دعا وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس إلى تعاون الوكالات العسكرية والمدنية بهدف التصدي للهجمات الإلكترونية التي يتوقع ان تتعرض لها الشبكات الاجتماعية في المستقبل، موضحاً أن التحرك مطلوب بعدما بات التحدي واقعاً لا يمكن الفرار منه.
واشنطن: حذر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الثلاثاء من ان مخاطر التعرض لهجمات الكترونية سيكون "هائلا" في المستقبل، داعيا الى تعاون الوكالات العسكرية والمدنية للتصدي له.
وقال غيتس خلال مؤتمر نظمته صحيفة وول ستريت جورنال ردا على سؤال حول الخطر المحدق بالشبكات المعلوماتية "سيكون هناك خطر هائل في المستقبل، والخطر حاليا كبير. هذا هو بكل بساطة الواقع الذي نواجهه".
واضاف ان البنتاغون عزز امن الشبكات المعلوماتية العسكرية ويامل كذلك بتعزيز امن الصناعات الدفاعية. وقال "اننا نعمل مع شركائنا في مجال الصناعات الدفاعية، لادخالهم تحت هذه المظلة وتامين الحماية لهم".
وقال غيتس ان التحدي في وجه جهود الامن المعلوماتي في الولايات المتحدة هو ان الموارد والخبرات محصورة بايدي الجيش ووكالة الامن القومي التي يحاط عملها بكثير من السرية، ما يطرح مسائل قانونية متعلقة باحترام الحريات والحياة الخاصة.
واوضح ان "الدفاع الوحيد الذي تحظى به الولايات المتحدة في العالم المعلوماتي هو وكالة الامن القومي ولا يمكننا انشاء وكالة مماثلة للشؤون الداخلية لانه ليس لدينا ما يكفي من الوقت والموارد البشرية".
وابرم غيتس المدير السابق للسي اي ايه اتفاقا في تشرين الاول/اكتوبر مع ووزاة الامن الداخلي الاميركية، يسمح كما اوضح بقيام تعاون غير مسبوق بين وكالة الامن القومي ووزارة الامن الداخلي في ما يتعلق بالامن المعلوماتي، ما سيعزز امن الشبكات العسكرية والمدنية على السواء على حد قوله.
وبموجب الاتفاق، يمكن لمسؤولي الامن الداخلي ان يطلبوا من الوكالة التدخل لحماية الشبكات المدنية.
ويذكر أن الحلف الاطلسي الذي تعرض لهجمات الكترونية من "قراصنة" صرب خلال حرب كوسوفو 1999، عزز تدريجيا منذ 2002 حماية شبكاته الخاصة والبحث عن وسائل للتعاون الدفاعي بين اعضائه ال28.
وقد شهد هذا العام تدريبات وهمية على هجوم من نوع "سايبر ستروم 3" يستهدف على نطاق واسع الشبكات المعلوماتية للمرافق الحيوية في الولايات المتحدة بمشاركة مختلف المؤسسات الاميركية الحيوية ونحو ستين شركة و12 بلدا اوروبيا.
لكن ستيفان دو شبيغلايري المحلل البلجيكي في المسائل الدفاعية في مركز الدراسات الاستراتيجية في لاهاي رأى ان العسكريين ليسوا الوحيدين الذين يجب ان يستعدوا لهذا الاحتمال، بل على المدنيين كذلك ان يفعلوا ذلك.
وقال ان "الامر لن يكون كما في النزوح الذي حدث في ايار/مايو 1940 عندما فر ملايين البلجيكيين والفرنسيين برا، بل بسكان يحرمون فجأة من الكهرباء والمياه الساخنة والتدفئة والتلفزيون". واوضح ان اوروبا الشمالية -- الدول الاسكندينافية وبريطانيا خصوصا -- اكثر تقدما من بقية انحاء اوروبا، وفي هولندا يناقش البرلمان سنويا تقريرا لتقييم المخاطر على الامن القومي.
وقال دو شبيغلايري انه بقدر ما يكون النقاش علنيا، يكون الرأي العام مطلعا وقدرة المجتمع المستهدف على المقاومة اكبر عند وقوع هجوم معلوماتي كبير. واضاف "لتعبئة السكان وفي حال حدوث ازمة يجب ابلاغهم واعدادهم اولا"، اي التوجه الى الرأي العام لا الاكتفاء بالمناقشات في الحكومة والجيش والمؤسسات.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)