في أجمل منطقة أثرية بشارع المعز لدين الله الفاطمي وأمام جامع السلطان قلاوون، شيد مؤخرا " بين الشاعر " لصاحبه الإعلامي جمال الشاعر ، والذي أعلن أنه سيكون لدعم حوار الشرق والغرب وبؤرة لإطلاق المعرفة والثقافة المستنيرة من قلب القاهرة . تهدف المؤسسة أيضا إلى تنشيط الحركة الشعرية في مصر، وإطلاق خيال الشعراء والاحتفاء بتجاربهم الجديدة. بإضافة إلى إعادة اكتشاف رأسمال مصر الثقافي مرة أخرى، ومنها الآثار، الإبداعات، الصنائع، الإنتاج الفكري، الفنون والموروث الشعبي. كما يهدف أيضا "بيت الشاعر" إلى اكتشاف المبدعين في كل المجالات.
ومن أهم المشروعات التي سيقدمها "بيت الشاعر"، "مشروع الزائر العالمي" والذي سيتم فيه دعوة شخصية عالمية مرموقة في كافة المجالات كالأدباء، علماء، مفكرين، فنانين ، "مشروع الورش الإبداعية" ؛ حيث تتبنى المؤسسة هذه الفكرة للمساهمة في اكتشاف المبدعين في كافة مجالات الإبداع، وستنقسم إلى "ورشة الكتابة" والتي سيشارك فيها عشرة مبدعين لمدة شهرين يحاضرهم أساتذة ومبدعون كبار. "ورشة الصورة" والتي تهتم بالصورة في الفن التشكيلي والسينما، وستتبنى عشرة مبدعين شبان أيضا من أجل صقل موهبتهم وتدريبهم على الإبداع والإنتاج.
"مشروع شهادة ميلاد" الذي سيساهم في نشر إنتاج المبدعين الشبان ودعمهم في بداية الطريق من خلال طباعة العمل الأول والمستهدف كل عام، حيث سيطبع ديوانين شعر، روايتين، اسطوانتين، فيلمين ديجيتال، كتالوج لأعمال الفن التشكيلي ، "مشروع مركز الدراسات والتوثيق" ؛ وهو بنك معلومات تسعى المؤسسة لعمله، يتضمن كل الوثائق والمؤلفات والإبداعات التي كتبت عن منطقة القاهرة الفاطمية.
ومن بين المشروعات الجديدة التي يطلقها " بيت الشاعر " : "برنامج المستشرقين" والذي يتم فيه تنظيم مؤتمر سنوي يدعى إليه كبار المستشرقين في العالم؛ للتعرف على تصوراتهم للحوار بين الشرق والغرب، بما يحقق مزيدا من التفاهم ويزيل أي معوقات من أجل شراكة ثقافية دائمة.
وفي السطور القادمة حوار " محيط " مع صاحب البيت ، الإعلامي المصري جمال الشاعر ..




جمال الشاعر

محيط: ما الذي دفعك لإقامة هذا البيت ؟ أردت أن يكون لدينا مقهى ثقافي، وأن تكون الثقافة في الشارع وليس في الأبراج العاجية، حيث جاءت فترة كانت فيها الثقافة للصفوة والنخبة، ولكن الأصل هو أن تكون الثقافة والمعرفة متاحة للجماهير العادية ، وتجدي مثلا في ورشة الفنانين أطفالا يحضرون للمشاركة بالرسم بأنفسهم وهذا ينمي مواهبهم .
وأذكر أنني من زمن وأنا يربطني الحنين بمكان هذا " البيت " وكنت أطيل الجلوس فيه من فترة لاخرى ، فهو يطل على مسجد السلطان قلاوون ، وشارع المعز ويقع بقلب أهم مجموعة أثرية قاهرية ، ومساحته واسعة ، ويحيط به " بيت القاضي " الذي ولد به نجيب محفوظ ، ويرتبط بالورش الحرفية في كل الميادين ، فننظر حولنا لنجد ورش نحاتين ونجد خزف ومشغولات ذهبية وفضة وموازين ، فهو مجمع للفنون الحرف التقليدية ، نحن في قلب القاهرة الفاطمية .

محيط: هل حصلت على البيت بسهولة؟
بالطبع لا ، لقد استغرق مني عامين من التفاوض ، لأنني كنت مصرا عليه ، ويمتاز بالأزقة والحواري التي تحيط به ويمكن تحويلها لمعارض للفن التشكيلي .
محيط: ما الأنشطة التي تنوون إقامتها قريبا ؟

نقيم في كل يوم جمعة احتفالية بالشارع ، بصحبة فرق موسيقية وفنانين يرسمون على البلاط أو على اللوحات ، وفي الساعة الخامسة تقام ندوة مع أديب او مفكر كبير مثل " السيد يس " الذي التقى بالجمهور في ندوة قريبة ، او شاعر مثل " جمال بخيت " الذي استضفناه مؤخرا ، وتكون لدينا فرق للمزمار والتحطيب والإنشاد الديني، كما سنستضيف فرق شبابية ، وسنقدم أيضا ورشة للشباب بالاتفاق مع الأمم المتحدة، وورشة للتنمية؛ فالمؤسسة تسمى "مؤسسة بيت الشاعر للثقافة والتنمية".

كما أننا نحضر لتقديم برنامج شهري، وسننشيء موقعا كبيرا على الإنترنت ، يضم جميع برامجنا واحتفالاتنا بالتفصيل.

التقت " محيط " صالح فرهود رئيس الجالية المصرية في فرنسا ، والذي قال : هذه هي المرة الأولى التي أقوم فيها بزيارة هذا المكان ، وقد سعدت به للغاية وبأشخاصه، والغناء الشعبي الأصيل فيه .
أما ناصر عبد العزيز رئيس المجموعة المصرية الأمريكية في نيويورك فأخبر بأنه يأتي بصحبة شباب من أمريكا لزيارة " البيت " ، في رحلات تابعة للمركز القومي للشباب ، وقد زاروا سابقا مناطق مثل خان الخليلي والحسين، لكن الجديد هنا أنهم يجلسون في فناء بيت الشاعر وسط المباني الأثرية، يتعرفون على تاريخ مصر المعاصر، وكل هذا ينقلونه لبلادهم حينما يعودون.