ولاية هولندية جديدة تخرج من البحر
المصدر:
- ليليشتات (هولندا) ــأ
10/08/2010
يترك كور فايس دراجته تنحدر إلى أسفل لمسافة تصل إلى بضعة أمتار فقط. ويصيح المرشد السياحي الخاص بالمتحف من جزيرة شوكلاند قائلاً: «لقد وصلنا الآن إلى قاع ما كان يطلق عليه في السابق بحر زويدر»، وهو يشرح ذلك للزوار الذين لا يستطيعون إخفاء دهشتهم من أنهم يقفون الآن على ما كان في السابق قاع البحر، وكل ما يرونه الآن هو مساحة واسعة من الأراضي الخضراء تمتد أمامهم.
وتنتمي جزيرة شوكلاند إلى الأمس، وأصبحت اليوم تسمى فليفولاند، وكانت جزيرة شوكولاند السابقة تجلس، بمعنى الكلمة، منذ عام 1942 على موقع عالٍ وجاف، وقبل ذلك بـ10 أعوام تم استكمال الفجوة الأخيرة من السد الذي يبلغ طوله 30 كيلومتراً في الجزء الشمالي من هولندا، وبدأت عملية تدريجية ليتحول ما كان في السابق فرعاً من بحر زويدر إلى بحيرة إيسلمير ذات المياه العذبة.
وفي العقود التي تلت ذلك حتى عام ،1968 ظهرت من خلال تشييد مزيد من السدود ثلاث قطع من الأرض المنخفضة التي تم استقطاعها من البحر هي نوردوست وأوست وسويدفليفولاند، وبمساعدة هذه القطع الثلاث انتزع الهولنديون مساحات واسعة جديدة من الأراضي من بحيرة إيسلمير لإنشاء الولاية الهولندية الـ12 وهي فليفولاند.
ويوضح كور فايس المرشد السياحي للزوار، بينما يستعد للقيام بجولة في شوكلاند بالدراجات مع ضيوفه، أن الجزيرة الجديدة حديثة العهد، ولكنها في الوقت نفسه بالغة القدم، ويقول إن تاريخ الجزيرة التي يبلغ طولها خمسة كيلومترات وعرضها نصف كيلومتر يرجع إلى عام 3600 قبل الميلاد، وتم التوصل إلى هذه الحقيقة بعد أن اكتشف علماء الآثار، آثار أقدام بشر في المكان.
ولأجيال عدة ظل سكان القرى الثلاث الصغيرة في شوكلاند الذين يبلغ عددهم 700 نسمة معرضين لعناصر الطبيعة الخطرة، مثل الرياح والعواصف وموجات المد والجزر التي تهددهم.
وتحولت جزيرة شوكلاند حالياً إلى متحف مفتوح، وأصبحت أول معلم أثري يدرج في قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، وتمت بعناية إعادة إعمار قرية ميدلبورت الصغيرة بكنيستها الصغيرة وميناء أود إميلورد السابق.
ولاتزال جزيرة أورك التي كان يعمل سكانها في السابق بصيد الأسماك وتقع بالقرب من شاطئ بحيرة إيسلمير ذات أهمية تاريخية بالنسبة لولاية فليفولاند وإن كانت ليست بقدم شوكلاند، وتم ربط بلدة أورك الصغيرة للمرة الأولى بهولندا عام .1941
وأدى هذا الربط إلى تغيير أشياء كثيرة في حياة أبناء بلدة أورك الذين يحبون أن يحافظوا على تقاليدهم المستمرة منذ قرون عدة، ويمكن للزائر أن يسمع كثيراً من القصص عن حياة صائدي الأسماك الذين يقطنون في الحارات الضيقة بالقرية القديمة.
ويقول جاب باكر، أثناء قيامه بجولة عبر أكواخ صائدي الأسماك الصغيرة التي طُليت أسقفها ذات الأشكال الثلاثية باللون الأخضر الغامق: «نحن نشعر أحياناً بأننا نعيش داخل متحف».
وعلى تل ويجك تتجمع المنازل بجوار بعضها البعض، ويتم استغلال كل متر مربع من الأرض النفيسة، ومهما يبحث المرء فلن يجد أية حديقة كبيرة المساحة، ويعوض ذلك ولع سكان بلدة أورك بتزيين منازلهم بكميات كبيرة من الزهور. وتعد المناظر من أعلى المنار الذي يبلغ ارتفاعه 18 متراً أكثر من رائعة، ويمكن للزوار في فصل الصيف أن يصعدوا عبر سلالم ضيقة حلزونية ليصلوا إلى المنارة ومنصة المشاهدة الصغيرة.
وبالنسبة لمحبي العمارة الحديثة تصبح زيارة مدينة ألميري ضرورة واجبة، ويتلألأ مركز المدينة بمبانٍ من تصميم أشهر المعماريين في عصرنا الحديث، من بينهم ديفيد تشيبرفيلد ورينيه فان زوك وكريستيان دي بروتزمبارك وريم كولهاس، وتُطلع الجولات بين هذه المعالم المعمارية الزوار على معلومات حول وسط هذه المدينة الآخذة في النمو والتي يبلغ عدد سكانها 200 ألف نسمة.
وقد وصلت أول دفعة من السكان إلى مدينة ألميري منذ 34 عاماً فقط، وفي عام 1976 استقر نحو 500 شخص على الأراضي الجديدة التي تم استقطاعها من البحر والتي كانت منذ وقت ليس ببعيد قاعاً للبحر.
█║S│█│Y║▌║R│║█
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)