كبير طفر من موضعه فتكسر إلى علو تربيع القبة الفضة التي تغطي المائدة وبقيت هناك على حالها وتطاير بقية الرخام إلى ما قرب من المواضع. بعد وكان في المجنبة التي للمذبح بكرة خشب فيها حبل قنب مجاور للسلسلة الفضة التي تقطعت أتنسبك بعضها معلق فيها طبق فضة كبير عليه فراخ قناديل زجاج بقي على حاله ولم ينطفىء شيء من قناديله ولا غيرها ولا شمعة كانت قريبة من الكرسيين الخشب ولا زال منها شيء، وكان جملة هذا الحادث مما يعجب منه وشاهد غير واحد في داخل أنطاكية وخارجها في ليلة الاثنين الخامس من شهر اب من السنة المقدم ذكرها في السماء شبه كوة ينور منها نور، ساطع لامع ثم انطفأ وأصبح الناس يتحدثون بذلك وتوالت الأخبار بعد ذلك بأنه كان في أول نهار يوم الاثنين في مدينة عنجرة وهي داخل بلاد الروم على تسعة عشر يوما من أنطاكية زلزلة مهولة تتابعت في ذلك اليوم وسقط منها أبنية كثيرة وخسف موضع في ظاهرها وكان هناك كنيسة كبيرة وحصن لطيف غابا حتى لم يبق لهما أثر ونبع من ذلك الخسف ماء حار شديد الحرارة كثير المنبع المتدفق وغرق منه سبعون ضيعة وتهارب خلق كثير من تلك الضياع إلى رؤوس الجبال والمواضع المرتفعة العالية فسلموا وبقي ذلك الماء على وجه الأرض سبعة أيام وانبسط حول هذه المدينة مسافة يومين ثم نضب وصار موضعه وحلا وحضر جماعة من شاهد هذه الحال فحدثوا بها أهل أنطاكية على ما سطرته وحكوا أن الناس كانوا يصعدون أمتعتهم إلى رأس الجبل فيضطرب من عظم الزلزلة فيتدحرج المتاع إلى الأرض، وفي ظاهر البلد نهر يعرف بالمقلوب يأخذ من الجنوب إلى الشمال وهو مثل نهر عيسى وعليه رحى ويسقي البساتين والأراضي. آخر ما كتبناه من كتاب ابن بطلان، وبين أنطاكية والبحر نحو فرسخين ولها مرسى في بليد يقال له السويدية ترسي فيه مراكب الإفرنج يرفعون منه أمتعتهم على الدواب إلى أنطاكية، وكان الرشيد العباسي قد دخل أنطاكية في بعض غزوات فاستطابها جدا وعزم على المقام بها فقال له شيخ من أهلها ليست هذه من بلدانك يا أمير المؤمنين قال وكيف قال لأن الطيب الفاخر يتغير حتى لا ينتفع به والسلاح يصدأ فيها ولو كان من قلعي الهند فصدقه في ذلك فتركها ودفع عنها، وأما فتحها فإن أبا عبيدة بن الجراح سار إليها من حلب وقد تحصن بها خلق كثير من أهل جند قنسرين فلما صار بمهروية على فرسخين من مدينة أنطاكية لقيه جمع من العدو ففضهم وألجأهم إلى المدينة وحاصر أهلها من جميع نواحيها وكان معظم الجيش على باب فارس والباب الذي يدعى باب البحر ثم إنهم صالحوه على الجزية أو الجلاء فجلا بعضهم وأقام بعض منهم فأمنهم ووضع على كل حالم دينارا وجريبا ثم نقضوا العهد فوجه إليهم أبو عبيدة عياض بن غنم وحبيب بن مسلمة ففتحاها على الصلح الأول ويقال بل نقضوا بعد رجوع أبي عبيدة إلى فلسطين فوجه عمرو بن العاص من إليلياء ففتحها ورجع ومكث يسيرا حتى طلب أهل إيلياء الأمان والصلح ثم انتقل إليها قوم من أهل حمص وبعلبك مرابطة منهم مسلم بن عبد الله جد عبد الله بن حبيب بن النعمان بن مسلم الأنطاكي وكان مسلم قتل على باب من أبوابها فهو يعرف بباب مسلم إلى الآن وذلك أن الروم خرجت من البحر فأناخت على أنطاكية وكان مسلم على السور فرماه علج بحجر فقتله ثم إن الوليد بن عبد الملك بن مروان أقطع جند أنطاكية أرض سلوقية عند الساحل وصير إليهم الفلثر بدينار ومدي قمح فعمروها وجرى ذلك لهم وبنى حصن سلوقية - والفلثر - مقدار من الأرض معلوم كما يقول غيرهم الفدان والجريب. ثم لم تزل بعد ذلك أنطاكية في أيدي المسلمين وثغرا من ثغورهم إلى أن ملكها الروم في سنة 353 بعد أن ملكوا الثغور المصيصة وطرصوس وأذنة واستمرت في أيديهم إلى أن استنقذها منهم سليمان بن قتلمش السلجوقي جد ملوك ال سلجوق اليوم في سنة 477 وسار شرف الدولة مسلم بن قريش من حلب إلى سليمان ليدفعه عنها فقتله سليمان سنة 478 وكتب سليمان إلى السلطان جلال الدولة ملك شاه بن ألب أرسلان يخبره بفتحها فسر به وأمر بضرب البشائر. فقال الأبيوردي يخاطب ملك شاه:ى أنطاكية وكان مسلم على السور فرماه علج بحجر فقتله ثم إن الوليد بن عبد الملك بن مروان أقطع جند أنطاكية أرض سلوقية عند الساحل وصير إليهم الفلثر بدينار ومدي قمح فعمروها وجرى ذلك لهم وبنى حصن سلوقية - والفلثر - مقدار من الأرض معلوم كما يقول غيرهم الفدان والجريب. ثم لم تزل بعد ذلك أنطاكية في أيدي المسلمين وثغرا من ثغورهم إلى أن ملكها الروم في سنة 353 بعد أن ملكوا الثغور المصيصة وطرصوس وأذنة واستمرت في أيديهم إلى أن استنقذها منهم سليمان بن قتلمش السلجوقي جد ملوك ال سلجوق اليوم في سنة 477 وسار شرف الدولة مسلم بن قريش من حلب إلى سليمان ليدفعه عنها فقتله سليمان سنة 478 وكتب سليمان إلى السلطان جلال الدولة ملك شاه بن ألب أرسلان يخبره بفتحها فسر به وأمر بضرب البشائر. فقال الأبيوردي يخاطب ملك شاه:
لمعت كناصية الحصان الأشقر ** نار بمعتلج الكثيب الأحمر
وفتحت أنطاكية الروم التي ** نشرت معاقلها على الإسكندر
وطئت مناكبها جيادك فانثنت ** تلقى أجنتها بنات الأصفر
فاستقام أمرها وبقيت في أيدي المسلمين إلى أن ملكتها الأفرنج من واليها بغيسغان التركي بحيلة تمت عليه وخرج منها فندم ومات من الغبن قبل أن يصل إلى حلب وذلك في سنة 491 وهي في أيديهم إلى الآن وبأنطاكية قبر حبيب النجار يقصد من المواضع البعيدة وقبره يزار ويقال إنه نزلت فيه وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين يس: 36، وقد نسب إليها جماعة كثيرة من أهل العلم وغيرهم منهم عمر بن علي بن الحسن بن محمد بن إبراهيم بن عبيد بن زهير بن مطيع بن جرير بن عطية بن جابر بن عوف بن ذبيان بن مرثد بن عمرو بن عمير بن عمران بن عتيك بن الأزدابو حفص العتكي الأنطاكي الخطيب صاحب كتاب المقبول سمع أبا بكر الخرائطي والحسن بن علي بن روح الكفرطابي ومحمد بن حريم وأبا الحسن بن جوصا سمع منهم ومن غيرهم بدمشق وقدم مرة أخرى في سنة 359 مستنفرا فحدث بها وبحمص عن جماعة كثيرة روى عنه عبد الوهاب الميداني ومسدد بن علي الأملوكي وغيرهما وكتب عن أبو الحسين الرازي، وعثمان بن عبد الله بن محمد بن خرداذ الأنطاكي أبو عمرو محدث مشهور له رحلة سمع بدمشق محمد بن عائذ وأبا نصر إسحاق بن إبراهيم الفراديسي وإبراهيم بن هشام بن يحيى ودحيما وهشام بن عمار وسعيد بن كثير بن عفير وأبا الوليد الطيالسي وشيبان بن فروخ وأبا بكر وعثمان ابني أبي شيبة وعفان بن مسلم وعلي بن الجعد وجماعة سواهم روى عنه أبو حاتم الرازي وهو أكبر منه وأبو الحسن بن جوصا وأبو عوانة الإسفراييني وخيثمة بن سليمان وغيرهم وكان من الحفاظ المشهورين، وقال أبو عبد الله الحاكم عثمان بن خرداذ ثقة مأمون وذكر دحيم أنه مات بأنطاكية في المحرم سنة 282، وإبراهيم بن عبد الرزاق أبو يحيى الأزدي ويقال العجلي الأنطاكي الفقيه المقري قرأ القرآن بدمشق على هارون بن موسى بن شريك الأخفش وقرأ على عثمان بن خرداذ ومحمد بن عبد الرحمن بن خالد المكي المعروف بقنبل وغيرهما وصنف كتابا يشتمل على القرآات الثمان وحدث عن آخرين روى عنه أبو الفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني وأبو الحسين بن جميع وغيرهما ومات بأنطاكية سنة 338 وقيل: في شعبان سنة تسع
أنطالية: بوزن التي قبلها وحروفها إلا أن هذه بالام مكان الكاف بلد كبير من مشاهير بلاد الروم كان أول من نزله أنطالية بنت الروم بن اليقن بن سام بن نوح أخت أنطاكية فسمي باسمها، وقال البلخي إذا تجاوزت قلمية واللامس انتهيت إلى أنطالية حصن للروم على شط البحر منيع واسع الرستاق كثير الأهل ثم تنتهي إلى خليج القسطنطينية.
http://mgtrben.net/viewimages/e69639c596.jpg
مطلوب للأنتربول الدولي خرج تسلموني
أنطرطوس: بلد من سواحل بحر الشام وهي آخر أعمال دمشق من البلاد الساحلية وأول أعمال حمص، وقال أبو القاسم الدمشقي من أعمال طرابلس مطلة على البحر في شرقي عرقة بينهما ثمانية فراسخ ولها برجان حصينان كالقلعتين، وقال محمد بن يحيى بن جابر وفتح عبادة بن الصامت في سنة 17 بعد فتح اللاذقية وجبلة أنطرطوس وكان حصنا ثم جلا عنه أهله فبنى معاوية أنطرطوس وحصنها وأقطع المقاتلة بها القطائع وكذلك فعل بمرقتة وبليناس. وينسب إليها عمر بن داود بن سلمون بن داود أبو حفص الأنطرطوسي قدم دمشق وحدث عن خيثمة بن سليمان والحسين بن محمد بن داود مأمون ومحمد بن عبيد الله الرفاعي وأبي بكر محمد بن الحسن بن أبي الذيال الجوازي الأصبهاني وجماعة كثيرة روى عنه أبو علي الأهوازي وأبو الحسين بن الترجمان وأحمد بن الحسن الطيان وكان يقول ختمت اثنين وأربعين ألف ختمة ومولده سنة 295 ومات 390 قال وتزوجت بمائة امرأة واشتريت ثلاثمائة جارية، وعيسى بن يزيد أبو عبد الرحمن الأنطرطوسي الأعرج حدث عن الأوزاعي وأبى علي أرطأة بن المنذر روى عنه محمد بن مصفى الحمصي وعبد الوهاب بن الضحاك وقال أبو أحمد الحاكم حديثه ليس بقائم وعبد الله بن محمد بن الأشعث أبو الدرداء الأنطرطوسي حدث عن إبراهيم بن المنذر الحزامي وإبراهيم بن محمد بن عبيدة المددي الحمصي روى عنه أبو جعفر محمد بن عبد الرحمن الضبي الأصبهاني المعروف بالأرزباني وسليمان بن أحمد الطبراني قاله أبو القاسم الحافظ الإمام، وأنس بن السلام بن الحسن بن الحسن بن السلام أبو عقيل الخولاني الأنطرطوسي حدث بدمشق سنة 279 عن عيسى بن سليمان الشيرازي ومخلد بن مالك الحراني وأيوب بن سليمان الرصافي المعروف بابن مطاعن وجماعة كثيرة روى عنه أبو القاسم بن أبي العقب وأبو الحسن بن جوصا وسليمان بن أحمد الطبراني وأبو أحمد بن عدي وغيرهم.
أنطليش: بالفتح ثم السكون وفتح الطاء وكسر اللام وياء ساكنة والشين معجمة قرية بالأندلس ينسب إليها عبد البصير بن إبراهيم أبو عبد الله الأنطليشي سمع محمد بن وضاح والخشني وغيرهما حدث وتوفي وأحمد بن تقي على القضاء قاله ابن الفرضي.
الأنعمان: واديان قيل: هما الأنعم وعاقل، وقيل: موضع بنجد، وقيل: جبل لبني عبس، وقال رجل من بني عقيل يتشوقه:
وإن بجنب الأنعمين أراكة ** عداني عنها الخوف دان ظلالها
منعمة من فوق أفنانها العلى ** جنى طيب للمجتني لو ينالها
لها ورق لا يشبه الورق الذي ** رأينا وحيطان يلوح جمالها الأنعم: بفتح العين جبل ببطن عاقل بين اليمامة والمدينة عند منعج وخزاز وهناك آخر قريب منه يقال له الأنعمان ويصغر أنيعم عن نصر.
الأنعم: بضم العين. موضع بالعالية. قال جرير:
حي الديار بعاقل فالأنعم ** كالوحي في رق الزبور المعجم
طلل تجر به الرياح مسواريا ** والمدجنات من الشمال المرزم وقال نصر الأنعم بضم العين جبل بالمدينة عليه بعض بيوتها.
أنف: بالفتح ثم السكون والفاء. بلد في شعر هذيل قال عبد مناف بن ربع الجربي ثم الهذلي:
إذا تجرد نوح قامتا معه ** ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا
من الأسى أهل أنف يوم جاءهم ** جيش الحمار فجاؤا عارضا بردا كانوا غزوا ومعهم حمار فسماه جيش الحمار، وفي أخبار هذيل خرج المعترض بن حبواء الظفري ثم السلمي لغزو بني هذيل فوجد بني قرد بأنف وهما داران إحداهما فوق الأخرى بينهما قريب من ميل وذكر قصة ذلك، وسماه ابن ربع الهذلي أنف عاد فقال في هذا اليوم:
فدى لبني عمرو وآل مؤمل ** غداة الصباح فدية غير باطل
هم منعوكم من حنين ومائه ** وهم أسلكوكم أنف عاذ المطاحل
- والمطاحل - موضع أضاف أنف عاد إليه.
أنفة: بالتحريك. بليدة على ساحل بحر الشام شرقي جبل صهيون بينهما ثمانية فراسخ.
أنقد: بالقاف. جبل تضاف إليه برقة ذكر في البرق.
أنقرة: بالفتح ثم السكون وكسر القاف وراء وهاء وهو فيما بلغني. اسم للمدينة المسماة أنكورية، وفي خبر امرىء القيس لما قصد ملك الروم يستنجده على قتلة أبيه هوته بنت الملك وبلغ ذلك قيصر فوعده أن يتبعه الجنود إذا بلغ الشام أو يأمر من بالشام من جنوده بنجدته فلما كان بأنقرة بعث إليه بثياب مسمومة فلما لبسها تساقط لحمه فعلم بالهلاك فقال:
رب طعنة مثعنجره ** وخطبة مسحنفره
تبقى غدا بأتقره وقال بطليموس مدينة أنقرة طولها ثمان وخمسون درجة وعرضها تسع وأربعون درجة وأربعون دقيقة طالعها العقرب اثنتا عشرة درجة منه بيت حياتها فيه القلب وفي عاشرها قلب الأسد وهي في الإقليم السابع طالعها السماك كان في أول الطول والعرض به تحت خمس وعشرين درجة من السرطان وأربعين دقيقة عاشرها جبهة الأسد، وكان المعتصم قد فتحها في طريقه إلى عمورية فقال أبو تمام:
يايوم وقعة عمورية انصرفت ** عنك المنى حفلا معسولة الحلب
جرى لها الفال برحا يوم أنقرة ** إذ غودرت وحشة الساحات والرحب
لما رأت أختها بالأمس قد خربت ** كان الخراب لها أعدى من الجرب وأنقرة أيضا موضع بنواحي الحيرة في قول الأسود بن يعفر النهشلي قال الأصمعي تقدم رجل من بني دارم إلى القاضي سوار بن عبد الله ليقيم عنده شهادة فصادفه يتمثل بقول الأسود بن يعفر، وهي هذه الأبيات:
ولقد علمت لو آن علمي نافعي ** أن السبيل سبيل ذي الأعواد
إن المنية والحتوف كلاهما ** توفي المخارم يرميان فؤادي
ماذا أؤمل بعد آل محرق ** تركوا منازلهم وبعد إياد
أهل الخورنق والسدير وبارق ** والقصر ذي الشرفات من سنداد
نزلوا بأنقرة يسيل عليهم ** ماء الفرات يجيء من أطواد
جرت الرياح على محل ديارهم ** فكأنما كانوا على ميعاد
ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة ** في ظل ملك ثابت الأوتاد
فإذا النعيم وكلما يلهى به ** يوما يصير إلى بلى ونفاد
ثم أقبل على الدارمي فقال له أتروي هذا الشعر قال لا قال أفتعرف قائله قال: لا. قال: هو رجل من قومك له هذه النباهة يقول مثل هذه الحكم لا ترويها ولا تعرف قائلها يا مزاحم أثبت شهادته عندك فإني متوقف فيها حتى أسأل عنه فإني أظنه ضعيفا، وقد ذكر بعض العلماء أن أنقرة التي في شعر الأسود هي أنقرة التي ببلاد الروم نزلتها إياد لما نفاهم كسرى عن بلاده وهذا أحسن بالغ ولا أرى الصواب إلا هذا القول و الله أعلم.
أنقلقان: بالفتح ثم السكون وضم القاف الأولى وسكون اللام وألف ونون وبعضهم يقول أنكلكان من قرى مرو ينسب إليها مظهر بن الحكم أبو عبد الله البيع الأنقلقاني روى عنه مسلم بن الحجاج.
الأنقور: قال الزبير. موضع باليمن قال أبو دهبل:
متى دفعنا إلى ذي ميعة نتق ** كالذيب فارقه السلطان والروح
وواجهتنا الأنقور مشيخة ** كأنهم حين لاقونا الربابيح أنكاد: مدينة قرب تلمسان من بلاد البربر من أرض المغرب كانت لعلي بن أحمد قديما ذات سور من تراب في غاية الارتفاع والعرض وواديها يشقها نصفين منها إلى تاهرت بالعرض شرقا ثلاث مراحل.
الأنكبردة: بالفتح ثم السكون وفتح الكاف وضم الباء الموحدة وسكون الراء ودال مهملة وهاء بلاد واسعة من بلاد الأفرنج بين القسطنطينية والأندلس تأخذ على طرف بحر الخليج من محاذاة جبل القلال وتمر على محاذاة ساحل المغرب مشرقا إلى أن تتصل ببلاد قلورية.
إنكجان: بالكسر ثم السكون وكسر الكاف وجيم وألف ونون ناحية بالمغرب من بلاد البربر ثم من بلاد كتامة فيهم كان أكثر مقام أبي عبد الله الشيعي بها ويسميها دار الهجرة وسمعت بعضهم يقول إيكجان بالياء انكفردر: من بلاد بخارى بما وراء النهر.
الأنواص: بالصاد المهملة. موضع في بلاد هذيل يروى بالنون والباء قال:
تسقى بها مدافع الأنواص ورواه نصر بالضاد المعجمة: الأنواط: ذات أنواط. شجرة خضراء عظيمة كانت الجاهلية تأتيها كل سنة تعظيما لها فتعلق عليها أسلحتها وتذبح عندها وكانت قريبة من مكة وذكر أنهم كانوا إذا حجوا يعلقون أرديتهم عليها ويدخلون الحرم بغير أردية تعظيما للبيت ولذلك سميت أنواط يقال ناط الشيء ينوطه نوطا إذا علقه.
أنور: بفتح الواو. حصن باليمن من مخلات قيظان.
الأنيس: بالضم ثم الفتح وياء مشددة مكسورة وسين مهملة جبل أسود في قول النابغة:
طلعوا عليك براية معروفة ** يوم الأنيس إذ لقيت لئيما أنيسون: بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وسين مهملة مضمومة وواو ونون. من فرى بخارى ينسب إليها أبو الليث نصر بن زاهر بن عمير بن حمزة الأنيسوني البخاري.
الأنيعم: بلفظ التصغير موضع قال حضرمي بن عامر الأسدي:
لقد شاقني لولا الحياء من الصبا ** لمية ربع بالأنيعم دارس
ليالي إذ قلبي بمية موزع ** وإذ نحن جيران لها متلابس
وإذ نحن لا نخشى النميمة بيننا ** ولو كان شيء بيننا متشاكس باب الهمزة والواو وما يليهما
الأوار: بالضم. موضع في شعر بشر بن أبي خازم:
كأن ظباء أسنمة عليها ** كوانسى قالصا عنها المغار
يفلجن الشفا عن أقحوان ** جلاه غب سارية قطار
وفي الأظعان انسة لعوب ** تيمم أهلها بلدا فساروا
من اللاءي غذين بغير بؤس ** منازلها القصيمة فالأوار أوارة: بالضم. اسم ماء أو جبل لبني تميم. قيل بناحية البحرين وهو الموضع الذي حرق فيه عمرو بن هند بني تميم وهو عمرو بن المنذر بن النعمان بن امرىء القيس بن عمرو بن عدي بن نصر بن عمرو بن الحارث بن سعود بن مالك بن عمم بن نمارة بن لخم بن عدي بن مرة بن أدد بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وأما أمه هند فهي بنت الحارث بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار بن معاوية بن ثور وهو كندة الكندي الملك، وكان من حديث ذلك أن أسعد بن المنذر أخا عمرو بن هند كان مستودعا في بني تميم فقتل فيهم خطأ فحلف عمرو بن هند ليقتلن به مائة من بني تميم فأغار عليهم في بلادهم بأوارة فظفر منهم بتسعة وتسعين رجلا فأوقد لهم نارا وألقاهم فيها فمر رجل من البراجم فشم رائحة حريق القتلى فظنه قتار الشواء فمال إليه فلما رآه عمرو بن هند قال ممن أنت قال رجل من البراجم قال إن الشقي وافد البراجم فأرسلها مثلا وأمر به فألقي في النار وبرت يمينه فسمت العرب عمرو بن هند محرقا والبراجم خمسة رجال من بني تميم قيس وعمرو وغالب وكلفة والظليم بنو حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم اجتمعوا وقالوا نحن كبراجم الكف فغلب عليهم قال الأعشى:
ها إن عجزة أمه ** بالسفح أسفل من أواره وقال زهير:
عداوية هيهات منك محلها ** إذا ما هي احتلت بقدس أواره وقال ابن دريد في مقصورته:
ثم ابن هند باشرت نيرانه ** يوم أوارة تميما بالصلا الأواشح: بالشين المعجمة والحاء المهملة بلفظ الجمع موضع قرب بدر. ذكره أمية بن أبي الصلت في مرثيته من قتل يوم بدر من المشركين فقال:
ماذا ببدر فالعقنقل ** من مرازبة جحاجح
فمدافع البرقين فال ** حنان من طرف الأواشح أواق: بالضم وآخره قاف. موضع كان فيه يوم من أيام العرب وهو يوم يؤيؤ.
أوال: بالضم ويروى بالفتح. جزيرة يحيط بها البحر بناحية البحرين فيها نخل كثير وليمون وبساتين قال توبة بن الحمير:
من الناعبات المشي نعبا كأنما ** يناط بجذع من أوال جريرها وقال تميم بن أبي بن مقبل:
عمد الحداة بها لعارض قرية ** فكأنها سفن بسيف أوال وقال السمهري العكلي:
طروح مروح فوق روح كأنما ** يناط بجذع من أوال زمامها
وأوال أيضا صنم كان لبكر بن وائل وتغلب بن وائل.
أوانا: بالفتح والنون. بليدة كثيرة البساتين والشجر نزهة من نواحي دجيل بغداد بينها وبين بغداد عشرة فراسخ من جهة تكريت وكثيرا ما يذكرها الشعراء الخلعاء في أشعارهم فحدث بعض الظرفاء قال حصلت يوم بعكبرا في بعض الحانات فشربت أياما بها وكان فيها ابن خمار يحكي الشمس حسنا فلم أزل من عنده حتى نفدت نفقتي وبلغت الغرض الأقصى من عشرته فقرأت يوما على جدار البيت الذي كنا فيه حضر الفارغ المشغول المغرم بحانات الشمول وهو لمن دخل إلى هذا الموضع يقول:
أيها المغرمون بالحانات ** والمغنون في هوى الفتيات
ومن استنفدت كروم بزوغى ** فأوانا أمواله فالفرات
قد شربنا المدام في دير مارى ** ونكحنا البنين قبل البنات
وأخذنا من الزمان أمانا ** حيث كان الزمان طوعا مواتي
تحت ظل من الكروم ظليل ** وغريب من معجبات النبات
بادروا الوقت واشربوا الراح واحظوا ** بعناق الحبيب قبل الفوات
ودعوا من يقول حرمت الخمر ** ر علينا في محكم الآيات
وافعلوا مثل ما فعلنا سوا ** ء وأجيبوا عن هذه الأبيات
قال فكتبت تحت هذه الأبيات بعد أن تحرقت على إجابته ولم يكن الشعر من عملي أما فلان بن فلان فقد عرف صحة قولك وفعل مثل فعلك جزاك الله عن إخوانك فلقد قلت فنصحت وحضضت فنفعت، وينسب إلى أوانا قوم من أهل العلم. منهم أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد الأواني الضرير المعروف بالموصلي شيخ مستور سمع أبا الحسن علي بن أحمد الأنباري كتب عنه أبو سعد ببغداد وتوفي سنة 537، وأبو نصر محمد بن أحمد بن الحسين بن محمود الأواني كاتب سديد وشاعر مجيد وله رسائل مدونة وأشعار حسان منها رسالة في حسن الربيع أجاد فيها وله غير ذلك ومات بأوانا سنة 557، وأبو زكرياء يحيى بن الحسين بن جميلة الأواني المقري الضرير سمع أبا الفضل محمد بن عمر الأرموي وأبا غالب بن الداية وأبا محمد عبد الله بن علي المعروف بابن بنت الشيخ أبي محمد وأبا الفضل بن ناصر وغيرهم وهو مكثر صحيح السماع مات في صفر سنة 606.
أوان: بالفتح. قال ابن إسحاق: في ذكر غزوة تبوك ثم أقبل رسول الله حتى نزل بذي أوان، ويقال ذات أوان وكان بلدا بينه وبين المدينة ساعة من النهار.
الإوانة: بالكسر من مياه بني عقبل بنجد.
أوائن: بالفتح موضع في شعر هذيل. قال مالك بن خالد الهذلي:
لميثاء دار كالكتاب بغرزة ** قفار وبالمنحاة منها مساكن
يوافيك منها طارق كل ليلة ** حثيث كما وافى الغريم المدائن
فهيهات ناس من أناس ديارهم ** دفاق ودار الاخرين الأوائن أؤب: بالفتح. موضع في بلاد طيىء. قال زيد الخيل:
عفا من آل فاطمة السليل ** وقد قدمت بذي أؤب طلول
خلت وتزجر القلع الغوادي ** عليها فالأنيس بها قليل
وقفت بها فلما لم تجبني ** بكيت ولم أخل أني جهول أوبر: بالضم ثم السكون والباء موحدة مفتوحة وراء مهملة من قرى بلخ. ينسب إليها أبو حامد أحمد بن يحيى بن خام الاوبري توفي في شوال سنة خمس وثلاثماثة عن أربع وسبعين سنة.
أؤبه: بالفتح ثم السكون. قرية من أعمال هراة قريبة منها. ينسب إليها الفقيه عبد العزيز الأوبهي مات سنة 428، وأبو منصور الأوبهي مات سنة 403، وأبو عطاء إسماعيل بن محمد بن أحمد الهروي الأوبهي روى عنه أبو الحسن بشرى وذكر أنه سمع منه بفيد، وعبد المجيد بن إسماعيل بن محمد أبو سعد القيسي الهروي الحنفي قاضي بلاد الروم ولد بأؤبه وتفقه بما وراء النهر على البرودي والسيد الأشرف والقاضي فخر و غيرهم وأخذ عنه جماعة أئمة وله مصنفات في الفروع والأصول وخطب ورسائل وأشعار وروايات ودرس العلم ببغداد والبصرة وهمذان وبلاد الروم ومات بقيسارية في رجب سنة 537.
أوثنان: بالفتح ثم السكون وثاء مثلثة مفتوحة ونون وألف ونون. جبل أسود لبني مرة بن عوف.
أؤجار: بالفتح ثم السكون وجيم وألف وراء قرية بالبحرين لبني عامر بن الحارث بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس.
أؤج: بالضم ثم السكون وجيم قرية صغيرة للخرلخية وهم صنف من الأتراك بما وراء سيحون.
أؤجلة: بالفتح ثم السكون وفتح الجيم ولام وهاء مدينة في جنوبي برقة نحو المغرب ضاربة إلى البر قال البكري مدينة أجدابية إلى قصر زيدان الفتى ثلاثة أيام ثم تمشي أربعة أيام مدينة أؤجلة وهي عامرة كثيرة النخل، وأوجلة اسم للناحية واسم المدينة أرزاقية، وأوجلة قرى كثيرة فيها نخل وشجر كثير وفواكه ولمدينتها أسواق ومساجد ومنها إلى تاجرفت أربعة أيام ومن أوجلة إلى ستترية لمن يريد واحات عشرة أيام في صحراء ورمال.
أؤجلى: اسم موضع قال علي بن جعفر السعدي أؤجلى وأجفلى لم يجىء على هذا الوزن غيرهما ولعل أؤجلى هذه هي التي قبلها لأن أهل تلك البلاد لا يتلفظون بالثاء.
الأوداء: بالمد. ماء ببطن فنج لبني تيم الله بن ثعلبة بن عكابة.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 6 (0 من الأعضاء و 6 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)