صعّد الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي انتقاده لمسلسل "و ما ملكت أيمانكم" مؤكدا انه رأى فيه " وباء نازلا من السماء بمظهر مادي مرعب، ذي بقع سرطانية حمراء تبعث على التقزز والاشمئزاز، ومع هبوطه السريع نحو الأرض أخذت تنفصل منه حيوانات كثيفة وكثيرة طائرة راحت تنتشر وبسرعة فوق دمشق، وقد علمت أنها جراثيم لوباء خطير متجه للتغلغل داخل البلد " ، مشيرا إلى أن هذه الرؤية استقرت في ذهنه بهذا الشكل، ولم يكن له في ذلك أي اختيار.
وقال البوطي في حوار له على موقع "نسيم الشام" أنه لم يقم بتكفير المخرج نجدت أنزور ، موضحا "لا أذكر أنني كفرت مسلماً طوال حياتي، وليس لي أن أنزع منه صفة الإسلام الذي يعتز به وينتمي إليه. ولكني على يقين أنه تورط من هذا المسلسل في أخطاء وانحرافات كبيرة، لا سيما إطلاق الكلمة القرآنية ذات الإيحاءات المعروفة في أذهان كثير من الحداثيين والعلمانيين والملحدين، وهي (ما ملكت أيمانكم) ونحن لم نفهم من هذا الإطلاق إلا السخرية بالكلمة القرآنية".
وأشار البوطي إلى أن "غلطة" أنزور تعتبر معصية، والمعاصي كبرت أو صغرت لا تستلزم بحد ذاتها الكفر، بل في تاريخنا الغابر والحاضر كثير من الذين توغلوا في أكبر المعاصي، تحولوا فأصبحوا من أقوم الناس دينا وأفضلهم صلاحا وسلوكا، مضيفا "وإني لأرجو أن يكون مآل هذا المخرج إلى مثل مآل هؤلاء الذين تحولوا فأصبحوا من أصلح الصالحين، على أن المسؤولية ليست مسؤولية المخرج وحده، بل هناك المؤلف أو المؤلفة، ولعلها تتحمل من ذلك القسط الأكبر".
وردا على قول أنزور بأن المشاهد السلبية اللا أخلاقية ونحوها، في المسلسل، ما هي إلا صور لأحداث واقعة فعلاً، وليست افتئاتاً على أشخاص، أكد البوطي أن مجتمع المتدينين والمتدينات فيه أشخاص من قد تتغلب عليهم أهواؤهم ورعوناتهم فيتورطون في الانحراف، وهذه سنّة ربانية ماضية في المجتمعات والعصور كلها، حتى في عصر الصحابة الذي هو أفضل العصور.
وتساءل في الوقت نفسه "من الذي يبرر أن نلطخ بياض الاستقامة البالغ 80% من المجتمع المتدين بسواد 20% منه؟! من الذي يبرر أن نستعلن بهذه الأخطاء ونخرجها أمام الأبصار بطريقة مغرية، تشجع الشباب على اقتحامها، وتهون أمامهم من خطورتها، دون أن نبرز مظهر الاستقامة والمستقيمين، ونجعل منه مشجعا للسير في طريقه".
وتابع البوطي "إذا كان هذا الذي فعله الأستاذ أنزور ومؤلفة المسلسل مبررا – أن أسلك الطريق ذاته فأخرج مسلسلا عن المجتمع الإسلامي في عصر الصحابة، أملؤه بمشاهد السوء والانحراف، وإذا عصر الصحابة قد تحول أمام الأنظار إلى عصر شذوذ وهواية جنس، لا يكلفني ذلك إلا أربعة أو خمسة من مظاهر الأخطاء التي تورط فيها مسلمون، أبرزها وأضع لها سيناريوهات جاذبة".
وختم حديثه بالقول أن أحدا لا يستطيع إصلاح ما أفسده المسلسل "ولكن الذي نملكه هو أن نوصي الناس بأن يعرضوا عنه، وهذا ما لا يروق لأفراد الفريق وعلى رأسهم السيد نجدت أنزور".