كل عام وأنتم بخير


جرت العادة وبعد أن أصاب التطور كافة مناحي الحياه الإجتماعيه, أن يرسل أصحاب الأٌضحيات أٌضحياتهم إلى الجزارليلاً لتبيت عنده


فيذهبو له بعد صلاة العيد ويشرفوا على الذبح ...ويجلبون لحومها


وفي حظيرة الجزار المليئة بالخراف التي تنتظر مصيرها المحتم جرى الحوار المجازي التالي وهومن رحم الواقع الأليم:


الخروف الأول: مابك يا أخي لما انت حزين وكئيب

الخروف الثاني: ألا تعلم لماذا أنا حزين !,فغداً سيتم ذبحي

الخروف الاول: ولماذا الحزن فنهايتنا كخراف دائما تكون هكذا (الذبح)

الخروف الثاني: أنا لا أعترض على نواميس الكون ياأخي ,بل أعترض على تغير طباع البشر!

الخروف الأول: ومابهم البشر يا أخي ,حيرتني فلم تتغير معاملتهم معنا

الخروف الثاني: وكيف لم تتغير يا أخي ,في السابق كان لحمنا يقسم كما سن رسول الله عليه الصلاة والسلام ثلث للفقراء
وثلث لذوي القربى وثلث لأهل البيت,
أما الآن فإن لحومنا تحمل للنزه وفي كثير من الأحيان لاينال الفقراء شيئا من لحومنا!

الخروف الاول: نعم فعلا يا أخي فالله شرع الأضحيه لكي يكون للفقراء نصيب من لحومنا يقتاتون به ولكن بشر هذا الزمان
لم يعودوا يأبهوا بالفقراء إلا من رحم ربي, ومنهم من يعد لحومنا كامله لوليمه يقيمها لأقاربه
ونسي الفقراء أصحاب الأفواه الجائعه والبطون الخاويه
آه يا أخي من مسلمين هذا الزمان وكأنهم يتبعون دين غير الإسلام

الخروف الثاني: وتلومني على كآبتي وحزني, ولكن للفقراء رب لن يتركهم
هيا نم فالفجر قريب وبعده صلاة العيد
ومن ثم سنتوجه للذبح وأتمنى على الله أن تذهب لحومي للفقراء والمحتاجين لا للولائم العائليه...

الخروف الأول:بعد أن أمن على دعاء صديقه إفترش الأرض وأسلم روحه للنوم...