حوار بين الـــــســـ(والقلم)ــيـــف
---------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
( مُناظَرةٌ بَيْنَ السَّيِفِ وَالقَلَمِ: بان
القلم أم السيف هو الحل ؟! )
الحمد لله رب العالمين ولا عُدوان إلا على الظالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه أجمعين وبعد:
عندما إحتدم الخلاف بين أهل السياسة والكياسة الذين يرون أن القلم هو الحل في حل المشاكل وفض الخلافات وبين أهل القوة والبأس الشديد الذين يرون أن السيف هو الحل في حل المشاكل وفض الخلافات ولا مانع من وجود السياسة لكن بثانوية عن السيف, إحتكم الفريقان إلى السيف والقلم ليتكلم كل منهما بلسانه ومن ثم يحكم الناس بأنفسهم فيمن الحق معه...
تقدم القلم على المسرح وخطب في الناس وقال:
أنا هُوَ من هُوَ ..خطَّ بي المرسلون..وحي رب العالمين..أنزل الله المتين ..ذكري فيه تقرأون..إفتحوا سورة "نون" ..(والقلم وما يسطرون)..أفبعد هذا تكريم ؟! ..أجيبونا يا عالمون ؟! وإلا كونوا صامتين.
وبعدها تقدم السيف على المسرح ينظر للقلم ويبتسم إبتسامة الواثق وقال:
أنا هُوَ من هُوَ..جبار على من فجر..يقطع رأس من كفر..نزل ذكري في الور..مبشرا ً بخير رسول..علامة في يده يقول : بعثت بك بين يدي الساعة..جهادك ماضٍ حتى الحآقة..لولاي ما فُتحت فارس..ولا حتى بلاد الروم..فأي فضل بعد يكون ؟!
فأجاب القلم:
أجب أجب ماذا صنعت ؟! دماء رؤوس منك كانت..أحزان بسببك ما هانت..رملّت نساء يتّمت بنين..ذكراك بسوء لوح سنين..فماذا ترجو ممن ذاقوا..آلاماً وبسببك ماتوا ؟!
فرد السيف:
أتسأل عني ماذا صنعت ؟! بي قُطع رأس جالوت..ونُصر يوشع على الطاغوت..وفي محمد لي تلك الذكرى..كان في مكة يدعو فردا ..فلم يجبه لدعوة أحدا..فلما هاجر مع أصحابه..يرجو النصر مني يكون..أجاب السيف لصلته كفَّا ً ..يردع شرك القوم ودكاّ ..حاصر فيهم بضع سنين..خُتم له بنصر مبين..ومن ثُمّ بالتمكين..في الجزيرة وحيث أكون.
فرد القلم:
بي كتب محمد رسائل..نحو كسرى وقيصر وهابل..خطب في الناس بحكمة..دعا للدين بلين وفطنة..أهذا خير أم ما تزعم..سيف صلت وبتر الألسن ؟!
فرد السيف على القلم (بنبرة إستهزاء):
وماذا فعل الملوك يا هذا ؟! أقرأوا حرفا ً من الرسالة ؟! أم كانوا جِلفا ً ذو قلب كاسر ..رموا الرسالة بالتنديد..فلم يجدي سوى الحديد.
قال القلم:
حتى لو لم يقرأوا الرسالة..أنفع معهم السيف يا هذا ! قل لي مالخير في إثنين..الشدة أم حُسن اللين ؟
قال السيف:
الخير في قول الباري..آيات فيها جواب السائل..آيات فيها تحريض..وقتال ووعد وعيد..ونداء لمن آمن..لم لا تقاتل من لك آذى ! أتخاف بطش الكفّار وبيدك صلت البتّار ؟
قال القلم:
طال الجدل من غير طائل..أنت تقول وأنا قائل..أين نهاية هذا الكلام إن لم نخرج بفائدة ترجى .. لا بد للحديث نهاية إما أنت وإما أنا..كي نكون لخلفنا آية..
فتقدم السيف وضرب القلم ضربة ً قوية وقال:
هذه نهاية هذا الكلام..عظة وعبرة لكل العوام..مانفع القلم في نزال..ما كان القلم نوّال..إن القلم له فوائد..لكن ليس في أرض الصولات..والمعارك والجولات..فيها لي أنا الكلمة..أقول وأحكم بين الناس..فإن كنتم في شك مما أقول..فأين القلم والكشكول ؟
السيف أصدق إنباءً من الكُتُبِ ** في حدِّه الحدُّ بين الجدِّ واللعبِ
ظهر القلم المسكين وعليه آثار الضرب وقال:
أيها السيف..هل كان للناس أن يقرأوا هذا عنك لولاي
واللبيبُ بالإشارة يفهم
ماذا عنكم انتم ما هو الحل القلم أم السيف؟؟!!!
ايهما اجدا السيف ام القلم
سأكِونكالِوُرد
كِلما ينجرحُ "بزخِات مِطِر " يفِوٌحُ عِطِراً ..!
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)