وفيها أيضًا ورد كتاب محمد بن طاهر بخبر الطالبي الذي ظهر بالري ونواحيها وما أعد له من العساكر، ووجه إليه المقاتلة، وبهرب الحسن ابن زيد عند مصيره إلى المحمدية وإحاطة عسكره بها؛ وأنه عند دخوله المحمدية وكل بالمسالك والطرق، وبث أصحابه، وأن الله أظفره بمحمد بن جعفر أسيرًا على غيره عقد ولا عهد. والذي صار إلى الري من العلوية في المرة الثانية بعد ما أسر محمد بن جعفر أحمد بن عيسى بن علي بن حسين الصغير بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب، وإدريس بن موسى بن عبد الله بن موسى بن عبد الله بن حسن بن علي بن أبي طالب، وهو الذي خرج في مصعد الحاج، والذي بطبرستان الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب رحمة الله عليه ورضوانه.
وفيها أيضًا ورد كتاب من محمد بن طاهر على المستعين، يذكر فيه انهزام الحسن بن زيد منه، وأنه لقيه في زهاء ثلاثين ألفًا، فجرت فيما بينه وبينه حرب، وأنه قتل من رءوس أصحابه ثلثمائة ونيفًا وأربعين رجلًا، وأمر المستعين أن يقرأ نسخة كتابه في الآفاق.
وفيها خرج يوسف بن إسماعيل العلوي ابن أخت موسى بن عبد الله الحسيني.
وفي شهر ربيع الأول منها أمر محمد بن عبد الله أن يتخذ لعيارى أهل بغداد كافر كوبات، وأن يصير فيها مسامير الحديد، ويجعل ذلك في دار المظفر بن سيسل؛ لأنهم كانوا يحضرون القتال بغير سلاح، وكانوا يرمون بالآجر، ثم أمر مناديًا فنادى: من أراد السلاح فليحضر دار المظفر، فوافاها العيارون من كل جانب فقسم ذلك فيهم، وأثبت أسماءهم، ورأس العيارون عليهم رجلًا يدعى ينتويه؛ يكنى أبا جعفر وعدة أخر؛ يدعى أحدهم دونل، والآخر دمحال، والآخر أبا ملة، والآخر أبا عصارة، فلم يثبت منهم إلا ينتويه؛ فإنه لم يزل رئيسًا على عيارى الجانب الغربي؛ حتى انقضى أمر هذه الفتنة. ولما أعطي العيارون الكافركوبات تفرقوا على أبواب بغداد، فقتلوا من الأتراك ومن أتباعهم نحوًا من خمسين نفسًا في ذلك اليوم، وقتل منهم عشرة أنفس وجرح منهم خمسمائة بالنشاب، وأخذوا من الأتراك علمين وسلمين.
وفيها كانت لبحونة بن قيس وقعة مع جماعة من الأتراك بناحية بزوغى، لقيهم هو ومحمد بن أبي عون وغيرهما، فأسروا منهم سبعة، وقتلوا ثلاثة، ورمى بعضهم بنفسه في الماء، فغرق بعضهم ونجا بعضهم.
وذكر عن أحمد بن صالح بن شيرزاد، أنه سأل رجلًا من الأسرى عن عدة القوم الذين لقيهم بحونة، قال: كنا أربعين رجلًا، فلقينا بحونة وأصحابه سحرًا، فقتل منا ثلاثة، وغرق ثلاثة، وأسر ثمانية، وأفلت الباقون وأخذ ثماني عشرة دابة وجواشن وراية لعامل أوانا؛ وهو أخو هارون بن شعيب. وكانت الوقعة بأوانا يوم الأربعاء، وأقام جند بحونة وعبد الله بن نصر بن حمزة بقطر بلّ مسلحة.
وخرج - فيما ذكر - ينتويه وأصحابه من العيارينّ في بعض هذه الأيام من باب قطريلّ فمضوا يشتمون الأتراك حتى جاوزا قطربلّ، فعبر من عبر إليهم من الأتراك ناشبة في الزواريق، فقتلوا منهم رجلًا، وجرحوا منهم عشرة؛ وكاثرهم العيارون بالحجارة فأثخنوهم، فرجعوا إلى معسكرهم، فأحضر ينتويه دار ابن طاهر؛ فأمر ألا يخرج إلا في يوم قتال وسور وأمر له بخمسمائة درهم.
ولأربع عشرة خلت من ربيع الأول منها، قدم من ناحية الرقة مزاحم بن خاقان، وأمر القواد وبني هاشم وأصحاب الدواوين بتلقيه؛ وقدم معه من كان من أصحابه من الخراسانية والأتراك والمغاربة، وكانوا زهاء ألف رجل؛ معهم عتاد الحرب من كل صنف، ودخل بغداد، ووصيف عن يمينه وبغا عن شماله، وعبيد الله بن عبد الله بن طاهر عن يسار بغا، وإبراهيم بن إسحاق خلفهم؛ وهو بوقار ظاهر؛ فلما وصل خلع عليه سبع خلع، وقلد سيقًا، وخلع على ابنيه على كل واحد منهما خمس خلع. ثم أمر أن يفرض له ثلاثة آلاف رجل من الفرسان والرجالة ووجهّ المعتز موسى بن أشناس ومعه حاتم بن داوود بن بنحور في ثلاثة آلاف رجل من الفرسان والرّجالة فعسكر بإزاء عسكر أبي أحمد من الجانب الغربي بباب قطرّبل لليلةٍ خلت من ربيع الآخر الأول. وخرج رجل من العيارّين يعرف بديكويه عل حمار وخليفته على حمار، ومعهم ترسة وسلاح؛ وخرج آخر في الجانب الشرقي يكنى أبا جعفر ويعرف بالمخرمي في خمسمائة رجل في سلاح ظاهر، معهم الترسة وبواري مقيرة وسيوف وسكاكين في مناطقهم، ومعهم كافر كوبات، وقرب العسكر الوارد من سامرا إلى الجانب الغربي من بغداد. فركب محمد بن عبد الله ومعه أربعة عشر قائدًا من قواده في عدة كاملة، وخرج من المبيضة والنظارة خلق كثير، فسار حتى حاذى عسكر أبي أحمد؛ وكانت بينهم في الماء جولة قتل من عسكر أبي أحمد أكثر من خمسين رجلًا، ومضى المبيضة حتى جازت العسكر بأكثر من نصف فرسخ، فعبرت إليهم شبارات من عسكر أبي أحمد؛ فكانت بينهم مناوشة، وأخذوا عدة من الشبارات بما فيها من المقاتلة والملاحين، فاستوثق منهم، وانصرف محمد بن عبد الله، وأمر ابن أبي عون أن يصرف الناس، فوجه ابن أبي عون إلى النظارة والعامة من صرفهم وأغلظ لهم القول، وشتمهم وشتموه، وضرب رجلًا منهم فقتله. وحملت عليه العامة؛ فانكشف من بين أيديهم؛ وقد كان أربع شبارات من شبارات أهل بغداد تخلفت؛ فلما انصرف ابن أبي عون منهزمًا من العامة نظر إليها أهل عسكر أبي أحمد فوجهوا في طلبها شبارات، فأخذوها وأحرقوا منفينة فيها عرادة لأهل بغداد وصار العامة من فورهم إلى دار ابن أبي عون لينهبوها، وقالوا: مايل الأتراك، وأعانهم وانهزم بأصحابه. وكلموا محمد بن عبد الله في صرفه وضجوا، فوجه المظفر بن سيسل في أصحابه، وأمره أن يصرف العامة ويمنعهم أن يأخذوا لابن أبي عون شيئًا من متاعه، وأعلمهم أنه قد عزله عن أمر الشبارات والبحريات والحرب، وصير ذلك إلى أخيه عبيد الله بن عبد الله، فمضى مظفر، فصرف الناس عن دار محمد بن أبي عون.
وفي يوم الخميس لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر ربيع الأول وافى عسكر الأتراك الشاخص من سامرا إلى بغداد عكبراء، فأخرج ابن طاهر بندار الطبري وأخاه عبيد الله وأبا السنا ومزاحم بن خاقان وأسد بن داود سياه وخالد ابن عمران وغيرهم من قواده، فمضوا حتى بلغوا قطربل، وفيها كمين الأتراك فأوقع بهم، ونشبت الحرب بينهم؛ فدفعهم الأتراك حتى بلغوا الحائطين بطريق قطربل. وقاتل أبو السنا وأسد بن داود قتالًا شديدًا، وقتل كل واحد منهما عدة من الأتراك والمغاربة، ومال أبو السنا ميلةً، وتبعه الناس، فقتل قائدًا من قواد الأتراك يقال له سور، ورفع رأسه فصار من فوره إلى دار ابن طاهر، وأعلمه هزيمة الناس وسأله المدد، فأمر ابن طاهر به فطوق - وكان وزن الأطواق كل طوق ثلاثين دينارًا، وكل سوار سبعة مثاقيل ونصف - وانصرف أبو السنا راجعًا إلى الناس فيمن أخرج إليهم من المدد من جميع الأبواب، فذكر أن محمد بن عبد الله عنف أبا السنا بإخلاله بموضعه ومجيئه نفسه بالرأس، وقال له: أخللت بالناس، فقبح الله هذا الرأس ومجيئك به! ولما انصرف محمد بن عبدوس قاتل أسد بن داود أشد قتال بعد تفرق الناس عنه، فقتل. وثاب إلى موضعه قوم من أهل بغداد بعد ما أخذ الأتراك رأسه، فدافعوهم عن جثته، فحملوه إلى بغداد في زورق، وبلغ الأتراك باب قطربل، فخرج الناس إليهم فدفعوهم دفعًا شديدًا، واتبعوهم حتى نحوهم؛ فأتى دار ابن طاهر بعدة رءوس ممن قتل من الأتراك والمغاربة في هذا اليوم، فأمر بنصبها بباب الشماسية، فنصبت هنالك، ثم رجع الأتراك والمغاربة على أهل بغداد من ناحية قطربل، فقتل من أهل بغداد خلق كثير، وقتل من الأتراك جمع كثير؛ ولم يزل بندار ومن معه يقاتلونهم حتى أمسوا، وانصرف بندار بالناس، وغلقت الأبواب وأمر ابن طاهلار المظفر بن سيسل ورشيد ابن كاوس قائدًا معهم فتوجهوا في نحو من خمسمائة فارس من باب قطربل إلى ناحية عسكر ابن أشناس، فوافوهم على حال سكون وأمن فقتلوا منهم نحوا من ثلثمائة، وأسروا عدة وانصرفوا.
وذكر أن الأتراك والمغاربة وافو في هذا اليوم باب القطيعة، فقتلوا نقبًا بقرب الحمام الذي يعرف بباب القطيعة، فقتل أول من خرج منهم من النقب، وكان القتل في هذا اليوم أكثر من الأتراك والمغاربة والجراح بالسهام في أهل بغداد.
وسمعت جماعة يذكرون أنه حضر هذه الوقعة غلام لم يبلغ الحلم، ومعه مخلاة فيها حجارة ومقلاع في يده، يرمى عنه فلا يخطئ وجوه الأتراك ووجوه دوابهم. وأن أربعة من فرسان الأتراك جعلوا يرمونه فيخطئونه، وجعل يرميهم فلا يخطئ، وتقطر بهم دوابهم؛ فمضوا حتى جاءوا معهم بأربعة من رجالة المغاربة بأيديهم الرماح والتراس، فجعلوا يحملون عليه، ثم داخله اثنان منهم، فرمى بنفسه في الماء، ودخلا خلفه فلم يلحقاه، وعبر إلى الجانب الشرقي، وصبح بهما، وكبر الناس؛ فرجعوا ولم يصلوا إليه.
وذكر أن عبيد الله بن عبد الله دعا القوم في هذا اليوم وهم خمسة نفر، فأمر كل واحد منهم بناحية، ثم مضى الناس إلى الحرب، وانصرف هو إلى الباب؛ فقال لعبد الله بن جهم وهو موكل، بباب قطربل: إياك أن تدع منهم أحدًا يدخل منهزمًا من الباب. ونشبتالحرب، وتشتت الناس، ووقعت الهزيمة؛ وثبت أسد بن داود، حتى قتل وقتل بيده ثلاثة، ثم أتاه سهم غرب، فوقع في حلقه فولى، وجاء سهم آخر فوقع في كفل دابته فنشبت به فصرعته؛ ولم يثبت معه أحد إلا ابنه؛ فخرج وكان إغلاق الباب على المنهزمين أشد من عدوهم وحمل - فيما ذكر - سامرا من أهل بغداد سبعون أسيرًا، ومن الرءوس ثلثمائة رأس.
وذكر أن الأسرى لماّ قربوا من سامرا أمر الذي وجهّ به معهم ألا يدخلهم سامرا إلّا مغطىّ الوجوه، وأنّ أهل سامرا لما رأروهم كثر ضجيجهم وبكاؤهم؛ وارتفعت أصواتهم وأصوات نسائهم بالصرّاخ والدعاء، فبلغ ذلك المعتزّ، فكره أن تغلط قلوب من بحضرته من الناس عليه، فأمر لكل أسير بدينارين، وتقدم إليهم بترك معاودة القتال، وأمر بالرءوس فدفنت.
وكان في الأسرى ابن لمحمد بن نصر بن حمزة وأخ لقسطنطينة جارية أم حبيب وخمسة من وجوه بغداد ممن كان في النظارة؛ فأما ابن محمد بن نصر، فذكر أنه قتل وصلب بإزاء باب الشماسية لمكان أبيه
وفي يوم الخميس لأربع بقين من شهر ربيع الأول، قدم أبو الساج من طريق مكة في نحو من سبعمائة فارس ومعه ثمانية عشر محملًا فيها ستة وثلاثون أسيرًا من أسارى الأعراب في الأغلال، ودخل هو وأصحابه بغداد في زي حسن وسلاح ظاهر، فصار إلى الدار فخلع عليه خمس خلع، وقلد سيفًا، وانصرف إلى منزله مع أصحابه؛ وقد خلع على أربع نفر من أصحابه.
وفي يوم الاثنين لا نسلاخ شهر ربيع الأول، وافى باب الشماسيّة - فيما قيل - جماعة من الأتراك، معهم من المعتزّ كتاب إلى محمد بن عبد الله، وسألوا إيصاله إليه، فامتنع الحسينن بن إسماعيل من قبوله حتى استأمر؛ فأمر بقبوله؛ فوافى يوم الجمعة ثلاثة فوارس، فأخرج إليهم الحسين بن إسماعيل رجلًا معه سيف وترس، فأخذ الكتاب من خريطة، فأخرج، فأوصله إلى محمد؛ فإذا فيه تذكير محمد بما يجب عليه من حفظه لقديم العهد بينه وبين المعتزّ والحرمة؛ وأن الواجب كان عليه أن يكون أوّل من سعى في أمره وتوجيه خلافته؛ وذكر أنّ ذلك أوّل كتاب ورد عليه من المعتزّ بعد الحرب.
وفي يوم السبت لخمس خلون من ربيع الآخر وافى بغداد حبشون ابن بغا الكبير ومعه يوسف بن يعقوب قوصرّة مولى الهادي فيمن كان مع موسى ابن بغا من الشاكريّة، وانضمّ إليهم عامة الشاكرية المقيمين بالرقة؛ وهم في نحو من ألف وثلثمائة، فخلع عليه خمس خلع، وعلى يوسف أربع خلع، وعلى نحو من عشرين من وجوه الشاكرية، وانصرفوا إلى منازلهم.
وقد بغداد رجل ذكر أن عدة الأتراك والمغاربة وحشوهم، في الجانب الغربي اثنا عشر ألف رجل ورأسهم بايكباك القائد، وأن عدة من مع أبي أحمد في الجانب الشرقي سبعة آلاف رجل خليفته عليهم الدرغمان الفرغاني، وأنه ليس بسامرا من قواد الأتراك ولا من قواد المغاربة إلا ستة نفر، وكلوا بحفظ الأبواب، وكانت بين الفريقين وقعة يوم الأربعاء لسبع خلون من شهر ربيع الآخر، فقتل - فيما ذكر - فيها من أصحاب المعتز مع من غرق منهم أربعمائة رجل، وقتل من أصحاب ابن طاهر مع من غرق ثلثمائة رجل، لم يكن فيهم إلا جندي؛ وذلك أنه لم يخرج في ذلك اليوم من الغوغاء أحد. وقتل الحسن بن علي الحربي؛ وكان يوم صعبًا على الفريقين جميعًا.
وذكر أن مزاحم بن خاقان رمى فيه موسى بن أشناس بسهم فأصابه، فانصرف مجروحًا؛ وافتقد من عسكر أبي أحمد نحو من عشرين قائدًا من الأتراك والمغاربة.
ولما كان يوم الخميس لأربع عشرة بقيت من شهر ربيع الآخر خلع على أبي الساج خمس خلع وعلى ابن فراشة أربع خلع، وعلى يحيى بن حفص حبوس ثلاث خلع، وعسكر أبو الساج في سوق الثلاثاء، وأعطى الجند بغالًا من بغال السلطان يحمل عليها الرجالة، وحمل مزاحم بن خاقان من باب حرب إلى باب السلامة، وصار مكان مزاحم خالد بن عمران الطائي الموصلي.
وذكر أن أبا الساج لما أمره ابن طاهر بالشخوص قال له: أيها الأمير، عندي مشورة أشير بها، قال: قل يا أبا جعفر؛ فإنك غير متهم، قال: إن كنت تريد أن تجاد هؤلاء القوم فالرأي لك ألا تفارق قوادك ولا تفرقهم، وأجمعهم حتى تفض هذا العسكر المقيم بإزائك؛ فإنك إذا فرغت من هؤلاء فما أقدرك على من ورائك! فقال: إن لي تدبيرًا، ويكفي إن شاء. فقال: أبو الساج: السمع والطاعة، ومضى لما أمر به: وذكر أن المعتز كتب إلى أبي أحمد يلومه للتقصير في قتال أهل بغداد، فكتب إليه:
لأمر المنايا علينا طريق ** وللدهر فيه اتساع وضيق
فأيامنا عبرٌ للأنام ** فمنها البكور ومنها الطروق
ومنها هنات تشيب الوليد ** ويخذل فيها الصديق الصديق
وسورٌ عريضٌ له ذروةٌ ** تفوت العيون وبحرٌ عميق
قتالٌ مبيدٌ وسيفٌ عتيدٌ ** وخوف شديد وحصن وثيق
وطول صياحٍ لداعي الصباح ال ** سلاح السلاح فما يستفيق