««صديقة الدرب»»
لاجتماع الثانـي لمجلس التعاون الاستراتيجي السوري -التركي اليوم..29 مليار دولار للتبادل التجاري و700 مليون دولار حجم الاستثمارات التركية
تنطلق أعمال الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي عالي المستوى بين سورية وتركيا في أنقرة غداً برئاسة كل من المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء ونظيره التركي رجب طيب آردوغان.
ويأتي انعقاد هذا الاجتماع في إطار الرغبة المشتركة بتعزيز مسيرة التعاون الثنائي وتطويرها وتقييم ما تم إنجازه وكذلك مراجعة تطبيق الاتفاقيات الموقعة وتطوير آليات تنفيذية جديدة بين الوزارات في البلدين واستشراف مجالات جديدة للتعاون تسهم في خلق شراكات اقتصادية وتنموية استراتيجية طويلة الأمد تجعل من البلدين منطقة جاذبة للاستثمارات.
وكان الاجتماع الوزاري الثاني للمجلس الاستراتيجي السوري التركي الذي عقد في مدينتي اللاذقية وطرطوس في تشرين الأول الماضي بحث التسهيلات المطلوبة لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين وأعد جدول أعمال الاجتماع الثاني للمجلس الاستراتيجي عالي المستوى كما شهد الاجتماع التوقيع على البروتوكول المتعلق بالتعاون والترتيبات الخاصة لإجراءات حركة المسافرين والبضائع في بوابتي القامشلي ونصيبين الحدوديتين البريتين, ومذكرة تفاهم للتعاون بين بنك التنمية التركي وهيئة تخطيط الدولة السورية وثلاثة برامج تنفيذية للتعاون في المجال الزراعي والصحة الحيوانية ووقاية النبات والحجر الصحي النباتي.
شراكة الاستراتيجية
ويعمل البلدان على ترسيخ شراكتهما الاستراتيجية عبر تكريسها شعبياً واقتصادياً وتجارياً واجتماعياً من خلال تطوير التعاون في المناطق الحدودية وتسهيل تنقل المواطنين بين البلدين عبر البوابات والمعابر الحدودية بعد الإلغاء المشترك لسمات الدخول عام 2009 حيث تشهد تلك البوابات حركة قدوم كثيفة ولاسيما في الأعياد والمناسبات الاجتماعية ليرتفع عدد القادمين من تركيا إلى سورية منذ بداية العام إلى نحو مليون واثنين وسبعين ألف شخص بزيادة تقدر بنحو 161 بالمئة مقارنة بـ العام الماضي كما بلغ عدد الزائرين من سورية إلى تركيا 560 ألف شخص بزيادة تصل إلى 107 بالمئة عن العام الماضي.
وأسهمت اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين التي دخلت حيز التنفيذ مطلع 2007 في مضاعفة حجم التبادل التجاري بين البلدين حيث تضاعفت الصادرات السورية لتركيا خلال الأشهر الثمانية من العام الجاري لتصل قيمتها إلى 530 مليون دولار مقارنة مع 220 مليون دولار العام الماضي كما زادت الصادرات التركية إلى سورية بنسبة 29 بالمئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي ما يؤشر إلى إمكانية تحقيق طموح الجانبين برفع حجم التبادل التجاري خلال السنوات الخمس المقبلة من نحو ملياري دولار حالياً إلى أكثر من سبعة مليارات.
زادت الاستثمارات والمشروعات المشتركة
وتسير العلاقات السورية التركية بوتائر متنامية وبسرعة قياسية بعد تأسيس البنى التحتية لهذه العلاقات ووضع الإطار القانوني لها حيث زادت الاستثمارات والمشروعات المشتركة وخاصة بعد دخول اتفاقية التجارة الحرة حيز التنفيذ وإلغاء سمات الدخول ما أعطى دفعاً كبيراً للتعاون الاقتصادي والاستثماري حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات المشتركة في مجالات الملاحة البحرية والطيران والطاقة والنقل والأسواق المالية والسياحة والصناعة ما جعل تركيا تحتل حاليا مرتبة متقدمة بين الدول المستثمرة في سورية بواقع 700 مليون دولار وتتميز هذه الاستثمارات بأنها تتجه في معظمها نحو القطاع الصناعي ذي القيمة المضافة العالية مثل تصنيع الأبراج المعدنية وغلفنة المعادن وتصنيع وصيانة كل أنواع القاطرات والعربات والشاحنات وتصنيع آلات ومعدات المعامل الصناعية وإنتاج خيوط البولي بروبيلين وتكرير وتعبئة زيت الزيتون والزيوت النباتية والإسمنت وإنشاء البنى التحتية لخطوط السكك الحديدية وتصنيع قاطرات وعربات الركاب والشاحنات.
فضاء اقتصادي أوسع
وتعزز الشراكة بين سورية وتركيا الرؤية الاستراتيجية للتعاون الإقليمي وإقامة فضاء اقتصادي أوسع حيث شكلت العلاقات الاستراتيجية بين البلدين عامل جذب لدول أخرى وكونت نواة حقيقية للتعاون بين تركيا والدول العربية حيث تم الاتفاق على تأسيس مجلس تعاون استراتيجي رباعي يضم سورية وتركيا والأردن ولبنان سيؤدي إلى إقامة فضاء اقتصادي مشترك ومنطقة تجارة حرة وتجوال بين هذه الدول ويسهل تنقل الأفراد وانسياب البضائع والتجارة والاستثمارات البينية ويحقق التنمية المشتركة لشعوب هذه المنطقة.
وتعتبر الشراكة السورية - التركية مدخلاً وصمام أمان للشراكة العربية التركية فتنظر أنقرة إلى دمشق على أنها بوابة عبورها إلى العالم العربي الذي ترتبط معه بمصالح وتاريخ وحضارة مشتركة كما تشكل علاقتها المميزة مع دمشق الأرضية المناسبة لإقامة جسور جديدة للتواصل الحضاري والتعاون الاقتصادي مع هذا الفضاء الاقتصادي الذي بلغ حجم التبادل التجاري بينه وبين تركيا عام 2008 نحو 37 مليار دولار وعام 2009 نحو 29 مليار دولار.
أبرز القطاعات الواعدة
وتعد قطاعات الطاقة والسياحة والنقل من أبرز القطاعات الواعدة في مجال التعاون الثنائي ولاسيما أن البلدين يمتلكان موقعاً جغرافياً هاماً يشكل عامل جذب للاستثمارات المشتركة في قطاع الطاقة وإمدادات شبكات البنية التحتية بين الحوض الشرقي للمتوسط ومنطقة البلقان وأوروبا حيث تضم سورية خط الغاز العربي الذي يجري العمل لربطه مع منظومة الطاقة الأوروبية عبر تركيا التي تشكل ممراً استراتيجياً لخطوط الطاقة بين آسيا وأوروبا.
كما يعد قطاع السياحة من المجالات الواعدة للتعاون بالنظر إلى ما يمتلكه البلدان من مقومات سياحية تجعل منهما وجهة سياحية مهمة على الخارطة السياحية الدولية وإقليماً سياحياً واحداً الأمر الذي يتطلب التعاون في مجال إنشاء المنتجعات السياحية والخدمية وفي تنشيط الحركة السياحية واستقطاب المجموعات السياحية من خلال برامج سياحية مشتركة وتنظيم تعاون بين مكاتب السياحة في البلدين.
يَا سُـــورْيَا لاَ تنْحَنِيِ .. .. أَنَا لاَ أُذَلُ وَلاَ أُهَــــاَنْ
خَلِّي جَبِينَكِ عَاَلِيـــــاً .. .. مَادُمْتِ صَاحِبَةُ الْمَكَانْ
للاستفسار او مساعدة راسلوني على هاد الايميل
[email protected]
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
مواقع النشر (المفضلة)