في عام 1898 صدرت في بريطانيا رواية بعنوان (غرق السفينة تيتان) لمؤلف انجليزي على حظ ضئيل من الشهرة يدعى (مورجان روبرتسون). و تدور الرواية الخيالية حول تعرض سفينة حديثة جبارة تسمى (تيتان) للغرق في أول رحلة لها عبر المحيط الأطلنطي من ميناء (ساوثمبتون ) في جنوب انجلترا إلى ميناء (نيويورك) في الولايات المتحدة. كانت السفينة ذات حمولة تبلغ 70 ألف طن و تحمل 2500 راكب و هي مزودة بكل وسائل الراحة و ضمانات الأمان. و في قمة اطمئنان ركابها و سرورهم اصطدمت بجبل جليدي عائم وراحت تغرق إلى القاع. و تصف الرواية بالتفصيل حاة الذعر التي حدثة بين الركاب و هم يحاولون النجاة في عدد محدود من قوارب النجاة. فقد كانت السفينة لفرط الثقة في سلامتها تحمل 24 قارب نجاة فقط مما أدى إلى مصرع معظم ركابها و هم يصارعون أمواج المحيط.

الرواية لا بأس بها من الناحية الفنية. و هي مليئة بالقصص الانسانية و المواقف المؤثرة. و لكنها عند صدورها لم تلفت أنظار الكثيرين فهي مجرد رواية أدبية لكاتب مغمور و لكن بعد 14 عاما نالت هذه الرواية اهتماما كبيرا مفاجئا. و أقبل الكثيرون على قرائتها أو إعادة قرائتها. و وصفت بأنها (أغرب نبوءة في تاريخ الأدب خلال القرن التاسع عشر) !


و السبب في ذلك؟؟!!!!




غرق سفينة الركاب الحقيقية (تيتانيك) في 14 أبريل و كانت السفينة (تيتانيك) أكبر و أحدث سفينة ركاب نزلت الى البحر حتى ذلك التاريخ. كانت مزودة بكل وسائل الراحة و الرفاهية و كل ضمانات الأمان. و غرقت هي أيضا في المحيط الأطلنطي في أول رحلة تقوم بها من بريطانيا الى الولايات المتحدة. و مات في الحادث الذي هز الدنيا في حينه معظم ركاب السفينة العملاقة التي لم تكن مزودة هي أيضا بعدد كاف من قوارب النجاة.

كانت أوجه التــــــشابة صارخة بين حادث غرق السفينة الحقيقية (تيتانيك) و رواية غرق السفينة الخيالية (تيتان) فالاسمان متشابهان بل هو اسم واحد في حقيقة الأمر. و الحمولتان متقاربتان. فقد كانت حمولة (تيتانيك) 66 ألف طن. و الاثنتان تسيران بسرعة قسوى مقدارها 25 عقدة في الساعة. و لا تملكان عددا كافيا من قوارب النجاة اذ بلغ قوارب (تيتانيك) 20 قاربا. و غرقت السفينتان في الرحة العذراء لكل منهما و هي أول رحلة لهما من انجلترا الى الولايات المتحدة عبر المحيط الأطلنطي. و كانت كل منهما تفتخر بأنها أضخم و أقوى من أي سفينة اخرى صنعها الانسان. قال قبطان السفينة (تيتان) لأحد الركاب : أن أية قوة في الأرض أو السماء غير قادرة على اغراق هذه السفينة. و كذلك كان صانعو السفينة (تيتانيك) يقولون أنها غير قابلة للغرق !


و عاد الناس الى قراءة رواية (مورجان روبرتسون) مذهولين كما لو كان (روبرتسون) يكتب تحقيقا صحفيا عن حادث غرق السفينة (تيتانيك) قبل 14 عاما من وقوعه.