من المعروف ان الاسكي كود ASCII Code للاحرف الانجليزية يقع فيما دون الرقم 128 في ترتيب الاحرف والارقام "المعيارية Standard Code" لذا فتمثيل هذه الاحرف ضمن الترميز الثنائي 0/1 Binary code يحتاج فقط الى 8 خانات او ما يدعى بـ 8bits والتي تعرف بـ 1Byte
في المقابل فإن الاحرف في اللغات الاخرى وغير اللاتينية ومنها بالتأكيد العربيه يأتي ترميز الحروف "الغير معيارية" ضمن نطاق اعلى من الرقم 128 وعليه فأي حرف يأتي تمثيله ضمن 16Bits أي 2Bytes
عليه يمكن القول عند كتابة اي حرف باللغة العربية يمكن في مقابله كتابة حرفين باللغة الانجليزية.
هذه المقدمة فقط للتوضيح لفرق تمثيل الاحرف في المنظومات الرقمية ليتم استنتاج ما يحدث في رسائل الـSMS
بحسب البروتوكول المستخدم في نظام ارسال الرسائل النصية فإن حجم حزمة الرسالة تبلغ 1120bits
لذا وكما هو مذكور اعلاه فإن الرسالة النصية يمكن لها أن تتسع لـ 140 حرف انجليزي وهذا نتاج لقسمة الـ1120bit حجم الحزمة على الـ8bits حجم الحرف الواحد،
أما بالنسبة للغة العربية وهي كما ذكرنا تأخذ 16Bits فإن عدد الحروف الممكن استيعابها في حزمة الرسالة تبلغ 70 حرفاً نتاج لقسمة الـ1120bits حجم الحزمة على الـ16bit حجم الحرف الغير معياري.
نشرت في صحيفة لوس أنجلوس تايمز قصة تحكي فيها سبب محدودية الرسائل النصية اللاتينية SMS , ففي عام 1985م وبينما كان فريدهلم هيلبراند Hillebrand Friedhelm جالسا وحده في مكتبه في بون، في ألمانيا، يقوم بكتابة جمل عشوائية وبعض الأسئلة على الآلة الكاتبة لمقطع إعلاني صغير، لاحظ أنه عندما يحصي عدد الحروف والأرقام وعلامات الترقيم والفراغات في مقطع إعلاني يحتوي على سطر أو سطرين، فإن عدد الأحرف المكونة للمقطع تؤول دائما إلى 160 حرفا تقريبا. بعدها أصبح الرقم 160 هو الرقم السحري لفريدهلم.
وقبل تجربة الآلة الكاتبة، كان فريدهلم في نقاش مع أحد أصدقائه حول كون ال 160 حرفا كافية لتكوين رسالة مفيدة يمكن تبادلها بين طرفين، حيث لم يقتنع صديقه بأن حصر الرسالة بمئة وستين حرفا كاف، على العكس من فريدهلم الذي كان متفائلا في ذلك الوقت، إلى أن أثبتتها تجربة الآلة الكاتبة.
وفي عام 1986 م كان فريدهلم يشغل منصب رئيس للجنة الخدمات في شركة (nonvoice) التابعة للنظام العالمي للاتصالات المتنقلة، والتي تضع معايير للغالبية العظمى من سوق الهواتف المحمولة العالمية، وقد ساهم في إصدار مرسوم يلزم شركات الاتصالات بدعم خدمة الرسائل القصيرة. واستخدم لإرسال الرسائل النصية قناة راديو ثانوية (Radio Channel) في شبكة الهواتف المحمولة، ولكن المشكلة التي واجهها هو أن هذه القناة لا تستوعب إلا ل128 حرفا.
وبعد محاولات عديدة للاستفادة القصوى من القناة (ذات الطاقة الاستيعابية 1120 بت) وذلك بتقصير تمثيل الحروف (إلى 7 بت) تمكنوا من إرسال 160 حرفا في الرسالة الواحدة.
القصة لا تنتهي هنا بل هناك أسباب أخرى لإصرار فريدهلم لجعل أحرف الرسالة محدودة ب160 حرفا، منها أن كتابة رسالة تحتوي على أكثر من 160 حرفا تعتبر عملية شاقة للمرسل خصوصا أن الأحرف لا تأتي مباشرة بل يجب الضغط عليها تتاليا للوصول للحرف المطلوب.
أيضا معظم بطاقات التهنئة التقليدية تأتي محدودة في مساحتها وغيرها من الأسباب التي ذكرها فريدهلم.
بهذا تعرفنا على قصة محدودية الأحرف اللاتينية في الرسائل النصية، وبالتالي نستطيع أن نعرف سبب محدودية الرسائل العربية إلى 70 حرفا فقط، ويرجع ذلك إلى أن الحرف العربي يمثل ب16 بت (يونيكود) وبقسمته على 1120 بت (الطاقة الاستيعابية للقناة) سيصبح لدينا 70 حرفا.
بإختصار ( أو الخلاصة )
الرسائل النصية الـ SMS هي خدمة تقدم للمستخدمين إمكانية ارسال رسالة نصية بحيث لا يزيد حجمها عن ( 1120 بت )
الحروف العربية في الأجهزة الإلكترونية و الحواسيب تمثل ( 16 بت )
عندما نقسم الحجم المسموح وهو ( 1120 ) على استهلاك الحرف العربي الواحد ( 16 بت ) نحصل على ( 70 ) حرف .
لتوصل معي على الفيس بوك بإمكان اضافتي على الحساب التالي :
https://www.facebook.com/Microsoft.Engineer
نصائح واستشارات امنية في مجال امن المعلومات والإتصالات
كبار استشاري امن المعلومات في شركة مايكروسوفت
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)