بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين الطاهرين

صحيفة
الحكم والطُرف واللطائف

أما الحكمة :
الحكمة :
هي معرفة الوجود الحق وأسمائه الحسنى وصفاته العليا وآثارها ، ويترتب عليها
نوعان :
الأولى : الحكمة النظرية :
وهي عبارة معرفة أفضل الأشياء بأفضل العلوم ، ومعناها معرفة الوجود الحق وأسمائه الحسنى وصفاته العليا وما يتفرع على فعله وآثاره الحقيقية وتمييزها عن غيرها ، وكل ما يرتبط به من الهداية التكوينية والتشريعية وما يتفرع عليها من تنظيم الشرائع وتبيين المواعظ والعبر ، وكذا عد منها الكلمات البليغة التي تعبر عن المقاصد العالية والمعارف الغالية الموصلة لرحمة الله والمبعدة عن نقمته . وهي الحكمة العلمية
.

الثانية : الحكمة العملية :
هي وضع الشيء في موضعه المناسب على نحو الإتقان ، ومثله تعريف الحكمة العملية: هي عدم فعل مالا ينبغي .
فالحكيم : الذي لا يفعل القبيح ولا يخل بواجب .
والحكيم التام :هو الله تعالى ،ثم أنبياءه وبالخصوص خاتمهم وأوصياءه بالحق والذين علمهم من الله تعالى و يعملون بما علموا بأحسن وجه ممكن ثم أتباعهم والمقتدين بهم ،
لأنهم يعلمون علوم الله الحقة من غير تحريف ويعملون بها ، وليس بعد الحق وإن كان مرّ ثقيل إلا الضلال وإن حلا وسهل و أعجب منظره وزينته .

ثم كما عرفت : قد يتوسع في معنى الحكمة فتشمل كل كلمة بليغة ونافعة ومفيدة سواء قالها الله تعالى أو أنبياءه أو أوصياءهم أو العلماء والحكماء أو الفلاسفة ، بل قد تصدر الحكمة على ما قيل حتى من المجانين ، بل وحتى من المنافقين لعدم تحملهم لها ، وقال مولى الموحدين بعد سيد المرسلين أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب عليه السلام :
((خذ الحكمة أنى كانت فإن الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره حتى تخرج فتسكن إلى صدر المؤمن ))
. نهج البلاغة قصار الحكم 79 .
وعن حفص بن البختري ، رفعه قال : كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول :

(( روحوا أنفسكم ببديع الحكمة ، فإنها تكل كما تكل الأبدان ))
الكافي جزء 1 باب النوادر حديث 1 .

وإليك بعض الحكم البليغة والجميلة :

1_قال الله تعالى :(( يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خير كثيرا وما يتذكر إلا أولوا الألباب ))
.البقرة 269 .

2_قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
((شر الناس من باع أخرته بدنياه ، وشر من ذلك من باع أخرته بدنيا غيره )) .


3_ قال الإمام علي بن أبي طالب علية السلام :
(( أتق الله بعض التقى وإن قل ، وأجعل بينك وبينه ستراً وإن رق )) .

4_ قال الإمام الحسن بن علي عليه السلام :
(( لرجل كيف طلبك للدنيا ؟قال الرجل شديد ، قال عليه السلام : فهل أدركت ما تريد ؟قال الرجل : لا ،فقال عليه السلام : فهذه التي تطلبها لم تدرك منها ما تريد ، فكيف بالتي لم تطلبها ؟! )) .

5_ لقمان الحكيم : في يوم دعاه مولاه فقال له : اذبح شاة فأتني بأطيب مضغنتين منها ، فذبح الشاة وأتاه بالقلب واللسان .
ثم بعد أيام أمر بمثل ذلك وان يأتيه بأخبث مضغنتين ، فاخرج إليه القلب واللسان .
فسأله عن ذلك ، فقال : لأنهما أطيب شيء إن طابا وأخبث شيء إن خبثا .


ودمتم بحفظ الرحمن