من يلومُ قلبي إذا ما تغربا..و من يلومُ عقلي إذا ما ذهبا..قسوةُ الأيامِ أردتني و زادتني ظُبا..في الروحِ ..و أشبعتني نُدبا..كم سئمتُ أشباحَ نفسي..أغفو أنا ..لتستفيقَ و عمري تُعذّبا..يا سعيداً في هذه الدنيا الكئيبة ..قلْ لي بربكَ كيفَ السعدُ في قلبكَ توسّدا..ما أراني ألحظُ ربيعاً..في هذهِ الفصولِ فأيُّ فصلٍ عنهُ تتحدثا..قد قسمتُها الدنيا فصولي..هي شتاءٌ باردٌ ..فيهِ الصقيعُ لا يدعُ الغيومَ تنطُقا..و إن بكت..تبكي هي عواصفاً..للدورِ ..للنفوسِ ..للعمرِ هي تقصُفا..و خريفٌ شاحبٌ لا خيرَ فيهِ..لا يولدُ الطفلُ فيهِ حتى يعاجلهُ كهلاً ليصبحا..و هجيرُ صيفٍ للمقلِ محرقا..فأينَ بربكَ زهرُ الربيعِ؟!!أين رقرقة السواقي؟!!أين الفراشاتُ ...أين اخضرارُ الرُبا؟أم خيالٌ ترجو ربيعاً..فيا أيّها المسكينُ..كم عليكَ أتأسفا..هذه الدنيا نحنُ فيها..لنعاني ...لنكابد ..لا لنسعدا..لستُ أرجوها رفيقاً..ولا أرجو منها أكثرَ ما ذهبا..فاعتقيني و ارحمي نوحَ عيوني..فما عدّتُ أطيقكِ...و لا أراكِ إلا ذئباً متوحشا..علّني أقولُ لكِ وداعاً..تكوني صنعتِ جميلاً..لكِ الروحُ عليهِ تتشكرا...
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)