««صديقة الدرب»»
دمشق -ميس خليل:
ونحن غارقون في منغصات الحياة وهمومها وتعقيداتها تأخذنا متطلباتها جاء العيد محطة نستريح فيها من عناء العمل ونستمد منها التفاؤل والأمل لمواصلة مشوار الحياة.
ومع قدوم العيد تزداد الحركة باتجاه الأسواق لشراء مستلزماته من ملابس وأطعمة وحلويات.. إلخ، والواضح تماماً أن هناك حالة صعبة تعيشها الأسرة السورية لتلبية احتياجات أبنائها المتزايدة في العيد تترافق مع قدوم فصل الشتاء وانتظار الناس لتعويضات دعم مادة المازوت ولهذا اقتصر التسوق على شراء ألبسة الأطفال والتخلي عن حاجات الكبار واللجوء إلى الحلويات المنزلية بدل الجاهزة، ومع ذلك لابد من التساؤل لماذا لا يقدم الناس على تأمين احتياجاتهم إلا قبيل العيد بفترة وجيزة مما يجعلهم يرضخون للتاجر الذي يستغل المناسبة لرفع أسعاره وطرح ما يريده في الأسواق؟!.
«البعث» زارت عدداً من الأسواق في مدينة دمشق وكان لها وقفات مع بعض المستهلكين والباعة لرصد حركة البيع والشراء في العيد.تقول أم أحمد (42) عاماً: في فترة الأعياد تزداد الحركة باتجاه الأسواق لتأمين احتياجات العيد، فالمواد الغذائية من لحوم وخضراوات وفواكه على سبيل المثال لا نستطيع تأمينها مسبقاً أما فيما يخص الملابس فنحن مضطرون لانتظار البضاعة الجديدة والجميلة التي لا يطرحها الباعة إلا أثناء الأعياد وبالمقابل فإن التاجر يقوم بابتداع شتى فنون التلاعب والتحايل على المستهلك مستغلاً حاجته للشراء، وذلك عبر برفع الأسعار على اعتبار أنه «سيد الموقف» في هذه المناسبة.
أما أم حمزة (30) عاماً فلديها رأي آخر تقول: لم يعد الأمر مرهوناً بأيام الأعياد والمناسبات وأصبحنا ننتظر بالنسبة للألبسة أوقات «التنزيلات والأوكوزيونات» وبالنسبة لي فأنا لا أقوم بالشراء خلال فترة العيد وإنما يتم التحضير لهذه المناسبة مسبقاً وكذلك بالنسبة للسلة الغذائية أعمل على تأمينها مسبقاً.
وحول إقبال الناس على الشراء خلال العيد تضيف أم حمزة بأن العيد هو فرحة للأطفال وهو ما يدفع الناس لشراء الملابس الجديدة لأطفالهم لإدخال الفرحة إلى قلوبهم، وتتمنى أم حمزة على التجار خلق حالة من التنافس في العيد من حيث الأسعار والجودة لتصريف البضاعة الموجودة في الأسواق.
وبالانتقال إلى رأي التجار فيرى سامر تاجر ألبسة بأن التجار يعمدون إلى عرض البضاعة الجديدة في الأعياد لأن أعداد الزبائن تكون مضاعفة وبالتالي يزداد الطلب على البضاعة أكثر من الأيام التي تخلو من المناسبات بالإضافة إلى مقدرتهم على التحكم بالأسعار نتيجة زيادة الطلب على الشراء. في حين يقول أحمد تاجر آخر: أعمد إلى عرض البضاعة القديمة في فترات الذروة كالأعياد كون الزبون بحاجة، وليس لديه الوقت الكافي نتيجة الازدحام الشديد ليختار الأفضل وبهذه الطريقة أكون قد تخلصت من مخزون بضائعي القديمة. ختاماً نحن نقول: العيد فرحة وفرصة للتجار يستغلونها لرفع الأسعار والتحكم بالأسواق وتصريف بضاعة لم تعد تلقَ رواجاً يستنزفون بها جيب المواطن الذي يقع ضحية أساليب الغش والخداع والتحايل بعيداً عن أعين الرقابة التموينية.
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)