جئت لأسرقه ... فسرقني !!!!!!
ذكر أن لصا تسور دار مالك بن دينار فلم يجد في الدار شيئا يسرقه، فرآه وهو قائم يصلى فأوجز مالك في صلاته، ثم التفت إلى اللص، وسلم عليه، وقال: يا أخي، تاب الله عليك، دخلت منزلي فلم تجد ما تأخذه، ولا أدعك تخرج بغير فائدة، وقام وأتاه بإناء فيه ماء، وقال له: توضأ و صل ركعتين؟ فإنك تخرج بخير ما جئت في طلبه، فقال اللص: نعم وكرامة، وقام وتوضأ وصلى ركعتين،
وقال: يا مالك أيخف عليك أن أزيد ركعتين أخرتين؟
قال: زد ما قدر الله لك؟
فلم يزل اللص يصلى إلى الصبح .
قال له مالك: انصرف راشدا .
فقال: يا سيدي، عليك أن أقيم عندك هذا اليوم؟ فإني قد نويت صيامه .
فقال له مالك: أقم ما شئت، فأقام عنده أياما صائما قائما، فلما أراد الانصراف.
قال اللص: يا مالك، قد نويت التوبة.
فقال مالك: ذلك بيد الله عز وجل، فتاب اللص وحسنت توبته، وخرج من عنده فلقيه أحد اللصوص.
فقال له: أظنك وقعت بكنز؟!
فقال: يا أخي، وقعت بمالك بن دينار، جئت لأسرقه فسرقني، وقد تبت إلى الله عز وجل، وها أنا ملازم الباب فلا أبرح حتى أنال ما ناله الأحباب.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)