لجزء الثالث-----
السلام عليكم .....
· وعالم في الجهاد، أي معركة فر منها عليه الصلاة والسلام، متى فر؟ ومن قال انه فر؟
يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: كنا إذا اشتد الكرب وحمي الوطيس و احمرت الحدق اتقينا
برسول الله عليه الصلاة والسلام، فيكون أقربنا إلى القوم:
أنت الشجاع إذا لقيت كتيبة
أدبت في هول الردي أبطالها
و إذا نطقت وفيت فيما قلته
لا من يكذب أقوالها و أفعالها
· وعالم في الأخلاق: شري قلوب العرب بالبسمات، و اسر الأرواح بألبسة الحانية عليه الصلاة
والسلام، يقول الله له:(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4).
يأكل على التراب ، و تقول له امرأة : انظروا له يأكل كما يأكل العبد، ويشرب كما يشرب العبد، قال:
وهل هناك عبد اعبد مني ؟ نعم.. فرفعه الله، من تواضع لله رفعه، ومن تكبر على الله وضعه.
· أما الصبر فقد عاش الفقر ، وعاش الحروب، و عاش المصائب، أما ماتت بناته؟ أما قتل أصحابه؟
أما شرد من وطنه؟ أما بيعت أملاكه؟ أما أوذي؟ و مع ذلك كان صابرا، صبرا يغلب الصبر.
صابر الصبر فاستجار به الصبر
فقال الصبور للصبر صبرا
(َا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200). قيل لعنترة لما
غلبت العرب في المعارك؟ قال : بالصبر. وقال أحد الشجعان: كيف تكون صابرا وأنا اصبر منك؟ قال
ناولني إصبعك وخذ إصبعي ، فادخل إصبعه في فمه و اخذ إصبع الرجل بفمه وقال: عض و أعض ، فعض
ذاك وعض هذا ، فقال ذاك اح فاخرج ذاك إصبعه:
بهمة تخرج ماء الصفاء
و عزمة ما شابهها قول اح
أقسمت أن أوردها حرة
وقاحة تحت غلام وقاح
إما فتي نال المني فاشتفي
أو فارس زار الردي فاستراح
· أما الشجاعة: فهي شجاعة الواثقين من المبادئ، ينام وحول البيت خمسون شابا بالسيوف ،
أما هو فلا درع ولا سيف، لا موكب ولا حرس.
عناية الله أغنت عن مضاعفة
من الدروع وعن عال من الاطم
ظنوا الحمام وظنوا العنكبوت
على خير البرية لم تنسج و لم تحم
ويأتي الغار والموت وراءه ،ويذهب إلى الصحراء و سراقة يطارده، يطارده بالسيوف و الرماح فيلتفت
لسراقة ويقول: (كيف بك إذا سورت بسواري كسري وقيصر) .
عجبا له في الصحراء وحيدا ويهدد كسري وقيصر؟ مطرودا من مكة و يمني الناس بإمبراطورية كسري
وقيصر، نعم انه الطموح.
الطموح الذي يتجاوز حدود الدهر و أبطال التاريخ و آفاق الدنيا، و يأتي سراقة بعد عشر سنوات أو
اكثر في عهد عمر فيفتح عمر بإذن الله ملك كسري ، ثم يطوق سراقة بسواري كسري فيبكي و يقول:
صدق خليلي، صدق خليلي عليه الصلاة والسلام.
*أما الكرم فقد سأله رجل ثوبه فخلع ثوبه و أعطاه إياه، ما كان يقول لا، وعند احمد في المسند حديث
جابر يقول أن أعرابيا قال: يا رسول الله، اعطني مالا. قال : لا،و استغفر الله ، معناه ما عندي مال و
استغفر الله من كلمة لا:
ما قال لا قط إلا في تشهده
لو لا التشهد كانت لاؤه نعم
· وهو عالم في الزهد: يقول المستشرق (( برناردشو )) : عجباً لمحمد علي كومة من التراب
يتناول فنجان القهوة ويصلح مشاكل العالم ، وما يعلم أن القهوة اكتشفت بعد مبعثه عليه الصلاة
والسلام ، لا يهمنا اكتشاف القهوة لكن يهمنا اكتشاف الحكمة والنور الذي حلً به مشاك العامل والحق
ما شهدت به الأعداء .
عالم من الزهد يعيشه صلي الله عليه وسلم ويتعامل به مع الناس .
· مسكنه ن غرفة من طين ك كان إذا أوتر كما في البخاري يغمز عائشة ـ رضي الله عنها وأرضاها
ت فتكفكف قدميها ليجد مكاناً للسجود .
يأتيه ملك بمفاتيح الدنيا كنوزاً وذهباً وفضة فيقول : خذ ملك الدنيا فيقول : (( لا ، أجوع يوماً وأشبع يوماً
حتى ألقى الله )) .
كفاك عن كل قصر شاهق عمد
بيت م الطين أو كهف من العلم
تبنى الفضائل أبراجاً مشيدة
نصب الخيام التي من أروع الخيم
· في الطعام لا يجد أحياناً حفنة من التمر ن هذا الإنسان عليه الصلاة والسلام الذي أدخل بإذن
الله محبيه إلى حدائق الأندلس ن وإلى ضفاف دجلة والنيل والفرات ، لا يجد حفنة من التمر!
هذا الرجل الذي ملّك أتباعه بإذن الله ثلاثة أرباع الدنيا ، وأتى هارون الرشيد ـ من أتباعه ـ يقول
للسحابة : أمطري حيث شئت فإن خراجك سيأتيني ، لا يجد حفنة من التمر !!!
هذا الرجل الذي أدخل أحد أتباعه وهو قتيبة بن مسًلم فاتحاً لها فيأتي إلى الأصنام فيحرقها؛ لأنها
عُبدت من دون الله . قالوا لقتيبة : خذ الأصنام فبعها وانتفع بقيمتها ، قال : لا ، أصنام سُجد لها ن دون
الله تحُرق ، قال إقبال :
كـــــنا نــرى الأصــنام مـن ذهــب
فنهــدمها ونـــهدم فـوقـــها الكــفارا
· وهو عالم في التربية
يعتني بالمرأة أشدّ العناية ، فيقف يوم عرفة فيعلن حقوق المرأة ، من الذي أعلن حقوق المرأة ؟!
أقاسم أمين ؟ أم هدى شعرواي ؟ أم كمال أتاتورك ؟ كلا ، بل هو محمد عليه الصلاة والسلام ، الذي
يقول يوم عرفة ، يتكلم للإنسانية وللزمن : (( الله الله في النساء ؛ ، الله الله في النساء ؛ فإنهن عوان
عندكم )) .
ويقول صلي الله عليه وسلم : (( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي )).
يعيش معها أباً وزوجاً وأخاً ومربيّاً ، يأمرها بالحجاب وهو الذي حرّرها بإذن الله ، أما الذين يدعون حرية
المرأة وتحرير المرأة فهم قتلة المرأة ، وهم أعداء المرأة.
جعلوا المرأة سلعة تُباع وتعرض كالأزياء ن وأخرجوها سافرة في الحوانيت والبقالات ومجامع الناس
والأسواق .
أخرجوا المرأة وجعلوها تشارك في الجيش وهي ضعيفة ، وتقاتل بالبندقية وهي لطيفة ، وتعارك الجنود
وهي شريفة ، فمن الذي حرّر المرأة؟! إنه محمد عليه الصلاة والسلام.
*وعاش مع الطفل مربياً ، معه يوم سقط رأس الطفل إلى الأرض ، أتته فاطمة بنته بالحسن أول يوم
ولدته فأذّن في أذن الحسن .. الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر... الله أكبر ، الأغنية الماجنة ، ولا الصيحات
المعربدة ولا الزندقة ولا الإلحاد ، بل ينشأ طفلاً موحداً من أول يوم.
هذا هو محمد عليه الصلاة والسلام ، ولكن والله ـ مهما قلت ـ لا أستطيع أن أوفيه حقّه بأبي هو
وأمي ، لكنني أقف معك أيها القارئ الكريم عند عشرة أسباب هامة أدت إلى تفوق هذا الداعية العظيم
، وعلى كل من أراد أن يكون داعية إلى الله على بصيرة أن يفهم هذه الأسباب ثم يبثها في الناس.
دمتم في حفظ الله
اللهم صلي و سلم و بارك على سيدنا محمد و على اله و صحبه و سلم
انتظرونا الى اللقاء القادم باذن الله
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)