بالليث بن سعد تستفتيه فكنت واقفا على رأس ستي زبيدة خلف الستارة فسأله الرشيد فقال له حلفت إن لي جنتين فاستحلفة الليث ثلاثا إنك تخاف الله فحلف له فقال قال الله " ولمن خاف مقام ربه جنتان " قال فأقطعه قطائع كثيرة بمصر قلت إن صح هذا فهذا كان قبل خلافة هارون قال محمد بن إبراهيم العبدي سمعت ابن بكير يحدث عن يعقوب ابن داود وزير المهدي قال قال أمير المؤمنين لما قدم الليث العراق الزم هذا الشيخ فقد ثبت عندي أنه لم يبق أحد أعلم بما حمل منه الفسوي حدثنا ابن بكير قال قال الليث قال لي أبو جعفر تلي لي مصر قلت لا يا أمير المؤمنين إني أضعف عن ذلك إني رجل من الموالي فقال ما بك ضعف معي ولكن ضعفت نيتك في العمل لي وحدثنا ابن بكير قال قال عبد العزيز بن محمد رأيت الليث عند ربيعة يناظرهم في المسائل وقد فرفر أهل الحلقة أبو إسحاق بن يونس الهروي حدثنا الدارمي حدثنا يحيى بن بكير حدثنا شرحبيل بن جميل قال أدركت الناس أيام هشام الخليفة وكان الليث بن سعد حدث السن وكان بمصر عبيد الله بن أبي جعفر وجعفر بن ربيعة والحارث بن يزيد ويزيد بن أبي حبيب وابن هبيرة وإنهم يعرفون لليث فضله وورعه وحسن إسلامه عن حداثه سنة ثم قال ابن بكير لم أر مثل الليث وروى عبد الملك بن يحيى بن بكير عن أبيه قال ما رأيت أحدا أكمل من الليث وقال ابن بكير كان الليث فقيه البدن عربي اللسان يحسن القرآن والنحو ويحفظ الحديث والشعر حسن المذاكرة فما زال يذكر خصالا جميلة ويعقد بيده حتى عقد عشرة لم أر مثله ونقل الخطيب في تاريخه عن محمد بن إبراهيم البوشنجي سمع ابن بكير يقول أخبرت عن سعيد بن أبي أيوب قال لو أن مالكا والليث أجتمعا لكان مالك عند الليث أخرس ولباع الليث مالكا فيمن يزيد قلت لا يصح إسنادها لجهالة من حدث عن سعيد بها أو أن سعيدا ما عرف مالكا حق المعرفة أخبرنا المؤمل بن محمد والمسلم بن علان كتابة قالا أخبرنا أبو اليمن الكندي أخبرنا أبو منصور الشيباني أخبرنا أبو بكر الحافظ أخبرنا ابن رزق أخبرنا علي بن محمد المصري حدثنا محمد بن أحمد عياض بن أبي طيبة المفرض حدثنا هارون بن سعيد سمعت ابن وهب يقول كل ما كان في كتب مالك وأخبرني من أرضى من أهل العلم فهو الليث بن سعد وبه إلى أبي بكر حدثنا الصوري أخبرنا عبد الرحمن بن عمر التجيبي أخبرنا الحسن بن يوسف صالح بن مليح الطرائفي سمعت الربيع بن سليمان يقول قال ابن وهب لولا مالك والليث لضل الناس قال أحمد الآبار حدثنا أبو طاهر عن ابن وهب قال لولا مالك والليث هلكت كنت أظن كل ما جاء عن النبي يفعل به جعفر بن محمد الرسعني حدثنا عثمان بن صالح قال كان أهل مصر ينتقصون عثمان حتى نشأ فيهم الليث فحدثهم بفضائله فكفوا وكان أهل ( حمص ) ينتقصون عليا حتى نشأ فيهم إسماعيل بن عياش فحدثهم بفضائل علي فكفوا عن ذلك محمد بن أحمد بن عياض المفرض سمعت حرملة يقول كان الليث بن سعد يصل مالكا بمئة دينار في السنة فكتب مالك إليه علي دين فبعث إليه بخمس مئة دينار فسمعت ابن وهب يقول كتب مالك إلى الليث إني أريد أن أدخل بنتي على زوجها فأحب أن تبعث لي بشيء من عصفر فبعث إليه بثلاثين حملا عصفرا فباع منه بخمس مئة دينار وبقي عنده فضله قال أبو داود قال قتيبة كان الليث يستغل عشرين ألف دينار في كل سنة وقال ما وجبت علي زكاة قط وأعطى الليث ابن لهيعة ألف دينار وأعطى مالكا ألف دينار وأعطى منصور بن عمار الواعظ ألف دينار وجارية تسوى ثلاث مئة دينار قال وجاءت أمرأة إلى الليث فقالت يا أبا الحارث إن ابنا لي عليل واشتهى عسلا فقال يا غلام أعطها مرطا من عسل والمرط عشرون ومئة رطل قال عبد الملك شعيب بن الليث بن سعد سمعت أبي يقول ما وجبت علي زكاة منذ بلغت وقال أبو صالح سألت إمرأة الليث منا من عسل فأمر لها بزق وقال سألت على قدرها وأعطيناها على قدر السعة علينا قال يعقوب بن شيبة حدثني عبد الله بن إسحاق سمعت يحيى بن إسحاق السيلحيني قال جاءت إمرأة بسكرجة إلى الليث تطلب عسلا فأمر من يحمل معها زقا فجعلت تأبى وجعل الليث يأبى إلا أن يحمل معها من عسل وقال نعطيك على قدرنا وعن الحارث بن مسكين قال اشترى قوم من الليث ثمرة فاستغلوها فاستقالوه فأقالهم ثم دعا بخريطة فيها أكياس فأمر لهم بخمسين دينارا فقال له ابنه الحارث في ذلك فقال اللهم غفرا إنهم قد كانوا أملوا فيها أملا فأحببت أن أعوضهم من املهم بهذا أحمد بن عثمان النسائي سمعت قتيبه سمعت شعيب بن الليث يقول خرجت حاجا مع أبي فقدم المدينة فبعث إليه مالك بن أنس بطبق رطب قال فجعل على الطبق ألف دينار ورده إليه إسماعيل سمويه حدثنا عبد الله بن صالح قال صحبت الليث عشرين سنة لايتغدى ولا يتعشى إلا مع الناس وكان لا يأكل إلا بلحم إلا أن يمرض محمد بن أحمد بن عياض المفرض حدثنا إسماعيل بن عمرو الغافقي سمعت أشهب بن عبد العزيز يقول كان الليث له كل يوم أربعة مجالس يجلس فيها أما أولها فيجلس لنائبه السلطان في نوائبه وحوائجه وكان الليث يغشاه السلطان فإذا أنكر من القاضي أمرا أو من السلطان كتب إلى أمير المؤمنين فيأتيه العزل ويجلس لأصحاب الحديث وكان يقول نجحوا أصحاب الحوانيت فإن قلوبهم معلقة بأسواقهم ويجلس للمسائل يغشاه الناس فيسألونه ويجلس لحوائج الناس لا يسأله أحد فيرده كبرت حاجته أو صغرت وكان يطعم الناس في الشتاء الهرائس بغسل النحل وسمن البقر وفي الصيف سويق اللوز في السكر وبه إلى الخطيب أبي بكر أخبرنا البرقاني أخبرنا أبو إسحاق المزكي أخبرنا السراج سمعت قتيبه يقول قفلنا مع الليث بن سعد من الإسكندرية وكان معه ثلاث سفائن سفينة فيها مطبخة وسفينة فيها عائلته وسفينة فيها أضيافة وكان إذا حصرت الصلاة يخرج إلى الشط فيصلي وكان ابنه شعيب إمامه فخرجنا لصلاة المغرب فقال أين شعيب فقالوا حم فقام الليث فإذن وأقام ثم تقدم فقرأ " والشمس وضحاها " فقرأ " فلا يخاف عقباها " وكذلك في مصاحف أهل المدينة يقولون هو غلط من الكاتب عند أهل العراق ويجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ويسلم تلقاء وجهه الفسوي قال ابن بكير سمعت الليث كثيرا يقول أنا أكبر من ابن لهيعة فالحمد لله الذي متعنا بعقلنا ثم قال ابن بكير حدثنى شعيب بن الليث عن أبيه قال لما ودعت أبا جعفر ببيت المقدس قال أعجبني ما رأيت من شدة عقلك والحمد لله الذي جعل في رعيتي مثلك قال شعيب كان أبي يقول لا تخبروا بهذا ما دمت حيا قال قتيبه كان الليث أكبر من ابن لهيعة بثلاث سنين وإذا نظرت تقول ذا ابن وذا أب يعني ابن لهيعة الأب قال ولما احترقت كتب ابن لهيعة بعث إليه الليث من الغد بألف دينار قال محمد بن صالح الأشج سئل قتيبة من أخرج لكم هذه الأحاديث من عند الليث فقال شيخ كان يقال له زيد بن الحباب وقدم منصور بن عمار على الليث فوصله بألف دينار واحترقت دار ابن لهيعة فوصله بألف دينار ووصل مالكا بألف دينار وكساني قميص سندس فهو عندي رواها صالح بن أحمد الهمذاني عن محمد بن علي ابن الحسن الصيدناني سمعت الأشج أحمد بن عثمان النسائي سمعت قتيبة سمعت شعيبا يقول يستغل أبي في السنة ما بين عشرين ألف دينار إلى خمسة وعشرين ألفا تأتي عليه السنة وعليه دين وبه إلى الخطيب أخبرنا أبو نعيم الحافظ أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن جعفر حدثنا إسحاق بن إسماعيل الرملي سمعت محمد بن رمح يقول كان دخل الليث بن سعد في كل سنة ثمانين ألف دينار ما أوجب الله عليه زكاة درهم قط قلت ما مضى في دخله أصح أحمد بن محمد بن نجدة التنوخي سمعت محمد بن رمح يقول حدثني سعيد الآدم قال مررت بالليث بن سعد فتنحنح فرجعت إليه فقال لي يا سعيد خذ هذا القنداق فاكتب لي فيه من يلزم المسجد ممن لا بضاعة له ولا غلة فقلت جزاك الله خيرا يا أبا الحارث وأخذت منه القنداق ثم صرت إلى المنزل فلما صليت أوقدت السراج وكتبت بسم الله الرحمن الرحيم ثم قلت فلان بن فلان ثم بدرتني نفسي فقلت فلان بن فلان قال فبينا أنا على ذلك إذا أتاني آت فقال ها الله يا سعيد تأتي إلى قوم عاملوا الله سرا فتكشفهم لآدمي مات الليث وما شعيب أليس مرجعهم إلى الله الذي عاملوه فقمت ولم أكتب شيئا فلما أصبحت أتيت الليث فتهلل وجهه فناولته القنداق فنشره فما رأى فيه غير بسم الله الرحمن الرحيم فقال ما الخبر فأخبرته بصدق عما كان فصاح صيحة فاجتمع عليه الناس من الحلق فسألوه فقال ليس إلا خير ثم أقبل علي فقال يا سعيد تبينتها وحرمتها صدقت مات الليث أليس مرجعهم إلى الله قال مقدام بن داود رأيت سعيد الآدم وكان يقال إنه من الأبدال قال أبو صالح كان الليث يقرأ بالعراق من فوق عليه على أصحاب الحديث والكتاب بيدي فإذا فرغ رميت به اليهم فنسخوه روى عبد الملك بن شعيب عن أبيه قال قيل لليث أمتع الله بك إنا نسمع منك الحديث ليس في كتبك فقال أو كل ما في صدري في كتبي لو كتبت ما في صدري ما وسعه هذا المركب رواها الحافظ بن يونس حدثنا أحمد بن محمد بن الحارث حدثنا محمد بن عبد الملك عن أبيه يحيى بن بكير قال الليث كنت بالمدينة مع الحجاج وهي كثيرة السرقين فكنت ألبس خفين فإذا بلغت باب المسجد نزعت أحدهما ودخلت فقال يحيى بن سعيد الأنصاري لا تفعل هذا فإنك إمام منظور إليك يريد لبس خف على خف الأثرم سمعت أبا عبد الله يقول ما في هؤلاء المصريين أثبت من الليث لا عمرو بن الحارث ولا أحد وقد كان عمر بن الحارث عندي ثم رأيت له أشياء مناكير ما أصح حديث ليث بن سعد وجعل يثني عليه فقال رجل لأبي عبد الله إن إنسانا ضعفه فقال لا يدري وقال الفضل بن زياد قال أحمد ليث كثير العلم صحيح الحديث وقال أحمد بن سعد الزهري سمعت أحمد بن حنبل يقول الليث ثقة ثبت