غزل الكهول : وهو ضرب لايقل عن غزل الشباب ادعاء" وادلالا" للشباب ,وربما اصدق منه وأعمق في بعض جوانبه
وجوه هذا الغزل هو الصراع النفسي بين رغبات الشاعر المتصابي وصدود المحبوبة المعرضة
وهذا ما عبر عنه امرؤ القيس بقوله :
أراهن لايحببن من قل ماله ولامن رأين الشيّب فيه وقوّسا"
قوسا:أي حنى ظهره
ونحو هذا ما ذ كر ه علقمة بن عبدة من أن أحب اللأشياء الى النساء اثنان :
شباب متوقّد ومال وفير يقول:
فأن تسألوني بالنّساء فأنني بصير بأدواء النّساء طبيب
اذاشاب راس المرء أو قل ماله فليس له من ودّهن نصيب
يردن ثراءالمال حيث علمنه وشرخ الشباب عندهنّ عجيب
قول الشاعر:
ولا تُبله بعد الثمانين إنه يقول على حكم الزمان ويفعل
وقول عمر بن أبي ربيعة..
والغواني إذا رأينك كهلا كان فيهن عن هواك الْتواء
ومرددا قول ابن حمديس:
ما تريد الخود من شيخ غدا في مدى السبعين بالعمر وراح
وقوله أيضا
ومن يرحل إلى السبعين عاما فمعترك المنون له طريق
ومتذكرا قول أحمد شوقي:
أفي السبعين والدنيا تولت ولا يرجى سوى حسن الختام
ويشكو من قلة السمع متذكرا قول ابن الوردي:
إن الثمانين وبلغتها قد أحوجت سمعي إلى ترجمان
متمنيا ما تمناه أبو العتاهية:
بكيت على الشباب بدمع عيني فلم يغن البكاء ولا النحيب
فيا ليت الشباب يعود يومـا فأخبره بما صنـع المشيب
ولكن أحد (العيارين) في هذا الزمان يقول لو رجع شبابه سيقول له (خبرية ثانية فعلت به أقسى مما صنع المشيب)
وأخيرا يردد قول الشاعر ابن أبي حصينة عندما قال:
كان الشباب إلى هند يقربني وشاب رأسي فصار اليوم يقصيني
يا هند إن سواد الرأس يصلح للدنيا وإن بياض الرأس للديــن
شاعريخاف الله ولكن اهوى الحسان وخوف الله يردعني
من الهوى والعيون النجل تغويني ما بال (أسماء)تلويني مواعدها
أكل ذات جمال تلوين !!!!!والبعض أستسلم للشيب
فقال الأعشى :
فأصبحت لاأقرب الغانيات مزدجرا"عن هواي ازدجارا
وان اخاك الّذ ي تعلمين ليالينا اذ نحل الجفارا
تبدّل بعد الصبا حكمة وقنّعه الشيب منه خمارا
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)