الباب الخامس والأربعون
من كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين
في القلم والدواة والنقص والمداد والورق والكتابة والشعر وما أشبهه
القلم: يدل على ما يذكر الإنسان به، وتنفذ الأحكام بسببه، كالسلطان والعالم والحاكم واللسان والسيف والولد الذكر. وربما دل على الذكر، والمداد نطفته وما يكتب فيه منكوحه. وربما دل على السكة، والأصابع أزواجه، ومداده بذره وإنّما يوصل إلى حقائق تأويله بحقائق الكتبة وزيادة الرؤيا والضمائر، وما في اليقظة منِ الآمال. وقيل أنّ القلم يدل على العلم. فمن رأى أنّه أصاب قلماً، فإنّه يصيب علماً يناسب ما رأى في منامه أنّه كان يكتبه به. وقيل أنّه دخول في كفالة وضمان لقوله تعالى: " وَمَا كُنْت لَدَيْهِمْ إذْ يلْقُونَ أَقْلاَمَهُمْ أيّهم يَكْفَل مَرْيَم " .
وحكي أنّ رجلاً قال لابن سيرين: رأيت كأني جالس وإلى جنبي قلم، فأخذته فجعلت أكتب به وأرى عن يميني قلماً آخر، فأخذته وكتبت بهما جميعاً فقال: هل لك غائب؟ قال نعم. قال: فكأنك به قد قدم عليك.
فإن رأى كاتب كأنّ بيده قلماً أو دواة، فإنّه يأمن الفقر لحرفته. فإن رأى كأنّه استفاد دواة الكتابة بأسرها، فإنّه يصيب في الكتابة رياسة جامعة يفوق فيها أقرانه من الكتاب. وهكذا كل من رأى أنّه استفاد أداة واحدة من أدوات حرفته أمن بها الفقر. فإن رأى أنّه أصاب حرفة جامعة، فإنّه ينال فيها رياسة جامعة. والسكة الذي يقطع به القلم، يدل على ابن كيس محسود. وقيل إن من رأى في يده سكيناً من حديد، فإنّه يعاود امرأة قد فارقته من قبل. لقوله تعالى: " قُلْ كُونُوا حِجَارةً أوْ حَديداً أوْ خلْقَاً ممّا يَكْبر في صُدُورِكُمْ فَسَيَقولونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلْ الذي فَطَرَكُمْ أوَّلَ مًرّة " . والقلم الأمر والنهي والولاية على كل حرفة، والقلم قيم كل شيء. وقيل القلم ولد كاتب.
ورأىِ رجل كأنّه نال قلماً فقص رؤياه على معبر فقيل له: يولد لك غلام يتعلم علما حسناً.
وأما الدواة: فخادمة ومنفعة من قبل امرأة، وشأن من قبل ولد. فمن رأى أنه يكتب من دواة، اشترى خادمة ووطئها، ولا يكون لها عنده بطء ولا مقام، وقيل من رأى أنّه أصاب دواة فإنّه يخاصم امرأته أو غيرها. فإن كان ثم شاهد خير تزوج ذا قرابة له.
وحكي أنّ رجلاً رأى كأنّه يليق دواة، فقص رؤياه على معبر فقالت: هذا رجل يأتي الذكران.
وقال أكثر المعبرين أنّ الدواة زوجة ومنكوح، وكذلك المحبرة، إلا أنّها بكراً وغلام. والقلم ذكر، وإن كانت امرأته كان مدادها مالها أو نفعها، أو همها وبلاءها، سيما إن سود وجهه أو ثوبه. وقد تدل الدواة على القرحة، والقلم على الحديد، والمداد على المدة، لمن رأى أنّ بجسمه دواة، وهو يستمد منها بالقلم ومن رأى أنّه يكتب في صحيفة، فإنّه يرث ميراثاً. قال الله تعالى: " إنَّ هَذَا لَفي الصُّحُفِ الأولى صُحُف إبْراهيمَ وَمَوسَى " . فإن رأى أنّه يكتب في قرطاس فإنّه جحود ما بينه وبين الناس. وإن رأى أنّ الإمام أعطاه قرطاساً، فإنّه يقضي له حاجة يرفعها عليه. ويدل القرطاس على أمر ملتبس عليه، لقوله تعالى: " تَجْعَلونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا " .
وأما النقش: في الأصل فيدل على فرح وشرف ما لم يتلطخ به الثوب، فإن تلطخ به الثوب دل على مرض وعلى أنّ الذي لطخه به يقع فيه ويرميه بعيب، وتظهر براءته من ذلك العيب للناس. وربما يلطخ ثوبه في اليقظة كما رآه. والمداد سؤدد ورفعة في مدد، والكتاب قوة. فمن رأى بيده كتاباً نال قوة، لقوله تعالى: " يا يَحْيَى خذِ الكِتَابَ بِقُوَّة " .
والكتاب: خبر مشهور إن كان منشوراً، وإن كان مختوماً فخبر مستور. وإن كان في يد غلام، فإنّه بشارة، وإن كان في يد جارية فإنّه خبر في بشارة وفرح، وإن كان في يد امرأة فإنّه توقع أمر في فرح. فإن كان منشوراً والمرأة متنقبة، فإنّه خبر مستور يأمره بالحذو. فإن كانت متطيبة حسناء، فإنّه خبر وأمر فيه ثناء حسن فإن كانت المرأة وحشية، فإنّه خبر في أمر وحش.
ومن رأى في يده كتباً مطوية، فإنّه يموت قريباً، لقوله تعالى: " يَوْمَ نَطْوي السّمَاءَ كَطَيِّ السَّجل لِلكُتُب " . فإن رأى أنّه أخذ من الإمام منشوراً، فإنه ينال سلطاناً وغبطة ونعمة إن كان محتملاً ذلك، وإلا خيف عليه العبودية. فإن رأى أنّه أنفذ كتاباً مختوماً إلى إنسان فرده إليه. فإن كان سلطاناً وسرى إليه جيش، فإنّهم مهزومون. وإن كان تاجراً خسر في تجارته. وإن كان خاطباً لم يزوج. فإن رأى كتابه بيمينه، فهو خير. فإن كان بينه وبين إنسان مخاصمة أو شك أو تخليط، فإنّه يأتيه البيان. وإن كان في عذاب يأتيه الفرج، لقوله تعالى: " وَأنْزَلْنَا عَلَيْكَ الكِتَابَ تبْيَانَاً لِكل شَيءٍ وَهُدَى " . وإن كان معسرأَ أو مهموماً أو غائباً، فإنّه يتيسر عليه أمره ويرجع إلى أهله مسروراً.
وأخذ الكتاب باليمين خير كله، فإن أعطى كتابه بشماله فإنّه يندم على فعل فعله. ومن أخذ كتاباً من إنسان بيمنه، فإنّه يأخذ أكرم شيء عليه. لقوله تعالى: " لأخذنا منه باليمين " . وإذا رأى الكافر بيده مصحفاً أو كتاباً عربياً، فإنّه يخذل أو يقع في هم وغم، أو كربة وشدة. ومن نظر في صحيفة ولم يقرأ ما فيها فهو ميراث يناله. وقيل من رأى كأنّه مزق كتاباً ذهبت غمومه ورفعت عنه الفتن والشرور ونال خيراً. وكذلك المؤمن إذا رأى بيده كتاباً فارسياً يصيبه ذل وكربة.
ومن رأى أنّه أتاه كتاب مختوم انقاد لملك، وتحقيقه ختمه. لأنّ بلقيس انقادت لسليمان عليه السلام حين ألقى إليها كتاباً مختوماً، وكان من سبب الكتاب دخولها في الإسلام. ومن رأى أنّه وهبت له صحيفة فوجد فيها رقعة ملفوفة، فهيِ جارية وبها حبل. وقال ابن سيرين: من رأى أنّه يكتب كتاباً فإنّه يكسب كسباً حراماً لقوله تعالى: " فَوَيْلٌ لَهُمْ ممّا كَتَبَتْ أيْدِيهمُ وَوَيْلٌ لَهُمْ ممّا يَكْسبون " .
والنقش: على يد الرجل حيلة تعقب الذل، وللنساء حيلة لاكتساب. ومن رأى كأن آية من القرآن مكتوبة على قميصه، فإنّه رجل متمسك بالقرآن. والكتابة باليد اليسرى قبيحة وضلالة، وربما يولد له أولاد من زنا، أو يصير شاعراً.
والكتابة: في الأصل حيلة، والكاتب محتال. وإن رأى أنّه رديء الخط، فإنّه يتوب ويترك الحيل على الناس. ويتوب. ومن رأى أنّه يقرأ وجه صحيفة، فإنّه يرث ميراثاً. فإن قرأ ظهرها، فإنّه يجتمع عليه دين، لقوله تعالى: " إقْرَا كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ اليَومَ عَلَيْكَ حَسِيبا " . فإن رأى أنّه يقرأ كتابِاً وكان حاذقاً في قراءته، فإنّه يلي ولاية إن كان أهلاً لها، أو يتجر تجارة إن كان تاجراً بقدر حذقه فيه. فإن رأى أنّه يقرأ كتّاب نفسه، فإنّه يتوب إلى الله من ذنوبه لقوله عزّ وجلّ: " واكْتُبْ لَنَا في هَذِه الدُّنْيَا حَسَنَةً وفي الآخِرَة " .
ومن رأى كأنّه كتب عليه صك، فإنّه يؤمر بأن يحتجم. فإن كتب عليه كتاب ولا يدري ما في الكتاب، فإنّه قد فرض الله عليه فرضاً وهو يتوانى فيه، لقوله تعالى: " وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيَها " . فإن رأى أنّه يكتب عليه كتاب، فإن عرف الكاتب فإنه يغشه ويضله ويفتنه في دينه لقوله تعالى: " كتبَ عَلَيْهِ أنّهُ مَنْ تَولاهُ " .
والاصطرلاب: خادم الرؤساء وإنسان متصل بالسلطان، فمن رأى أنّه أصاب اصطرلاباً، فإنّه يصحب إنساناً كذلك وينتفع به على قدر ما رأى في المنام، وربما كان متغيراً بالأمر، ليست له عزيمة صحيحة ولا وفاء ولا مروأة.
الشاعر: رجل غاو يقول ما لا يفعل، والشعر قول الزور، ومن رأى أنّه يقول الشعر ويبتغي به كسباً، فإنّه يشهد بالزور، فإن رأى أنّه قرأ قصيدة في مجلس، فإنه حكمة تميل إلى النفاق، فإن سمع الشعر فإنّه يحضر مجالس يمال فيها الباطل، ومن رأى كأنه أعجمي فصار فصيحاً، فإنّه شرف وعز أو ملك، حتى لا يكون له فيه نظير إن كان والياً. وإن كان تاجراً فإنّه يكون مذكوراً في الدنيا وكذلك في كل حرفة.
ومن رأى أنّه يتكلم بكل لسان، فإنّه يملك أمراً كبيراً من الدنيا ويعز، لقوله تعالى حكاية عن يوسف: " إني حَفِيظٌ عَلِيمٌ " . يعني بكل لسان. والكاتب ذو حيلة وصناعة لطيفة مثل الإسكافي، والقلم كالأشفى والإبرة. والمداد كالشيء الذي يحزم به من خيوط وسيور. وكالحجام وقلمه مشرطته، ومداده دمه، وكالرقام والرفاء ونحوهما. وربما دل على الحراث، والقلم كالسكة، والمداد كالبذر.
فمن حدث عليه حادثة مع كاتب مجهول، تعرف تلك الصفة ماذا تدل عليه، ثم أضفها إلى من تليق به، أومن هو في اليقظة في أمر حال فيه ممن ينصرف الكاتب إليه، كالذي يقول رأيت كأنّي مررت بكاتب فدفع إليّ كتاباً أو كتابين أو ثلاثة وكان فيها دين لي أو علي، فأخذتها منه ومضيت، فانظر إلى حاله ويقظته، فإن كان له نعل أو خف عند خراز وقد مطله أو هم بشرائه، فهو ذلك. وأشبه ما بهذا الوجه أن يأخذ منه رقعتين أو كتابين. وإن كان قد أضر الدم به أو هم بالحجامة أو أحتجم قبل تلك الليلة، فهو ذاك. وأشبه ما بهذا المكان أن تكون الرقاع ثلاثة إن كان ممن يحتجم كذلك. فإن كان له ثوب عند مطرز أو صانع ديباجي، فهو ذاك. وإن كان له سلم عند حراث، أخذ منه ما كان له. وإلا قدمت إليه أخبار ووردت عليه أمور، فإن كانت الكتب مطوية فهي أخبار مخفية، وإن كانت منشورة فهي أخبار ظاهرة.
والكاتب: إذا رأى أنّه أُمي لا يحسن الكتابة، فإنّه يفتقر إن كان غنياً، أو يجن إن كان عاقلاً، أو يلحد إن كان مذنباً، أو يعجز إذا كان ذا حيلة. وإذا رأى الأمي أنّه يحسن الكتابة، فإنّه في كرب وسيلهمه الله تعالى سبباً يتخلص به من كربه، وتمزيق الكتاب ذهاب الحزن والغم.
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض مااعنيه؟! وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟! فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري .. وهذه كتاباتي بين يديكم .. أكتب مااشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به .. انقل هموم غيري بطرح مختلف .. وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية .. هي في النهاية .. مجرد رؤيه لإفكاري مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً يجبر قلمي على أن يحترمه ..
الباب السادس والأربعون
من كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين
في الصنم وأهل الملل الزائغة والردة وما أشبه ذلك
المستحق للعبادة هو الله تعالى، فمن عبد غيره فقد خاب وخسر. فمن رأى كأنه يعبد غيره دل على أنّه مشتغل بباطل مؤثر لهوى نفسه على رضا ربه. فإن كان لك الصنم الذي عبده من ذهب، فإنّه يتقرب إلى رجل يبغضه الله تعالى، ويصيبه منه ما يكره، وتدل رؤياه على ذهاب ماله مع وهن دينه. وإن كان ذلك الصنم من فضة، فإنّه يحصل له سبب يتوصل به إلى امرأة أو جارية على وجه الخيانة والفساد إن كان ذلك الصنم من صفر أو حديد أو رصاص، فإنّه يترك الدين لأجل الدنيا متاعها، وينسى ربه. وإن كان ذلك الصنم من خشب، فإنّه ينبذ دينه وراء ظهره يصاحب والياً ظالماً أو رجلاً منافقاً، ويكون متحلياً بالدين لأجل أمر من أمور دنيا، لا من أجل الله تعالى. وقال بعض المعبرين أنّ رؤية الصنم تدل على سفر بعيد، وقيل إذا رأى صنم ولم ير عبادته نال مالاً وافراَ.
فإن رأى كأنّه يعبد نجماً أو شجرة، فإنّه رجل دينه دين الصابئين وهم من القوم زين وصفهم الله تعالى فقال: " فذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ " . وقيل أن هذه رؤيا تدل على أن صاحبها يتقرب إلى خدمة رجل جليل يتهاودن بدينه.
فإن رأى كأنّه يعبد النار: فإنّه يعصي الله تعالى بطاعة الشيطان، أو يطلب الحرب. فإن لم يكن للنار لهب، فإنّه حرام يطلبه بدينه، لأنّ الحرام نار. فإن رأى أنه تحول كافراً، فإنَّ اعتقاده يوافق اعتقاد ذلك الجنس من الكفار.
فإن رأى كأنّه تحول مجوسياً: فإنّه قد نبذ الإسلام وراء ظهره بارتكاب الفواحش.
فإن رأى كأنّه يهودي، فإنّه يترك الفرائض فتصيبه عقوبتها قبل الموت، ويتلقاه ذل، لأنّ اليهود اعتدوا بأخذ الحيتان يوم السبت، وعصوا أمر الله وعفوا عما نهوا عنه، فمسخهم الله تعالى قردة. فإن رأى كأنّه قيل له يا يهودي وعليه ثياب وهو تارك لتلك التسمية، فإنّه في ضيق ينتظر الفرج، وسيفرج الله تعالى عنه برحمته، لقوله تعالى: " إنّا هُدْنَا إلَيْكَ. قَالَ عَذَابي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتي وَسعَت كلَّ شَيءٍ " .
فإن رأى كأنّه تحول نصرانياً: فإنّه يكفر نعم الله تعالى ويصفه بما هو متنزه عنه متقدس. فإن رأى كأنّه تحول من دار الإسلام إلى دار الشرك، فإنّه يكفر بالله تعالى من بعد إيمانه.
فإن رأى كأنّ يده تحولت يد كسرى: فإنّه يجري على يده ما جرى على أيدي الأكاسرة والجبابرة من الظلم والفساد ولا تحمد عاقبته. فإن رأى كأنّ يده تحولت كما كانت أولاً، فإنّه يتوب ويرجع إلى ربه جلَّ جلاله. وكل فرعون يراه الرجل في منامه فهو عدو الإسلام، وصلاح حاله يدل على فساد حال أهل الإسلام وإمامهم. وهذا أصل في الرؤيا مستمر، فإنَّ كل من رأى عدوه في منامه سيء الحال، كان تأويل رؤياه صلاح حاله هو. وكل من رأى عدوه حسن الحال كان تأويلها فساد. فإن رأى كأنّه تحول أحد فراعنة الدنيا، فإنّه ينال قوة وتضاهي سيرته سيرة ذلك الجبار، ويموت على شر. وكذلك إذا رأى كأنّ بعض أموات الجبابرة حي في بلد ظهرت سيرته في تلك البلد.
والتحير في كل الأديان جحود، ومن رأى كأنّه متحير لا يعرف لنفسه ديناً فإنّه تنسد عليه أبواب المطالب، وتتعذر عليه الأمور، حتى لا يظفر بمراد ولا ينال مراماً مع اقتضاء رؤياه وهن دينه.
والكفر: في التأويل يدل على غنى، لقوله تعالى: " كلا إنَّ الإنسان لَيَطْغَى، أن رَآه استَغْنَى " . وقد يدل على الظلم، لقوله: " والكافرُونَ هُمْ الظَالِمون " . ويدل على مرض لا ينفع صاحبه علاج، لقوله تعالى: " سَواءٌ عَلَيْهِمْ أأنْذَرْتَهُمْ أمْ لَمْ تُنْنِرْهُمْ لا يُؤمِنُون " . فكثرة الكفار كثرة العيال. والشيخ الكافر عدو قديم العداوة ظاهر البغضاء، والشيخ المجوسي عدو لا يريد هلاك خصمه، والشيخ اليهودي عدو يريد هلاك خصمه. والشيخ النصراني عدو لا تضر عداوته، والجارية الكافرة سرور مع خنا. ومن رأى كأنّه فسد دينه سفه على الناس وأذاهم، كما لو رأى أنّه سفه فسد دينه، لقوله تعالى: " وأنّهُ كانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى الله شَطَطا " .
الزنار والمسح: يدلان على ولد إذا كانا فوق ثياب جدد، وانقطاعهما موت الولد. وإذا كانا تحت الثياب، دلا على النفاق في الدين، وإذا كانا مع ثياب رديئة، دلا على فساد الدين والدنيا. وقيل من رأى كأنّه يهودي ورث عمه. ومن رأى كأنّه نصرِاني ورث خاله أو خالته. فإن رأى كأنّه يضرب بالناقوس، فإنّه يفشي بين الناس خبراً باطلاً. فإن رأى أنّه يقرأ التوراة والإنجيل ولا يعرف معانيهما فإنَّ مذهبه فاسد ورأيه موافق لرأي اليهود والنصارى. قال الله تعالى: " وأنتُمْ تَتلونَ الكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلًون " .
فإن رأى كأنّه صار جاثليقاً: زالت نعمته وانقضى أجله. فإن رأى أنّه صار راهباً، فإنّه مبتدع مفرط في بدعته لقوله تعالى: " ورَهْبَانَيةً ابتَدَعُوها " . وقيل إنّ صاحب هذه الرؤيا يضيق عليه معاشه وتتعسر عليه أموره، ويصحبه في جميع الأمور ذلك وخوف ورهبة لا تزايله. ويدل أيضاَ على أنّه مكار خداع كياد مبتدع داع إلى بدعته بالله العياذ من ذلك.
رأى رجل الحسن البصري كأنّه لابس لباس صوف، وفي وسطه كستيج، وفي رجليه قيد، وعليه طيلسان عسلي، وهو قائم على مزبلة، وفي يده طنبور يضرب به، وهو مستند إلى الكعبه. فبلغ ذلك ابن سيرين فقال: أما درعه الصوف فزهده وأما كستيجه فقوته في دين اللهّ، وأما عسليه فحبه للقرآن، وتفسيره للناس، وأما قيده فثباته في ورعه، وأما قيامه على المزبلة فدنياه جعلها تحت قدمه، وأما ضربه الطنبور فنشره حكمته بين الناس، وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عزَّ وجل.
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض مااعنيه؟! وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟! فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري .. وهذه كتاباتي بين يديكم .. أكتب مااشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به .. انقل هموم غيري بطرح مختلف .. وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية .. هي في النهاية .. مجرد رؤيه لإفكاري مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً يجبر قلمي على أن يحترمه ..
الباب السابع والاربعونوأما الكلة: فدالة على الزوجة التي يدخل بين فخذيها لحاجته. وربما دلت على الغمة، لأنّها تغم من تحتها، وكذلك الستور. إلا أنّ الغمة التي يدل الستر عليها لا عطب فيها. والطنفسة كالبساط.
من كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين
في البسط والفريق والسرادقات والفساطيط
والأسرة والشراع والستور وما أشبهها
البساط: دنيا لصاحبه، وبسطه بسط الدنيا، وسعته سعة الرزق، وصفاقته طول العمر. فإن رأى كأنّه بسط في موضع مجهول أو عند قوم لا يعرفهم، فإنّه ينال ذلك في سفر. وصغر البساط ورقته قلة الحياة وقصر العمر. وطيه طي النعيم والعمر. ومن رأى كأنه على بساط نال السلامة إن كان في حرب، وإن لم يكن في حرب اشترى ضيعة. وبسط البساط بين قوم معروفين أو في موضع معروف، يدل على اشتراك النعمة بين أهل ذلك الموضع. وقيل إن بسط البساط ثناء لصاحبه الذي يبسط له، وأرضه الذي يجري عليه أثره. كل ذلك بقدر سعة البساط وثخانته ورقته وجوهره.
فإن رأى أنّه بسط له بساط جديد صفيق، فإنّه ينال في دنياه سعة الرزق وطول العمر. فإن كان البساط في داره أو بلده أو محلته أو في قومه أو بعض مجالسه، أو عند من يعرفه بمودته أو بمخاطبته إياه، حتى لا يكون شيء من ذلك مجهولاً، فإنّه ينال دنياه تلك على ما وصفت. وكذلك يكون عمره فيها في بلده أو موضعه الذي هو فيه، أو عند قومه أو خلطائه. وإن كان ذلك في مكان مجهول وقومِ مجهولين فإنّه يتغرب وينال ذلك في غربة. فإذا كان البساط صغيراً ثخيناً، نال عزاَ في دنياه، وقلة ذات يد. وإن كان رقيقاً قدر رقة البسط واسعاً، فإنّه ينال دنيا واسعة وعمره قليل فيها. فإذا اجتمعت الثخانة والسعة والجوهر، اجتمع له طول العمر وسعة الرزق. ولو رأى أنّ البساط صغيراً خلقاً، فلا خير فيه. فإن رأى بساطه مطوياً على عاتقه قد طواه أو طوي له، فهو ينقله من موضع إلى موضع. فإن انتقل كذلك إلى موضع مجهول، فقد نفد عمره وطويت دنياه عنه، وصارت تبعاته منها في عنقه. فإن رأى في المكان الذي انتقل إليه أحداً من الأموات، فهو تحقيق ذلك. فإِن رأى بساطاً مطوياً لم يطوه هو ولا شهد طيه ولا رآه منشوراً قبل ذلك وهو ملكه، فإن دنياه مطوية عنه وهو مقل فيها، ويناله فيها بعض الضيق في معيشته. فإن بسط له اتسع رزقه وفرج عنه.
ويدل البساط على مجالسة الحكام والرؤساء، وكل من يوطأ بساطه. فمن طوى بساطه تعطل حكمه أو تعذر سفره أو أمسكت عنه دنياه. وإن خطف عنه أو احترق بالنار، مات صاحبه أو تعذر سفره. وإن ضاق قدره ضاقت دنياه عليه. وإن رق جسم البساط قرب أجله أو أصابه هزال في جسده، أو أشرف على منيته. والوسادة والمرفقة خادمة، فما حدث فيها ففيهم.
وقال بعضهم المخاد: الأولاد، والمساند: العلماء.
وأما الفرش: فدال على الزوجة وحشو لحمها أو شحمها. وقد يدل الفراش على الأرض التي يتقلب الإنسان عليها بالغفلة، إلى أن ينتقل عنها إلى الآخرة. وقال بعضهم للفراش المعروف صاحبه أو هو بعينه أو موضعه، فإنّه امرأته. فما رؤي به من صلاح أو فساد أو زيادة على ما وصفت في الخدم كذلك، يكون الحدث في المرأة المنسوبة إلى الفراش.
فإن رأى أنّه استبدل بذلك الفراش وتحول إلى غيره من نحوه، فإنّه يتزوج أُخرى، ولعله يطلق الأولى إن كان ضميره أن لا يرجع إلى ذلك الفراش. وكذلك لو رأى أن الفراش الأول قد تغير عن حاله إلى ما يكره في التأويل، فإنَّ المرأة تموت أو ينالها ما ينسب إلى ما تحولت إليه. فإن كان تحول إلى ما يستحب في التأويل، فإنّه مراجعة المرأة الأولى بحسن حال وهيئة بقدر ما رأى من التحول فيه. فإن رأى فراشه تحول من موضع إلى موضع، فإنَّ امرأته تتحول من حال إلى حال، بقدر فضل ما بينِ الموضعين في الرفق والسعة والموافقة لهما أو لأحدهما. فإن رأى مع الفراش فراشاً آخر مثله أو خيراً منه أو دونه، فإنّه يتزوج أخرى على نحو ما رأى من هيئة الفراش، ولا يفرق بين الحرائر والإماء في تأويل الفراش، لأنّهن كلهن نساء، وتأويل ذلك سواء.
ومن رأى أنّه طوى فراشه فوضعه ناحية، فإنّه يغيب عن امرأته أو تغيب عنه أو يتجنبها. فإن رأى مع ذلك شيئاً يدل على الفرقة والمكارة، فإنّه يموت أحدهما عن صاحبه أو يقع بينهما طلاق. فإن رأى فراشاً مجهولاً في موضعِ مجهول، فإنّه يصيب أرضاً على قدر صفة الفراش وهيئته. فإن رأى فراشاً مجهولاً أو معروفاً على سرير مجهول وهو عليه جالس، فإنّه يصيب سلطاناً يعلو فيه على الرجال ويقهرهم لأنّ السرير من خشب، والخشب من جوهر الرجال الذي يخالطهم نفاق في دينهم، لأنّ الأسرة مجالس الملوك. وكذلك لو رأى كأنّ فراشه على باب السلطان، تولى ولاية.
وإذا أولنا الفرِاش بالمرأة، فلين الفراش طاعتها لزوجها، وسعة الفراش سعة خلقها، وكونه جديداَ يدل على طراوتها، وكونه من ديباج امرأة مجوسية، وكونه من شعر أو صوف أو قطن يدل على امرأة غنية، وكونه أبيض امرأة ذات دين، وكونه مصقولاً يدل على امرأة تعمل ما لا يرضي اللهّ، وكونه أخضر امرأة مجتهدة في العبادة، والجديد امرأة حسناء مستورة، والمتمزق امرأة لا دين لها.
فمن رأى كأنّه على فراش ولا يأخذه النوم، فإنّه يريد أن يباشر امرأته ولا يتهيأ له ذلك فإن رأى كأنّ غيره مزق فراشه، فإنّه يخونه في أهله.
وأما السرير: فقد قيل من رأى أنّه على سرير، فإنّه يرجع إليه شيء قد كان خرج عن يده، وإن كان سلطاناً ضعف في سلطانه ثم يثبت بعد الضعف، لقوله تعالى: " وأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيّه جَسَدَاً ثمَّ أَنَاب " . وإن كان يريد التزويج فذلك نكاح امرأة، وإن كان على سرير وعليه فرش، فذلك زيادة رفعة وذكر على قوم منافقين في الدين. وإن لم يكن عليه فرش فإنّه يسافر.
وقال بعضهم السرير وجميع ما ينام عليه يدل على المرأة وعلى جميع المعاش، وكذلك تدل الكراسي. وأرجل السرير تدل على المماليك، وخارجه على المرأة خاصة، وداخله على صاحب الرؤيا، وأسفله على الأولاد والإناث.
وقال القيرواني إنّ السرير دال على كل ما يسر المرء به ويشرف من أجله ويقربه. والعرب تقول: ثل عرشه، إذا هدم عزه.
والعرش: السرير، وربما دل على مركوب من زوجة أو محمل أو سفينة، لأنّ النائم يركبه في حين سفر روحه عن أهله وبيته. وربما دل على النعش، لأنهّ سرير الْمنايا. فمن تكسر سريِره في المنام أو تفكك تأليفه ذهب سلطانه إن كان ملكاً، وعزل عن نظره إن كان حاكماَ، وفارق زوجته إن كانت ناشز أو ماتت مريضة، أو زوجها إن كان هو المريض، أو سافر عنها أو هجرها، وقد يدل وجهه على الزوج، ومؤخره على الزوجة، وما يلي الرأس منه على الولد، وما يلي الرجلين على الخادم والابنة، وقد يدل حماره على قيم البيت، وألواحه على أهله. وقد يدل حماره على الخادم، وألواحه على الفراش، والبسط والفرش والحصر وثياب المرأة.
وأما من رأى نفسه على سرير مجهول، فإن لاق به الملك ناله، وإلا جلس مجلساً رفيعاً. وإن كان عزباً تزوج، وإن كانت حاملاً ولدت غلاماً. وكل ذلك إن كان عليه فرش فوقه، أو كان له جمال. وإن كان لا فرش فوقه، فإنّ راكبه يسافر سفرِاً بعيداً، وإن كان مريضاً مات، وإن كان ذلك في أيام الحج وكان يؤمله، ركب محملاً على البعير، أو سفينة في البحر، أو جلس فيها على السرير.
السرادق: سلطان في التأويل، فإذا رأى الإنسان سرادقاً ضرب فوقه، فإنّه يظفر بخصم سلطاني. وقيل من رأى له سرادقاً مضروباً، فإنّ ذلك سلطان وملك ويقود الجيوش لأنّ السرادق للملوك، والفسطاط كذلك، إلا أنّه دونه.
والقبة: دون الفسطاط، والخباء دون القبة. ومن رأى للسلطان أنّه يخرج من شيء من هذه الأشياء المذكورة، دل على خروجه عن بعض سلطانه. فإن طويت باد سلطانه أو فقد عمره. وربما كانت القبة امرأة. تقوله ضرب قبة إذا بنى بأهله والأصل في ذلك أنّ الداخل بأهله كان يضرب عليها قبة ليلة دخوله بها، فقيل لكل داخل بأهله بان بأهله. قال عمر وبن معدي كرب.
ألم يأرق له البرق اليماني ... يلوح كأنّه مصباح بان
وقيل إنّ الفساطيط: من رأى أنّه ملكها أو استظل بشيء منها، فإنَّ ذلك يدل على نعمة منعم عليه بما لا يقدر على أداء شكرها. والمجهول من السرادقات والفساطيط والقباب إذا كان لونه أخضر أو أبيض مما يدل على البر، فإنّه يدل على الشهادة أو على بلوغه لنحوها بالعبادة، لأنّ المجهول من هذه الأشياء يدل على البر، فإنّه يدل على قبور الشهداء والصالحين إذا رآه، أو يزور بيت المقدس.
وقيل أنِّ الخيمة: ولاية، وللتاجر سفر. وقيل إنّها تدل على إصابة جارية حسناء عذارء، لقوله تعالى: " حورٌ مَقْصُورَاتٌ في الخِيام " . والقبة اللبدية سلطان وشرف.
وأما الشراع: فمن رأى كأنّ شراعاً ضرب له، فإنّه ينال عزاً وشرفاً.
وأما الستر: فقد قال أكثرهم هو همّ، فإذا رآه على باب البيت كان هماً من قبل النساء، فإن رآه على باب الحانوت فهو هم من قبل المعاش، فإن كان على باب المسجد فهو هم من قبل الدين، فإن كان على باب دار فهو هم من قبل الدنيا والستر الخلقِ هم سريع الزوال، والجديد هم طويل، والممزق طولاً فرج عاجل، والممزق عرضاَ تمزق عرض صاحبه، والأسود من الستور هم من قبل ملك، والأبيض والأخضر فيها محمود العاقبة.
هذا كله إذا كان الستر مجهولاً أو في موضع مجهول. فإذا كان معروفاً فبعينه في التأويل. وقال بعضهم الستور كلها على الأبواب هم وخوف مع سلامة. وإذا رأى المطلوب أو الخائف أو الهارب أو المختفي كان عليه ستراً، فهو ستر عليه من اسمه، وأمن له. وكلما كان الستر أكبر كان همه وغمه أعظم وأشنع.
وقال الكرماني إنَّ الستور قليلها وكثيرها ورقيقها وصفيقها، إذا هو رؤي على باب أو بيت أو مدخل أو مخرج، فإنّه هم لصاحبه شديد قوي ومأزق منه وضعف وصغر، فإنّه أهون وأضعف في الهم. وليس ينفع مع الشر لونه إن كان من الألوان التي تستحب لقوته في الهم والخوف كما وصفت. وليس في ذلك عطب، بل عاقبته إلى سلامة.
وما كان من الستور على باب الدار الأعظم أو على السوق العظمى أو ما يشبه ذلك، فالهم والخوف في تأويله أقوى وأشنع. وما رؤي من الستور لم يعلق على شيء من المخارج والمداخل فهو أهون فيما وصفت من حالها وأبعد لوقوع التأويل. وكذلك ما رؤي أنّه تمزق أو قلع أو ألقي أو ذهب، فإنّه يفرج عن صاحبه الهم والخوف. والمجهول من ذلك أقوى في التأويل وأشده. وأما المعروف من الستور في مواضعها المعروفة فإنّه هو بعينه في اليقظة، لا يضر ذلك ولا ينفع حتى يصير مجهولَا لم يعرفه في اليقظة.
واللحاف: يدل على أمن وسكون، وعلى امرأة يلتحف بها.
والكساء: في البيت قيمة أو ماله أو معاشه. وأما شراؤه واستفادته مفرداً أو جماعة، فأموال وبضائع كاسدة في منام الصيف، ونافقة في منام الشتاء. وأما اشتماله لمن ليس ذلك عادته من رجل أو امرأة فنظراء سوء عليه وإساءة تشمله. فإن سعى به في الأماكن المشهورة اشتهر بذلك وافتضح به. وإن كان ممن عادته أن يلبسه في الأسفار والبادية، عرض له سفر إلى المكان الذي عادته أن يلبسه إليه.
وحكي أنَّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنني على طنفسة إذ جاء يزيد بن عبد الملك فأخذ الطنفسة من تحتي فرص بها، ثم قعد على الأرض. فقال ابن سيرين : هذه الرؤيا لم ترها أنت وإنما رآها يزيد بن المهلب، وإن صدقت رؤيا هزمه يزيد بن عبد الملك.
وأما اللواء: فمن رأى أنّه أعطي لواء وسار بين يديه، أصاب سلطاناً، ولا يزال في ذوي السلطان بمنزلة حسنة. ومن رأى أنّ لواءه نزع منه، نزع من سلطان كان عليه. وقال القيروانيِ الألوية والرايات دالة على الملوك والأمراء والقضاة والعلماء وكذلك المظلة أيضاً. ومن رأى في يده لواء أو راية، فإنَّ ذلك يدل على الملك والولاية، وربما دل على العز والأمان مما يخافه ويحذره من سلطان أو حاكم. وربما دل على ولاء الإسلام. وعلى ولادة الحامل الغلام، أو على تزويج الرجل أو المرأة أيهما رأى ذلك.
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض مااعنيه؟! وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟! فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري .. وهذه كتاباتي بين يديكم .. أكتب مااشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به .. انقل هموم غيري بطرح مختلف .. وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية .. هي في النهاية .. مجرد رؤيه لإفكاري مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً يجبر قلمي على أن يحترمه ..
الباب الثامن والأربعون
من كتاب تفسير الأحلام لابن سيرين
في أدوات الركبان والفرسان مثل السرج والآكاف
والمركب واللجام والثفر واللبب والسوط والرحالة والحزام والزمام والصولجان والكرة والمقود والغاشية والهودج
الآكاف: امرأة أعجمية غير شريفة ولا حسيبة، تحل من زوجها محل الخادمة. وركوب الرجل الآكاف يدل على توبته عن البطالة بعد طول تنعمه فيها.
وأما السرج فيدل على امرأة ما لم يكن مسرجاً به، فإن كان مسرجاً به كان من أداة الدابة لا يعتد به. وقيل إنَّ السرج يدل على امرأة عفيفة حسناء غنية. وحكي أنّ رجلاً أتى ابن سيرين فقال: رأيت كأنّي على دابة وأخذت في مضيق فبقي السرج فيه، وتخلصت أنا والدابة. فقال ابن سيرين: بئس الرجل أنت. إنّه يعرض لك أمر تخذل فيه امرأتك. فلم يلبث الرجل أن سافر مع امرأته، فقطع عليه اللصوص الطريق، فخلى امرأته في أيديهم وأفلت نفسه.
وقيل أنّ السرج إصابة مال، وقيل إصابة ولاية، وقيل بل هو استفادة دابة وقال بعضهم من رأى كأنّه ركب سرجاً نصر في أموره.
وأما المركب: فمال رجل شريف ورياسة. وكثرة حليه ارتفاع الرياسة والذكر. وكون حليه من ذهب لا يضر، ويدل على جارية حسناء. وكونه من حديد قوة صاحب الرؤيا. وكونه من رصاص يدل على وهن أمره وديانته. وكونه من فضة مطلية بالذهب يدل على جوار وغلمان حسان.
وكون السرج واللجام واللبب بلا حلي يدل على تواضع راكبه، وكونه باطنه خير من ظاهره. واللبب ضبط الأمر. والمقود مال أو آداب أو علم يحجزه عن المحارم . واللجام حسن التدبير وقوة في المال ونيل رياسة ينقاد له بها ويطاع. والسرج إذا انفرد عن الدابة، فهو امرأة. ويدل على المجلس الشريف والمقعد الرفيع. وإن كان على الدابة فهو من أدواتها. فإن كانت الدابة تنسب إلى المرأة فهو فرجها، وقد يكون بطنها. وركابها فرجها، وحزامها صداقها، ولجامها عصمتها، والزمام مال وقوة.
والسوط: سلطان، وانقطاعه في الضرب ذهاب السلطان، وانشقاقه انشقاق السلطان. وضرب الدابة بالسوط يدل على أنَّ صاحبه يدعو إلى الله تعالى في أمر. فإن ضرب رجلاً بالسوط غير مضبوط ولا ممدود اليدين، فإنّه يعظه وينصحه. فإن أوجعه فإنّه يقبل الوعظ. فإن لم يوجعه لم يتعظ. وإن سال منه الدم عند الضرب فهو دليل الجور. وإن لم يسل فهو دليل الحق. فإن أصاب الضارب من دمه، فإنّه يصيب من المضروب مالاً حراماً. واعوجاج السوط عند الضرب يدل على اعوجاج الأمر الذي هو فيه، أو على حمق الذي يستعين به في أمره. وإن أصابه السوط، تدل على الاستعانة برجل أعجمي متصل بالسلطان يقبل قوله. فإن رأى كأنَّ سوطاً نزِل عليه من السماء وعلى أهل بلده، فإنَّ الله تعالى يسلط عليه أو عليهم سلطاناً جائراَ بذنب قد اكتسبوه، لقوله تعالى: " فَصبّ عَلَيْهِمْ رَبّكَ سَوْطَ عَذَابٍ " .
وأما الصولجان: فهو ولد أهوج، وقيل رجل منافق معوج. واللعب به استعانة برجل هذه صفته.
والكرة: من أديم، رجل رئيس أو عالم، وقيل إنّ اللعب بالكرة مخاصمه، لأنّ من لعب بها كلما أخذها ضرب بها الأرض.
وأما الغاشية: فمال أو خادم أو امرأة، وقيل إنّها غير محبوبة في المنام، لقوله تعالى: " فَآمِنُوا أنْ تأتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ الله " .
والرحالة: امرأة حرة من قوم مياسير. والحزام: نظام الأمر. والزمام: طاعة وخصوم. ومن رأى في يده سوطاً مخروزاً، فإنّها ولاية وعمالة في الصدقات. وإن رأى أنّه ضرب بسوطه حماره، فإنّه يدعو الله في معيشته، فإن ضرب بها فرساً قد ركبه وأراه ركضه، فإنّه يدعو الله في أمر فيه عسر. وقيل إنَّ الكرة قلب الإنسان والصولجان لسانه، فإن لعب بهما على المراد جرى أمره في خصومة أو مناظرة على مراده.
والخطام: زينة. والهودج: امرأة، لأنّها من مراكب النساء. ومن رأى أنّه ملجم بلجام، فإنّه يكف عن الذنوب. وروي في الحديث التقي ملجم، وقال الشاعر:
إنّما السالم من أل ... جم فاه بلجام
واللجام: دال على الورع والدين والعصمة والمكنة، فمن ذهب ذلك من يده ومن رأس دابته، تلاشى أمره وفسد حاله وحرمت زوجته وكانت بلا عصمة تحته وكذلك من ركب دابة بلا لجام فلا خير فيه.
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض مااعنيه؟! وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها ؟! فهذه قناعاتي .. وهذه افكاري .. وهذه كتاباتي بين يديكم .. أكتب مااشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به .. انقل هموم غيري بطرح مختلف .. وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية .. هي في النهاية .. مجرد رؤيه لإفكاري مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً يجبر قلمي على أن يحترمه ..
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 3 (0 من الأعضاء و 3 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)