من المقرر أن يتوقف معمل اسمنت الشيخ سعيد جنوب حلب عن العمل بشكل تام بعد اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك وبعد مسيرة عمل استمرت أكثر من ستين عاماً.
حصدت البيئة منها نتائج وخيمة جراء التلوث الكبير الذي كان يسببه المعمل في محيطه وبدائرة قطرها عشرات الكيلومترات. ويقول المهندس جمال صاري المدير العام لشركة الشهباء للإسمنت: إن ايقاف المعمل بشكل نهائي سيكون في موعد أقصاه نهاية الربع الأول من العام القادم حيث تم ايقاف الخط الأول للإنتاج في بداية شهر شباط الماضي وأوقف الخط الثاني مطلع آب من هذا العام وسيتم ايقاف الخط الثالث والأخير بعد استهلاك المواد الأولية والمحروقات الموجودة في المعمل والتي يمكن استهلاكها حتى آذار القادم ويضيف السيد صاري: إنه يجري نقل العاملين في المعمل إلى شركات عامة أخرى حيث تم نقل 135 عاملاً حتى الآن حسب توافر الاعتماد والشاغر وينتظر 214 عاملاً آخرين تسوية أوضاعهم ونقلهم إلى مؤسسات أخرى ضمن وزارة الصناعة أو خارجها والمعمل هو أحد المعامل القليلة التي استمرت في العمل وفق الطريقة الرطبة التي تسبب تلوثاً كبيراً بسبب انتشار غبار الإسمنت في الجو بكميات كبيرة وانتقالها مع الريح لمسافات بعيدة الأمر الذي يزيد رقعة التلوث ويسبب الضرر البالغ للبشر والمزروعات وقد أسس المعمل عام 1949 وبدأ بالإنتاج منذ ستين عاماً وقد تعالت الأصوات في السنوات الأخيرة مطالبة بإغلاقه بسبب الأضرار البالغة التي يسببها للبيئة في مدينة حلب وفي الريف الجنوبي والشرقي. وتقول الدكتورة ميسون بريمو رئيسة الجمعية الوطنية للتنمية البيئية: إن قرار إغلاق المعمل هو قرار صائب وخطوة في الاتجاه الصحيح طال انتظارها لأن الأضرار التي تسبب بها المعمل على المستوى الصحي والبيئي بالغة الخطورة حيث تسجل الكثير من الإصابات الصدرية والجلدية في منطقة الشيخ سعيد كما أن الضرر الذي يلحقه بالجو والمزروعات شديد التأثير ويحتاج إلى سنوات طويلة لمحو آثاره وما نتمناه على المسؤولين أن يستمروا في اتخاذ القرارات الشجاعة لتخليص بيئتنا من مختلف أشكال الملوثات سواء أكانت غازية أم سائلة أم صلبة وبالتأكيد فإن الأضرار التي تتسبب بها مصادر التلوث أكبر بكثير من العوائد المادية التي يمكن أن تحققها ضمن العملية الإنتاجية. ‏




المصدر: تشرين