اسعد الله اوقاتكم باليمن و رضا من الرحمن
نتكلم اليوم عن سيد ولد ادم صلى الله عليه و سلم
و نطرح عليكم لمحة عن حياته و اعماله و خلقه
و هو على ستت اجزاء و اطلب من الله التوفيق
الجزء الاول-----
قل هذه سبيلي
· يعيش عليه الصلاة والسلام معنا دائما وأبدا في مشاعرنا وآمالنا وطموحاتنا.
· يعيش معنا ونحن نراه دائما قدوة و أسوة و إماما و معلما، وأبا ومرشدا وقائدا وأستاذا.
· يعيش معنا وقد أحببناه، فعاش في ضميرنا عظيما، و في قلوبنا رحيما، و في أبصارنا إماما، و في
آتاننا مبشرا ونذيرا(هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ
الْمُشْرِكُونَ---التوبة:33) .
نســـــــينا في ودادك كـــل غـــال
فأنت اليوم اغلــي ما لديــــــــنا
نـلام علـــى محبــــــتكم ويكـــــــــفي
لنـا شـرف نـــلام وما عليـــــــــنا
و لمـا نلـــقكم لــــــــكن شوقــــــــا
يـذكرنــا فكيف إذا الـــتـــقـــــينا
تـسلــي النــــاس بالـــدنيـــا و إنـــا
لــــعــــمر الله بـــعدك ما سلــينا
يكرر القرآن الكريم ذكر هذا الرجل العظيم عليه الصلاة والسلام، الرجل لكن لا كالرجال، يحمل هموم
الرجال كل الرجال، الإنسان لكن لا كالناس، يجمع مناقب الناس جميعا. يتحدث عنه القرآن الكريم فإذا
هو الخلوق القريب:(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)----القلم:4--- و يتحدث عن لينه و سهولته ويسره: (فَبِمَا
رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ---آل عمران: من الآية159) انه
الإمام الذي على الأمة كل الأمة أن تذعن لإمامته . إماما في الصلاة، و إماما في الحياة ، وإماما في
التربية، و إماما في الاقتصاد ، و إماما في الحرب،(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ
يَرْجُو اللَّهَ وَاليوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)----الأحزاب:21
· يا أمة الإسلام، يا اخوة العقيدة، يا أبناء الرسالة الخالدة، هل يحق لنا عقلا أو شرعا أن نبحث عن
غيره، أو أن نتلمس سواه-- لا.. حرام أن نجعل غيره إماما يقود المسيرة إلي الله، لانه الرجل الذي ختم
الله به النبوة في الأرض.
هذا الرسول عليه الصلاة والسلام يعيش لحظات الحياة ودقائق الزمن ، و ثواني الدهر بما يجب أن تعاش.
في الصلاة خاشع، قانت، أبواه منيب:(وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَحْمُوداً---الإسراء:79) .
وفي الجهاد رجل شجاع، ومقدام صنديد، وبطل بارز.
وقفت وما في الموت شك لواقف
كأنك في جفن الردي وهو نائم
تمر بك الأبطال كلمي هزيمة
ووجهك وضاح وثغرك باسم
(فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ----النساء: من الآية84).
وعند الإنفاق هو المنفق الباذل السخي الكريم، كما قال بن عباس في الصحيحين :( كان رسول الله
صلي الله عليه وسلم أجود الناس، و كان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن ،
فلرسول الله صلي الله عليه وسلم حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة) .
وفي الفقر صبور متماسك محتسب، و في الرقة والرحمة صاحب الدمعة الحانية والشفقة البالغة.
انه الداعية الذي يدعو إلي الله بصيرة، انه الرسول الذي أتي إلي الأمة الضعيفة المسلوبة المنهوبة
المظلومة فرفع رأسها بين الرؤوس ، وبني منبرها بين المناب ، بل اعلي منارتها على كل المنارات .
إن البرية يوم مبعث احمد
نظر الإله لها فبدل حالها
بل كرم الإنسان حين اختار من
خير البرية نجمها وهلالها
لبس المرقع وهو قائد أمة
جبت الكنوز فكسرت أغلالها
لما رآها الله تمشي نحوه
لا تبتغي إلا رضاه سعي لها
أمة وراء إمام هو محمد عليه الصلاة والسلام ،(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ
وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ----الجمعة:2)-----وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ
لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)------لأنفال:63) .
أتي عليه الصلاة والسلام إلي أمة ترعي ابلها وبقرها و غنمها في الصحراء القاحلة ، صحراء الجوع
والظمأ واليأس، فأخرجها ب ( لا اله إلا الله ) إلي ضفاف دجلة والفرات، وبساتين الشام ومصر ،و حدائق
الأندلس ، وملاعب الهند والسند، فكبرت هناك، وصلت هناك:
من ذا الذي رفع السيوف
ليرفع اسمك فوق هامات النجوم منارا
كنا جبالا في الجبال وربما
صرنا على موج البحار بحارا
بمعابد الإفرنج كان آذاننا
قبل الكتائب يفتح الأمصار
كنا نري الأصنام من ذهب فنهـ
ـــدمها و نهدم فوقها الكفارا
واخرج عليه الصلاة والسلام الأمة من القتل و النهب، و الفتنة والسلب إلي الوئام ، والإخاء؟، و الصفاء
والحب،(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ
فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ---آل عمران:103) .
( المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يسلمه و لا يخذله ولا يحقره) هذا شعار محمد عليه الصلاة والسلام.
كنا أمة تأكل الميتة، وتشرب الخمر، وتزني ، و تطوف بالصنم، وتعبد الوثن، فاخرجها عليه الصلاة
والسلام وجعلها بـ ( لا اله إلا الله) تخطب في الحرمين والأزهر ،و الزيتونة، وقرطبة، و الأموي، وتصلي
في جامع صنعاء وكابل والهند والسند .
و هدمت دين الشرك يا علم الهدي
و رفعت دينك فاستقام هناكا
نحن اليوم يا شباب الرسالة ، يا أهل البصيرة، نعيش اكثر من خمسة عشر قرنا مع محمد عليه الصلاة
والسلام ، ما زلنا نعيش معه لم يغب عنا أبدا. نعيش معه في الصلاة فيقول: ( صلوا كما رأيتموني
اصلي) و نحج فيقول : ( خذوا عني مناسككم) ، فإذا هو معنا دائما و أبدا حتى في دقائق الحياة:
تقليم الأظافر، إعفاء اللحية، قص الشارب ، في الطيب، في السواك، في تقصير الثياب ، في أدب
المشي ، في دب الكلام، في أدب الجلوس، فأين يغيب عنا عليه الصلاة والسلام؟
أنها أيام الرسول عليه الصلاة والسلام، أنها الأيام التي يجب على الدعاة وطلبة العلم و الشباب
أن يعيشوا مساراتها العامة، وجزئياتها الدقيقة ، و أن يجعلوا منها دستورا لأيامهم.
عاش صلي الله عليه وسلم أيام العمر في الأعمال والمهن التي يعيشها غالب الناس، أما رعي
الغنم؟ أما رقع الثوب؟ أما حلب الشاة؟ أما كنس البيت؟ أما ضحك وبكي؟ أما صلي ونام؟ أما صام
وافطر؟ أما تزوج النساء؟ أما تاجر وسافر؟ أما افتقر فصبر؟ واغتني فشكر؟ بلي... صورة لكل أحد.
حكم الناس فهو قدوة للحكام، و أفتى فهو قدوة للمفتين ، ودعا فهو قدوة للدعاة ، و رعي فهو
أستاذ للرعاة، و علم الناس فنون الاقتصاد و الحرب والسلم.
كأنه وهو فرد في جلالته
في موكب حين تلقاه و في حشم
· إن محمدا عليه الصلاة والسلام عاش هذا العمر الطويل ليكون نموذجا حيا لنا. يقول صلي الله
عليه وسلم كما عند مسلم:( و الذي نفسي بيده، لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بي إلا
دخل النار) . هذا يهودي أو نصراني أما المسلم فليس في الحسبان أن مسلما يصلي و يعترف بـ ( لا
اله إلا الله ) ثم يتخذ غير محمد عليه الصلاة والسلام قدوة وإماما
انتظرونا الى القاء القادم
دمتم في حفظ الله
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)