قال مارك زوكربيرج مؤسس موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" إن صعود الشبكات الاجتماعية على الإنترنت يؤكد أن المستخدمين لم يعد لديهم توقع الحصول على الخصوصية. مضيفاً أنهم أصبحوا أكثر اطمئناناً ليس فقط من خلال تبادل أنواع مختلفة من المعلومات، ولكنهم أيضاً أصبحوا أكثر انفتاحاً مع عدد أكبر من المستخدمين الآخرين.

ونقلت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن زوكربيرج قوله إن نمو وانتشار الشبكات الاجتماعية يعكسان تغيراً في توجهات المستخدمين العاديين، مؤكداً أن هذا التغيير الجذري حدث في مجرد بضع سنوات وأن القواعد الاجتماعية هي مجرد شيء يتطور مع مرور الوقت.


وأشارت الصحيفة إلى أن بيان مؤسس "فيس بوك" ربما لا يمثل مفاجئ لكثيرين ممن اعتبروه تبريراً لقرار الموقع بتغيير إعدادات الخصوصية لأكثر من 350 مليون مستخدم، فيما رأى خبراء إلكترونيون أن بيان زوكربيرج لم يكن توضيحاً قابل للتصديق، كما أشاروا إلى تورط "فيس بوك" في تغيير الطريقة التي يفكر بها المستخدمون بشأن الخصوصية على الإنترنت.


قواعد "فيس بوك" الجديدة
وأنكر زوكربيرج مؤخراً تأثره سلباً بقواعد الخصوصية الجديدة التي أطلقها موقعه، بعد إتاحت أكثر من 300 صورة شخصية له على ملفه الشخصي أمام كافة مستخدمي الموقع لفترة وجيزة، إذ تتيح القواعد للمستخدمين خيار السماح باطلاع أصدقائهم أو أصدقاء أصدقائهم أو جميع مستخدمي "فيس بوك" على محتويات ملفاتهم.

ومن جانبه، أكد زوكربيرج أنه وضع أغلب محتوياته على صفحته لكي يراها الجميع، مضيفاً أنه جعل جزء منها في وضع أكثر خصوصية غير أنه لا يرى حاجة للحد من مشاهدة صوره مع أصدقائه أوعائلته، كما أشار إلى أنه قام بتغيير قواعد الخصوصية الخاصة به لتتاح صوره أمام أصدقائه فقط بعد مرور فترة قصيرة.

وقالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إن التغييرات الأخيرة، أثارت شكوكاً لدى الجماعات المهتمة بمجال الخصوصية، والتي خشيت أن تكون تلك التغييرات "خدعة" من الموقع لدفع المستخدمين لتبادل المعلومات والكشف عن قدر كبير منها لا يرغبون عادةً في إظهاره.

وأوضحت الصحيفة أن التغييرات تتزامن مع سعى محركات البحث على التعاون مع مواقع التواصل الاجتماعي لتبادل المحتويات التي يولدها مستخدموها بين نتائج بحثها، حيث سيبدأ ظهور بيانات من "فيس بوك" على تقنية بحث "الزمن الحقيقي" بداية من الشهر المقبل.

ونقلت الصحيفة عن الجماعات قولهم إن التغييرات "غير المرحب بها" تدفع المستخدمين إلى تبادل الصورة وقوائم التقويم الشخصية وتحديثات حالاتهم مع عدد أكبر من مستخدمي الإنترنت خلال وضعها بين نتائج المحركات.

وأكد كيفن بانكستون من مؤسسة "إلكترونيك فرونتر فونديشن" التي تدافع عن حقوق مستخدمي الإنترنت، أن هذه التغييرات تنطوي بوضوح على دفع مستخدمي "فيس بوك" لتبادل معلومات أكثر من ذي قبل عن أنفسهم علنياً.

يذكر أن تقنية البحث في "الزمن الحقيقي" تسمح بتضمين تحديثات وبيانات المستخدمين على المواقع الاجتماعية ضمن نتائج بحث المحركات.


وكان "فيس بوك" قد قدم صفحة تشرح للمستخدمين الإعدادات الجديدة وأيضاً توفير توصيات خاصة بناءاً على مستوي الخصوصية الذي يختاره المستخدم، والذي سيتمكن من تغييره باستمرار.

كما قرر إزالة جميع الشبكات المحلية كلياً، واستبدالها بنماذج مبسطة لتسهيل التحكم في قواعد الخصوصية داخلها، وذلك بسبب أن عدد من تلك الشبكات تتكون من ملايين المستخدمين، ما يتسبب في جعلها عديمة الفائدة من جانب الخصوصية.

وأوضح زوكربيرج أن النماذج المبسطة تسهل على المستخدم التحكم في الأشخاص الذين يمكنهم مشاهدة محتوياته سواء كانوا أصدقائه أو أصدقاء أصدقائه أو جميع المستخدمين، وتابع قائلاً "نضيف شيء طلبه منا كثير من المستخدمين، وهو القدرة على التحكم في الأشخاص الذين يتطلعون على كل قطعة مفردة من المحتويات التي يبتكرها المستخدمين أو يرفعونها على الموقع