إلى متى ستستطيع شركة «بي إم دبليو» أن توسع مركبة «ميني» وتزيد من حجمها الصغير الذي يدل عليها اسمها؟ الجواب قد يكون: إلى أن تصبح سيارة «محوّلة» (كروس أوفر) بأربعة أبواب قادرة لأن تتسع لأربعة ركاب.



صممت «بي إم دبليو ميني كونتريمان» لاجتذاب المشترين الذين ملوا عدم تجاوب «ميني» مع المتطلبات العملية للحياة اليومية، وأولها السعة اللازمة لنقل الأشخاص والمشتريات، والراحة أثناء الجلوس في أسفار لمسافات طويلة.



وعليه عمدت «بي إم دبليو» إلى توسيع «ميني هاتشباك» لتضيف إليها بابين خلفيين إضافيين مع صندوق أمتعة أوسع بكثير من السابق، ومع خيار دفع على العجلات الأربع جميعها.. والنتيجة كانت مركبة يبلغ طولها أربعة أمتار بزنة 1400 كيلوغرام، ولكنها بعيدة كل البعد عن الطراز الأول لهذه الماركة الشهيرة، الذي صممه آلي إيزيغونيس، وخرج إلى النور لأول مرة عام 1959. وتقول «بي إم دبليو» إن طرازها الأخير من «ميني» أطلق مرحلة جديدة تماما في تاريخ المركبة الذي يعود إلى 51 سنة.



لكن ما هي أبرز أوجه الاختلاف؟

من الخارج تبدو «كونتريمان» مألوفة الشكل وشبيهة بالطرازات السابقة، ولكن بخطوط أفضل وأطول وحتى أجمل، من صورها على صفحات الإعلام، وإن كان البعض يشبه مقدمتها بالسمكة، مع مصابيح خلفية منسابة تبدو أكثر إنسجاما مع الشبكة التي جهز بها طرازا «كوبر» و«كوبر إس».



من الداخل يشعر هواة الـ«ميني» بأنهم غير غرباء عن الطراز السابق الذي اعتادوا عليه، فعداد السرعة لا يزال كبير الحجم. كذلك العدادات والمقاييس الأخرى التي لم تتغير كثيرا عن السابق، غير أن هنالك زيادة عصرية تتمثل في نظام حديث للوسائط المتعددة التي يمكنها العمل مع هاتف «آي فون» للوصول إلى محطات الراديو والإذاعة الرقمية، والوصول إلى موقع «تويتر» الاجتماعي، فضلا عن إجراء المكالمات الهاتفية من دون حاجة السائق إلى رفع يديه عن المقود.



من الأشياء الداخلية أيضا سكك من الألمنيوم تمتد وسط السيارة، مع أماكن انزلاقية لوضع الأكواب وعلب المشروب وتركيز النظارات الشمسية.



والجدير بالذكر أن المقعدين الخلفيين قلابان لزيادة حيز الحمولة إلى 1170 لترا انطلاقا من 350 لترا، وهي السعة ذاتها المتوفرة في سيارة «غولف». وهذا الحيز مصمم بشكل ذكي ومؤلف من طابقين. ويمكن سحب المقعدين وجرهما إلى الأمام أو الخلف لزيادة فسحة القدمين. ويمكن بدلا منهما اختيار أريكة من قطعة واحدة موصولة قد تستوعب «حشر» شخص ثالث صغير الحجم.



والأمر الأول الذي يلاحظه سائق «كونتريمان» هو الشعور بكبر السيارة وبالمساحة الإضافية التي تتيحها للسائق والراكب مقارنة بسيارة «ميني» العادية. وطراز «أوول 4» الرباعي الدفع العالي الأداء من هذه المركبة يمنح شعورا بالثقة، فضلا عن القدرة الأفضل في التعامل مع المنعطفات بشكل مريح. لكن بسبب العجلات الكبيرة نسبيا تتأرجح السيارة قليلا. والملاحظ أن محرك طراز «كوبر إس» المشحون بتوربينين سعة 1.6 لتر الذي يولد 184 حصانا مكبحيا من القوة يبدو أفضل محرك لهذه السيارة بسبب وزنها الأكبر. وستشترك «كوبر إس» في سباقات الرالي العام المقبل - طبعا بعد تعديلها - ويتوقع أن تحقق بعض الإنجازات خلافا لطراز الديزل الذي يدعى «كوبر دي»، والذي يعمل بمحرك سعة لترين، إذ يعتقد أنه ليس نشيطا مقارنة بشقيقه الأقوى. لكن ذلك لا يعني أن الأخير غير صالح، بل إنه مناسب جدا للقيادة اليومية وحياة الأعمال والتنقل في المدن وخارجها. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن معظم من تسنّ لهم قيادتها رأوا فيها مركبة ممتازة جدا منسجمة مع المبدأ الذي صنعت من أجله، خصوصا لدى قيادتها على الطرق الوعرة إلى حد ما خارج الطرقات العادية.

طراز الديزل هو بقوة 112 حصانا مكبحيا، قادر على التسارع من سرعة الصفر إلى سرعة 62 ميلا خلال 11.6 ثانية ليصل إلى سرعة أقصاها 112 ميلا في الساعة. ويبلغ سعرها 19875 جنيها إسترلينيا في بريطانيا، في حين تبلغ قوة طراز «أوول 4» الرباعي الدفع 184 حصانا مكبحيا بتسارع يبلغ 7.9 ثانية لدى الانطلاق من سرعة الصفر إلى سرعة 62 ميلا في الساعة، بلوغا إلى سرعة قصوى قدرها 130 ميلا في الساعة. ويبلغ سعرها في بريطانيا 22030 جنيها إسترلينيا. ويبدأ سعر هذه السيارة بـ16000 جنيه إسترليني مع طراز «وان» العادي المجهز بمحرك سعة 1.6 لتر.

وأخيرا يتوقع أن تسجل «كونتريمان» نجاحا كبيرا في أوروبا، فقد بيعت الدفعة الأولى منها جميعا في بريطانيا مثلا التي بلغت 2500 سيارة. وهي تباع أيضا في الولايات المتحدة وبعض أقطار منطقة الشرق الأوسط.