1271012835065029900.jpg

انطلقت مراحل تطوير بناء التعليم العالي منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نحو آفاق رحبة، حيث شهد التعليم نقلة نوعية وانطلاقة حقيقية بدأت عندما أمر المليك بإنشاء جامعة مستقلة في كل منطقة من مناطق المملكة، فكان من ضمن هذه الجامعات صرح علمي نسائي مستقل، هو جامعة الأميرة نورة بالرياض، وذلك إيمانا من المليك بأهمية التعليم النسائي في نقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة، وكذلك سعيه الحثيث إلى تأهيل كوادر نسائية سعودية شابة في قيادة دفة الأجهزة وقطاعات الدولة المختلفة المناسبة لمجال عمل المرأة منها الحكومية والخاصة ودعمها بشتى الطرق. وانطلاقا من هذا التوجه أمر المليك بإنشاء أكبر مدينة جامعية في العالم مخصصة للنساء وهي جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن والتي تجري مراحل بنائها حاليا على أيدي أكبر الشركات العالمية المتخصصة في البناء والهندسة والمقاولات بتكلفة تفوق 22مليار ريال على مساحة إجمالية تقدر بـ8 ملايين متر مربع. تقول سمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد آل سعود مديرة جامعة الأميرة نورة في تصريح لـ"المدينة": أن خادم الحرمين الشريفين يتابع شخصيا جميع مراحل وتصاميم بناء المدينة الجامعية، ومتابعته الحثيثة تدل على إعطائه لتلك المدينة الجامعية للبنات بالرياض أهمية كبرى، على الرغم من المسؤوليات الجسيمة التي تقع على عاتقه. وأضافت الأميرة الدكتورة الجوهرة: أن المدينة الجامعية ستحتوي على سكن للطالبات وسكن لعضوات هيئة التدريس، بالإضافة إلى وجود مراكز تسوق ومطاعم وملاعب ومختبرات ومعامل، وغيرها من المرافق الأساسية لتلبية جميع احتياجات الطالبات وعضوات هيئة التدريس. وبينت مديرة الجامعة أن المليك أمر بإنشاء قطارات معلقة داخل المدينة لضمان سهولة الحركة والتنقل وهو نظام جديد تم الانتهاء من تصميمه ويتمثل في تسيير مركبات آلية مكيفة على شكل قطارات ومبرمجة بتوقيت دقيق بين مرافق الجامعة وكلياتها وإداراتها عبر رحلات متكررة على مدار الساعة بحيث تغطي كافة مناطق الجامعة التي تعد أكبر مدينة جامعية مخصصة للبنات في العالم، والتي صممت وفق أطر هندسية عالمية لتكون نقلة نوعية في مستوى تعليم الفتاة السعودية. ويربط نظام النقل الآلي مباني وكليات الجامعة المتوزعة على (3) ملايين متر مربع وتتوقف هذه المركبات التي تسير على جسور معلقة في محطات مخصصة لذلك ومنتشرة في عدد من المواقع بالجامعة للتسهيل على منسوبات وطالبات الجامعة في التنقل بكل يسر وسرعة، مشيرة إلى أن البنية التحتية للجامعة ستكون مجهزة تماما بحيث لا يمكن للمهندسين أو فنيي الصيانة الدورية واللازمة الوصول إلى داخل المدينة الجامعية إلا عن طريق البدروم الذي ستكون جميع أجهزة التحكم والمعدات التشغيلية داخله. كما أوضحت الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد أن الجامعة ستضم في نهاية العام الميلادي الحالي 2010م ما يقارب من 40 ألف طالبة سيتم تسجيلهن جميعا عن طريق الموقع الالكتروني للجامعة. ومن جهته أوضح وكيل جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتور وليد المهوس أن القيادة الحكيمة تعمل كل ما من شأنه تطوير التعليم في المملكة، مشددا على أهمية الدور الذي يقوم به خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني في سبيل دعم المرأة السعودية ورفعتها في كافة المجالات، وثقتهم في ما تقوم به من مشاركة في النهضة الشاملة للمملكة. ويشير المهوس إلى أن الجامعة تتكون من 22 كلية مختلفة، منها كلية الطب بفروعها “الطب البشري، وطب الأسنان، والتمريض، والعلاج الطبيعي، والصيدلة، والمستشفى التعليمي بسعة 700 سرير”، وكذلك كليات التربية، وعلوم الحاسب الآلي، وإدارة الأعمال، والتصاميم والفنون، واللغات والترجمة، والخدمة الاجتماعية، وغيرها من الكليات التي سيعلن عنها في افتتاح الجامعة. وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد وضع حجر الأساس للمدينة الجامعية بطريق مطار الملك خالد الدولي بالرياض بتاريخ 30 شوال من العام 1429هـ , ومن المقرر انتهاء أعمال البناء والتجهيز في أواخر العام المقبل 1432 هـ، ولا زالت الأعمال الإنشائية في المدينة الجامعية جارية على قدم وساق تحقيقا لحلم راود المليك وكل فتيات الوطن.