1.78 مليار ليرة الحد الأدنى لنفقات السوريين سنوياً لأداء فريضة الحج

هل يحصل الحاج مقابلها على ما يحتاجه من خدمات جيدة؟!


طلبت وزارة السياحة من الحجاج السوريين الذي توجهوا هذا العام إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج ضمن أفواج مكاتب السياحة و السفر المتخصصة بالحج و العمرة، ضرورة الحصول و الاحتفاظ بصورة عن العقد الموقع مع المكتب، ضماناً لحقوقهم و للحصول على الخدمات المتفق عليها معهم، وهذه خطوة مهمة تسجل لوزارة السياحة، إذ أن ذلك يضمن للحاج السوري اللجوء إلى وزارة السياحة و الجهات المختصة في حال إخلال المكتب بالخدمات و الشروط المتفق عليها، لاسيما و أن تجربة سنوات سابقة كشفت عن تهرب بعض مكاتب السياحة و السفر من الوفاء بالالتزامات المترتبة عليها و تسببها بمشاكل لبعض الحجاج، ومع أن هذه الظاهرة تقلصت تدريجياً مع تشديد السلطات السعودية و تضيق الخناق على ظاهرة الافتراش و مراسلتها لوزارة السياحة بأسماء المكاتب المخالفة، و قيام وزارة السياحة بإعداد و تعديل اللوائح الناظمة لعمل هذه المكاتب، إلا أن ذلك لا يعني التراخي و الاطمئنان إلى أن موسم الحج سيكون على ما يرام، و سيحصل فيه الحاج السوري على ما اتفق عليه و دفع من أجله مدخراته و مبالغ كبيرة، ففي النهاية الجودة في عمل مكاتب السياحة المتخصصة بالحج و العمرة ستظل مطلباً رئيسياً، يجب تطويره بما ينسجم مع احتياجات هذه الفريضة و الظروف المحيطة بها كل عام...
لا بل إن هذا الاهتمام و الحرص على جودة الخدمات المقدمة للحاج السوري تنطلق أيضاً من حجم المبالغ التي تصرف سنوياً من قبل الحجاج السوريين على أداء هذه الفريضة المباركة، فإذا كان عدد الحجاج السوريين يصل سنوياً لنحو 25 ألف حاج، فإن إنفاقهم على أداء الفريضة لا يقل عن 1.8 مليار ليرة، هذا إذا اعتبرنا أن كل حاج ينفق وسطياً نحو 1500 دولار فقط...فهل هذا الرقم الذي ينفق خلال أقل من 10 أيام يستحق أن يتابع و يدقق خلفه أم لا ؟! فالجودة في الخدمات المقدمة تضمن لنا ليس فقط استغلال المبلغ المذكور في مكانه الصحيح، بل كذلك عدم إنفاق المزيد جراء نقص جودة الخدمات و عدم كفايتها بفعل ترهل البعض و كسله و لن نقول الاستغلال، لأن من يستغل مناسبة دينية عظيمة مثل فريضة الحج لن تنفع معه لغة الجودة و الايزو...؟!