وقال مدير المكتب الصحفي في وزارة الثقافة نجم الدين سمان لسيريانيوز إن "وزارة الثقافة بدأت من حوالي السنتين بتشكيل لجان التراث الشعبي في المحافظات السورية، لجمع التراث الثقافي اللامادي وأرشفته".
ويتضمن التراث اللامادي فنون التعبير الشفهي كالحكايات والسير الشعبية والممارسات الاجتماعية والمعارف والتصورات المرتبطة بالكون والطبيعة والأقوال المأثورة والأمثال الشعبية، إضافة إلى فنون الأداء الشعبي من الرقصات الشعبية والدبكات والعراضة والأغاني من عتابا وموواويل والهجيني والشروقي ورقص السماح والقدود والموشحات، كما يضم الأزياء والحرف والصناعات التقليدية المتوارثة عبر الأجيال.
وأضاف سمان أن "إطلاق الحملة الوطنية يعني بدء العمل بشكل كلي بعد أن هيأنا البنية التحتية من خلال العمل الجزئي" مشيراً إلى أن " الحملة تهدف لحفظ التراث الوطني وذاكرتنا الوطنية من الاندثار، حيث اختصت كل من اللجان الأربع عشر المشكلين في المحافظات بالبحث وجمع كل ما يتعلق بالتراث اللامادي في المناطق من ضمنها جمع وتوثيق أغاني العمال والفلاح والحرفيين والصناع ووضع نوتات للأغاني الشعبية لتسهيل توثيقها".
وعقدت وزارة الثقافة في شهر شباط الماضي بمكتبة الأسد وبالتعاون مع منظمة اليونيسكو ورشة عمل لمشروع التراث الحي لبلدان البحر الأبيض المتوسط "ميدليهير".
ولفت السمان إلى أن" وزارة الثقافة تتعاون في سبيل ذلك مع وزارة التربية ووزارة السياحة ووزارة الشؤون الاجتماعية والعمل وجمعية العاديات بفروعها كافة، وكل شخص معني بموضوع التراث اللامادي".
وكانت وزارة الثقافة أقامت على هامش مهرجان إدلب للفنون الشعبية محاضرات وندوات عن التراث الثقافي اللامادي، إضافة إلى تأليف كتاب سيصدر نهاية العام يتضمن الموروث الثقافي اللامادي لكل منطقة في سورية بعد أن تم تقسيمها لمناطق عدة، بحيث يوضح الكتاب بالصور والشرح كل ما يتعلق بهذا التراث.
وأوضح السمان أن "هذه الحملة هي مشروع قائم بالتعاون مع منظمة اليونيسكو، فسورية وفقاً لليونسكو مركز ارتباط أساسي لبلاد الشام، وكل ما يتم توثيقه في أي منطقة من بلاد الشام سيتم جمعه في قاعدة بيانات إلكترونية مركزها دمشق، ولذلك تم التنسيق مع وزارات الثقافة في كل من لبنان وفلسطين والأردن للعمل على جمع التراث اللامادي، بحيث يتم تسليمه لدمشق في النهاية ليحمل في قاعدة البيانات".
وعن دور سورية في حماية التراث الشعبي، قال السمان إن "سورية كانت من أوائل الموقعين على العقد العالمي، والمعنون بقانون الحفاظ على التنوع الثقافي في العالم ومنع طغيان الثقافة الواحدة وحماية ثقافة الشعوب الصغيرة من الاندثار".
وفيما يتعلق بفعاليات الحملة، قال السمان إن "الحملة ستترافق مع العديد من النشاطات والندوات، حيث عملت وزارة الثقافة على الاستفادة سابقاً من مهرجان الفنون الشعبية الذي تقيمه مديرية المسارح والموسيقى وعقدت العديد من الندوات في إطار التعريف بالتراث الثقافي اللامادي وخاصة بحضور مدربي الرقصات والدبكات المشاركين بالمهرجان".
ووافقت سورية, وفقا لمرسوم أصدره الرئيس بشار الأسد عام 2004, على الانضمام إلى الاتفاقية الدولية لحماية التراث الثقافي اللامادي العالمي المؤرخة في 17 تشرين الأول 2003 وفق وثيقة باريس التي اعتمدها المؤتمر العام لليونسكو في دورته 32.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)