بعد بضعة أيام من تعرض إحدى السيدات لكسر في كاحلها، أصبحت ربلة ساقها مؤلمة جداً على الجسّ، ومن ثم تحول لونها في غضون أسبوع إلى الأرجواني الغامق.. وأعتقد طبيبها أنها وذمة عادية ووصف لها أحد المسكنات.


ولكن لم تُجد الأدوية المسكنة نفعاً، وبعد أقل من أسبوع استيقضت السيدة ليلاً وهي لا تستطيع التقاط أنفسها، وسرعان ما استدعت الإسعاف، وخلال ساعة وجدت نفسها على جهاز التنفس الاصطناعي في المستشفى، ذلك أن خثرة دموية تسللت من ساقها ووصلت إلى رئتيها حيث أغلقت أحد أهم شريانين في الجسم : الشريان الرئوي.
إن الألم الذي شعرت به تلك السيدة هو واحد من سبعة أنواع من الآلام التي تحمل وراءها إنذاراً خطيراً والتي يجب أن نعيرها ما تستحق من اهتمام.

- الصداع القوي:
الاحتمال الأكبر هنا أن يكون الصداع نصفياً (الشقيقة)، ومن بين أعراض الشقيقة المميزة تشكّل هالات الرؤية.

لكن الصداع المفاجئ القوي قد يكون نتيجة أم دم دماغية brain aneurysm تصيب حوالي 5% من البشر، وهي عبارة عن توسع متوضع في أحد الشرايين الدموية في الدماغ، لا تُسبب عادة أية مشكلات مرضية، ولا يعلم الغالبية بوجودها، إلى أن يحدث تمزق مفاجئ في إحدى نقاط جدرانها الضعيفة، مما يؤدي إلى تسرب الدم إلى الأنسجة المحيطة فيتوقف تدفق الأكسيجن إليها، ويحدث الألم.

تزيد احتمالات حدوث هذه الحالة عند وجودها في قصص العائلة المرضية سابقاً، أو في حال التدخين.

ويسبب انفجار أم الدم الدماغية تلفاً دماغياً خلال دقائق، مما يتطلب الإسعاف فوراً، حيث يجري طبيب الجراحة العصبية مسحاً للدماغ والمناطق المحيطة به بحثاً عن موضع تسرب الدم، ومن ثم يجري جراحة فورية لإصلاح الوعاء الدموي المتهتك.

- آلام الأسنان:
يصيب عصب السن التلف بسبب تشقق السن أو تآكله، وأي تأخر في إصلاح السن يفسح المجال لبكتيريا (جراثيم) الفم كي تجد طريقها لعصب السن وأوعيته الدموية، ومن هناك تبدأ في غزو كافة الجسم، مسببة تلف أحد دسامات القلب أو تشكل خراجات في أعضاء الجسم الهامة.

ولا تتطلب الوقاية أكثر من حشوة لتغطي العصب، على أن طبيب الأسنان مضطر لإزالة العصب واستبداله بقناة جذرية بلاستيكية تحل مكان القناة الأصلية التي تملؤها الجراثيم، وتستعمل المضادات الحيوية للقضاء على أية التهابات في الفم أو ا
لجسم.

- ألم حاد في جانب البطن:
في حال ترافق هذا الألم مع الغثيان والحمى، فالأعراض تشير إلى التهابات الزائدة الدموية، ويحدث الالتهاب عادة عندما تسدّ قطعة برازية قاسية مدخل الزائدة، وسرعان ما يصيبها التهاب شديد.

إلا أن للألم سبب آخر عند النساء، فقد ينجم عن اكياس المبيض، وهي عادة ما يملؤها السائل ولاتسبب الألم وتختفي من تلقاء نفسها، لكنها قد تنفجر مسببة ألماً كبيراً.

وفي كلتا الحالتين يستدعي الألم الجراحة، إما لإزالة الزائدة الدودية الملتهبة والمعرضة للانفجار الذي يسبب تضرراً خطيراً في الأنسجة المحيطة بها، أو لاستئصال الكيس المنتفج أو المنفجر الذي قد يوقف تدفق الدم إلى المبيض في غضون ساعات، فإذا حصل هذا فلا مفر من إزالة المبيض بالكامل.

- ألم الصدر:
يشعر المرء أحياناً بألم قوي في صدره وكأن عضلات الصدر تعتصر هناك، أو يكون الألم حارقاً.. وقد ينجم الألم عن تناول الكثير من التوابل، لكن ينبغي أن لا يستبعد احتمال النوبة القلبية لا سيما عند الأشخاص المهيئين لها، وخصوصاً بوجود أعراض أخرى مثل ضيق النفس وحسّ الضغط على الصدر، والإرهاق، وألم في البلعوم أو الكتفين أو الظهر.

ولهذا فإن ألم الصدر عقب وجبة كبيرة أو حارة المذاق يعتبر طبيعياً،لكن إذا كان ألم الصدر عنيفاً وتالياً للتمارين الرياضية، فالأمر يثير الريبة باحتمال حدوث نوبة قلبية، ولابد من مراجعة غرفة الإسعاف في المستشفى عند الشعور بألم الصدر الشديد حيث يقرر الطبيب ما إذا كانت هناك حاجة لإجراء قسطرة قلبية أو الاكتفاء بالأدوية.

- ألم في البطن مع النفخة:
قد تشعر النساء بالنفخة خاصة قبيل أيام الطمث وخلالها، بيد أن تكرار هذا الألم مترافقاً مع الشعور السريع بالشبع قد يشير إلى مشكلة أخرى خطيرة، ألا وهي سرطان المبيض.

وقد أصدرت إحدى الجمعيات الأمريكية قائمة الأعراض الأخرى التي تدل على حالة سرطان المبيض، ومن بينها ألم الحوض والمعدة وصعوبات في تناول الطعام، وكثرة التبول، بحيث تتكرر الأعراض يومياً ولبضعة أسابيع.

ولا ينتشر سرطان المبيض على نطاق واسع مثل سرطان الثدي مثلاً، بيد أنه أكثر احتمالاً عند النساء اللاتي لم يسبق لهن الإنجاب، أو إذا كان ثمة إصابة في العائلة، ويشار إلى أن احتمال النجاة من هذا النوع من السرطان عالية جداً عند الكشف المبكر عنه.

- ألم في أسفل الظهر والقدمين:
إن الألم التالي لحمل الأشياء الثقيلة أو المجهود الجسدي متوقع وطبيعي، ويختفي، سواء من تلقاء نفسه أو مع استعمال مضادات الالتهابات، لكن إذا استمر الألم فقد يشير هذا إلى أن أحد الأقراص ما بين الفقرات بات يضغط على أحد الأعصاب الشوكية (الفقرية).. وقد يؤدي إهمال الألم إلى إحداث ضرر شامل ودائم للعصب الشوكي.

ويتم الكشف عن تهتك (أو فتق) الأقراص الفقرية إما بالمسح الحاسوبي أو بالمرنان، أما العلاج، فما لم يكن الألم قد تفاقم، فمن الممكن الاكتفاء بالعلاج الفيزيائي مع استعمال مواد مضادة للالتهاب غير ستيروئيدية فموية، أو مسكنات عادية، من أجل التخفيف من التهاب العصب، ولكن لابد من إجراء عملية لإزالة القرص المتهتك في حال استمر الألم وفقد المرء القدرة على الحركة لفترة طويلة.

- ألم الساقين وانتفاخهما:
قد تصبح ربلة القدم متورمة ومرتفعة الحرارة ومؤلمة جداً على الجسّ، وتكتسب اللون الأحمر أو البنفسجي على نحو واضح.. فإذا أصابت الحالة إحدى ربلتي الساق فثمة احتمال لوجود تخثر دموي في الأوردة الداخلية.. ويحدث هذا الأمر نتيجة الجلوس لفترات طويلة أثناء العمل أو السفر، فيركد الدم في الساقين وتتشكل خثرة قد تكبر حتى تسبب تورم المنطقة وألماً فيها، ويزداد احتمال هذا عند المدخنات والنساء اللاتي يتناولن أقراص منع الحمل.

ومن الأفضل أن يمتنع المرء عن تدليك الربلة لكي يحول دون انتقال الخثرة إلى الشريان الرئوي في الرئتين، وهذه حالة خطرة قد ينتج عنها توقف مرور الأوكسجين للدم.