تفتح عودة سعد الحريري من الرياض اسبوعاً حافلاً باللقاءات، بعضها يسبق جلسة مجلس الوزراء غداً، بعنوانها العريض المعروف: <شهود الزور وطريقة التعامل قضائياً معه>، وبعضها الآخر يمتد على مشاورات بين رئيس ملجس الوزراء وقيادة <حزب الله> ومع اطراف لبنانية اخرى، لترجمة توجهات القمة السعودية - السورية .واذا كانت قنوات الاتصال الدبلوماسية مشرعة بين عواصم التأثير العربي والاقليمي، من حكومة العراق الى استقرار لبنان، مروراً بالسودان واليمن، فضلاً عن القضية المحورية، قضية فلسطين، فإن المعلومات المتوافرة من اوساط دبلوماسية ذات صلة بكل من دمشق والرياض، تفيد ان هناك قراراً كبيراً يقضي بمنع التوتر الامني والسياسي في لبنان، بصرف النظر عن باقي الملفات، وان كان الترابط ما يزال قائماً بين التقدم باتجاه التسوية في لبنان وانجاز ملف الحكومة العراقية على الاقل وذلك بانتظار ما سوف يسفر عنه مؤتمر روما حول افغانستان بمشاركة ايرانية.واللافت ان المشاورات الدولية والاقليمية والدولية تقاطعت عند نقطة محورية وهي التسليم بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ولكن مقابل تخفيف وطأة القرار الاتهامي المتوقع صدوره عنها، والبحث عن صيغة تجميلية له، وهل يكون ذلك قبل القرار أم بعده
. وكان موضوع المحكمة طرح امام مجلس الامن في جلسته التي عقدها بعد ظهر امس، حيث تبنى ما اعلنه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون لجهة استمرار عمل المحكمة بكل موضوعية وقانونية للتوصل الى الهدف الذي انشئت من اجله، وهي هيئة مستقلة تتمتع بتفويض واضح من مجلس الامن للكشف عن الحقيقة ووضع حد لعهد الافلات من العقاب.وفي سياق متصل، قالت شخصيات لبنانية اتصلت بمساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط السفير جيفري فيلتمان، أن الدبلوماسي الأميركي أعلن بشكل قاطع امامها، أن بلاده لن تقبل بموطئ قدم لايران على المتوسط، في إشارة إلى زيارة الرئيس احمدي نجاد إلى لبنان والمواقف النارية التي أطلقها خلال الزيارة. على صعيد آخر، لاحظت مصادر عربية مطلعة على أهمية القمة العاجلة التي عقدت بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد في القاعة الملكية في مطار الرياض العسكري، والذي تحول عملياً إلى <مطار ملكي> مخصص لرحلات العاهل السعودي وكبار الأمراء السعوديين وضيوفهم، الأمر الذي يؤكد على الاهتمام البالغ للقيادة السعودية بالزيارة الخاطفة للرئيس السوري.وأكدت هذه المصادر على تقارب وجهات النظر السعودية والسورية في الملفات المتعلقة بالوضعين اللبناني والعراقي، الأمر الذي ستظهر نتائجه الايجابية في البلدين، في الأيام المقبلة.وجاءت هذه القمة بعد أجواء الانفتاح التي تشهدها العلاقات السعودية - الايرانية، والتي اعتبر الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بالملك عبد الله، أحد مؤشراتها البالغة الرمزية عشية توجهه الى لبنان، على اعتبار أن خط التواصل بين الرياض وطهران سيشهد تطورات إيجابية في الفترة المقبلة، قد يكون أحد تجلياتها الزيارة القريبة للرئيس سعد الحريري الى طهران، بحسب ما أكد أمس السفير الايراني في بيروت غضنفر ركن أبادي.وذكرت هذه المصادرأن القمة السعودية - السورية أكدت على التوافق الحاصل بين البلدين على ضرورة الحفاظ على الاستقرار وحكومة الوحدة في لبنان، على أن تتم معالجة موضوع المحكمة والملفات المتفرعة عنها، من خلال الحوار بين الأطراف اللبنانية، وداخل المؤسسات، مع استمرار الرعاية العربية، وخاصة السعودية والسورية للوضع اللبناني.لقاء الحريري - نصر الله وأكدت، في هذا السياق، أن ترتيبات وضعت لعقد لقاء بين الرئيس الحريري والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل، خلال الساعات المقبلة، أي بعد عودة الحريري من الرياض، يمكن أن يمهد للقاء بين الأخير والأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الذي كان قد التقى أمس الأول رئيس اللقاء الديمقراطي النائب ولي جنبلاط، وفق ما أكدت <اللواء> أمس، حيث أوضحت العلاقات الإعلامية في الحزب أنه <تم استعراض آخر التطورات السياسية الداخلية والاقليمية، وكذلك المساعي المبذولة لاستيعاب الأزمات والتحديات القائمة، وخصوصاً المسعى السوري - السعودي>، مشيرة الى أنه <تم التوافق على مواصلة الجهود المشتركة بين الحزبين على كل الصعد>.وتوقع وزير الأشغال غازي العريضي، الذي شارك في لقاء نصر الله - جنبلاط في حضور مسؤول وحدة الارتباط في الحزب الحاج وفيق صفا، أن يكون هناك لقاء بين الرئيس الحريري ونصر الله في الساعات المقبلة، وقال:<حسناً فعل نصر الله بتكليف الحاج حسين خليل الاتصال بالرئيس الحريري وطلب اللقاء به>.ووصف العريضي لقاء نصر الله - جنبلاط بأنه استكمال لمسيرة التشاور والتنسيق بين الطرفين لمناقشة التطورات التي شهدتها الساحة اللبنانية في الفترة الاخيرة>، مشددا على ان اللقاء كان ايجابيا، ومشيرا الى انه <لمس ايجابيات من قبل السيد نصر الله، وحرصا على عدم التصعيد ومعالجة الامور بالحوار>.واعلن ان لا شيء محسوما في ما يخص الجبهة القضائية التي ستمسك بموضوع شهود الزور، انما المهم طرحه على طاولة مجلس الوزراء، وقال: <لا اعتقد اننا ذاهبون الى التصويت غداً>.ملف شهود الزور وتوقعت مصادر وزارية ان تشهد الساحة الداخلية إتصالات مكثفة في سبيل تهيئة المناخات الملائمة لتمرير الجلسة في اجواء هادئة لدى بحث ملف شهود الزور في ضوء التقرير الذي رفعه وزير العدل بهذا الخصوص.وقالت المصادر انه في حال بقيت المواقف على النحو الذي انتهت عليه في الجلسة السابقة، اي تمترس وزراء المعارضة وراء موقف احالة الملف على المجلس العدلي، في مقابل رفض وزراء 14 آذار لذلك، يعني اننا ذاهبون الى مشكل كبير، غير ان هذه المصادر استبعدت الوصول الى مرحلة التصويت مرجحة ترحيل الملف الى جلسة لاحقة ما لم يتم الوصول الى صيغة توافقية حوله إفساحا في المزيد من الاتصالات السياسية التي ستجري انطلاقا من نتائج قمة الرياض، من دون ان يعرف ما اذا كان استقبال الرئيس الاسد للنائب طلال ارسلان، بداية حركة اتصالات سورية لوضع القيادات اللبنانية، في نتائج هذه القمة، علما ان مصادر سورية رفيعة نفت علمها بوجود قمة لبنانية - سورية هذا الاسبوع، مشيرة الى ان ما جرى هو اتصال تم بين الرئيسين الاسد وميشال سليمان يوم السبت، وان فكرة القمة نوقشت بينهما قبل زيارة الاسد الى السعودية.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)