««صديقة الدرب»»
في عام 1982 ، نشرت مجلة العلمية الأمريكية (Scientific American) ان تناول بطاطس الشيبس يعد نوع من انواع الادمان مثله مثل تعاطى الكوكايين. يرجع هذا لان الناس لا يستطيعون التوقف عن تناول هذه الاطعمة عندما تكون حولهم ومن الممكن التوقف عندما تكون غير متاحة بسهولة.
الأمر المضحك ان نفس العناوين ما زالت تتصدر الاخبار ففى يوم 29 مارس سنة 2010 ، أعلنت صحيفة نيويورك دايلي نيوز : ان الأطعمة الدهنية قد تشكل ادمانا مثل الهيروين والكوكايين. الواقع أن نظرة على اجسام اليومين دول بانسبة للاولاد او البالغين تؤكد كلام المجلة العلمية الامريكية التى نشرته من 20 عاما بان الوجبات السريعة من الممكن ان تشكل ادمانا للانسان ، لدرجة ان بعض الباحثين اعلنوا ان رقائق البطاطس او الشيبس وغيرها من الوجبات المليئة بالدهون و العالية السعرات الحرارية تكون أكثر فعالية من تدخين المارجوانا من حيث الادمان على المدى الطويل.
في أحدث دراسة للنظر في نوعية الادمان للأطعمة ، قام الباحثون في معهد سكريبس للبحوث في جوبيتر بولاية فلوريدا ، بتقسيم ثلاث مجموعات من الفئران و قاموا بتغذيتهم انواع مختلفة من الطعام لمدة 40 يوما. وقدمت للمجموعة الاولى طعام نموذجى للفئران (طبعا اكيد طعمه يجنن) ، وقدم للمجموعة الثانية طعام الفئران ، بالإضافة إلى بوفيه من اللحم المقدد والسجق ، كيك الجبن ، الشوكولاته وغيرها من الأشياء الجيدة الذيذة لمدة ساعة كل اليوم ، وسمح للمجموعة الثالثة بالحصول على بوفيه مفتوح من الاكلات الدهنية لمدة 23 ساعة في اليوم.
طبعا من الممكن تخيل ما حدث، المجموعة الثالثة بدات باستهلاك ضعف عدد السعرات الحرارية لغيرها من الفئران ، و طبعا أصبحت سمينة. اما عن فئران المجموعة الثانية فبداوا بتعديل نظامهم الغذائى بمعنى انهم لا ياكلون طول اليوم فى انتظار تلك الساعة الذيذة المليئة بالوجبات الغير صحية او ما يسمى “بالكافيتريا”.
ولكن ما صدم الباحثون ان فئران المجموعة الثالثة أظهرت أيضا عدم القدرة على التمييز بما يسمى “بالمكافأة” بمعنى ان وجود الاكلات الغير صحية والتعرض غير المقيد إلى الكميات الكبيرة من السكر ، والأطعمة الغنية بالدهون غيرت من أداء دوائر المخ عند هذه الفئران ، مما جعل من الصعب بالنسبة لهم تسجيل المتعة بهذا الطعام — وبعبارة أخرى ، بدؤا بالدخول فى نفس الشعور عند المدمنين — وهو التأثير الذي ازداد سوءا تدريجيا مع تقدم الفئران في اكتساب المزيد من الوزن.
هذه الفئران ايض اظهرت انخفاض مستوى نوع معين من المستقبلات في الدماغ ، وهو ما يعتقد أنه يسهم في سلوك الملذات عند البشر. مدمني الكوكايين و المشروبات الكحولية والهيروين ، والأشخاص الذين يعانون من البدانة أيضا يعانون من انخفاض تنظيم هذا المستقبلات. عادة يهدف هذا النظام نحو تحفيز السلوك (حاكل قطعة الكيك هذه بعد الاكل) ، ولكن ما يحدث ان مع التعرض المزمن لهذه الاغذية الدهنية و المصنعة ان الانسان يدخل فيما يسمى بالحالة المرضية.
و توصل الباحثون ان الرغبة فى اكل هذه الانواع من الطعام تحولت الى إكراه. في هذه الدراسة ، فئران المجموعة الثالثة التي أعطيت البوفيه اللذيذ من الاكلات الغير صحية لمدة 40 يوما كان لديها الاستعداد على مواصلة البحث عن الاطعمة الدسمة مع وجود خطر الحصول على صدمة كهربائية مؤلمة فى القدمين.(الباحثون وضعوا كهرباء فى طريق الطعام). اما المجموعة الاولى و الثانية فانهم كانوا مطيعيين و خافوا من الكهرباء و ابتعدوا عن الاطعمة الغير صحية.
لكن السؤال هو ، هل هذا التجارب تظهر حقا ان الوجبات السريعة و الرخيصة ستحولنا جميعا الى حشاشين؟ (اسف للفظ) ، لا طبعا. إذا فكرنا في بعض العناصر الرئيسية لهذه الدراسة وو الدراسات الاخرى نجد ان السلوك يختلف سؤاء عند الفئران الو الانسان و ان البعض معرض للادمان اكثر من الاخرين و ان السبب في الإدمان يعتمد على أكثر بكثير من مجرد التعرض للمادة.
بينما تشير هذه الدراسة إلى أن التعرض لمدة طويلة الأجل لإغراء الأطعمة يؤدي إلى السمنة ويقلل من القدرة على الحصول على المتعة من هذه الاطعمة ، و لكن هناك عامل رئيسى اخر و هو النظر في الأحوال المعيشية للفئران في هذه الدراسة. هذه الفئران كانت محبوسة فى اقفاص حبس انفرادى. والفئران مثل البشر تعتبر من الحيوانات الاجتماعية التي تعاني بشدة عندما تحرم من الاتصال مع الآخرين. ولكن في هذه التجربة ، الفئران لم تكن فقط معزولة عن الفئران الأخرى ، ولكن ايضا حرمت من ممارسة اللعب أو وجود العجلات التى نراها فى الافلام . الخيارات امامهم كانت إما طعام الفئران بما فيه من كأبة أو الجبن واللحم المقدد.
لمعادلة هذا عند الإنسان ينبغي أن نعمل هذه الدراسة على السجناء في الحبس الانفرادي و نرى اذا كلنوا مستعدين للعيش على على الخبز والماء فقط او على أكل الوجبات السريعة الى بما يزيد عن حاجتهم. في مثل هذه الحالة ، فإن السمنة والافراط تكون هى مصدر التسلية الوحيد عند الإنسان.
هذا يعنى ان وجود بيئة اجتماعية تجعل تعاطى المخدرات أقل احتمالا ، و هنا نستطيع أن نقول بوضوح أن هذه البيئة الاجتماعية تقلل كم جميع أنواع الإدمان بما فى ذلك الطعام و ليس فقط المخدرات أو الكحول.
البيئة المعيشية يمكن أن تؤثر على الاستجابة لتناول الاطعمة السريعة . الناس المتعلمة تعليما جيدا ، لديهم خلفيات جيدة وغيرها التى تجعلهم اكثر قدرة على القيام بالخيرات السليمة. اما الناس الذين يأتون من خلفية فقيرة نوعا ما فليس لديهم نفس فرص الوصول إلى مصادر المتعة ،مما يجعلهم يلجئون الى الوجبات السريعة التي أصبحت الآن متاحة بسهولة ورخيصة جدا. ”
هذا بالاضافة الى دراسات سابقة التى تؤكد أن الأشخاص المحرومين اجتماعيا واقتصاديا وغيرهم في حالات مشابهة معرضون لخطر أكبر بكثير بالنسبة للإدمان والسمنة. الاستنتاج، حاول بقدر الامكان الابتعاد عن القلق و حاول خلق حياة اجتماعية ايجابية لمساعدتك على كبح رغباتك السيئة.
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 2 (0 من الأعضاء و 2 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)