طرائف البهلول



البهلول
بهلول - هذا الرجل العظيم- هو وهب بن عمرو و البهلول اسم يجمع خصاله الحسنة التي كان يتصف بها فقد كان جميلا فكهاً و كان يتصف بالموقع الاجتماعي و العلمي بالاضافة الى قرابته الى هارون الرشيد و هاتان الخصلتان كانتا السبب في عدم تورعه من هارون و عماله حتى كان يدخل وقت ما يشاء و يتكلم ما يريد.
0000

صوت النقود و لونها

دخل رجل فقير مدينة بغداد و اخذ يتجول في اسواقها و كانت بغداد يومئذ عاصمة اكبر دولة و كان فيها سوقا عظيما يجد الانسان فيه كل ما يحتاجه حتى كانت هناك دكاكين مختصة لبيع الاطعمة و كان كسبة السوق ياتون الى هذا السوق لتناول الطعام .
ذهب الرجل الفقير الى هذا السوق و شاهد كل انواع الاطعمة فازدادت شهيته و لم يتمكن من مقاومة نفسه مقابل رائحة الطعام و من القدر كان هناك لرجل دكان في السوق و كان قد عرض الطعام خارج دكانه و البخار يتصاعد من اعلى الطعام و كان الزبائن ياتون و يشترون منه , و كان صاحب الطعام ياتي بالطعام بين الحين و الاخر يبيع الطعام و يدخل الى الدكان.
فلما راى الفقير ذلك و هو لم يملك شيئاً من النقود فكر مع نفسه فأخرج قطعاً من الخبز اليابس الذي كان معه ثم وضعه على البخار المتصاعد من الطعام ليترطب و ياخذ الرائحة فلما راى ذلك صاحب الطعام و كان رجل جشع خرج من الدكان و جاء الى الفقير و طلب منه ثمن الطعام.
قال الرجل الفقير ( هل جننت ؟ ثمن ماذا اعطيك ......... فهل اعطيتني طعاماً؟))
قال صاحب الدكان ( هل تعترف انك اكلت الخبز اليابس الذي وضعته على بخار طعامي ؟ ))
فاجابه الفقير ( نعم , اكلت الخبز مع البخارالمتصاعد الى السماء))
فقال صاحب الدكان ( اني اكتفي منك باخذ ثمن البخار فقط))
و هكذا ارتفع صوتهما و اشتد الشجار و من حسن حظ الفقير مر بهلول و استمع الى النزاع بينها
فقال بهلول لصاحب الدكان ( أتعترف انه لم ياكل من طعامك بل انتفع ببخاره ؟))
قال ( نعم و ان لم ادع غير ذلك))
قال بهلول ( حسن اسمع ....................... )) ثم اخرج من جيبه نقودا و االقاها بالارض ثم اخذها و هو يقول لصاحب الدكان ( خذ ثمن طعامك))
قال له صاحب الدكان ( ما هذا الذي فعلت؟))
قال بهلول ( دفعت اليك ثمن طعامك ))
فقال صاحب الدكان ( اي ثمن اعطيتني ))
قال بهلول : (( لقد حكمت بالعدل فان الذي يبيع بخار طعامه و رائحته لابد ان يكون ثمنه صوت النقود ))
لم يتمكن صاحب المحل من التكلم بشيء و رجع الى محله و اعطى بهلول ما كان عنده من النقود الى الرجل الفقير ليشتري بها طعاما ثم انصرف.



رحم الله بهلول