أطفال صغار يضيقون ذرعا في الوقت الذي وصلت فيه درجة الحرارة إلى أكثر من أربعين درجة في دمشق ولا وجود لنسمة هواء في الجو لتبرده، والكهرباء مقطوعة في منتصف النهار أو في ساعات الليل الوسطى والعرق يتصبب من الأجساد بغزارة ولا مجال للهرب إلا إلى مياه الخزان التي ما أن تغتسل فيها حتى تكتشف أنها بحاجة إلى تبريد نظراً لحرارتها العالية نتيجة تعرضها لأشعة الشمس.

تلك أصبحت بعضاً من مشاهد الحياة خلال الأيام القليلة الماضية بعد أن وفت وزارة الكهرباء بوعودها وأصبح التقنين حقيقة واقعة لا يمكن إنكارها وترافقت معه موجه الحر التي وصلت فيها الحرارة إلى درجات عالية.

ساعات التقنين ميزت بين حي وآخر في دمشق وريفها، وتبدو ساعات قطع الكهرباء كأنما تطبق مبدأ الخيار والفقوس إذ يشكو مواطنون في الحجر الأسود من وصول ساعات التقنين خلال الأيام الماضية إلى ست ساعات يومياً أو تزيد بينما تصل في مناطق أخرى إلى أقل من نصف ذلك الوقت ففي جديدة عرطوز في ريف دمشق تصل ساعات التقنين إلى ساعتين وحتى أربع ساعات يومياً، وفي ضاحية الأسد وصل التقنين إلى 3 ساعات وفي مساكن برزة 3 ساعات يومياً أيضاً.

ويشكو مواطنون من ضعف تجاوب طوارئ الكهرباء معهم ووفق ما تقول أم عمر وهي من سكان مساكن برزة فإنها كلما اتصلت بطوارئ الكهرباء للاستعلام عن انقطاع الكهرباء يطلبون منها تحديد المنطقة ثم لا يعطون إجابة حول عدد ساعات التقنين أو وجود عطل.

انقطاع الكهرباء لساعات طويلة زاد على المواطن ثقل موجة الحر التي تضرب البلاد خلال الأيام الماضية والقادمة وحتى بداية شهر رمضان ويظهر تأثير التقنين على الأطفال بشكل خاص غير القادرين على تحمل الحرارة العالية ويقول أبو محمد من سكان جديدة عرطوز إن الشعور بالحرارة الزائدة يرتفع بشكل كبير عند انقطاع الكهرباء في ذروة الحر وخاصة لمن يشغلون المكيفات إذ سيشعرون بالحرارة بشكل أكبر ممن لا يبردون منازلهم بالمكيفات.

المواد الغذائية المجمدة في الثلاجات المنزلية لم تسلم من انقطاع الكهرباء ويبدو أن ما خزنته ربات البيوت من مونة مثلجة لفصل الشتاء سيخضع لتفتيش من قبلهن للتأكد من عدم تعرضه للتلف بعد ساعات انقطاع الكهرباء الطويلة والمتكررة. مدير كهرباء دمشق عبد اللـه حنجر أكد أن التقنين جزئي مضيفاً إنه في حال انخفاض الاستهلاك وانخفاض درجات الحرارة فلن يكون هنالك تقنين إذ إن الأمور ستعود إلى طبيعتها عندما تنخفض الحرارة، وطرح مثالا عن عدم انقطاع الكهرباء في دمشق يوم الجمعة الماضية نهائياً نتيجة انخفاض درجات الحرارة والاستهلاك.

وفي اتصال هاتفي أجرته صحيفة الوطن السورية معه رد حنجر سبب التقنين إلى ارتفاع درجات الحرارة وأوضح أن درجات الحرارة المرتفعة تؤثر على توليد الكهرباء إذ تضعف كفاءة مجموعات التوليد. وقال حنجر: إن زيادة استهلاك الكهرباء جاء نتيجة التكييف موضحاً أن هجمة كبيرة على الكهرباء جاءت نتيجة استخدام المكيفات لتخفيف الحرارة، وحول عدد ساعات التقنين اليومية، أوضح حنجر أنها بين ساعة ونصف الساعة إلى ساعتين دون وجود وقت محدد لها مضيفاً: تحصل انقطاعات في بعض الأحيان نتيجة أعطال تتعامل معها ورشات الصيانة وتقوم بإصلاحها.



ورشات الصيانة وحتى الإدارة تتعرضان لضغط كبير لخدمة الناس حتى إنها لم تتمكن من النوم منذ عدة أيام وفق ما قال حنجر مضيفاً إن بعض الانقطاعات يحصل نتيجة ارتفاع حمولات المحولات فتقوم الورشات بإصلاحه موضحاً أن الأعطال ضمن حدودها الدنيا ولم تحصل خلال الفترة الماضية أي أعطال كبيرة.