في تحقيق أجراه موقع صحيفة الوطن المحلية حول الكفاءات التي تسافر إلى خارج القطر للعمل و وتضع خدماتها في بلدان عربية وأجنبية في الوقت الذي يكون وطنهم الأم بأمس الحاجة إلى خبراتهم ونضع الآن هذه الأحصائيات التي أتت بها الصحيفة حين بدأت :
يعمل الطبيب "سمير عيسى" في السعودية، ويدير مستشفيات زراعة الكبد هناك على حين تنتظر سورية أن تملك مستشفاها الوحيد المتخصص بزراعة الكبد قريبا.
ليس «عيسى» الطبيب الوحيد العامل في الخارج رغم أنه عضو هيئة تدريسية في جامعة حلب ولكنه واحد من مئات بل آلاف المتعلمين والباحثين السوريين في الخارج منهم من قد يعود كما حال «عيسى» والعاملين في الخليج العربي ولكن هناك من استقر في بلده الجديد وخاصة في أوروبا وكندا وأميركا ويعملون هناك مع عائلاتهم.
فقد قدرت دراسة الخبير والباحث الاجتماعي السوري محمد جمال باروت نسبة المهاجرين السوريين ممن هم في المستوى التعليمي الثالث (الجامعي وما فوق) إلى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD في عام 2000 بأنها تشكل (35.1%) من إجمالي عدد المهاجرين السوريين حتى ذلك العام، وبينت دراسات منظمة الهجرة والتنمية في الأمم المتحدة أن نسبة السوريين أولئك تشكل 0.9% من مجمل المهاجرين الأجانب في بلدان منظمة التعاون والمقدرة نسبتهم بـ(11.8%).
24 ألف طبيب سوري في أميركا وألمانيا
لكنها تنوه إلى أن نسبة 3.7% من هؤلاء المهاجرين، توازي أقرانهم في سورية، مقتربين في ذلك من نسبة مهاجري المستوى التعليمي الثالث في مصر إلى أقرانهم والمقدرة بـ(3.6%)، على حين قدرت نسبة من يحملون الشهادة الثانوية وما فوق التعليم الثانوي بـ(31.12%) من ذلك الإجمالي، ونسبة من هم دون التعليم الثانوي بـ(33.8%) من المهاجرين ويعني ذلك على مستوى الاتجاه العام أن نسبة هجرة الكفاءات، ومن هم في طور الكفاءات وفق مؤشر مستوى التعليم تشكل أكثر من ثلاثة أخماس المهاجرين السوريين إلى دول OECD، بما يتسق مع اتجاه جذب دول تلك المنظمة والدول الغربية عموماً للكفاءات في العالم.
بينما قدرت دراسة للبنك الدولي أن عدد المهاجرين السوريين الذين تلقوا تعليماً ثلاثياً (جامعياً)، أي كل مراحل تعليمهم في سورية يمثلون سنويا (5.2%) من إجمالي عدد المهاجرين السوريين حتى عام 2005 المقدر وفق تلك الدراسة بـ(480.708) مهاجرين أو (2.5%) من إجمالي عدد السكان، وأن نسبة الأطباء السوريين المهاجرين الذين أتموا تعليمهم الطبي في سورية تقدر سنوياً بـ(9.5%)من عدد الأطباء الخريجين.
الواقع يشير إلى أن نسبة الأطباء المهاجرين الذين تلقوا تكوينهم في سورية قد تفوق هذا التقدير الذي لا يشمل في الواقع سوى الأطباء السوريين المهاجرين إلى بعض بلدان منظمة التعاون والتنمية، ولا يشمل الأطباء السوريين المهاجرين إلى دول مجلس التعاون ولاسيما إلى المملكة العربية السعودية.
إذا كان ارتفاع نزيف مخزون سورية من الأطباء هو الوجه الآخر لزيادة معدل تخريج كليات الطب لهم بعد تخريج كلية الطب في جامعة حلب عام 1974 وكلية الطب في جامعة تشرين للدفعة الأولى، ما يدفع إلى القول بشكل معقول حسب تعبير باروت «نسبة الأطباء المكونين في النظام التعليمي السوري الذين يهاجرون من سورية هي أضعاف النسبة المحددة بالتقرير المتوسطي للهجرة»، وكمثال مقطعي تبين مصادر الجمعية الطبية العربية الأميركية أن عدد الأطباء السوريين في الولايات المتحدة الأميركية يفوق 6 آلاف طبيب من أصل نحو 15 ألف طبيب عربي ويحتل الأطباء السوريون والمصريون المرتبة الأولى في عدد الأطباء العرب على حين يقدر عدد الأطباء السوريين المقيمين في ألمانيا 18 ألف طبيب من أصل عدد الجالية السورية والمقدر بـ95 ألفاً.
هجرة الأدمغة سلبية على سورية
مثل هذه الهجرات تكون إيجابية حين يتمكن بلد الإرسال من إعادة استقطاب عقوله وكفاءاته المهاجرة مباشرة أو بشكل غير مباشر، والمؤهلة لعملية نقل المعرفة في مرحلة دخول الاقتصاد العالمي عصر اقتصاد المعرفة، وتشابك الأسواق وانفتاحها وتنافسيتها.
بينما تكون الهجرة سلبية عندما تكون سياسيات الاستقطاب تلك غير ناجحة مع اتباع الدول لسياسات تحرير اقتصادية عامة وتحرير التجارة بشكل خاص، والتي تفترض مواجهة تحديات السوق المتشابكة التي باتت أكثر تعولماً من أي وقت مضى، وفي ضوء ما سبق يمكن أن «نقيم أن الأثر الصافي لهجرة الأدمغة والكفاءات السورية سلباً» بحسب تعبير باروت، الذي تابع «يمكن القول بصفة عامة إن الأثر السلبي لهجرة الأدمغة والكفاءات على مخزون أي بلد من رأس المال المعرفي والبشري يكون واضحاً وكبيراً حين تكون نسبة خريجي التعليم التقني والعالي ولاسيما في اختصاصات العلوم الدقيقة متدنية أو متوسطة».
بينما يكون أقل سلبية حين تكون نسبته مرتفعة كما في الهند والصين مثلاً وهذا ما ينطبق إلى حد كبير على حالة سورية، ففي المنظور المقارن لهجرة الأدمغة والكفاءات السورية مع نظيرها في دول المنطقة تبدو هذه النسبة متدنية حين تحتل سورية المرتبة السابعة (3.7%) في هجرة الكفاءات التي أتمت التعليم الثالث (الجامعي) بين ثماني دول عربية وهي قريبة من مصر التي تحتل المرتبة الثامنة (3.6%) بالقياس إلى المغرب (19.5%) والجزائر (15%) وتونس (14%) والعراق (7.6%)، والسودان (4.4%) ولكنها تبدو مرتفعة في إطار المنظور النسبي مع الأخذ بالحسبان أن هذه النسبة تشمل الكفاءات المهاجرة إلى بعض منظمات التعاون والتنمية فقط في عام 2000 ولا تضم المهاجرين إلى دول مجلس التعاون الخليجي التي تتسم بتركز قدر كبير من الكفاءات السورية في أسواقها، إلا أنها تبدو مرتفعة في التقييم النسبي في ضوء ندرة الأدمغة (رأس مال معرفي) والكفاءات (رأس مال بشري) السورية، ودخول سورية من نحو عقد تقريباً في ما يمكن تسميته مرحلة التصحر العلمي من جهة وارتفاع وتيرة تراجع عدد الخريجين السوريين في تخصصات العلوم الدقيقة والتخصصات التقنية العليا والوسيطة أو المساعدة التي تعتبر -الوسيطة- رغم كثرة معاهدها في سورية ومن أكثرها فاقداً في سورية بمعدلات تتراوح بين 82% في معاهد وزارة التعليم العالي وبين 69% للوزارات الأخرى على حين يشكل طلاب المعاهد المتوسطة ما لا يقل عن 22.8% من طلبة التعليم ما بعد الثانوي.
هذه الدراسة وضعتها بين أيديكم إخوتي وأخواتي المغتريبن
أرجو من حضراتكم تقديم الأسباب التي دفعتكم للهجرة الدائمة أو المؤقتة أرجو التكلم بصراحة تامة وموضوعية مع فائق حبي واحترامي لكم جميع
أخبار من العالم بنكهة سورية
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)