الرضا ... و ما أعظمها من نعمة إلهية ... تدخل الراحة و الطمأنينة و السعادة لقلوبنا
و هي الكفيلة حقاً ... بتقويم تصرفاتنا ...من خلال نزع الحقد و الحسد و البغضاء من نفوسنا ...
اللهم اجعلنا من عبادك الراضين المرضيين ....
أما بالنسبة للنقطة الثانية .... وهي غاية في الأهمية ... فهي تتطلب الكثير من الحكمة و الاتزان ...
فليس من السهولة بمكان ... أن نتقبل ما يتعارض مع ما نراه نحن صحيحاً ...إن لم نكن نتمتع بمرونة تفكير عالية ....
و بقدرة على المحاكمة العقلانية المنطقية ...
بعيداً عن التشبث " الشديد و الغير قابل للنقاش " بوجهات نظرنا .... على مبدأ :
( إن كنت تتفق معي ... أنت أخي و صديقي ....... و إلا .... فأنت عدوّي !! )
كما و ينبغي علينا أن نتنازل قليلاً عن غرورنا ... الذي يمنعنا أحياناً من تقبل الصواب المتعارض مع ما كنا نفكر فيه ....
لمجرد أننا لا نقبل بأن نعترف بأننا كنا مخطئين فعلا ....
طرحك ممتع و هادف ... في الوقت ذاته
بانتظار البقية
تقبل مروري
رائعة سناء ..... وكأنك تقرأين ماأريد كتابته ....
تتمة الخطوة الثانية
القدرة على تقبل خطأ .......................ماكنا نعتقده صحيحا نتيجة تفكيرنا
وهنا حالات لنفرق بينها
في المثال السابق اوصل التفكير بالنظر المادي الى نتيجة خاطئة
اذا يوجد حالات معينة لا نستطيع بالعقل البشري المحدود ادراك الحكمة الموجودة خلف الاحداث الظاهرة لنا
وهنا حكمة عظيمة " ربما أعطاك فمنعك ..وربما منعك .......فأعطاك "
فليس كل ماتراه عيناك ويقرره عقلك ..............صحيح "
قد تجتهد بالبحث عن سبب ولاتراه ......وفي قصة موسى عليه السلام مع
العبد الصالح مثال لهذه الحالات
ولكن هذه الحالات ليست القاعدة .....
فالقاعدة هي .....النتائج مرتبطة بالمقدمات .......ولكل نتيجة .....سبب
المهم هنا ان القدرة الالهية متجلية في تفاصيل حياتنا وهذا لايؤثر على حريتنا
في اتخاذ الطريق الذي ارتضاه تفكيرنا وعقلنا اليه
وللتوضيح ولله المثل الاعلى
لنتخيل معلم في مدرسة ......
في بداية العام الدراسي يتعرف الاستاذ على طلابه ويستطيع خلال عدة
دروس تقييم وضع ومستوى طلاب الصف بالكامل
الطالب الكسول والذي لا يريد ان يقدم اي جهد ويريد ان يمضي العام في
اللعب واللهو ...يستطيع المعلم ان يقول له اذا بقيت على هذا الحال سترسب
في نهاية العام
ورغم التنبيهات المتكررة خلال العام في النهاية يرسب الطالب في صفه
فهل نستطيع لوم الاستاذ على هذا الرسوب ....!!
اذا علم الله الازلي ...لايؤثر على طريقة تفكيرنا ومانختاره من سلوك طريق
الشقاء او السعادة .
* تختلف نظرة كل انسان الى فكرة معينة او مقولة او عمل
يأتي هذا الاختلاف نتيجة اختلاف البيئة وطريقة التربية من ناحية
ومن تركيبة العقل المختلفة من انسان لاخر
اضاءات :
*يجتمع عدة اشخاص حول لوحة فنية الاول يراها قمة في الجمال والثاني
يراها عادية والثالث يراها قمة في القباحة
*يجتمع عدة اشخاص : الاول يجد متعة حياته في العلم والتعلم والثاني يجدها
في السفر والترحال والثالث يجدها في اسرته واولاده .............
* انسان وليكن سارقا السارق يرى ويفكر ان لاحل لمشلته سوى في السرقة
يسير في ذلك ويصبح غنيا أو سجينا
* انسان وليكن عصاميا يرى ويفكر ان العمل والاجتهاد هو ماسيوصله للثروة
يعمل بكد واجتهاد ويصل لمبتغاه وقد لايصل لحكمة لا يعلمها الا الله .
...................................
هل استمر؟؟؟؟؟ حاليا لا اعلم
مهم جدا أن نؤمن أولا بأن هناك أمور يقتصر تفكيرنا المادي البحت عن إدراك حقيقتها .... لأنها و ببساطة مرتبطة بالغيب الذي لا يعلمه إلا الله ....
و دائما هناك حكمة جليلة وراء حدوثها .... وغالبا سيأتي ذاك اليوم الذي نكتشف فيه تلك الحكمة ....
و النقطة الثانية المهمة ....قناعتنا بأن لكل منا وجهة نظر مرتبطة بالكثير من العوامل الشخصية و الظروف و العوامل المحيطة الخاصة به .... و بالتالي من الطبيعي جدا ألا نفكر جميعا بذات الطريقة ....
هذا و من الممكن فعلا أن نجعل من ذاك الاختلاف قاعدة للانطلاق نحو أفق أوسع من التفكير .... و كمثال واقعي بسيط على ذلك :
عندما نقوم بتحضير مشروع بحث مشترك في الجامعة ( 2 أو 3 طلاب ) ... يكون لكل منا طريقة تفكير معينة .... بل و ينظر لفحوى الموضوع من زاوية مختلفة ....
فنحاول بشتى الطرق أن نتناقش و أن يفهم كلا منا وجهة نظر الآخر ... و أن نصل لطريقة مثالية تجمع وجهات نظرنا كلها ( دون إهمال أي منها ) و فعلا النتائج تكون رائعة ... على المستوى البحثي أولا ....
و على المستوى الشخصي ثانيا ... فكم من أمور من الممكن أن نتعلمها و نستفيد منها ( لم تكن في خاطرنا أساسا ) ....
و مع الأيام سنكتشف أننا قد اكتسبنا مهارات جديدة في طريقة التفكير .... من خلال إعارة الانتباه لعدة جوانب مختلفة من الموضوع .... دون الاقتصار على جانب واحد فقط !!
فكم من الرائع حقا أن نجعل من الاختلاف ( الطبيعي جدا ) وسيلة لتحقيق الفائدة .... بدلا من تحويله إلى خلاف "في كثير من الأحيان " لا تحمد عقباه !
مميز و ممتع هو طرحك ...
لا أعلم ما سبب تفكيرك بعدم الاستمرار !! أنا أتمنى فعلا أن تستمر ... و لكن القرار طبعا يعود لك
مع كل الشكر و التقدير
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 6 (0 من الأعضاء و 6 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)