لص تائب يتنازل عن الملايين "الحرام" .... ويبيع قصته على إشارات المرور !!!!!!!!!!!!!





جمع اللص التائب محمد راشد ملايين الجنيهات المصرية من تخصصه في سرقة الشقق الراقية بالقاهرة وانتهت رحلته في السجن، إلا أنه قرر التوبة بعد الإفراج عنه وتنازل عن الأموال والمجوهرات التي سرقها لوزارة الداخلية التي كرَّمته ومنحته رحلة حج وخصصت له كشكاً يعينه على كسب قوته من عرق جبينه.


وأصدر راشد بعد خروجه من السجن بعدة سنوات كتاباً على نفقته الخاصة يروي فيه تجربته مع السرقة والتوبة، ويقدم فيه نصائح لساكني العقارات لحمايتهم من السرقة ودوَّن رقم هاتفه لعل وسائل الإعلام تعيره الانتباه لكي يقص لأكبر عدد من الناس حكايته، أملاً في أن يكون سبباً في توبة اللصوص، وذلك حسب ما ذكر في صحيفة "الاتحاد" الإماراتية السبت 15-12-2010.

ولايزال اللص التائب يتجول في الشوارع وإشارات المرور ليوزع كتابه رغم مرور سنوات على توبته حتى أصبح بالنسبة للكثيرين في الشارع وجهاً مألوفاً بفضل البرامج التلفزيونية العديدة التي ظهر بها منذ خروجه من السجن.

وقال راشد: "أنا من مواليد 1962 بقرية العوامية مركز ساقلته في سوهاج بصعيد مصر ونشأت في أسرة تحت خط الفقر مكونة من والدي ووالدتي وستة أشقاء بينهم ثلاث بنات، لم أكمل تعليمي بعد المرحلة الرابعة في مدرسة المعلمين بسبب ظروفنا الصعبة، وبدأت معاناتنا بعد أن تركنا والدي ورحل للإقامة في القاهرة وتزوج أخرى بعد أن تحسنت ظروفه المادية، حيث كان يعمل في مجال الاستيراد والتصدير، ولكنه كان مسرفاً وبدد أمواله على الملاهي الليلية".

وأضاف: "بعد رحيل الوالد عن البيت، بدأت أبحث عن أي مصدر للحصول على المال لأسد جوعي وجوع أسرتي وكنت وقتها في الصف الأول الإعدادي، وذات يوم طرقت باب أحد جيراننا عدة مرات لكن لم يجبني أحد، فدخلت البيت ووجدت مجموعة من الدواجن في ساحته وسرقت 10 دجاجات وبعتها في سوق القرية ومرَّت السرقة بسلام، لكنها فتحت شهيتي للاستمرار في هذا النشاط".


وعن استمراره في السرقة، قال: "ذات يوم شاهدت في التلفزيون فيلماً أمريكياً بعنوان (لعبة الموت) بطولة بد سبنسر وتشارلز برونسون، ولعب فيه سبنسر دور لص محترف يتفنن في سرقة منازل الأثرياء، واستهوتني قصة الفيلم وقررت أن أتقمص شخصية البطل، وأسرق الشقق الفخمة في الأحياء الراقية بالقاهرة مثل الزمالك والدقي والعجوزة؛ لأنني كنت أعلم أن مثل هذه الأماكن لا يقطنها سوى الأغنياء، وكنت أحضر من الصعيد إلى القاهرة أثناء فترة الدراسة والإجازة الصيفية، وأسرق بعض الشقق وأعود مرة أخرى إلى مسقط رأسي وكانت الزيارة لا تزيد على يوم أو يومين".


وشرح راشد عن أول شقة سرقها، وأفاد بأن صاحبها كان أخرس، وقرر سرقة شقة في الدقي وطرق الباب لأكثر من مرة ولم يرد أحد، فاعتقد أن الشقة خالية فكسر الباب ودخل وفوجئ بشخص ضخم البنية يشبه أبطال المصارعة وأخذ في الصياح والصراخ محاولاً الإمساك به، فأسرع إلى خارج الشقة خوفاً من أن يفتك به.


وروى موقفاً طريفاً آخر تعرض له، حيث قال: "صعدت إلى شقة في أحد الأبراج الشاهقة في حي الزمالك وكسرت الباب ودخلت وأغلقت الباب خلفي وأخذت أبحث عن أموال أو مجوهرات، ولكن فوجئت بجرس الباب يدق فأحسست برهبة وشعرت بأنني وقعت في المصيدة وأسرعت إلى الحمام محاولاً الهرب عبر النافذة من خلال مواسير الصرف الصحي، إلا أنني وجدت النافذة مغلقة بأسياخ حديدية والأمر نفسه في المطبخ، ولم يكن أمامي سوى النظر من العين السحرية لباب الشقة ورأيت شخصاً رجحت أنه محصل الكهرباء. وقبل أن أفتح الباب تظاهرت بأنني صاحب الشقة وأن زوجتي بالداخل وقلت بصوت عال حتى يسمعني هذا الشخص من وراء الباب "مش قولتلك تعملي ملوخية بالأرانب النهاردة هو كل يوم محشي"، وفتحت الباب فوجدت الشخص وقلت له في عصبية "عايز إيه"، فقال لي: "أنا محصل الكهرباء يا بيه" فأخذت منه الإيصال ودفعت له القيمة المطلوبة وقدرها 68 جنيهاً، والطريف أنني لم أعثر على أي شيء يستحق السرقة في الشقة وخرجت من المولد بل حمص بعد أن دفعت من جيبي 68 جنيهاً وتركت الإيصال بالداخل".