««صديقة الدرب»»
طبعا منقول
مما تتشهاه النفس لو يسر الله لها يوماً من الأيام أن تنعم بزيارة ورؤية بلاد الشام ، لاسيما سوريا العريقة ، لما لها من مكانة في نفسي ، وجلال يفوق كل جلال :
لقد ثبتت في القلب منها مودة ٌ : كما ثبتت في الراحتين الأصابع
ولما أولعت بذكر هذا البلد العظيم وهام فيه قلبي هيام الهيم ( الإبل العطشى ) رأيت أن أعوض ما فاتني من التنزه فيه بجسمي أن أنزه الروح في محاسن طبيعته .
اليوم في عصر العلم بإمكانك أن تحقق بعض المنجزات وأنت مسترخ ٍ أمام جهازك .
بالتأكيد لا تتحقق المتعة ذاتها ، ولكن :
حنانيك بعض الأمر أهون من بعض
أدرجت كلمة ( ريف دمشق ) في قوقل فعاد البحث بعدة عناصر ، منها صور من مدينة بلودان ، وهي من ريف دمشق الأخاذة بسحرها وجمالها الطبيعي ، قيل في صفتها إنها تقع شمال غرب دمشق ،على بعد 50 كلم ، على ارتفاع 1500 متر فوق سطح البحر ، على هضبة ترتفع فوق سهل يسمى سهل الزبداني ، وبلودان هذه في الشتاء تتغطى بثياب بيضاء فصلت لها من الثلج ، لا ينضوها عن جسمها المترف الناعم إلا وهج الصيف ، فتخلع ملابس الشتاء عنها حينئذ وتلبس أردية الصيف الجميلة
في إحدى الصور ابتهجت نفسي لمنظر الأشجار الطويلة ( ربما الصنوبر ) وهي تكتسي الثلج كأنه الأيسكريم متجمداً على أوراقها وأفرعها .
وحينما يحزنها الصيف تنهمر عيونها بالدموع ، فتجري الثلوج ينابيع ، لها مسميات عديدة : نبع الزبداني ، نبع القصعة ، عين البيضاء ، حريز ، وغيرها من الينابيع التي تفيض إثر انهزامها أمام الصيف اللاهب .
بلودان هذه مشفى أجسام وأرواح تجتوي الأجواء الحضرية ، فتأتيها فتأنس إليها لتجد ثم راحتها .
جعلتها هذه الميزة مهوى أفئدة السائحين من قديم الزمان ، والمشاهير منهم أمثال : ابن بطوطة ، والشاعر لامرتين .
حينما كنت أستطلع البحث وجدت من معالم سوريا جبال القلمون ، قيل عنها إنها تقع غرب سوريا في سلسلة ممتدة شمالاً وجنوباً ، وفيها يتجسد التاريخ الآرامي القديم ، الذي هو إحدى الحقب التاريخية الهامة في تاريخ سوريا .
كنت أعرف عن حلب الشهباء ، عن أدبائها وتاريخها ، ولي فيها إخوة في الله ، لكني لم أكن أعرف أن هناك مدينة اسمها ( حلبون ) تقع في جبال القلمون هذه التي ذكرت طرفاً منها .
ترتفع حلبون 1400م تقريباً عن سطح البحر ، قيل إنها سميت حلبون لكثرة مراعيها وبالتالي كثرة الرعي فيها ، حيث تنعم الحيوانات في أعشابها ، فينعم أهلها بالحليب الكثير .
لله حلبون ، تتميز بزراعة الجوز المتفوق على نظائره في العالم الشرقي لسقياه الطبيعي بمياه العيون والأنهار ، وكذلك يزرع بها التفاح المشبه لخدود جانيه من تلك البلاد الرائعة . رأيت لحلبون صورة وهي في حضن الجبال ، أروع ما يلفت الناظر فيها زهو مسجد امتشق منارتيه وصال بهما في علو بهيج .
لم تشبع بعد نفسي من رغبة جامحة في الاستراحة في ظل أشجار وارفة في هذه البقاع المترعة بالروعة والجمال .
أزهار الأكاسيا في غابات ضهر القصير بحمص تسلب اللب ، أزهار التفاح الجبلي المشهي لامتصاص رحيقه ، أليس ريقه ماء التفاح ؟ أزهار اللوز السوري ملتفة بشاشها الأبيض رمز قلوب المحبين الأصفياء . ولا البيلسان الهندي البديع . وزهر الليلك ، يعجبني اسمه كثيراً ، له عندي نغم خاص . وزهور أصابع الست ، يا لطراوتها ورشاقتها .
ولا عجب حين تركب تلك الفتاة جملاً وحولها المشيعون في احتفالات الربيع بحماة بلد الجمال والربيع . ( عادة اجتماعية سياحية لتدشين موسم الربيع بحماة )
تحياتي لكم
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)