموال الدنيا التيِ ينال منها كل إنسان ما قسم له ربه وجعله رزقه، لأنه يعود لحماً ولبناً وزبداً وسمناً وعسلاً وصوفاً وشعراً ووبراً، فهو كالمال الذي به قوام الأنام. وربما دل المرج على كل مكان تكسب الدنيا وتنال منه وتعرف به وتنسب إليه، كبيت المال والسوق. وقد تدل النواوير خاصة على سوق الصرف والصاغة وأماكن الذهب. وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم تأول المرج بالدنيا وغضارتها، وأنه عليه السلام قال: الدنيا خضرة حلوة، فالحلوة الكلأ وكل ما حلا على أفواه الإبل دل على الحلال، وكل حامض فيه يدل على الحرام وعلى كل ما ينال بالهم والنصب والمرارة. وما كان من النبت دواء يتعالج به، فهو خارج عن الأموال والأرزاق، ودال على العلوم والحكم والمواعظ، وقد يدل على المال الحلال المحض. وإن كانت حامضة الطعم، فإنه تعود حموضتها على ما ينال من الهم والخصومة في نيلها والتعب.
وما كان منه سمائم قاتلة، فدال على الغصب من الحرام، وأخذ الدنيا بالدين، وأبواب الربا، وعلى البدع والأهواء، وكل ما يخرج من الأفواه ويدخلها من الأسواء. وأما إذا رأى الهندبا: وأمثالها كالكزبرة: ونحوها من ذوات المرارة والحرارة، فهموم وأحزان وأموال حرام. وقد قيل إن آدم حين هبط إلى الأرض ووقع بالهند، علقت رائحته بشجرة في حين حزنه وبكائه على نفسه. وقد تدل على همومه على الآخرة، والثواب بجواهر الجنة، المضاف إليها دون الكزبرة والكرويا وأمثالها. وما كان من نبت الأرض مما جاء فيه نهي في الكتاب أو السنة، أو سبب مذموم في القديم، فهو دال على المقدور في الكلام والرزق، كالشبث والحطب والثوم والقثاء والعدس والبصل، وما كان له من النبات اسم يغلب عليه في اشتقاقه، لمعنى أقوى من طبعه، أو مؤيد لجوهره حمل عليه، مثل النعنع يشتق منه النعاة والنعي، مع أنه من البقول. وكذلك الجزر وهي الأسفنار به أسف ونار. وما كان من النبات ينبت بلا بذر وليس له في الأرض أصل، مثل الكماة والفطر، فدال في الناس على اللقيط والحمل وولد الزنا، ومن لا يعرف نسبه، وتدل من الأموال على اللقطة والهبة والصدقة ونحو ذلك. فمن رأى كأنه في مرج أو حشيش يجمعه أو يأكله، نظرت في حاله، فإن كان فقيراً استغنى، وإن كان غنياً ازداد غنى، وإن كان زاهداً في الدنيا راغباً عنها، عاد إليها وافتتن بها. وإن انتقل من مرج إلى مرج، سافر في طلب الدنيا وانتقل من سوق إلى آخر ومن صناعة إلى غيرها.
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض مااعنيه؟! وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟! فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري .. وهذه كتاباتي بين يديكم .. أكتب مااشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به .. انقل هموم غيري بطرح مختلف .. وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية .. هي في النهاية .. مجرد رؤيه لإفكاري مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً يجبر قلمي على أن يحترمه ..
الروضة: وأما الروضة المجهولة الجوهر التي لا يوصف نبتها إلا بخضرتها، فداله على الإسلام لنضارتها وحسن بهجتها. وقد تأولها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تدل من الإِسلام على كل مكان فضل وموضع يطاع الله فيه، كقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحلق الذكر وجوامع الخير، وقبول أهل الصلاح، لقوله عليه السلام: " ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة " . وقوله عليه السلام: " القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار " .
وقد تدل الروضة على المصحف، وعلى كل كتاب في العلم والحكمة، من قولهم، الكتب روضة الحكماء ونزهة العلماء. وربما دلت الروضة على الجنة ورياضها، فمن خرج من روضة إلى سبخة، أو إلى أرض سوداء أو محترقة، أو إلى حيات وعقارب، أو إلى رماد أو زبل، أو إلى سقوط في بحر، نظرت في حاله، فإن كان ميتاً أبدل بالجنة ناراً وبالنعيم عذاباً. وإن رؤي ذلك لمسلم حي خرج من الإسلام بكفر أو بدعة. أو خرج من شرائطه وصفات أهله بكبيرة ومعصية. وأما من رأى نفسه في روضة وهو يأكل من خضرتها أو يجمع مما فيها، فإن كان ذلك في إبان الحج، أو كان فيها يؤذن في المنام حج. وإن كان بمكة مؤهلاً لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تم له ذلك وزار قبره، وكان ما أكله أو جمعه ثواباً وأجراً يحصل له. فإن رؤي ذلك لكافر أسلم من كفره ودخل الإسلام صدره، وإن كان مذنباً تاب عن حاله وانتقل من تخليطه، وإن كان طالباً للعلم والقرآن نال ذلك على قدر ما أكله منها في المنام أو جمعه، وإلا كان ذلك ثواب جمع حضره في يومه أو غد من ليلته، مثل جمعة يشهدها أو جنازة يصلي عليها أو قبور قوم صالحين يزورها.
وأما السلق: فقد قيل أنه يدل على خير. وكذلك الملوخيا والقطف.
السلجم: امرأة قروية جلدة صاحبة فضول، وقيل هو هم وحزن. فإن كان نابتاً فهم أولاد يتجددون.
الشبث: أمر يرى في المستقبل.
العنصل: رجل فاسق يثنى عليه بالقبيح: والعروق مال معه مرض.
العفص: مال تام يبقى.
العصفر: فرح فيه نعي لحمرته وهو عدة الرجل لعمل يعمله.
القوة: مال مع مرض.
الفلفل: مال يحفظ به الأموال.
الفجل: رزق حلال، وقيل إنه يدل على الحج، وهذا قول بعيد. وقيل من أصاب فجلاً أو أكله، فإنه يعمل عملاً في خير يعقبه ندامة.
القت: وسائر ما يأكله الدواب رزق كبير.
القطن: مال دون الصوف، وندفه تمحيص للذنوب.
الكمأة: رجل دنيء أو امرأة دنيئة لا خير فيها إذا كانت واحدة أو اثنتين أو ثلاثة، فإن كثرت فهي رزق ومال بلا نصب، لقوله صلى الله عليه وسلم: " الكمأة من المن " ولأن المن كان يسقط عليهم بلا مؤنة ولا نصب. وكذلك الكمأة تنبت بلا بذور ولا حرث ولا سقي ماء. وقيل إنها إذا كانت مالاً يكون ذلك المال من قبل النساء والعطر يجري في مجرى الكمأة أو دونها.
الكرويا والكمون: مال تطيب به الأموال.
الكراث: رزق من رجل أصم، وقيل من أكله أكل مالاً حراماً شنيعاً في قبح ثناء، وقيل هو مطل الفقراء لحقوقهم، وقيل هو رزق، ومن أكل كراثاً فإنّه يقول قولاً يندم عليه. وأكل الكراث مطبوخاَ يدل على التوبة.
الطرخون: رجل رديء الأصل، لأنّ أصله حرمل ينقع في الخل سنة ليلين، ثم يزرع.
السذاب: قيل إنّ كل طاقة منه مائة دينار أو مائة درهم على قدر صاحب الرؤيا.
وأما البقول: على الجملة فقد اختلفوا فيها، فمنهم من قال إنّها صالحة محمودة، ومنهم من قال إنّها جميعها مكروهة لقوله عزّ وجلّ: " أتَسْتَبْدِلُونَ الذي هوَ أدنَى بالّذي هُوَ خيْر " . ولأنّه لا دسم فيها ولا حلاوة. ومنهم من قال أنها تجارة لا بقاء لها، وولاية لا ثبات لها، وولد ومال لا بقاء لهما. وإذا دلت على الحزن فلا بقاء لذلك الحزن.
البنفسج: جارية ورعة، والتقاطها تقبيلها.
الأقحوان: التقاطه من سفح جبل إصابة جارية حسناء من ملك ضخم، وقال بعضهم إنَّ الأقحوان أصهار الرجل من قبل امرأة، فمن رأى كأنّه التقطه فإنه يتخذ بعض أقرباء امرأته صديقاً.
وأما الآس: فقيل هو رجل واف بالعهود، ويدل على اليأس لاسمه. فمن رأى على رأسه إكليل آس رجل كان أو امرأة، فهو زوج يدوم بقاؤه أو امرأة باقية. وكذلك إنَّ شمه. ومن رآه في داره فهوِ خير باق ومال دائم. فإن رأى أنّه أخذ من شاب آساً، فإنّه يأخذ من عدو له عهداً باقياَ. فإن رأى أنّه يغرس آساً، فإنّه يعمل الأمور بالتدبير. والآس دباق وعمارة باقية وولاية وفرح باق.
الشمار: يدل على ثناء حسن.
السوسن: قيل هو ثناء حسن، وقال بعضهم أنه يدل على السوء، لاشتقاق السوء من اسمه، والواحدة منه سوسنة.
وقال أكثر المعبرين أنّ الرياحين كلها إذا رؤيت مقطوعة، فإنّها تدل على هم وحزن. وإذا رأيت ثابتة في مواضعها، فإنّها تدل على راحة أو زوج أو ولد. وبلغنا عن علي بن عبيد أنّه قال: كنت عند سفيان الثوري، فقال له رجل: رأيت البارحة كأنّ ريحانة رفعت إلى السماء من قبل المغرب حتى توارت بالسماء. فقال له سفيان: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي. فوجدوه قد مات في تلك الليلة.
وإنما يدل الريحان على الولد إذا كان نابتاً في البستان، ويدل على المرأة إن كان مجموعاً في حزمة، ويدل على المصيبة إذا كان مقطوعاً مطروحاً في غير موضعه، أو لم يكن له ريح. وقيل إنّ الريحان نعمة، لقوله تعالى: " فرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنّةٌ نَعِيم " . وهو بالفارسية شاسيرم، والشاة تدل على الملك، والحماحم حمى الأسنة.
والمرزنجوش: يدل على صحة الجسم، وغرسه يدل على ابن كيس صحيح الجسم، ويدل أيضاً علىِ التزويج بامرأة تدوم عشرتها. وإن رأت امرأة كأنّها شمت مرزنجوشاً، فإنّها تلد ابناً مؤمناَ.
اللينوفور: مال حلال يجمع من وجهه وينفق من وجهه.
وأما النرجس: فمن رأى على رأسه إكليلاً من نرجس، تزوج امرأة حسناء أو اشترى جارية حسناء لا تدوم له. والمرأة إذا رأته على رأسها كذلك. وإن كان لها زوج فإنّه يطلقها أو يموت عنها. ومن رأى النرجس نابتاً في بستان، فإنّه ولد باق. وإن رآه مقطوعاً فاسداً فإنه لا يبقى.
وحكي أنّ امرأة رأت كأنّ زوجها ناولها طاقة نرجس وناول ضرتها طاقة آس، فقصت رؤياها على معبر، فقال: يطلقك ويتمسك بضرتك، لأنّه عهد الآس أبقى من عهد النرجس.
ورأى رجل له أربع نسوة، كأنّ أربع طاقات نرجس نابتة على ضفة نهر، وكأنّه رمى ثلاث طاقات منهن بثلاثة أحجار فقصفهن، ورمى الرابعة فلم تنقصف فقص رؤياه على معبر، فقال: إنك ذو نسوة أربعة، وإنك تطلق منهن ثلاثة ولا تطلق الرابعة فكان كذلك.
وقيل إنّ صفرة النرجس تدل على الدناينر، وبياضها على الدراهم ينالها صاحب الرؤيا. وأنشد:
لما أطلنا عنه تغيمضا ... أهدى لنا النرجس تعريضا
فدلنا ذاك على أنّه ... قد اقتضى الصفر أو البياضا
وقال الشاعر:
ليس للنرجس عهد ... إنما العهد للآس
وقال بعضهم: النرجس سرور.
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض مااعنيه؟! وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟! فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري .. وهذه كتاباتي بين يديكم .. أكتب مااشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به .. انقل هموم غيري بطرح مختلف .. وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية .. هي في النهاية .. مجرد رؤيه لإفكاري مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً يجبر قلمي على أن يحترمه ..
.
النمام: سرور يدوم من المرأة أو ولد أو ولاية أو تجارة.
اللفاح: مرض ودنانير، فمن التقط لفاحاً مرضت امرأته وأصاب منها دنانير كثيرة.
اللبلاب: رجل طبيب.
المنثور: رجل يموت طفلاً أو فرح لا يدوم أو ولاية تزول أو تجارة تنتقل أو امرأة تفارق.
المبقلة: المبقلة رجال ذوو إحسان، فمن رأى أنّه جمع من بستانه باقة بقل فإنّه يجمع عليه من قرابات نسائه شر وخصومة. فإن كانت طاقة بقل، فإنّها نذير له ليحذر من الشر، فإن عرف جوهرها، فإنّها حينئذٍ ترجع إلى الطبائع. واليابس من البقل مال يصلح به الأموال. وأكثر المعبرين يجعلون البقول هماً وحزناً، وتكون البقلة النابتة رجلاً إن كان موضعها مستنشعاً مجهولاً فيه ذلك. وكذلك جميع النباتات إذا كان الأصل والأصلان في بيت أو دار أو مسجد مستشنع فيه نبات ذلك. فإنّه رجل قد دخل على أهل ذلك الموضع بمصاهرة أو مشاركة، وقد بلغنا أنّ رجلاً أتى إلى سعيد بن المسيب فقال: رأيت كأنّ بقلاً أخضر قد نبت في بيت عائشة رضي الله عنها والناس ينظرون إليه متعجبين، فجاء عبد الملك بن مروان فاقتلع ذلك البقل. فقال له سعيد بن المسيب: إن صدقت رؤياك فإنّ الحجاج يطلق أسماء بنت جعفر بن أبي طالب. فعرض أنّ عبد الملك خاف ميل الحجاج إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل أسماء، فكلفه أن يطلقها فطلقها.
الكزبرة: رجل نافع في الدنيا والدين، واليابسة منها مال تصلح به الأموال.
الصمغ: فضل مال. البلسان: مالك مبارك.
الجاوشير: مال ينال صاحبه عليه ثناء حسناً.
القطران: مال من خيانة، وتلطخ الثياب من خلل في المعاش، وصبه على إنسان رميه ببهتان.
الكرنب: رجل فظ غليظ بدوي، فمن رأى بيده طاقة كرنب، فإنّه في طلب شيء لا يدركه دون أن يكون فظاً غليظاً.
وأما البزور: فكل بزر يلقى في الأرض فهو ولد ويجب أن ينسب إلى ذلك النوع. والبزور والحبوب التي هي من الأدوية فإنّها كتب مستنبطة فيها الزهد والورع. البندق: رجل سخي غريب ثقيل الروح، مؤلف بين الناس، ويقال أنّه مال في كد. فمن أكله نال مالاً بكد. وقال بعضهم البندق وكل ما كان له قشر يابس، يدل على صخب وعلى حزن.
الخيار والقثاء: همّ وحزن، فمن أكله فإنّه يسعى في أمر يثقل عليه، خصوصاً الأصفر منه، فإنّه في أوانه رزق، وفي غير أوانه مرض، فإن رأى أنّه يأكله وكانت امرأته حاملاً ولدت جارية. وقال بعضهم: الخيار إذا قطع بالحديد فإنه جيد للمرضى، وذلك لأنّ الرطوبة تتميز عنه. وقال: القثاء تدل على حبل المرأة صاحب الرؤيا.
الخشب اليابس: نفاق، قال الله تعالى: " كأنّهُمْ خشُبٌ مُسَنّدَة " . والخشب رجال فيهم نفاق في دينهم. رأى رجل كأنّ في يده اليمنى غصناً، وفي يده اليسر خشبة وهو يقومها، فيقوم الغصن ولا تتقوم الخشبة. فقص رؤياه على معبر. فقال: لك ابنان أحدهما من أمة، والآخر من حرة. تؤدبهما فتؤدب ابن الأمة فيقبل أدبك، وتعظ ابن الحرة فلا يتعظ بوعظك. فكان كذلك. ورأى رجل كأنه لابس ثوباً من خشب، وكان يسير في البحر، فعرض له أن سيره كان بطيئاً. وإنما دل البحر والخشب على السفينة.
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض مااعنيه؟! وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟! فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري .. وهذه كتاباتي بين يديكم .. أكتب مااشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به .. انقل هموم غيري بطرح مختلف .. وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية .. هي في النهاية .. مجرد رؤيه لإفكاري مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً يجبر قلمي على أن يحترمه ..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 5 (0 من الأعضاء و 5 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)