إرتفاع ضغط الدم Hypertension :

يعتبر ارتفاع ضغط الدم الشرياني من الأمراض المزمنة الأوسع انتشاراً في العالم. المرض لا تظهر له أعراض إلا بعد أن يكون قد انتقل الى مرحلة متقدمة جداً ولذلك يسمى بالقاتل الصامت. يعتبر ضغط الدم مرتفعاً إذا استمر معدله فوق الحد الطبيعي في حالات الاسترخاء والراحة النفسية.النفسية،وهناك فئة من مرضى ضغط الدم المرتفع يقال عنهم ذوو ضغط الدم المتأرجح. لقد أثبتت الدراسات الطبية العديدة أن التشخيص المبكر لارتفاع ضغط الدم وأخذ العلاج لمن يحتاجه يخفض بإذن الله من الاصابة بالمضاعفات .

الشرح :



ارتفاع ضغط الدم Hypertension


يعتبر ارتفاع ضغط الدم الشرياني من الأمراض المزمنة الأوسع انتشاراً في العالم لذلك فهو من أبرز أسباب الاعاقة أو الوفاة الناجمة عن السكتة الدماغية أو النوبة القلبية أو القصور الكلوي. كما أنه أحد أكثر الأمراض المزمنة الخطيرة انتشاراً في العالم إلا أنه غالباً مالا يعطي هذا المرض قدره من الاهتمام إذ لا يعلم حوالي 40% من المصابين أنهم يعانون من ارتفاع ضغط الدم الشرياني والسبب الرئيس لذلك أن المرض لا تظهر له أعراض إلا بعد أن يكون قد انتقل الى مرحلة
متقدمة جداً ولذلك يسمى بالقاتل الصامت.


تعريف:

إن ضغط الدم هو ذلك الضغط الموجود داخل الشرايين والذي يحافظ على وجود قوة ضاغطة تؤدي الى دفع الدم عبر جهازالدورة الدموية الى كافة أنحاء الجسم حتى ولو كان ضد الجاذبية الأرضية.
ويعبر عن ضغط الدم برقمين فنقول 130 / 80 ملم زئبقي، فالرقم الأول يسمى بالضغط الانبساطي والرقم الأعلى يسمى بالضغط الانقباضي وهي قياسات تتوافق مع حركة القلب الانبساطية والانقباضية ففي الأمور والأحوال الطبيعية للأشخاص الأصحاء يبقى ضغط الدم طبيعياً ضمن مجال ضيق في التأرجح بين الليل والنهار ووضع الشخص
واقفاً أو مضجعاً ولكن الضغط يزداد أثناء القيام بنشاط عقلي رياضي أو حتى نتيجة التعرض للإنفعالات والضغوط النفسية وفي غالب الأحيان يعود الضغط لوضعه الطبيعي السابق عند الاسترخاء وزوال المؤثرات السابقة.


متى يكون الضغط مرتفعاً؟

يعتبر ضغط الدم مرتفعاً إذا استمر معدله فوق الحد الطبيعي في حالات الاسترخاء والراحة النفسية،وهناك فئة من مرضى ضغط الدم المرتفع يقال عنهم ذوو ضغط الدم المتأرجح عندما يرتفع ضغط الدم في بعض الاحيان ويكون طبيعياً في أحيان أخرى.


من هــو المستهدف؟

إن مرض ارتفاع ضغط الدم الشرياني لا يفرق بين فئات المجتمع بل يصيب المرأة والرجل، الشاب، المسن ويصيب جميع الأجناس وتتراوح نسبة الإصابة بين 10- 40% من أفراد المجتمع وتختلف باختلاف المجتمعات وفي دراستين سعوديتين كانت نسبة الإصابة بين الأعمار 30 - 70 حوالي 21% ومن نتائج البحث الوطني المصري كانت نسبة الإصابة بضغط الدم المرتفع بين الأعمار 25 -70 حوالي 26.3% كما أن هناك دراسات بنسبة متقاربة من كل من المغرب وسلطنة عمان.


الأسباب:

1- إن ما بين 90 -95% من حالات ضغط الدم المرتفع غير معروفة السبب وتسمى ارتفاع ضغط الدم الأساسي أو الإبتدائي.
2- حالات ضغط الدم معروفة السبب أو ما تسمى بالثانوية فهي موجودة عند فئة من المرضى تتراوح ما بين 5 -10 وتندرج تحت مسبباتها أمراض كثيرة منها:
- أسباب كلوية متعددة.
- اضطرابات الغدد الصماء ( الكظرية - الدرقية )
- أسباب عصبية.
- أسباب أخرى مختلفة مثل تضيق الشريان الأورطي أو الأبهر أو التهاب الشريان العقدي أو نتيجة الحمل أو أمراض النسيج الضام أو ارتفاع كالسيوم الدم.
- تناول الأدوية : مثل حبوب منع الحمل - أدوية الزكام و الإنفلونزا وأدوية الإيستروبيد وأدوية مانعة الشهية.


عوامل تساعد على حدوثه:

1- الوراثة: تلعب دوراً مهماً في حدوث هذا المرض.
2- البيئة: لها دور كبير.
3- الزيادة في تناول ملح الطعام.
4- السمنة.
5- التدخين.
6- تناول المشروبات الكحولية وتعاطي المخدرات.
7- قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة.
8- مرض السكري،مرض الذئبة الحمراء في المراحل المتقدمة من المرض.


التشخيص:

لقد أثبتت الدراسات الطبية العديدة أن التشخيص المبكر لارتفاع ضغط الدم وأخذ العلاج لمن يحتاجه يخفض بإذن الله من الاصابة بالمضاعفات الى نسبة قد تصل الى 60% إضافة الى أنه يريح القلب من بعض أعراض المرض.
1- التأكد من قراءة ضغط الدم وارتفاعه من خلال فحصه خلال جلسات ولقاءات طبية متكررة.
2- أخذ التاريخ المرضي والعائلي بدقة.
3- تقويم الحالة السريرية للمريض تقويماً دقيقاً.
4- الفحوصات المخبرية الأساسية مثل فحص الدم لمعرفة وظائف الكلى ونسبة الأملاح والكلوليسترول والهيموجلوبين والسكر، وفحص البول لمعرفة كمية البروتين والدم والسكر وعمل تخطيط كهربائي للقلب وعمل أشعة سينية للصدر لملاحظة حجم القلب وتغيرات الرئة.
5- الفحوصات المخبرية الخاصة لمعرفة الأسباب الثانوية لارتفاع ضغط الدم وتتضمن: تصوير الكليتين بالأشعة بمساعدة الصبغة الملوثة ودراسة مستوى بعض الهرمونات بالدم والبول وفحص القلب والكليتين بالموجات فوق الصوتية وربما احتاج الأمر فحص الكليتين والغدة جار كلوية ( الكظرية ) بالأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي أو الأشعة النووية.
6- محاولة اكتشاف بعض الأمراض المؤثرة في نمط علاج ضغط الدم كالذبحة الصدرية والربو الشعبي.
7- محاولة اكتشاف عوامل الخطورة المهيئة لتصلب الشرايين كالسكري وارتفاع الدهون والكوليسترول وارتفاع الهوموسيستين بالدم والسمنة والتدخين وتعاطي الكحول
والمخدرات.


الأعــــراض:

غالباً ما يسمى ارتفاع ضغط الدم الشرياني بالقاتل الصامت لأنه لا أعراض له في أغلب الأحيان ويتم اكتشافه أثناء الفحص الدوري أو فحص المريض لسبب آخر وهنا يجب
توضيح نقطة مهمة يتداولها الكثير من الناس وهي أن كثيراً من الناس يعتقد أن الصداع هو من أهم أعراض ارتفاع ضغغط الدم. ولكن الحقيقة هي أن للصداع علاقة مميزة فقط للارتفاع الشديد لضغط الدم والمؤثر على الجهاز العصبي وربما المصاحب بنزيف في المخ واضطرابات الجهاز العصبي.
قد يشكو بعض المرضى من وجود دوخة أو خفقان أو تعب عام أو نزيف من الأنف أو ظهور دم بالبول أو قد يشعر البعض بغشاوة على الرؤية،أما بعض المرضى قد يشتكي من أعراض المرض الثانوي المسبب لارتفاع ضغط الدم الشرياني وتكون هي الأعراض الرئيسية.


المخـــــاطر:

يستهدف ارتفاع ضغط الدم الشرياني الأعضاء الحيوية بالجسم لتدميرها والقضاء عليها وهي:
1- القلب: إن وجود الضغط المرتفع لمدة طويلة يؤدي الى زيادة سماكة جدار القلب وتضخمه وقد يتطور الى اتساع البطين وهبوط وظيفة البطين الأيسر بعد فترة من الزمن وهبوط وظيفة القلب كمضخة،إضافة الى أنه قد يساعد على حدوث ذبحة صدرية أو جلطة قلبية.
2- الكليتان: حدوث اضطرابات في وظيفة الكليتين وتدهورها كلما زاد ارتفاع الضغط كما أن البروتين والزلال قد يزداد هروبه وترشيحة من خلال الكليتين وقد ينتهي بحدوث فشل كلوي مزمن يحتاج لغسيل كلوي اصطناعي بالديزة أو عن طريق الغشاء البريتوني.
3- الجهاز العصبي: السكتة الدماغية ونزيف داخل المخ أو خارجه مع اعتدال وظائف المخ من المضاعفات الخطيرة لارتفاع ضغط الدم الشرياني.
4- العينان: حدوث تغيرات بسيطة قد تتطور الى زيادة ارتفاع ضغط الدم الشرياني محدثة تغيرات خطيرة بشبكية العين والأوعية الدموية يجب تداركها قبل أن تحدث أضرار دائمة لا سمح الله.
5- الشريان الأورطي: قد يصاب هذا الشريان بتمزق مسبباً ألماً شديداً بمنتصف الصدر في الأمام وفي الخلف وقد يؤدي هذا التمزق الى مضاعفات خطيرة بالصدر والقلب والكلى والأطراف وربما الوفاة السريعة إذا لم يتم تداركه جرحياً.
مما سبق ذكره يتضح لمرضى ضغط الدم الشرياني المرتفع فائدة العلاج وخفض ضغط الدم المرتفع الى الحدود الطبيعية لأنها تقلل من المخاطر والمضاعفات التي قد تسبب إعاقة أو وفاة.


العـلاج:

هناك استراتيجية لعلاج مرضى ضغط الدم المرتفع وتشمل العلاج غيرالدوائي أو الجمع بينها وبين العلاج الدوائي.


أ - العلاج غير الدوائي:

1- تجنب السمنة وضرورة خفض الوزن الزائد بحيث يكون كتلة الجسم ما بين 19- 24.9 كجم/ م2
2- تناول غذاء صحي: قليل الدسم،قليل الدهون، مع الاكثار من الفواكه والخضروات وغني بالبوتاسيوم والماغنيسيوم والكالسيوم.
3- التخفيف من كمية ملح الطعام ( 2-3 جرام يومياً ) أي ما يعادل معلقة صغيرة من الملح وتجنب المأكولات السريعة والمأكولات عالية الملوحة. ويمكن الاستعاضة عن ملح الطعام ببعض التوابل والأعشاب أو استعمال ملح كلورايد البوتاسيوم بديلاً عن ملح الطعام كلورايد الصوديوم.
4- يمكن تناول التمر لغير مرضى السكري فهو غذاء فقير بملح الصوديوم وغني بأملاح البوتاسيوم والمغنيسيوم اللذين يساعدان على خفض ضغط الدم المرتفع.
5- ممارسة النشاط الرياضي المحبب بانتظام 30 دقيقة يومياً على الأقل وتجنب الرياضة الشاقة كرفع الأثقال أو رفع الاشياء الثقيلة أو جرها أو التنس الأرضي أو الاسكواش.
6- الامتناع عن التدخين او تناول المشروبات المسكرة أو المخدرات.
7- تجنب الامساك وعلاج حصر البول خاصة عند مرضى تضخم غدة البروستات.
8- تجنب الضغوط النفسية والإرهاق بأنواعه وعدم إهمال هذه النقطة.
9- أخذ قدر كاف من الراحة والنوم والاسترخاء.
10- تجنب التعرض للحرارة الزائدة مثل السونا أو العمل تحت الشمس الحارقة.
وهناك أنواع عديدة من الأدوية ضغط الدم السرياني وكل بطريقة معينة تختلف عن النوع الآخر من المجموعة الأخرى ما يجب التنويه إليه أن وعي المريض للمشكلة
وحرصه على العلاج يستوجب منه التعاون مع الطبيب لتطوير العلاج المفيد الذي قد يتطلب زيارات كثيرة للعثور على الدواء المناسب الذي قد يحتوي على أكثر من دواء للوصول الى تحكم جيد في ضغط الدم المرتفع.


العومل التي تحدد استراتيجية العلاج:

1- مستوى ضغط الدم.
2- جنس المريض (ذكر أو أنثى)
3- ارتفاع ضغط الدم في سن مبكر.
4- وجود تغيرات في شبكية العين.
5- وجود مضاعفات خطيرة.
6- وجود أمراض أخرى كالربو الشعبي أو مرض السكري أو أمراض الكبد الكلي.
7- وجود تأثيرات جانبية لبعض العلاجات الدوائيةالخافضة لضغط الدم مثل تدهور المقدرة الجنسية.


أسباب الاستجابة غير المرضية للدواء:

1 - وصف جرعات غير كافية من الدواء أو عدم الانتظام في تناولها.
2- عدم الانتظام في تناول الطعام وعدم التقيد بتناول الغذاء الصحي.
3- استعمال أدوية لأمراض أخرى لها فعل مضاد.
4- تناول أطعمة تحتوي على كميات عالية من الملح.
5- وجود مضاعفات مثل هبوط القلب أو فشل كلوي أو اضرابات الغدة الكظرية.
6- وجود سبب أو أسباب ثانوية لارتفاع ضغط الدم ولم يتم اكتشافها بعد
7- الاستمرار في التدخين أو شرب المسكرات أو تعاطي الخدرات.
8- زيادة الوزن.
9- عدم ممارسة الرياضة.


كيف الحد من انتشار ومضاعفات ضغط الدم المرتفع:

1- الاكتشاف والعلاج المبكر حتى في غياب الأعراض والتأكد من الحرص على استمرار تناول العلاج.
2- رفع الوعي الصحي لأفراد المجتمع لأهمية الفحص الدوري عن طريق مراكز الرعاية الصحية الأولية ورفع امكانية وأهمية المراكز الصحية.
3- المحافظة على الوزن المناسب خلال جميع الأعمار.
4- خفض الاستهلاك اليومي لملح الطعام وتناول الغذاء الصحي المتوازن.
5- دعم الإدارات الصحية المختلفة لتنظيم برامج وقائية وتشخيصية وعلاجية وتوعوية كبيرة ومنظمة.
6- ممارسة الرياضة البدنية بصفة مستمرة غير منقطعة لرفع مستوى اللياقة القلبية والتنفسية والبدنية.


نصائح لقياس ضغط الدم وعلاجــه:


1- ننصح بأن يكون قياس ضغط الدم من قبل الطبيب أو من قبل شخص له دراية بالطريقة الصحيحة لقياس ضغط الدم بنفس جهاز قياس ضغط الدم المستخدم وعلى نفس الزراع.
2- يفضل استخدام جهاز قياس ضغط الدم الزئبقي.
3- يجب استخدام الحجم المناسب من الأنبوبة المطاطية التي تلف حول الزراع مراعين حجم المريض وحجم زراعه.
4- يفضل أن يكون المريض جالساً مسترخياً واضعاً ذراعه على طاولة وأن يكون الزراع في مستوى القلب أما المسنين ومرضى السكري والذين يتناولوا الأدوية
الخافضة لضغط الدم فيفضل أن تؤخذ قراءة ضغط الدم والمريض واقف.
5- يجب عدم التدخين أو على الأقل الامتناع عنه وعن شرب القهوة والشاي لمدة 30 دقيقة قبل البدء في قياس ضغط الدم.
6- لإعادة قياس ضغط الدم يفضل الانتظار دقيقتين قيل إعادة قياس الضغط.
7- يجب قياس ضغط الدم في الزراعين وتؤخذ القراءة الأعلى.
8- يجب التقيد بتعليمات الطبيب وتناول العلاج كما وصف وتقليل ملح الطعام وممارسة الرياضة.
9- إذا زاد ضغط الدم عن 200/120 ملم زئبقي أو أكثر أو عند وجود أعراض أخرى مصاحبة مثل آلام صدرية، صداع شديد، دوخة، خفقان أو تشنجات بأجزاء الجسم مع أو دون تغير في وعي المريض يجب الذهاب الى الاسعاف.
10-يجب حمل البطاقة الصحية التي بها المعلومات الشخصية وسجل العلاج وقراءات ضغط الدم السابقة.
11- الحرص على متابعة الضغط أثناء الحمل متابعة دقيقة لمنع حصول تسمم الحمل خاصة أثناء الحمل الأول ولدى مرضى ضغط الدم المرتفع.
12- عدم استعمال أي علاج بالأعشاب كبديل عن ثبت وجود ارتفاع بضغط الدم استشر طبيبك إذا أردت تناول الأعشاب كعلاج مساعد.