حين تحجرت الدموع في عيني أبت إلا ان تترجمها الآمي عبر أودية أجفاني
وحقول وجنتي ....
احيانا ... حين أبكي لاأجد من يكفكف دموعي ....
احيانا ... حين أتألم لاأجد من يحس بألمي ....
وكثيراً... حين تثخن الجراح قلبي لاأجد من يداوي جراحي .....
لاأجد من يشاركني الألم والدمع والأحزان والجراح ....
لأني غالباً أواجه أحزاني وحدي وبصمت ....
فيندفع مع كل ألم وحزن دم قلبي عبر كل الشرايين ...
وأبدأفي سكب كأس مرارتي فوق طاولة الزمان
وأُجلس أملي على كرسي الحرمان
للدموع اوقات وانواع
دموع قاسية تنزرف وقت الالم الشديد

ودموع الحزن هي دموع العزاء التي تكون معبرة اكثر من الكلام

دموع الانسان‏‏ رذاذا من مطر‏, تكثف في سحابات الحزن ومواجع الحياه‏.‏
وربما تعبر الدموع المتساقطه من العيون عن حاله غليان داخلي يتكثف فيها بخار الغضب والالم‏.‏
الا ان الدموع هنا بكل احوالها مرئيه ومحسوسه وملموسه‏,‏ تعبر عن الحزن‏.‏ والحزن حاله انكسار نفس‏,‏ تحدث نتيجه لسقوط الحلم او الامل‏,‏ كما تنتج عن الاحساس بالالم والانسحاق تحت وطأه العذاب الجسدي للانسان او غيره من الاخرين‏.‏
وقد تكون الدموع في المآقي مثل قطرات الندي علي عيون الاوراق والزهور في الشجر‏,‏ عند السحر‏.‏
وقد تكون هديرا صاخبا مثل شلال صارخ بالالم والعذاب‏.‏
وبين هنهنات الانفاس وشهقات الروح تتدفق الدموع نهرا للاحزان وعزفا لاوجاع الانسان‏.‏
دموع الحب‏…‏ وهي دموع ذات شكلين‏,‏ هما دموع العين‏,‏ ودموع القلب‏!!‏ ان دموع العين تتفجر مثل لالئ الحزن‏,‏ مولوله علي حبيب هجر‏..‏
او علي حبيب غدر‏.‏
والدموع تكاد تتكلم‏..‏ لانها تتالم‏!!‏
وربما تتساءل الدموع في رحلتها من ينابيع العين الدامعه الي الوجنات المتشحه بسكون الحزن‏,‏ عن سبب الهجر‏..‏ او سبب الغدر‏..‏ وحين لا تجد سببا ظاهرا اومقنعا‏,‏ تنتحر الدموع علي الخدود‏,‏ وتبكي هذا الصدود‏,‏
وتشيع الامل الموعود الي مثواه المرصود‏!!‏
والقلب ينتفض رافضا عذاب البعاد‏..‏ يهتف من اعماقه بفتون وجنون‏,‏ الهي ما اجمله‏!!‏
وياتي علي الانسان حين من الدهر‏,‏ تجف فيه الدموع‏..‏ وتكف العين عن ذرف الندي الحزين من صفحه البصر‏.‏
عندئذ يبدا الانسان في البعاد
انه يبتعد بروحه وبقلبه عن الناس‏!!‏ يجالسهم بكينونته الماديه‏..‏ لكنه بعيد عنهم بروحه في مثواها‏!
هناك اغتراب للنفس عما حولها‏..‏ فلا المحزون دار بما حول ولا هو عارف بمن حوله‏!!‏ يستصرخ دموع العين‏,‏ ان تنسال علي الخد فلا مجيب‏..‏
‏‏ ثم يبدا مرحله الانتقال من الحزن علي ما جري‏,‏ الي الشجن‏!!‏
واما الشجن فهو حزن القلب‏!!‏ فيه دموع لا يراها احد‏!!‏
انها دموع لا يعلمها الا الله الواحد الفرد الصمد‏…‏
تشي بها احيانا قسمات وجه تائهه‏..‏ ونظرات عين شارده‏..‏ واطراف اصابع بارده‏!!‏
والقلب اذا بكي يرتعد الجسد‏..‏ ويرتعش البدن‏.
والذين حوله يتخيلون انه ساكن صامت‏.‏
لكن سكون الجسد وصمته شيء يختلف عن حركه القلب ونجوي الروح‏!!‏
هو يصغي الي بكاء القلب‏..‏ وتغتسل الروح بدموع القلب الطاهره‏…‏ ولا احد ممن حوله يري شيئا‏..!!‏
لكن عيون الجسد تطفر احيانا بدموع هاربه من عمق القلب‏..‏ فيلحظ الصحاب ان صاحبهم قد بللت الدموع جفونه دون ان يحدث شيء امامهم يثيرها‏!!‏
هم لا يدركون ان القلب عندئذ يبكي‏!!‏
وهم لا يعرفون ان الروح وقتئذ تحكي‏..‏
وهم لا يفهمون ان الدموع في العين انئذ‏,‏ تطل علي دنيا البشر بحزن في العين‏,‏ وشجن في القلب‏!
واذا كان العذاب يترجم دموعا في العيون‏,‏ فانه حزن‏!!‏
واذا كان العذاب يترجم دموعا في القلب‏,‏ فانه شجن‏!!‏
وبين الحزن والشجن‏,‏ علاقه ارتباط مثل ارتباط الجسد بالروح‏..‏ وحين يتحول الحزن الي شجن‏!!‏
فهو دمع صامت‏..‏ وصمت صاخط‏..‏ وتجوال للانسان في تجاويف الروح‏!!‏ انه يبحث عن حبيب تاه‏..‏ ولا يدرك انه لاه‏!!‏
والمراه هي الاكثر حزنا‏…‏ والرجل هو الاكثر شجنا‏!!‏
والدموع توصف بانها امراه‏..‏
والشجن يوصف بانه رجل‏!!‏
وعيون المراه متدفقه بالدموع‏..‏
لكن عيون الرجل عن الدموع ابيه مستعصيه‏..!!‏
لذلك تتساقط داخل القلب والروح لواذا بمكان امن لا يراها فيه احد‏!!‏
ان الدموع في العين او في القلب اغتسال وتطهر‏!!‏ والذين تغرقهم الدموع وتجرفهم امواجها‏,‏
يداخلهم الارتياح ويزايلهم النواح‏!!‏
ان الدموع نعمه الـــــــــهيه وليست نقمه‏…‏ لكن دموع الفراق لا تصبح بديلا لعطر الحب وقطراته‏!!
آآآه ثم آآآه من الدموع إنها لغة لكل انسان ومايجتاح داخله..