دمشق : فتيات ينصبن ع الشباب .... عن طريق الموبايل !!!!!!!!!!!









رنة خفيفة تلقاها على هاتفه النقال كانت كفيلة لتحول الشاب شحادة عبد الحميد إلى أحد ضحايا سيناريوهات النصب التي تقوم بها عدد من الفتيات اللواتي امتهنَّ النصب عن طريق الهاتف "الخليوي"، إما بهدف التسلية أو بغرض المتاجرة بطريقةٍ سهلة لا تتطلب أكثر من رنة على هاتف الضحية.






يقول عبد الحميد: "كنت أسير في أحد شوارع دمشق برفقة صديقي ففوجئت برنة خفيفة على هاتقي النقال بالكاد سمعتها، فأمسكت بالهاتف حتى أرى من المتصل فإذا به رقم غريب يظهر على الشاشة، ما ولد لدي فضول للاتصال به ومعرفة من صاحبه إن كان هناك شيئاً ضروري".



وبالفعل قام عبد الحميد بالاتصال بالرقم ليرد عليه صوت نسائي وصفه بالساحر، لافتاً أنه عندما سأل صاحبة الصوت التي قدر عمرها بما يتراوح من 20 وحتى 25 عاماً عن هويتها وعن الأمر الذي دفعها للاتصال به؛


قامت بالالتفاف على أسئلته في محاولةٍ منها لفتح نوع من الحديث وهو ما رفضه عبد الحميد قبل أن تعرفه عن نفسها بحسب ما أكده.





وأمام إصراره على معرفة هويتها قبل التحدث معها أجابة الفتاة عبد الحميد بأنها قامت بالاتصال به عن طريق الخطأ والمقصود بالاتصال هو ابن عمتها "محمد" كي يرسل لها 1200 وحدة، موحيةً له بصوتٍ متوتر مدى شعورها بالضيق والانزعاج كونها أخطأت الرقم إلى جانب مدى حاجتها لتلك الوحدات.وبعد أن توضحت مآرب الفتاة وما تُبَيتهُ له، قام عبد الحميد بإنهاء المكالمة بشكلٍ هادئ وراقٍ، طالباً منها التأكد من صحة الرقم ومعاودة الاتصال بمحمد ليرسل لها طلبها.





وبعد يومٍ واحد من الاتصال الخاطئ ووفقاً لما رواه عاودت الفتاة الاتصال به لكن ليس عن طريق الخطأ كما قالت له وإنما لإبداء مدى إعجابها بصوته الذي خلق لديها نوع من الفضول لرؤية صاحب ذاك الصوت، لافتاً أنها طلبت منه 1200 وحدة كي تتمكن من الاتصال به ورؤيته وذلك بعد إطلاقها سلسلة من الكلمات الحارة لما قد يحصل بينهما في المستقبل. كلمات ووعود الفتاة التي أَسمت نفسها دارين لم تفلح أمام مكر عبد الحميد الذي وعدها بإرسال الوحدات وملاقاتها بعد أن يعود من سفره إلى باريس،

مشيراً أن مسألة سفره لم تكن سوى حيلةٍ منه للتخلص من اتصالاتها الهادفة للنصب عليه.



في نفس الوقت وليس بعيداً عن عبد الحميد، أكد سائد بيطار تعرضه لمثل هذه الحادثة التي تشابهت تفاصيلها واختلفت نهايتها، معللاً السبب في اختلاف النهاية بأنه كان ساذجاً لدرجة قام فيها بإرسال الوحدات إلى الرقم أملاً في لقاء الفتاة التي أسمت نفسها جمانة.





وبحسب رواية بيطار للحادثة فإن جمانة التي كانت تتكلم بلهجة دولة شقيقة وبعد تلقيها الوحدات المرسلة منه، قامت بإغلاق خطها

لفترة ثم عاودت تشغيله لكن دون أن تجيب على بيطار الذي حاول الاتصال عدة مرات ومن عدة أرقام إلا أن الإجابة واحدة

"عزيزي المتصل الرقم الذي تطلبه لايجيب".




وحدة الهدف لم تشكل بالضرورة وحدة السيناريو المتبع لدى تلك الفتيات حيث كان من أخطر تلك السيناريوهات هو ما تعرض له




خالد عبد الودود عندما تلقى رسالة من رقم غريب مفادها أن صاحبة الرقم معجبة به منذ زمن وأنها لم تكن تملك الجرأة لمصارحته بمشاعرها تجاهه، مؤكداً أن الرسالة حملت اسمه في بدايته "حبيبي خالد" ما أكد له معرفة صاحبة أو صاحب الرسالة به.




وبعد عدة رسائل بين الطرفين طلبت الصاحبة المجهولة للرقم من عبد الودود تحويل وحدات لها كي تتمكن من الاتصال به وإسماعه صوتها وإمكانية الاتفاق على موعد يتلاقيان فيه.





وأشار عبد الودود أنه ما أن سمع بإمكانية اللقاء بينهما حتى سارع بإرسال الوحدات المطلوبة إلى الفتاة التي انقطعت رسائلها بعد تسلمها للوحدات، بالإضافة إلى اغلاقها للخط بشكل استمر لمدة طويلة كانت كافية ليفهم عبد الودود ما حدث وأنه كما يقال بالعامية "يعيش وياكل غيرا".




تأكُدَهُ من مسألة قرب الفاعل أو الفاعلة منه خلق لدى عبد الودود نوعاً من الإصرار على معرفته، ميشراً إلى جهوده المستمرة وبحثه المتواصل حتى يتمكن من التعرف عليه واسترجاع حقه منه.



من جهته يؤكد الباحث الاجتماعي باسل بره أن تلك الفتيات يضربن على وتر الفراغ العاطفي الذي يعيشه أغلب الشبان في


مجتمعنا الأمر الذي يدفعهم للتمسك بأي خيط من الممكن أن يملأ لهم هذا الفراغ حتى وإن كان مجرد وهم يهدف للنص عليهم، لافتاً إلى أهمية توعية الشباب بمثل هذا السنياريوهات وكيفية عدم الاستجابة لها.



وأضاف بره : "على الشباب اليوم أن يأخذوا العبر ممن سبقوهم في الوقوع في فخ هذه السيناريوهات"، داعياً إلى الابتعاد الأوهام التي إن لم تملأ حالة الفراغ التي يعشيونها فإنها ستعمقها وتعقدها إلى الدرجة التي تصل فيها إلى نوع من المرض النفسي.