فوجئ المواطن السوري " ي - أ " الذي يعمل في دولة الإمارات كمهندس حواسيب بخبر وارد من قبل أهله في سوريا مفاده أن زوجته الروسية التي تقيم معهم قد اختفت مع طفله الصغير الذي لم يتجاوز عمره السنة وخمسة أشهر، ومنذ حوالي شهرين وهو يعاني ليعلم أين استقر حال زوجته وطفله.
ذروة القصة :
عكس السير التقى السيد " ي – أ " وسمعنا منه تفاصيل قصته ، وبدأ بسرد قصته من ذروتها قائلاً " في الساعة السابعة من مساء الجمعة 23/7/2010 اتصل بي أهلي من سوريا – محافظة درعا وأخبروني أن زوجتي نتاليا اختفت من المنزل منذ الصباح ولا يعلمون أين هي، وقد أخذت معها طفلي وبعض الأغراض الثمينة والذهب وأموال سورية ودولارات" .
وأضاف "حجزت إلى دمشق فوراً وعلى جناح السرعة بأول رحلة ووصلت عند الساعة الثانية عشرة ليلاً ، وصادف ذلك اليوم وجود طائرة روسية في المطار فبحثت عن زوجتي بين الركاب الحاجزين فلم أجدها" .
وأردف " وصلت إلى درعا عند الخامسة صباحاً وعند السابعة كنت في الأمن الجنائي وأخبرتهم بالموضوع وفتحوا تحقيقاً بالأمر وكانوا متعاونين جداً حيث عمموا اسم زوجتي وطفلي على الحدود والمطارات، وطبعاً ابني لا يجوز أن يخرج بدون موافقتي وهذا حتى في القانون الروسي" .
وتابع " طلب الأمن الجنائي الصادر والوارد من المكالمات على هاتف زوجتي، وكانت زوجتي قد أتاها اتصال من مجهول في صباح الجمعة ولاحظ أهلي السرور عليها حيث إنها تجهزت بعد هذا الاتصال وزعمت أمام أهلي أنها تحضر لحفلة عيد ميلاد لابني وأنها ستذهب إلى إحدى الجارات لصنع الحلوى وأن غيابها لن يطول أكثر من ساعة " .
وأضاف " ي - أ " " طبعاً الاحتمال الوحيد هو أن تلجأ للسفارة لأنها ليس معها أية أوراق ولا جواز سفر وحتى ابني جوازا سفره السوري والروسي هما بحوزتي " .
موقف القنصلية الروسية
وعن موقف القنصلية الروسية من الأمر تحدث لنا " ي- أ" فقال: " ذهبت إلى القنصلية الروسية وسألتهم عن زوجتي فتظاهروا بأنهم لا يعلمون عنها شيئاً واستقبلوني بشكل مبالغ فيه من الترحيب و وأجروا بعض الاتصالات ولكن ما جعل الشكوك تساورني هي طريقة استقبالهم المبالغ فيها و الغريبة عليهم وأنا الذي تعاملت معهم سنوات خلال وجودي في روسيا" .
وأضاف " في اليوم التالي اتصلت بمعاون القنصل وسألته عن زوجتي إن كانوا قد علموا عنها شيئاً، قال لي أن زوجتي تكلمت مع القنصل العام وهو الآن بإجازة لمدة شهر وأن زوجتي أخبرته بأني هددتها بالقتل وأني كنت قاصداً أخذها إلى الأردن لذبحها ! وطبعاً هذا كلام لا أساس له من الصحة وهي بطبيعة الحال ستتهمني بهذه التهمة كي تبرر هربها مني، فكيف سآخذها إلى الأردن وهي لا تملك جواز سفر!".
وأردف " ي - أ " : " هددني معاون القنصل برفع قضية قضائية علي في سورية بذريعة تهديد زوجتي وأنه سيشتكي علي لوزارة الخارجية وأنه سيخبر عني الأمن السياسي والجنائي ليداهموا بيتي ويفتشوه، واستغربت منه هذا الكلام وهو دبلوماسي وبالأمس كان يحدثني بكل لباقة وبأفضل ترحيب ".
وتابع " قلت له كيف تتحدث معي بهذا الأسلوب وأنا شخص مثقف ومهندس وأعمل بأرقى الشركات، فقال لي أني مطلوب للأمن الروسي والإنتربول والقضاء الروسي والتهمة أني أحجز زوجتي بدون رضاها! " .
بداية القصة : زواج يعقبه خلاف فطلاق في روسيا ومجيء إلى سوريا
وعن قصته مع زوجته وأسباب الخلاف تحدث لنا " ي - أ " : " تزوجت زوجتي بعقد رسمي في روسيا قبل حوالي ثلاث سنوات وهذا كان أيام إقامتي في روسيا، وأنا كنت متزوجاً بها قبل ذلك في سوريا وزواجي مثبت، و أنا أعمل حالياً في الإمارات بشركة حواسيب، وكنت كل فترة أسافر إلى روسيا حيث زوجتي لكنها عندما ولدت طفلي قبل حوالي سنة ونصف رفضت السفر إلى سوريا ليرى أهلي الطفل؛ بحجة أن الطفل صغير ولا تريد أن تسافر به، وهذا كان سبب خلافنا وبعد ذلك رفعت علي دعوى طلاق في روسيا وحصلت على الطلاق رغم أن ذلك مخالف للقانون الروسي لأنه لا يسمح بالطلاق في حال كان الطفل عمره أقل من سنة" .
وأضاف" ي - أ " "استطعت أن أقنعها بعد ذلك وبعد جهد مضنٍ أن نذهب إلى سوريا وكان طفلي قد بلغ عمره سنة وثلاثة أشهر، وعرفتها على أهلي ووفرت لها كل ما تطلب ووجدت هنا كل رفاهية ورعاية وحب من قبل أهلي ثم سافرت إلى دبي وتركتها مع أهلي" .
وتابع " بعد فترة عدت من الإمارات وأخبرتها أننا سنذهب إلى دبي مع ابننا وأننا لن نعود إلى روسيا ، ودبي متوفر فيها كل شي من رفاهية ورغد حياة، وهي تعتبر من المدن الراقية جداً في العالم، فقالت لي ليس عندي مشكلة لكن الطريقة التي جئت بها بي إلى سوريا ورفضت عودتي إلى روسيا قد أزعجتني، فقلت لها أنا أعتذر منك وأرجو أن تتفهمي موقفي فلا أريد تعقيد الأمر بسفرك إلى روسيا وما يحتاج ذلك من قطع تذاكر وسفر بالطائرة لمدة 5 ساعات ثم سفر في القطار لمدة 12 ساعة ثم بعد ذلك سفرك من روسيا إلى دبي وما في ذلك من تعب ووو فالأفضل أن نسافر مباشرة إلى دبي وخلال عدة ساعات نكون هناك " .
وأردف " بعد ذلك ذهبت زوجتي إلى والدي وأخبرته أنها لا تريد السفر إلى دبي، وأبي كان له موقف سلبي مني أمامها ووبخني على زواجي من أجنبية وقال لي أنني لا أملك أن أفرض عليها شيء، وموقف والدي شجعها على التمرد" .
وتابع " لو سافرت إلى روسيا فلا يوجد ما يربطني بها هناك ولن أستطيع أن أراها ولا أرى ولدي، ولذلك قلت لها أنها ستذهب هي وطفلي معي إلى دبي ولا شيء آخر غير هذا" .
وأضاف " تنازعت أنا وهي وكانت تمسك بيدها جواز سفرها فأمسكت جواز السفر وصرت أشده نحوي وهي تشده نحوها حتى تمزق، وأظن أنها تعمدت تمزيقه لأنها بذلك لن تستطيع السفر إلا إلى دولتها الأم روسيا " .
بعد تمزق الجواز اللجوء إلى القنصلية
وعن ما حدث بعد تمزق جواز السفر تحدث " ي - أ " " تكلمنا في اليوم التالي مع القنصلية حول القضية وأنها فقدت جواز سفرها، فأخبرونا أنهم سيسمحون لها وحدها بالعودة إلى روسيا وسألوها عن جنسية الطفل فقالت لهم أنه سوري روسي، فسألوها هل أبوه موافق على سفره؟ فقالت لا، فقالوا لها إذن لا تأتي به وحلي مشاكلك مع أبيه لوحدك".
وتابع " بعد ذلك تكلمنا مع أحد المعارف في روسيا لإخراج جواز سفر لها بتوكيل من زوجتي، لكنه بدأ الإجراءات قبل أن يحصل على التوكيل من زوجتي، وهو أمر دفع أم زوجتي أن ترفع علي دعوى قضائية بأني أخرج لزوجتي جواز سفر بدون رضاها وأني هددتها بالقتل علماً أن زوجتي هي التي طلبت إخراج الجواز، وأصبحت مطلوباً للأمن وللقضاء هناك" .
وأردف " بعد ذلك أنا سافرت إلى الإمارات كوني أعمل هناك ولم ألبث أن عدت على جناح السرعة بعد إخبار أهلي لي باختفاء زوجتي" .
وأضاف " ثم بعد ذلك علمت وبحسب معاون القنصل أن زوجتي وطفلي صاروا في روسيا وبمدينة فارونج ".
حديث مزاح بالصدفة يكشف معلومات جديدة
وتابع " ي - أ " سرد قصته قائلاً : " بعد فترة يخبرني صديق لي أنه وبطريق الصدفة وأثناء حديثه مع أحد أصدقائه الروس قال له على سبيل المزاح: إنكم أيها السوريون إرهابيون، وعندما استفسر صديقي عن سبب قوله هذا، ذكر له أن هناك أحد السوريين متزوج إحدى الروسيات واسمها نتاليا وهي أخت صديقه وأنها هاربة من زوجها بعد تهديد زوجها لها وأن السفارة قد استأجرت لها شقة في دمشق، وحينها اتصل صديقي بي وأخبرني على الفور أن زوجتي داخل سوريا " .
وأضاف " تكلمنا مع السفارة وقالوا أنها خارج سوريا! وطبعاً لا يوجد شيء يثبت أن زوجتي خارج سوريا فبحسب الهجرة والجوازات هي داخل سوريا وكذلك بحسب المطار هي داخل سوريا و معمم اسمها من قبل الأمن الجنائي ومطلوبة و لو ثبت أنها خارج سوريا فهذا يعد خرق للقانون فكيف خرجت خارج سوريا بدون علم الهجرة والجوازات ؟ وكيف تخرج وهي مطلوبة من قبل الأمن وبقرار من القاضي الشرعي!".
وقال " ي - أ " بحرقة " أريد فقط أن أرى ابني وأعرف أين هو، تصور أني لا أعلم أين هو الآن" وأردف " أنا أقول أن الطفل يجب أن يبقى مع أمه كونه طفل صغير وهذا حق لها في القانون والشرع، لكن أنا أريد أن أراه وأعلم أين هو فقط " .
الزوجة لا تعرف أحداً ولا تعرف كيف تتنقل في سوريا فمن الذي أخذها؟
وعن اعتقاده حول الطريقة التي هربت بها زوجته قال" ي - أ " " أنا أعتقد إن هرب زوجتي كان بعلم القنصلية الروسية وكل ما حصل كان بعلم القنصلية وبمساعدتها، فكيف ستهرب زوجتي إذن ؟ زوجتي لا تعلم كيف تتحرك ولا تعرف شيئاً عن سوريا ولا تعرف أحداً في سوريا ولا تعرف كيف تتنقل بها فمن هو الذي أخذها ؟ هل هي أمها التي لا تعلم مكان سوريا على الخارطة ؟ من أخذها قد أخذها بسيارة من أمام بيت أهلي في درعا ، و أم زوجتي و حسب مصادر في الهجرة و الجوازات قد دخلت الحدود السورية في نفس يوم الفرار و قبل ساعة واحدة من هروب زوجتي من بيت أهلي و هذا يدل على تنسيق مشترك بين أم زوجتي و زوجتي و القنصلية الروسية في دمشق على موضوع الهرب ".
وأضاف " أخبرتني أم زوجتي بعد ذلك أن زوجتي صارت في روسيا وأن أحد الدبلوماسيين الروس هربها عن طريق تركيا وأنا أستغرب حصول هذا الأمر لأنه لو حصل فهو خرق للقوانين " .
وتابع : " حتى لو استطاعوا تهريبها إلى تركيا فهل سيهربونها من تركيا أيضاً ؟ هل تركيا غابة ؟ أين أوراقها أين جواز سفرها ؟ ".
واستدرك " ي - أ " قائلاً "بالمناسبة أم زوجتي هددتني أنها سترسل لي مافيات وقالت لي أستطيع أن أقتلك على باب بيتك سواء في سوريا أو في الإمارات، وأنا لم أقم لتهديدها وزناً واعتبرت أن كلامها كان بفورة غضب ورغم ذلك أخبرت الجهات الأمنية في سورية عن هذا التهديد فأنا لا أعمل شيئاً إلا بعلم الجهات الأمنية وأنا أحترم قانون بلدي وعلى كل من يدوس أرض سوريا أن يحترم قانونها فأنا لم أخرق أي قانون لأي دولة زرتها ".
وأضاف " ي - أ " " أرسلت رسالة لأبي زوجتي ورجوته أن يخبرني عن مكان زوجتي وأنا مستعد لحل المشكلة، فرد علي برسالة وطلب مني أن أعترف بتهديدي لزوجتي بالقتل وأني حجزتها في سوريا ولم أسمح لها بالذهاب للسفارة! رغم أنها كانت تعيش بحرية بسوريا وكانت تتبضع في دمشق وكان معها هاتف وفيه رصيد مفتوح وكنت أقول لها أن تتصل بأهلها يومياً وأن تطمئنهم عن نفسها وحتى عندما كانت تقول لي إن الاتصال إلى روسيا غال أقول لها أنا حر بمالي اتصلي ولا تهتمي".
وأوضح " ي - أ " أن " أمها هي سبب كل المشاكل وهي التي كانت تضغط على زوجتي وتعبث بتفكيرها وتثير الخلاف بيننا، ولو نظرت إلى كل الشكاوي المقدمة ضدي في روسيا مصدرها أم زوجتي "
القنصلية الروسية ترفض استقبالنا
وحاول عكس السير أن يدخل إلى القنصلية الروسية لنستوضح منهم وجهة نظرهم لكن الموظف الروسي على الباب رفض السماح لنا بالدخول عندما علم أننا صحافة.
" ي - أ " في زيارته الأخيرة للقنصلية : أكدوا لي أن زوجتي في روسيا
وقد أخبرنا السيد " ي - أ " بعد عدم السماح لعكس السير بدخول القنصلية أنه قد زار القنصلية ودار حديث بينه وبين معاون القنصل الروسي وعندما سأله لماذا لا يريد أن يتكلم مع الصحافة قال : " لا علاقة لنا بالصحافة ولك الحق بإثارة الموضوع في الصحافة ولكن نحن لا علاقة لنا " .
وأضاف " ي - أ " "عندما سألته أين زوجتي قال لي أنها في روسيا مع الطفل وأنا أستغرب كيف أنها لم تتكلم معك حتى الآن ".
وأردف " وعندما سألته من أخرج زوجتي و طفلي من هنا؟ لم يجب بل اكتفى بالقول نحن لم نرها ولم تأت إلى هنا ، ولا نعلم من أخرجها، هي تكلمت مع القنصل والقنصل أرسلها إلى محامين، ونحن أتانا تقرير من المخابرات الروسية أنها في روسيا مع الطفل في مدينة فارونج وأنت مطلوب للأمن الروسي".
وتابع "سألته من الذي أخذها ؟ أنتم لم تروها وخرجت خارج البلد وعندكم معلومات عنها فكيف ذلك؟ فقال لي أن أم زوجتي دبرت الموضوع عن طريق محامين، فقلت له كيف دبرت ذلك ألا تحتاج لأوراق من السفارة ؟كيف حصلت على الأوراق بدون أن تروها في السفارة ؟ وكيف خرجت بدون أوراق وكيف وجوازي السفر الخاصة بابني معي ؟ أليس هذا خرق للقانون؟ ".
واستدرك " ي – أ " " قلت له طالما أن زوجتي في روسيا فاتصل لي بها ودعني أسمع صوتها وصوت ابني! فدخل لعند القنصل و غاب عني ربع ساعة ثم عاد وقال لي نحن لا نتدخل في العلاقات الأسرية فعندنا 33 ألف روسي في سورية وإذا أراد كل واحد أن يحل مشاكله العائلية سنحتاج إلى سفارتين" .
وبين قول القنصلية الروسية وأقاويل أهل الزوجة ومصادر الهجرة والجوازات السورية لا زال السيد " ي - أ " يتلهف لرؤية طفله وأعاد القول ممزوجاً بأسى " لو أني اضطررت لبيع لحم جسمي لما تخليت عن ابني فحقي أن أعلم أين هو وأن أراه ، وأنا لا أمانع أن يبقى مع أمه لكن أريد أن أراه فقط ".
لتوصل معي على الفيس بوك بإمكان اضافتي على الحساب التالي :
https://www.facebook.com/Microsoft.Engineer
نصائح واستشارات امنية في مجال امن المعلومات والإتصالات
كبار استشاري امن المعلومات في شركة مايكروسوفت
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)