وفاة رقية ابنة رسول الله
تزوجت رقية ابنة رسول الله عثمان بن عفان بمكة وهاجرت معه إلى الحبشة وولدت له هناك ولدا اسماه عبد الله وكان عثمان يُكنى به، فبلغ الغلام ست سنين فنقر عينه ديك فورم وجهه ومرض ومات، وكان موته في جمادى الأولى سنة أربع.
ولما سار رسول الله إلى بدر، كانت ابنته رقية مريضة فتخلف عليها عثمان بأمر رسول الله له بذلك فتوفيت يوم وصول زيد بن حارثة مبشرا بظفر رسول الله وكان قد أصابتها حصبة.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
زواج فاطمة بنت رسول الله سنة 2هـ
فاطمة بنت رسول الله ص هي سيدة نساء العالمين ما عدا مريم ابنة عمران صلى الله عليهما، أمها خديجة بنت خويلد، وكانت تُكنى أم أبيها وكانت أحب الناس إلى رسول الله ص زوَّجها رسول الله ص من عليّ بعد أن ابتنى لعائشة بأربعة أشهر ونصف، وابتنى بها بعد تزويجه إياها بسبعة أشهر ونصف وكانت سنّها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر، وانقطع نسل رسول الله ص إلا منها فإن الذكور من أولاده ماتوا صغارا.
خطب أبو بكر وعمر فاطمة إلى رسول الله فأبى عليهما، فقال عمر: أنت لها يا عليّ، فقال: ما لي من شيء إلا درعي أرهنها، فزوجه رسول الله ص فاطمة، فلما بلغ ذلك فاطمة بكت، فدخل عليها رسول الله فقال: «ما لَكِ تبكين يا فاطمة؛ فوالله لقد أنكحتك أكثرهم علما وأفضلهم حلما وأوّلهم سلما».
وعن عليّ رضي الله عنه قال: خُطبت فاطمة إلى رسول الله ص فقالت لي مولاة لي: هل علمت أن فاطمة خطبت إلى رسول الله ص قلت: لا، قالت: فقد خطبت فما يمنعك أن تأتي رسول الله ص فيزوجك، قلت: وهل عندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئت رسول الله ص زوجك، فوالله ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول الله ص وكانت لرسول الله ص جلالته وهيبته فلما قعدت بين يديه أقحمت فوالله ما أستطيع أن أتكلم، فقال: «ما جاء بك»؟ فسكت، فقال: «لعلك جئت تخطب فاطمة؟» قلت: نعم، قال: «وهل عندك من شيء تستحلها به؟» فقلت: لا والله يا رسول الله، فقال: «ما فعلت بالدرع التي سلحتكها؟» فقلت: عندي، والذي نفس عليّ بيده إنها لحُطَميَّة ما ثمنها أربعمائة درهم، قال: «قد زوجتك فابعث بها فإن كانت لصداق فاطمة بنت رسول الله ص.
وقال رسول الله ص لعليّ ليلة البناء بفاطمة: «لا تحدثن شيئا حتى تلقاني»، فدعا رسول الله ص بماء فتوضأ منه ثم أفرغه على عليّ وقال: «اللهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما».
قال ابن إسحاق: وحدثني من لا أتهم: أن رسول الله ص كان يغار لبناته غيرة شديدة، كان لا يُنكح بناته على ضرة.
وعن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول الله ص يقول وهو على المنبر: «إن بني هشام ابن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم عليّ بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن إلا أن يريد عليّ بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنها بضعة مني، يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها».
أمر رسول الله ص أن يجهزوا فاطمة، فجُعل لها سرير مشروط ووسادة من أدم حشوها ليف وأرسل رسول الله ص أسماء بنت عميس فهيأت البيت فصلى العشاء وأرسل إلى فاطمة رضي الله عنها فجاءت مع أم أيمن بركة الحبشية مولاته ص حتى قعدت في جانب البيت وعليُّ رضي الله عنه في جانب آخر ثم جاء رسول الله ص بعدما صلى العشاء الآخرة فقال: «أها هنا أخي»؟ قالت أم أيمن: أخوك وقد زوجته ابنتك؟ قال: «نعم، إي هو كَأخي في المنزلة والمؤاخاة فلا يمتنع عليَّ تزويجي إياه بنتي»، ودخل ص وقال لفاطمة رضي الله عنها: «ائتني بماء»، فقامت تعثر في ثوبها من الحياء إلى قعب في البيت، فأتت فيه بماء فأخذه ومج فيه - أي وضعه في فمه ورمى به في القعب، والقعب إناء ضخم كالقصعة - ثم قال لها: «تقدمي»، فتقدمت، فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال: «اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم»، ثم قال: «أدبري»، فأدبرت فصب بين كتفيها، ثم فعل مثل ذلك بعليّ، ثم قال له: «ادخل بأهلك باسم الله والبركة»، وكان مهرها رضي الله عنها 400 درهم فضة، وخرّ عليّ رضي الله عنه ساجدا شكرا لله تعالى.
وكانت وليمة عليّ رضي الله عنه آصعا من شعير وتمر وحَيْس - وهو تمر يخلط بسمن - وقيل: أولم بكبش من سعد وآصع من ذرة من عند جماعة من الأنصار، وكان فرشهما ليلة عرسهما جلد كبش، وكانت سن عليّ يومئذ 21 سنة وخمسة أشهر.
وتُلقب فاطمة بالبتول لانقطاعها عن الدنيا، ولدت لعليّ الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم، كانت مشيتها مشية رسول الله كما قالت عائشة، وتوفيت فاطمة بعد رسول الله بستة أشهر وهذا أصح ما قيل، وما رؤيت ضاحكة بعد وفاته ص حتى لحقت بالله تعالى وكانت أول أهله لحوقا به وهي أول من غُطيَ نعشها في الإسلام وأوصت أن تُدفن ليلا، قيل: توفيت لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة وكان عمرها 29 سنة، وقيل: 30 رحمها الله تعالى.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
غزوة بني سليم
لما قدم رسول الله المدينة من بدر لم يقم إلا سبع ليال حتى غزا بنفسه يريد بني سُليم واستعمل على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري - وهو من مشاهير الصحابة - وعلى الصلاة ابن أم مكتوم، وكان لواؤه أبيض حمله عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فبلغ رسول الله ماء من مياههم يقال له - الكُدْر - فأقام ثلاث ليال، ثم رجع إلى المدينة ولم يلق حربا وارتفع القوم وهربوا وبقيت نعمهم، فظفر بها وانحدر بها إلى المدينة وقسمها بصرار، وهو مكان على ثلاثة أميال من المدينة وكانت خمسمائة بعير، وكانت مدة غيبته خمس عشرة ليلة.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
غزوة بني قينقاع سنة 2 هـ
624 م
قَينُقاع اسم لشعب من اليهود الذين كانوا بالمدينة، أُضيف إليهم سوق كانت بها، ويُقال سوق بني قَينُقاع، وهم من موالي الخزرج وحلفاء عبادة بن الصامت وعبد الله بن أبيّ بن سلول، وكان عددهم قليلا وصناعتهم الصياغة وهم أغنى سكان المدينة، وكانت بينهم وبين بني النضير وبني قريظة عداوة قديمة في الجاهلية سببها اشتراكهم مع الخزرج في يوم بعاث، كما ذكرنا سابقا.
كانت غزوة بني قينقاع في شوال من السنة الثانية من الهجرة (فبراير سنة 624 م)، قال ابن إسحاق: كان من أمر بني قينقاع أن رسول الله ص جمعهم بسوق بني قينقاع ثم قال: «يا معشر اليهود احذروا من الله عز وجل مثل ما نزل بقريش من النقمة وأسلموا فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم وفي عهد الله إليكم».
قالوا: يا محمد إنك ترى أنا كقومك، لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة إنا والله لئن حاربتنا لتعلمن أنا نحن الناس، أي أنهم بذلك دعوه للقتال.
دعا رسول الله بني قينقاع إلى الإسلام، وإلى الاعتراف بنبوته لأنهم يجدون ذلك في كتابهم، لكنهم مع ذلك وعلى قلة عددهم وإقامتهم مع المسلمين في المدينة نفسها أغلظوا له في الجواب ولم يقفوا عند حدود الأدب وادعوا الشجاعة.
قال الدكتور ولفنسون في كتابه «تاريخ اليهود» في صدد ما ردوا به على رسول الله: «إنهم أجابوه بكل جرأة وتبجح - ص 129» وقال: «يظهر من هذا الرد أن بني قينقاع كانوا يعتمدون على معاضدة حلفائهم من الخزرج في نزاعهم مع الرسول قبل كل شيء، إذ لا يتصور أن بطنا كبطن بني قينقاع يجرؤ على إعلان الحرب ضد أغلب بطون يثرب، ولكن بني الخزرج خذلوهم ولم يتحركوا لنجدتهم رغم أنهم من مواليهم ص 129 - 130».
وقد كان بنو قينقاع أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله ص وحاربوا فيما بين بدر وأُحد.
قال ابن هشام: وذكر عبد الله بن جعفر بن المسور بن مخرمة عن أبي عون قال:
كان من أمر بني قينقاع أن امرأة من العرب قدمت بجلب لها فباعته بسوق بني قينقاع وجلست إلى صائغ بها فجعلوا يريدونها على كشف وجهها فأبت فعمد الصائغ إلى طرف ثوبها فعقده إلى ظهرها فلما قامت انكشفت سوءتها فضحكوا منها فصاحت، فوثب رجل من المسلمين على الصائغ فقتله، وكان يهوديا فشدت اليهود على المسلم فقتلوه، فاستصرخ أهل المسلم المسلمين على اليهود، فغضب المسلمون فوقع الشر بينهم وبين بني قينقاع.
ولم يرو هذه الحادثة ابن إسحاق وكذا لم يذكرها الطبري في «تاريخه» ولا ابن سعد في «طبقاته»، وليس في هذه القصة ذكر لاسم المرأة ولا اسم الصائغ الذي قتل ولا اسم المسلم القاتل له، ولذلك نشك في صحة هذه القصة لا لأن ابن إسحاق لم يروها، بل لأن روايتها بهذه الصفة تحملنا على الشك إذ ليس فيها ما يساعدنا على البحث والتحقيق، لذلك لا نعتمد عليها.
وقد حاصرهم رسول الله ص خمس عشرة ليلة لا يطلع منهم أحد حتى نزلوا على حكمه فكتفوا وهو يريد قتلهم ويبلغ عددهم 400، فقام إليه عبد الله بن أبي ابن سلول حين أمكنه الله منهم - وكانوا حلفاءه وحلفاء عبادة بن الصامت - فقال: يا محمد أحسن في موالي فأبطأ عليه النبي ص فقال: يا محمد، أحسن في موالي، فأعرض عنه النبي ص فأدخل يده في جيب درع رسول الله ص فقال رسول الله ص «أرسلني» وغضب ص حتى رأوا في وجهه ظلالا ثم قال: «ويحك أرسلني»، قال: لا والله لا أرسلك حتى تحسن إلى موالي، أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع منعوني من الأسود والأحمر تحصدهم في غداة واحدة وإني والله لا آمن وأخشى الدوائر، فقال رسول الله ص «هم لك لا بارك الله لك فيهم»، وعن عمر بن قتادة أنه قال: «خلوهم لعنهم الله ولعنه معهم فأرسلوهم»، ثم أمر بإجلائهم وغنّم الله عز وجل رسوله والمسلمين ما كان لهم من مالٍ ولم تكن لهم أرضون إنما كانوا صاغة فأخذ رسول الله ص منهم سلاحا كثيرا وآلة صياغتهم، وكان الذي ولي إخراجهم من المدينة بذراريهم، عبادة بن الصامت فمضى بهم حتى بلغ ذباب وهو يقول الشرف الأبعد الأقصى فالأقصى، وكان رسول الله ص استخلف على المدينة أبا لبابة بن عبد المنذر.
وقد استغرق خروجهم ثلاثة أيام وذهبوا إلى أذرعات لم يدر الحول عليهم حتى هلكوا بدعوته ص في قوله لابن أبي: «لا بارك الله لك فيهم»، وكان عددهم 400 حاسر و 300 دارع، فسألوا رسول الله ص أن يخلي سبيلهم وأن يجلوا من المدينة وأن لهم النساء والذرية ويجعلوا بقية الأموال للنبيّ ص ومنها الحلقة التي هي السلاح، ولم يكن لهم نخيل ولا أرض تزرع فصالحهم على ذلك فنزلوا فخُمّست أموالهم، جعل منها أربعة أخماس للمؤمنين المجاهدين وخمسا له ص فكان أول خمس قبضه رسول الله، وقد وجد في منازلهم سلاح كثير فأخذ رسول الله ص من سلاحهم ثلاث قسي قوسا تدعى - الكتوم - لا يسمع لها صوت إذ رمى بها كسرت بأحد، وقوسا تدعى - الروحاء - وقوسا تدعى - البيضاء - وأخذ درعين، درعا يقال لها - السغدية - يقال إنها درع داود التي لبسها حين قتل جالوت والأخرى يُقال لها - فضة - وثلاثة أرماح وثلاثة أسياف، ووهب درعا لمحمد بن مسلمة ودرعا لسعد بن معاذ وكان لواء رسول الله ص يوم بني قينقاع لواء أبيض مع حمزة بن عبد المطلب.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 5 (0 من الأعضاء و 5 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)