الإنسان موصوف من الله خالقه والأعلم به سبحانه وتعالى
بأنه ظلوم جهول , ويظلم نفسه كثيرا بالتفريط او الإخلال أو النقص فى الواجب و الأفراط فى أخذ الحق رغم أنه حق لكنه يقبل التنازل كليا أو جزئيا بالسماحة والإيثار وأيضا بعدم نسيان الفضل , وهو ما يسمونه فقها وقانونا ( التعسف فى إستخدام الحق ) , ومصدر الظلم للنفس هو الجهل ليس بعدم القراءه والكتابه فهذه إحدى صور الجهل وليست كل الجهل
والدليل أننا قد نصادف المتعلم المثقف صاحب القلم والتعبير من يقولون له أنت مروض الأبجدية وسيدها وصاحب الصدارة فيها , أيضا قد يكون جاهلا بالمقام الذى يجب عليه الحفاظ عليه فيرتكب هنات أو هفوات وزلل وشطط يصيب مكانه ويمس مقامه ويجد نفسه فى وضعية اللوم والعتاب والعتبى وكان حريا به أن لا يظلم نفسه بهذا, فهنا هو ظلوم جهول رغم العلم
وسواء إستطاع الإنسان الخروج من دائرة اللوم أو العتاب بحجته وبيانه ومهاراته فى الحوار وأحيانا ببعض الحيلة العقليه واللغوية
فلا يجب أن يظن أنه من كل مأزق مستطيع الخروج سالما فتغريه مهاراته وسمعته وشهرته وبعض مهابته بأن لا يقف مع نفسه ليستعيد أفعاله ويحاسب نفسه وبصرامة , ليس لآن أحد يحاسبه فربما يظل ظلوما جهولا
مخفيا عن من حوله
لكن ليستعيد وزنه وتوازنه ويستدعى الزلل ليعرف لما كان وكيف لا يتكرر مستقبلا
عندما نختلى بنفسنا ونستحضر صورتنا الذهنية عند من نتعامل معه , وما يظنه فينا من سمات وصفات يوسوس لنا وسواس النفس بتهوين الخطأ والهفوات والزلل , يقول بدبيب الهمس أن لا تقلق من مستصغر الزلل ولا أحد سيقيم عليك حجته وحتى لو أقامها فلك من السمعة واللسان وحلو الكلام ونبع التعبير ما سيكون طوفان قول تتوه فيه الأقوال الاخرى
والإستعاذة من كل وسواس واجبه وحصن حصين لصرفها , لكن يجب عدم التوقف عن حساب النفس ذاتيا حتى لو لم يحاسبك من حولك
فأنت مسئول وستكون فى موضع السؤال طال الوقت أو لم يطل , فإستحضار الخطأ والتفكير فيه بمشرط العقل وجراحة النظر سوف تكون أفضل سبل الوقاية من تفاقمه أو تكراره
لا نخجل من الخطا ولا ننكره عندما يقوم دليله , ولن ينخفض مقام بشجاعة الإقرار والمراجعة , بل تنخفض المقامات وتضيع بإزداوجية الفعل المناقض للقول أو القول الساتر للفعل
والنفور من النقد مؤشر لعدم سلامة النفس لآن النفور معناه الإنكار بنية الإصرار على تكراره
حتى يقع الزلل المأزق حيث الإنكشاف واللامخرج هنا يكون الهوان مزدوج
هوانك مع من حولك , وهوان نفسك مع نفسك
والله يعلم ما نفعل سواء عرفه الناس أو نجحت فى طمسه مجهولا
وحتى لا ينصرف ذهن لقول هل كلامى خطاب فضيلة وأنا مثالى
فنقول وبكل صراحة , لسنا الأفضل ولا الأمثل ولا المكتمل صوابا ولا الخالى من الزلل
بل هناك تقصير وخلل يقع وهفوات تصدر وزلات تحرج و لكن متى عرف الإنسان كيف يستحضر نفسه ويواجه زلاته وهفواته , فهنا يكون مازال فى منطقة التصويب ولكن بعد المحاسبه
فما يهون حسابه يهون تكراره
نسأل الله الصواب بإذن الله
ما نكتبه من متواضع القول يأتى عفو اللحظة والخاطر وتعبير عن أفكار تسطر نفسها , فإذا شابتها شبهات التناقض أو عدم الوضوح أو الخلل فى الصياغة
فهذا وارد ونعتز بكل ما يتم رصده منها والتنبيه دون حرج المراجعة
بل هو ما نتمناه وبإمتنان شاكر
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)